سكان «الدواسر» يتجرعون الفقر..

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2010-10-13, 3:46 pm

علامات الفقر بادية على زوايا حي الدواسر

سوء التخطيط اسفر عن منازل متلاصقة

سكان «الدواسر» يتجرعون الفقر.. و«الضمان» يطالبهم بـ«الصبر الجميل»

العوض :منزلي تعرض للسرقة عدة مرات من قبل لصوص من داخل الحي

إبراهيم اللويم ـ الدمام

تنهال قصص الفقر والفاقة على لسان سكان حي الدواسر العتيق في الدمام، هذا الحي الذي هجره غالبية سكانه السعوديين قبل نحو نصف قرن، تاركينه لأسر سعودية أخرى، لم تساعدها ظروفها على الفرار منه، فاستوطنته عمالة آسيوية «معدمة»، رأت فيه مكاناً مناسباً للعيش فيه، بجانب جيران سعوديين، يشاركونهم معاناة الفقر..
حي الدواسر، الذي يتجاوز تاريخه 80 عاماً، لا تقتصر مشكلاته على عمليات السطو، والمنازل الآيلة للسقوط، وسوء التخطيط، وضعف الخدمات البلدية، وإنما تتواصل إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، ولكن يبقى الفقر، القضية الأخطر، التي يحذر منها سكان الحي، ويتهمون الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية، بأن مواقفها وأداءها مازالت دون المستوى.
ست بنات
بداية الجولة، كانت مع أرملة تدعى «أم بدر»، التي فقدت زوجها منذ ما يقارب 10 سنوات، ولديها ست بنات، يعشن داخل بيت شعبي متواضع، يفتقد لمقومات الحياة البسيطة.
ولا تملك أسرة «أم بدر» سوى دخل شهري، يبلغ 800 ريال، يصرفه لها الضمان الاجتماعي، تقول المرأة: إنه لا يكفي سوى بضعة أيام من الشهر. وتقول: «أعيش مع بناتي بمفردنا داخل هذا البيت الشعبي، ولا يوجد من يعيلنا بعد رحيل زوجي، حتى ابني الوحيد الذي يعمل موظفاً في أحد القطاعات العسكرية في المنطقة الشمالية، لا يقدم لنا أية مساعدات، ليس لسبب سوى أنه يعاني من ظروف مادية صعبة، ولا نجد مفراً من أن نعيش على ما نحصِّله من إعانات».
200 ريال
وتضيف أم بدر «:ظروفنا المادية والاجتماعية صعبة للغاية، فبعد وفاة زوجي، صرنا نعاني حياة البؤس والعوز، مما جعلني غير قادرة على تحمل المزيد»، مشيرة إلى أنها «لا أستطيع توفير أبسط المتطلبات الحياتية لبناتي، ومن هنا، تقدمت لطلب إعانة إلى إحدى الجمعيات الخيرية كي تعينني على مواجهة هذه الظروف، وتم تخصيص مبلغ لا يتجاوز 200 ريال، يتم صرفها في صورة كوبونات شراء من المراكز التموينية في نهاية كل شهر، وأحياناً لا يصرف هذا المبلغ».

