إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
سجال حول مفهوم "الوطنية" تثيره طريقة تحية العلم التونسي الجد
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سجال حول مفهوم "الوطنية" تثيره طريقة تحية العلم التونسي الجد
يعيش الشارع التونسي والأسرة التربوية هذه الأيام حالة من التوتر و"الغليان الداخلي" على إثر الإصلاحات الجديدة التي أدخلتها وزارة التربية والتكوين على النظام المدرسي الإعدادي والثانوي للعام الدراسي الجديد 2010 – 2011، وكانت 6 آلاف مؤسسة تعليمية في تونس فتحت أبوابها يوم 15 أيلول (سبتمبر) الجاري لاستقبال حوالي مليوني تلميذ وتلميذة.
وأثار إجراء التخلي عن تحية العلم داخل ساحة المعهد بشكل جماعي والانفراد بها داخل الأقسام، إلى جانب استحداث ميثاق تحية العلم ووضع اليد على الصدر أثناء النشيد الوطني، حفيظة النقابة العامة للتعليم الثانوي في تونس التي اعتبرت في بيان احتجاجي لها هذه الطريقة المستحدثة "إجراء شكليا يحصر الوطنية في تغيير المكان ويسيء لصورة المربي ولعلاقته بالتلميذ".
كما دعت إلى"المراجعة الجذريّة للبرامج والمناهج المعتمدة وإعادة الاعتبار إلى مسألة المعرفة ولكل ما يرمز للوطن من لغة وثوابت بوصفها السبيل الحقيقي لتنمية الحس الوطني للمتعلمين وتجذيرهم في محيطهم العربي".
واعتبر الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي سامي الطاهري في تصريحه أن هذا الإجراء يعد إجراء "غريبا" و "شاذا" لايوجد حتى في الدول التي مازلت ترزح تحت وطأة الاستعمار (على حد تعبيره).
واستنكر تصرف بعض المسؤولين في وزارة التربية الذين أقدموا على إزالة العلم من على "السواري" المنصوبة في ساحات المعاهد كإجراء تعسفي لتطبيق قرارهم، مؤكدا أن أولى أيام العودة المدرسية والتي انطلقت يوم 15 سبتمبر الجاري سجلت حالات من التذمر والرفض بين الأساتذة والتلاميذ لهذه الطريقة الجديدة في تحية العلم حتى أن البعض (حسب قوله) وقع في صدام مع التلاميذ حول مسألة وضع اليد على الصدر مما ساهم في تحول لحظة تحية العلم إلى "سخرية وهرج".وهو مانبهت إليه النقابة سابقا.
ولوح الكاتب العام بإضراب قطاعي للأساتذة في كامل تراب الجمهورية في حال استمر الأمر على ماهو عليه أمام إقفال الوزارة باب الحوار مع نقابة التعليم الثانوي ورفضها التجاوب مع مطالبها.
معتبرا ممارسة بعض مديري المؤسسات التربوية ضغوطات على الأساتذة فيما يتعلق بقضية تحية العلم داخل الأقسام سلوكا "استفزازيا" و"تحريضيا" من الوزارة.
مؤكدا على إصرار النقابة على مطلبها في عودة العلم لهيبته ومكانه الطبيعي في بهو ساحة المعهد وبحضور جميع أعضاء الأسرة التربوية.
كما اعتبر الطريقة الحالية لتحية العلم داخل القسم حدت من تواجد المدير والقيم العام في كل الأقسام، ويتساءل في هذا الإطار إن كان هؤلاء غير معنيين "بالوطنية"؟؟؟. شأنهم شأن التلاميذ والأساتذة.
من جانبه يرى الصحافي والباحث في علوم الاتصال منجي الخضراوي أن تنمية الحس الوطني لدى الناشئة لا تتم عبر المظاهر الشكلية وطقوس تحية العلم وإنما ترتبط أساسا ببرامج التدريس والتعليم، وكل مايقدم في وسائل الإعلام.
معتبرا مسألة الوطنية ممارسة يومية وغير محددة بزمان أو بمكان ويرى أن ترسيخ الوطنية لدى التلاميذ يتم منذ السنة الأولى لدخولهم المدرسة عبر تقديم نصوص تتعلق بالتمسك بالأرض والعدالة الاجتماعية ومناهضة الاستعمار وجميع أشكال الاستبداد، لا بإفراغ جميع البرامج التعليمية من محتواها وإقصاء بعض النصوص الخاصة بأشكال الدولة أو الحكم أو أن تتحول مادة التاريخ والجغرافيا إلى نشاط تكويني فحسب.
خاتما قوله إن العلم يبقى في القلب قائلا:"لا بد أن نفصل بين الوطن والدولة لابد أن نفهم أن تونس ليست أشخاصا بل هي الكل تاريخا وجغرافيا ولغة ودينا وحتى أسطورة". ويضيف :"لا بد أن نحبب أطفالنا في الوطن لا أن نفرض عليهم حب الوطن".
وكان رصد آراء بعض التلاميذ حول هذه الطريقة الجديدة لتحية العلم حيث أعرب غالبية من تحدثنا إليهم عن استهجانهم للطريقة الجديدة وعدم شعورهم بأي "حس وطني" مؤكدين على ضرورة عودة العلم لمكانه الطبيعي في بهو ساحة المعهد وبحضور جميع أفراد الإطار التربوي وكل التلاميذ.
فراغ قيمي
ويرجع الباحث في علم الاجتماع التربوي طارق بلحاج محمد تراجع إحساس الانتماء لدى الناشئة "بالفراغ القيمي" الذي يعيشه أبناؤنا وغياب القدوة المؤثرة والمثل الأعلى المغري والخلط الحاصل في الأذهان لدى شريحة واسعة من المجتمع بين الوطنية بمفهومها الحقيقي الأصيل(كموقف وإحساس وتربية) ومفهوم الوطنية المفرغ من أي محتوى والمرتبط بالشكليات فقط.
ويرى أن الوطنية تحولت في الآونة الأخيرة إلى موضوع للمزايدات وما أدل على ذلك من تفشي خطابات التخوين الرائجة لدى الفرقاء السياسيين وهو ما يجعل الشاب يحتار من يصدق من هذه الأطراف، وهذا ما يجعله يزهد في التشبع بهذه القيمة إذ يعتبرها نوعا من "وجع الرأس".
ويضيف قائلا:" حين تقتصر الوطنية على المباريات الرياضية والمناسبات الوطنية وطقوس تحية العلم ولا تتعدى أن تكون مجرد خطاب إعلامي رسمي وليس قيمة جامعة بين جميع أفراد المجتمع مهما كان سنهم ومستواهم وجهتهم، فهذا دليل على وجود مشكل حقيقي في الأذهان وفي الواقع، ففي ذلك إفراغ لهذا المفهوم من مضامينه الأصلية ووضعه في إطار لا يليق به"
مشيرا في الختام أنه لابد من إعادة النظر في البرامج الرسمية الدراسية وطريقة التعامل مع المناسبات الوطنية لترتقي إلى مضامين أكثر حياة وأكثر واقعية بعيدا عن الشكليات والطقوس الشعائرية.
يذكر أن قضية "الوطنية والانتماء وحب العلم المفدى" طرحت في وقت سابق عبر البرامج الرياضية في وسائل الإعلام التونسية في أعقاب مشاركة المنتخب التونسي لكرة القدم المخيبة للآمال في كأس إفريقيا للأمم بأنغولا ووجهت الجماهير التونسية للاعبين والمدرب فوزي البنزرتي أنذاك تهمة التقصير في "رفع راية تونس" وضعف "الحس الوطني" خاصة بعد أن أثبت بعض لاعبي المنتخب المحترفين في أوروبا عدم حفظهم للنشيد الوطني التونسي.
وأثار إجراء التخلي عن تحية العلم داخل ساحة المعهد بشكل جماعي والانفراد بها داخل الأقسام، إلى جانب استحداث ميثاق تحية العلم ووضع اليد على الصدر أثناء النشيد الوطني، حفيظة النقابة العامة للتعليم الثانوي في تونس التي اعتبرت في بيان احتجاجي لها هذه الطريقة المستحدثة "إجراء شكليا يحصر الوطنية في تغيير المكان ويسيء لصورة المربي ولعلاقته بالتلميذ".
كما دعت إلى"المراجعة الجذريّة للبرامج والمناهج المعتمدة وإعادة الاعتبار إلى مسألة المعرفة ولكل ما يرمز للوطن من لغة وثوابت بوصفها السبيل الحقيقي لتنمية الحس الوطني للمتعلمين وتجذيرهم في محيطهم العربي".
واعتبر الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي سامي الطاهري في تصريحه أن هذا الإجراء يعد إجراء "غريبا" و "شاذا" لايوجد حتى في الدول التي مازلت ترزح تحت وطأة الاستعمار (على حد تعبيره).
واستنكر تصرف بعض المسؤولين في وزارة التربية الذين أقدموا على إزالة العلم من على "السواري" المنصوبة في ساحات المعاهد كإجراء تعسفي لتطبيق قرارهم، مؤكدا أن أولى أيام العودة المدرسية والتي انطلقت يوم 15 سبتمبر الجاري سجلت حالات من التذمر والرفض بين الأساتذة والتلاميذ لهذه الطريقة الجديدة في تحية العلم حتى أن البعض (حسب قوله) وقع في صدام مع التلاميذ حول مسألة وضع اليد على الصدر مما ساهم في تحول لحظة تحية العلم إلى "سخرية وهرج".وهو مانبهت إليه النقابة سابقا.
ولوح الكاتب العام بإضراب قطاعي للأساتذة في كامل تراب الجمهورية في حال استمر الأمر على ماهو عليه أمام إقفال الوزارة باب الحوار مع نقابة التعليم الثانوي ورفضها التجاوب مع مطالبها.
معتبرا ممارسة بعض مديري المؤسسات التربوية ضغوطات على الأساتذة فيما يتعلق بقضية تحية العلم داخل الأقسام سلوكا "استفزازيا" و"تحريضيا" من الوزارة.
مؤكدا على إصرار النقابة على مطلبها في عودة العلم لهيبته ومكانه الطبيعي في بهو ساحة المعهد وبحضور جميع أعضاء الأسرة التربوية.
كما اعتبر الطريقة الحالية لتحية العلم داخل القسم حدت من تواجد المدير والقيم العام في كل الأقسام، ويتساءل في هذا الإطار إن كان هؤلاء غير معنيين "بالوطنية"؟؟؟. شأنهم شأن التلاميذ والأساتذة.
من جانبه يرى الصحافي والباحث في علوم الاتصال منجي الخضراوي أن تنمية الحس الوطني لدى الناشئة لا تتم عبر المظاهر الشكلية وطقوس تحية العلم وإنما ترتبط أساسا ببرامج التدريس والتعليم، وكل مايقدم في وسائل الإعلام.
معتبرا مسألة الوطنية ممارسة يومية وغير محددة بزمان أو بمكان ويرى أن ترسيخ الوطنية لدى التلاميذ يتم منذ السنة الأولى لدخولهم المدرسة عبر تقديم نصوص تتعلق بالتمسك بالأرض والعدالة الاجتماعية ومناهضة الاستعمار وجميع أشكال الاستبداد، لا بإفراغ جميع البرامج التعليمية من محتواها وإقصاء بعض النصوص الخاصة بأشكال الدولة أو الحكم أو أن تتحول مادة التاريخ والجغرافيا إلى نشاط تكويني فحسب.
