سيف الدين سبيعي : كل أعمال البيئة الشامية كذب وتلفيق وتجميل

من طرف **زهرة اللوتس** 2010-12-09, 7:09 am

سيف الدين سبيعي : كل أعمال البيئة الشامية كذب وتلفيق وتجميل لهذه المرحلة

سيف الدين سبيعي : كل أعمال البيئة الشامية كذب وتلفيق وتجميل Sef_d_sbe3y

"بالرغم من تطور الرقابة إلا أنها لن تنتهي ولن نتمكن من قول كل ما نفكر به"
قال الفنان السوري سيف الدين السبيعي إن "ما تقدمه الشاشات السورية والعربية على أنه دراما "بيئة دمشقية" ليس له علاقة لا من بعيد ولا من قريب بهذه البيئة", لافتا إلى أن "كل ما يقدم عبارة عن كذب وتلفيق وتجميل لهذه المرحلة".

وأضاف سبيعي في لقاء مع صحيفة "القدس العربي" أن "كافة مسلسلات البيئة الشامية ابتداء من "أيام شامية" وانتهاء "بأهل الراية" و "باب الحارة" لا تنتمي للبيئة الدمشقية بأي شكل، كل ما جاء في هذه الأعمال هو عبارة عن تلفيق وكذب وتجميل لهذه المرحلة، لا شكل الحارات الدمشقية ولا العلاقات الاجتماعية كان هكذا".

وأشار المخرج السبيعي إلى أن "هذه الأعمال سوقت لنمط معين من الحياة والتعامل حتى أصبحت لدى المواطن العربي صورة عن مجتمع مرهون بسياسة وأسلوب خاص من العادات والأعراف غير الموجودة أصلاً"".

وأوضح الفنان السوري أن "البيئة الدمشقية الحقيقية التي ينتمي إليها هي البيئة الغنية بالثقافات والتاريخ والمنفتحة على بعضها البعض"، لافتا إلى أنه "بعارض الشكل الذي يتم فيه عرض المجتمع الدمشقي".

ونوه السبيعي إلى أنه "قام بمشروع معاكس لتصوير البيئة الدمشقية على حقيقتها لكنه للأسف لم يأخذ فرصة للظهور لأنه أنتج من قبل شركة أُوربت التي لها محطاتها الخاصة المشفرة لم يعرض إلا عليها"، موضحا أن "هذا المشروع تمثل بالحصون الشامية وبأجزائه الثلاثة قدمت دمشق كمدينة تاريخية، وحالة مجتمع حقيقية، من خلالها سيتمكن الجمهور التمييز بين دمشق المتخيلة عبر قنوات متخلفة وبين دمشق الحقيقية.

في سياق آخر، وفيما يتعلق بالرقابة المفروضة على الأعمال التلفزيونية بمختلف أنواعها وما هي حدود هذه الرقابة، أوضح السبيعي أن "صف الرقابة في سورية يتطور عاما بعد عام والرقابة الفكرية والاجتماعية وحتى الدينية بدأت تخف تدريجيا وهو ما ظهر واضحا وجليا في بعض الأعمال السورية التي تناولت مواضيع حساسة".

واستدرك سيف الدين السبيعي بالقول إنه "على الرغم من أن "الهامش الرقابي يتطور إلا أنه لن ينتهي أبدا خاصة في دولنا، حيث لا توجد حرية مطلقة للفكر، فنحن لا نستطيع فعل وقول كل ما يخطر لنا من أفكار، ولكننا نتعامل مع صف الرقابة بليونة".

ووصف السبيعي "كتاب الدراما والمخرجين بالمتسابقين في سباق الحواجز، أي لديهم سباق طويل يجب أن يتجاوزوه بأسرع وقت وبطريقة سليمة وتحاشي وقوع الحوادث، ويوما بعد يوم نتطور بهذا السباق"، موضحا أن الرقابة لا تنتهي في بلدان العالم الثالث، إنها موجودة دوماً بكل الأشكال وعلى الفرد أن يجد الصيغة المثلى للتعامل معها".

وعن المشكلات التي تواجهها الدراما السورية في الوقت الحالي، قال الفنان سيف الدين السبيعي إن "الدراما السورية تواجه مشكلة كبيرة، وهي التوزيع والتسويق، فسوق الخليج الذي تعتمد عليه الدراما السورية بدأ يخف طلبه عليها، وذلك لعدة أسباب منها دخول الدراما الخليجية التي تثبت نفسها يوماً بعد يوم، بالإضافة لعامل دخول الدراما التركية التي صارت تسمى في المحطات الخليجية بالدراما السورية لأنها ناطقة باللهجة السورية، فأصبحت تأخذ حيزا من سوق الدراما السوري".

وأشار السبيعي إلى أن "الحل يجب أن يتمثل بإنشاء محطات سورية خاصة تستوعب سوق الإنتاج السوري حتى يبقى هناك ناتج الدراما كما حدث في مصر، وهذه المشكلة التي نواجهها قد تتفاقم في السنوات القادمة ما لم نقم بإيجاد حل وطني محلي بحت لدعم هذه القضية".

وفيما يتعلق بحياته الخاصة وكيف يتم التعامل بين بعضهم البعض خاصة أنهم عائلة ذو تاريخ فني عريق، لفت السبيعي إلى أن "الحوار بينه وبين زوجته الفنانة سلافة معمار يتم بشكل راقي لأن كل شخص لديه مشروع فني قبل أن يتم الارتباط فيما بينهما".

وبالنسبة لابنته قال الفنان والمخرج سيف الدين السبيعي"لن أوجه ابنتي لشيء، فكل ما يمكنني أن أفعله حالياً هو أن أُعلمها الموسيقى وهو الشيء الذي لم أتعلمه وأنا صغير، وبالنهاية هي حرة باختياراتها وهذا قرارها. فأنا احترمت فكرة أن يسمح لي أهلي أن أفكر كما أرغب وأن أختار الطريق الذي أريده، وحتماً سأفعل الشيء المشابه مع ابنتي".

يذكر أن الفنان سيف الدين سبيعي ولد وسط عائلة فنية, حيث كان لوالده الفنان رفيق السبيعي تأثير كبير على حياته وعلى نشأته منذ صغره, وعلي الرغم من دراسته لإدراة الأعمال في جامعة دمشق والتي تخرج منها عام 1991 إلا انه لم يتمكن من الابتعاد عن الفن ليبدأ أولى خطواته عام 1993 بمسلسل (بسمات الحزن), كما شارك في بطولة العمل الكوميدي (مرايا) منذ عام 1995, ثم اتجه بعدها إلى الإخراج وقام بإخراج مجموعة من الأعمال الهامة من بينها (جوز الست), (الإمام الشافعي), (عن الخوف والعزلة).