منزل متهالك
أمّا ناصر بلال (75عاماً) ،والذي يملك دخلاً «هزيلاً» بعد تقاعده، من إحدى الشركات الخاصة، يقول: «أتقاضى راتباً لا يتعدى 1750 ريالاً، ومنزلي متهالك، ورغم ذلك إيجاره السنوي يبلغ 14 ألف ريال، وعدد أفراد أسرتي التي أعيلها 8 أفراد، جميعهم يعيشون تحت سقف واحد».
ويصف بلال حالته المادية «لا أملك ما يسد رمق أسرتي»، موضحاً «الراتب التقاعدي غير كافٍ بالمرة، وتقدمت لإحدى الجمعيات الخيرية لمساعدتي، وتم رفض طلبي، باعتبار أنني أتقاضى راتباً تقاعدياً»، مؤكداً أن «هذا الراتب لا يكفي حتى لمدة 10 أيام، فكيف يمكنني العيش بقية الشهر من دون ريال واحد في جيبي، أنفقه على أبنائي»، موضحاً «هذا الوضع جعل زوجتي تلجأ لطلب المساعدات من الأهل والجيران الذين لم يتوانوا في تقديم يد العون لنا».
يطبقون اللوائح
بدأت «أم وحيد» حديثها بذرف الدموع رغم أنها متزوجة، وتقول: «زوجي هجرني منذ 18عاماً مع ابنتي المطلقتين، وابني، وأعاني الأمرين في توفير لقمة عيش أبنائي الأربعة، الذين بقوا معي، وظروفنا المعيشية صعبة لا تطاق، ورغم ذلك لم يقدم الضمان الاجتماعي أية مساعدات لنا، لمواجهة مصاعب الحياة، بحجة أنني لست مطلقة»، مضيفة: «حاولت كثيراً إقناع مسؤولي الضمان بأن زوجي هجرني منذ 18 عاماً، وهذا يستدعي أن أحصل على إعانة شهرية من الضمان، فيعتذرون بأنهم يطبقون اللوائح التي تمنع مساعدة امرأة متزوجة، ولا أجد منهم سوى النصيحة بالصبر الجميل على ما أعانيه»، موضحة، «حتى الإيجار السنوي الذي ندفعه في مسكننا المتواضع، ويصل إلى 12 ألف ريال، أوفره من الإعانة التي تصرف لبناتي المطلقات، والتي لم تتجاوز 850 ريالاً شهرياً لكل منهما».
غير مطلقة
وتواصل أم وحيد حديثها «غالباً لا أجد في يدي ما يمكنني من سداد فاتورة الكهرباء، فأضطر أن أستدين من الأهل والمعارف، كي أسدد ثمن الفاتورة، حتى تتراكم علي الديون، ولكنها تراكمت إلى أن وصلت إلى عشرة آلاف ريال، ما جعلني ألجأ إلى جمعية خيرية، ربما تساعدني بصرف مبلغ يعينني على مواجهة هذه الظروف، واصطحبت معي ما يثبت فقري، ورغم ذلك رفضت الموظفة المختصة في الجمعية الاعتراف بهذه الاثباتات، بحجة أنني غير مطلقة، وأن علي إحضار إثبات طلاقي كي تتم مساعدي».
أهل الخير
وتتساءل أم وحيد، «كيف يمكنني أن أثبت أنني فقيرة ومحتاجة إلى مساعدة عاجلة من الجمعية، التي لديها علم بحالي، وتعلم أن زوجي يرفض أن يمنحني حريتي في الطلاق»، مضيفة: «لم أجد بداً من الإبقاء على هذه الحالة الصعبة التي أعيشها أنا وأبنائي، وننتظر كل يوم من يُحسِن ويعطف علينا، سواء من جيراننا أو أهل الخير، فيقدمون لنا مساعدات، تكثر وتنقص بحسب الظروف والأحوال».
وتمنت «أم وحيد» مساعدتها في إيجاد عمل لأبنائها العاطلين عن العمل في الحصول على وظيفة مناسبة لهما، كي يتمكنوا من مساعدة بقية أفراد الأسرة على المعيشة، وتحمل بعض النفقات».
جهات حكومية
ويرقد محمد الدنيني (62عاماً) على فراش المرض، منذ ما يقارب 20 عاماً، بعد تعرضه لجلطة دماغية، أصابته بالشلل النصفي. ويسكن الدنيني مع زوجته وابنهما في بيت شعبي، بإيجار سنوي يصل 12 ألف ريال، ويقول الرجل: «أنا متقاعد من إحدى الجهات الحكومية، وأتقاضى راتباً لا يتجاوز 2400 ريال».
فيما تقول زوجته: «نعيش حالة من الفقر منذ ما يقارب 25 عاماً، وسبب تدهور حالتنا، هو العجز الذي أصاب زوجي، بعد تعرضه لجلطة، فتحملت وصبرت على هذا الوضع، على أمل ان يعوضني ابني الأكبر السنين المرة التي مرت علينا»، مضيفة: «ولكن هذا الابن، لا يمكنه ذلك، فراتبه لا يكفي، خاصة أنه يريد الزواج».
وتضيف: «بسبب الوعود التي سمعتها عن الجمعيات الخيرية، والتعقيدات التي تضعها أمام الأسر الفقيرة، واقتصار دورها على شهر رمضان، بصرف بعض المساعدات، أما بقية شهور العام، فحدث ولا حرج، مما جعلني أصرف النظر عن هذه الجمعيات، ولا أنتظر منها أية مساعدات».
إعانة الضمان
ويعاني عبدالله العوض (30 عاماً) من اضطرابات نفسية، ويعيش مع زوجته وولديه اللذين ما زالا صغاراً في بيت متهالك، يفتقد لكثير من مقومات الحياة، ويقول: «لا يصرف لأبنائي سوى إعانة من الضمان الاجتماعي فقط، والمنزل الذي نسكنه، تعرض مرات عدة للسرقة من قبل لصوص داخل الحي، سواء من الأجانب أو السعوديين».

من طرف ولد الجبل 2010-10-13, 6:08 pm

لكم الله يا سكان هذا الحي وامثاله في مجتمعات النفط ..........موضوع محزن .. ويفضح أرقام الميزانيات التي تذاع في النشرات ويتفاخر بقيمة الانفاق ... فأين حصة هؤلاء الفقراء يا أمراء .....اشكرك