حقيقة طفولتي....

حقيقة طفولتي
ها أنا اكتب بعض حقائقي....
اكتب عن طفولتي
ايام..مضت احسست بفراقها
اتذكر...كنت في المتوسطه....
في مراحلي الاولى
دخلت مكتبة منزلي
كالعاده..ابحث..اشاغب
حتى تأتي أمي..وتطردني
فأذهب يائساً مكتئباً الى غرفتي
يوماً من الأيام
ذهبت أمي الى جارتنا
وكأني في احلام
من فرحتي...صككت الأبواب
وذهبت طائراً إلى المكتبه..وفتحت الباب
أنظر يمين ويسار
وكأن في داخلي
شيئاً يقول ابحث عن كتاب
شدتني إحدى زواي المكتبه
هناك زوايه بعيده مليئه
ومن الكتب امتلئ الدولاب
بينها....شدني كتاب..عليه غبار
أمسكته..اتسخت يداي
ونفخت فيه..لكي يتطاير ماعليه من غبار
مسحته بيداي..فبان لي عنوان
شد احساسي وعواطفي
عنوان من كلمتين...هز في القلب نبضتين
إني أرى الكلمه الاولى صفه....
والكلمه الثانيه أسم امرأه..!
العنوان؟؟..مجنون ليلى؟؟؟
لالا..إنني أكذب عيناي...ليس صواب
فتحت عيناي..والقلب ينبض كغير عادته
وتسآئلت

كيف يكون مجنون لفتاه؟؟
ولماذا؟؟ومتى؟؟
وماقصته معها؟؟
فتحت الصفحه الاولى...
فقرأت عن قيس بن الملوّح
هل هذا هو المجنون؟
ومن التي سببت له هذا الجنون؟..
هل هي ليلى؟
فإذا بكل اعتقاداتي...
صحيحه..لاغبار عليها
أخذت الكتاب خفيه...
وضعته على صدري بقوه
لكي لايراني أحد
دخلت غرفتي ..وضعته تحت وسادتي..
تحت رأسي..
لم أعرف ماذا يخبئ لي القدر
وعندما حلّ الليل..ونام الأهل والناس..
وعيناي ياقظتان
تنتظر موعد السبات...فتحت نوراً خافتاً
وبدأت اقرأ
قصة مجنون ليلى
بدأت اقرأ وبدأ وجهي بالشحوب
وتتغير ملامحه
بدأت احس أني اقرأ شيئاً غريباً
ليس عقلي من يقرأ؟ ولا لساني؟
بل تأكدت ان قلبي هوا من يقرأ
قرأت..
أن قيس احب ليلى الى درجة الجنون

كان يحس بها وتحس فيه
كانا يسهران سوياً
وكنت اقف عند بيت من الابيات الجميله التي قالها في حبيبتة عند رحيلها
" واقبــّــل ذا الجدار وذا الجدار ...
ولا حب الديار شغفن قلبي...
ولكن حب من سكن الديار"
اقف عاجز عند هذا السطر
لااستطيع ان اصف مشاعري
فهي وان كانت لأول مره
فشعوري
كان كبير وعميق واحساس غريب
احببت هذا الإحساس
لقد كتب قيس في عشيقته ليلى القصائد...
وغنّى لها ..وعاش لها...
وكيف لم يحبها الى درجة الجنون؟
فهو قد مات على قبرها..
بعد ايام من وفاتها
مات من كثر البكاء عليها
حينها ادمعت عيناي عليهما
وانا لم أعرف الحب إلا من قصتهما
وضعت يداي على عيناي...
فأحسست بالدموع
سئلت نفسي لماذا أبكي عليهما؟
حينها عرفت أني بكيت على نهايتهما ..
على فراقهما
حينها آمنت أن الحب عظيم..
كيف لايكون عظيم؟
وقد كنت أقرأ قصتهما بقلبي
آمنت أن الحب مسكنه القلب
الفؤاد..الاحساس..صدق المشاعر
لم يتراود في ذهني حينها
أن ارى مثل قصتهما..
هل يعقل في سن الطفوله ؟
هل يعقل أن ابكي على قصة حب؟
على رحيل اثنين..عشقا..
عاشا لبعض..وماتا سوياً؟
أمسكت بالكتاب
لقد احببت هذا الكتاب العظيم بقلبي

ووضعته على طاولتي اثناء الصباح
وتحت وسادتي اثناء المساء
وصرت ابحث في المكتبات
عن مجنون ليلى
يتعجب اصحاب المكتبات..!
ويسئلوني لمن هذا الكتاب؟
فاأجيب لي أنا...
فيتهامسون ! متعجبين !
لم أعطهم بالاً

الآن وبعد رحيل سن الطفوله و"فراقها"...
أبكي دماً
اتسآئل وانا في شبابي.
.من يفعل مثلهما ؟
من يتجرأ
على قتل نفسه لأجل حبيبته من؟
من يهدي الروح الى حبيبته ويتمنى روحاً أخرى ويهديها؟

نحن في هذا الزمان..
أصبحت حيلة الانسان ضعيفه
فلم أجد غير اللسان مكابراً
والدمع على الخد سائلاً
والجروح كثيره انواعاً واشكالاً
والبسمه ليلاً ونهاراً
والاشواق تعددت اشواقاً
فضاع الاحساس الصادق
وصمت القلب ينتظر النهايه..وهوا لم يبدأ
ولكن في اقسى الظروف في هذا الزمان
يتخلى الحبيب عن حبيبته
تحت اسم اقصى الظروف

آمنت الآن أن الحب مات
وأن حب زماننا مجرد سحابه
نعم سحابه
سحابه تمر على ديار قيس وليلى
وتمر على قبرهما
وتحمل في زوايها..همسة حب ..
واشواق..وروعة الاحساس
فتمر على عاشقين " عاشق وعاشقه"
فتظلل عليهما...
وتحجب عنهما هموم الحياة..
وتنير لها حياة اخرى
يعشقان بعضهما..ويحبان بعظهما..
الى أن يصلا الى درجة الجنون
فتنسحب السحابه...
وتضئ لهما حقيقة حبهما...
ان فيه شوائب
فيه عدم صفاء القلب
تنسحب السحابه..ساخره منهما
تنسحب قائله:
رحماك قيس
رحماكي ليلى
وتذهب مع الريح..الى عاشقين آخرين
ويذهب حبهما في ظلام هذا الزمان..
ومتاهاته
وحينها يؤمن كل منهما...أن الحب مات
مات على يد مجنون ليلى

قيس وليلى
_________اروع جريمه ارتكبها قيس وليلى في حق زماننا_____