خاتما قوله إن العلم يبقى في القلب قائلا:"لا بد أن نفصل بين الوطن والدولة لابد أن نفهم أن تونس ليست أشخاصا بل هي الكل تاريخا وجغرافيا ولغة ودينا وحتى أسطورة". ويضيف :"لا بد أن نحبب أطفالنا في الوطن لا أن نفرض عليهم حب الوطن".
وكان رصد آراء بعض التلاميذ حول هذه الطريقة الجديدة لتحية العلم حيث أعرب غالبية من تحدثنا إليهم عن استهجانهم للطريقة الجديدة وعدم شعورهم بأي "حس وطني" مؤكدين على ضرورة عودة العلم لمكانه الطبيعي في بهو ساحة المعهد وبحضور جميع أفراد الإطار التربوي وكل التلاميذ.
فراغ قيمي
ويرجع الباحث في علم الاجتماع التربوي طارق بلحاج محمد تراجع إحساس الانتماء لدى الناشئة "بالفراغ القيمي" الذي يعيشه أبناؤنا وغياب القدوة المؤثرة والمثل الأعلى المغري والخلط الحاصل في الأذهان لدى شريحة واسعة من المجتمع بين الوطنية بمفهومها الحقيقي الأصيل(كموقف وإحساس وتربية) ومفهوم الوطنية المفرغ من أي محتوى والمرتبط بالشكليات فقط.
ويرى أن الوطنية تحولت في الآونة الأخيرة إلى موضوع للمزايدات وما أدل على ذلك من تفشي خطابات التخوين الرائجة لدى الفرقاء السياسيين وهو ما يجعل الشاب يحتار من يصدق من هذه الأطراف، وهذا ما يجعله يزهد في التشبع بهذه القيمة إذ يعتبرها نوعا من "وجع الرأس".
ويضيف قائلا:" حين تقتصر الوطنية على المباريات الرياضية والمناسبات الوطنية وطقوس تحية العلم ولا تتعدى أن تكون مجرد خطاب إعلامي رسمي وليس قيمة جامعة بين جميع أفراد المجتمع مهما كان سنهم ومستواهم وجهتهم، فهذا دليل على وجود مشكل حقيقي في الأذهان وفي الواقع، ففي ذلك إفراغ لهذا المفهوم من مضامينه الأصلية ووضعه في إطار لا يليق به"
مشيرا في الختام أنه لابد من إعادة النظر في البرامج الرسمية الدراسية وطريقة التعامل مع المناسبات الوطنية لترتقي إلى مضامين أكثر حياة وأكثر واقعية بعيدا عن الشكليات والطقوس الشعائرية.
يذكر أن قضية "الوطنية والانتماء وحب العلم المفدى" طرحت في وقت سابق عبر البرامج الرياضية في وسائل الإعلام التونسية في أعقاب مشاركة المنتخب التونسي لكرة القدم المخيبة للآمال في كأس إفريقيا للأمم بأنغولا ووجهت الجماهير التونسية للاعبين والمدرب فوزي البنزرتي أنذاك تهمة التقصير في "رفع راية تونس" وضعف "الحس الوطني" خاصة بعد أن أثبت بعض لاعبي المنتخب المحترفين في أوروبا عدم حفظهم للنشيد الوطني التونسي.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: سجال حول مفهوم "الوطنية" تثيره طريقة تحية العلم التونسي الجد
مشكور على نقل الاخبار السياسيه المتفرقه
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 58
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
مواضيع مماثلة
» مصطلاحات في غناوي العلم والشتاوي ادخل لتعرف معناها
» "الرب" آخر حلقات سجال رومني وأوباما
» سجال وشهادات بمحاكمة قاتل الشربيني
» سجال ليبي بريطاني حول المقرحي
» سجال بشأن التحالف الوطني بليبيا
» "الرب" آخر حلقات سجال رومني وأوباما
» سجال وشهادات بمحاكمة قاتل الشربيني
» سجال ليبي بريطاني حول المقرحي
» سجال بشأن التحالف الوطني بليبيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR