إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
دمعة على مصر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
دمعة على مصر
عندما ظهر الرئيس حسني مبارك في غرفة عمليات القوات المسلحة المصرية امس، لم يكن يشبه مومياء فرعونية قديمة، ولا كان يتمثل بأي من رموز مصر على امتداد تاريخها الطويل. بدا غريبا بعض الشيء على الشخصية المصرية، الحاكمة او المحكومة. كان اقرب الى رجل لا ينتمي الى وادي النيل ولا الى اي من سكانه. اعاد ظهوره الى الاذهان صورة نيرون وهو يحرق روما ويراقب ألسنة اللهب. كان طاغية بكل ما للكلمة من معنى، لم تعرفه مصر يوما ، بل عرفته ولا تزال تعرفه دول متعددة في العالمين العربي والاسلامي، وفي العالم الثالث كله.
وعندما أصر الشعب المصري بعد مشاهدة مبارك على التلفزيون، على المضي قدما في التظاهر والاحتجاج، والمطالبة بعزله من منصبه، فإنه كان ايضا يخالف تاريخه: هي المرة الاولى في خلال اكثر من اربعة آلاف سنة من عمر الدولة المصرية المركزية، التي يخرج فيها المصريون في ثورة شعبية حقيقية للاطاحة بالحاكم الذي لم يسقط يوما الا بالاغتيال الفردي او الموت الطبيعي الذي يدركه قبل ان يدركه حراسه الشخصيون او ضباط جيشه الغاضبون. هو افتراق عن التراث السياسي المصري، قد يجد تفسيره في الاحساس العام بانحطاط السلطة الى مستوى لم يسبق له مثيل.
لم يكن مبارك الذي ظهر في غرفة العمليات العسكرية الرجل نفسه الذي كان يمكن حتى الامس ان يكتب عنه التاريخ انه الاقل عنفا من بين جميع حكام وادي النيل. كان سجله نظيفا نسبيا، حتى مع اشد معارضيه، الذين كان يرميهم في السجن او في المنفى، بأعداد ادنى بكثير من سلفيه الجمهوريين ومن اسلافه الملوك والامراء والخلفاء، ثم يعفو عنهم بعد انتهاء المواسم الانتخابية او السياسية الحرجة. كان ينأى بنفسه عن الدم والنار، وكان ينسبها الى الضرورة القصوى والاجهزة الامنية الاقصى. كان ابسط واكثر سذاجة من ان يفكر في الثأر او الرد ، حتى على اعداء الوطن المصري وخصومه الخارجيين، الذين اخترقوه او تطاولوا عليه او مسوا كرامته في السنوات الثلاثين الماضية.
هي سابقة استثنائية في التاريخ المصري، ان يساهم الحاكم في صنع سلطة فارغة وفاسدة الى هذا الحد، واجتماع متوتر ومضطرب الى هذا الحد، وعشوائيات غاضبة وحاقدة الى هذا الحد... وان يقرر ببرودة اعصاب مخيفة ان يدعو الجميع الى الصدام في ما بينهم، كي يتفرج من قصره او من غرفة عملياته، على حريق القاهرة وخراب مصر بشكل لا يمكن ان يقبل به الا رجل خرف او مشبوه، لا يتمتع بأي حس من المسؤولية، ولا يقدّر عواقب مثل هذه الكارثة الكبرى على نفسه وعائلته وحرسه وجميع افراد حاشيته، الذين لن يجدوا بلدا يؤويهم او دولة يفرون اليها.
مثل هذا الخراب الرهيب الذي يسببه مبارك ويستمتع بمراقبته مع ضباطه المخلصين، كان متوقعا في جميع الدول التي يحكمها طغاة، الا مصر... التي لا تستدرج اليوم سوى الدموع.
وعندما أصر الشعب المصري بعد مشاهدة مبارك على التلفزيون، على المضي قدما في التظاهر والاحتجاج، والمطالبة بعزله من منصبه، فإنه كان ايضا يخالف تاريخه: هي المرة الاولى في خلال اكثر من اربعة آلاف سنة من عمر الدولة المصرية المركزية، التي يخرج فيها المصريون في ثورة شعبية حقيقية للاطاحة بالحاكم الذي لم يسقط يوما الا بالاغتيال الفردي او الموت الطبيعي الذي يدركه قبل ان يدركه حراسه الشخصيون او ضباط جيشه الغاضبون. هو افتراق عن التراث السياسي المصري، قد يجد تفسيره في الاحساس العام بانحطاط السلطة الى مستوى لم يسبق له مثيل.
لم يكن مبارك الذي ظهر في غرفة العمليات العسكرية الرجل نفسه الذي كان يمكن حتى الامس ان يكتب عنه التاريخ انه الاقل عنفا من بين جميع حكام وادي النيل. كان سجله نظيفا نسبيا، حتى مع اشد معارضيه، الذين كان يرميهم في السجن او في المنفى، بأعداد ادنى بكثير من سلفيه الجمهوريين ومن اسلافه الملوك والامراء والخلفاء، ثم يعفو عنهم بعد انتهاء المواسم الانتخابية او السياسية الحرجة. كان ينأى بنفسه عن الدم والنار، وكان ينسبها الى الضرورة القصوى والاجهزة الامنية الاقصى. كان ابسط واكثر سذاجة من ان يفكر في الثأر او الرد ، حتى على اعداء الوطن المصري وخصومه الخارجيين، الذين اخترقوه او تطاولوا عليه او مسوا كرامته في السنوات الثلاثين الماضية.
هي سابقة استثنائية في التاريخ المصري، ان يساهم الحاكم في صنع سلطة فارغة وفاسدة الى هذا الحد، واجتماع متوتر ومضطرب الى هذا الحد، وعشوائيات غاضبة وحاقدة الى هذا الحد... وان يقرر ببرودة اعصاب مخيفة ان يدعو الجميع الى الصدام في ما بينهم، كي يتفرج من قصره او من غرفة عملياته، على حريق القاهرة وخراب مصر بشكل لا يمكن ان يقبل به الا رجل خرف او مشبوه، لا يتمتع بأي حس من المسؤولية، ولا يقدّر عواقب مثل هذه الكارثة الكبرى على نفسه وعائلته وحرسه وجميع افراد حاشيته، الذين لن يجدوا بلدا يؤويهم او دولة يفرون اليها.
مثل هذا الخراب الرهيب الذي يسببه مبارك ويستمتع بمراقبته مع ضباطه المخلصين، كان متوقعا في جميع الدول التي يحكمها طغاة، الا مصر... التي لا تستدرج اليوم سوى الدموع.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
amol- مستشار
-
عدد المشاركات : 36762
العمر : 43
رقم العضوية : 2742
قوة التقييم : 9
تاريخ التسجيل : 14/08/2010
مواضيع مماثلة
» كل دمعة لها نهاية .. ونهاية أي دمعة بسمة .. ولكل بسمة نهاية
» دمعة لها ثمن
» دمعة فراق
» دمعة يتيمة
» دمعة الوداع
» دمعة لها ثمن
» دمعة فراق
» دمعة يتيمة
» دمعة الوداع
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR