هكذا صار الرئيس الحريري زعيماً للمعارضة

منذ إسقاط حكومته (بخرق حصة رئيس الجمهورية) كما قال النائب سليمان فرنجيه، بحيث تمَّ تأمين استقالة أحد عشر وزيراً، إلى إسقاط تسميته بخرق الأكثرية بحيث تمّ تأمين نواب من كتلة النائب وليد جنبلاط، يُدرِك الرئيس سعد الحريري انه تعرَّض لمؤامرة متمادية مفادها (المطلوب أن لا يعود سعد رفيق الحريري) إلى رئاسة الحكومة. فهِمَ الرسالة لكنه لم يتقيَّد بها فكانت رسالته الشهيرة التي ألقاها في بيت الوسط عشية بدء الإستشارات حين أعلن انه (ماضٍ في ترشيح نفسه)، وسط اشتعال الصالة بالتصفيق تأييداً لهذه الخطوة الجريئة مع عِلم الجميع أن عملية البوانتاج ستُفضي إلى تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة.

منذ تلك اللحظة بدأت تتكوَّن معالم المرحلة المقبلة:

سعد الحريري الزعيم، والرقم الصعب الذي يصعب إسقاطه بالوزير الحادي عشر وكذلك إسقاط تسميته بالضغط على نواب للإنتقال من ضفة سياسية إلى أخرى متجاهلين قناعات قواعدهم الإنتخابية. وبدأت الصفة الجديدة (زعيم المعارضة الرئيس سعد الحريري).



الناس يسألون، وكذلك المراقبون، وكذلك أطراف الأكثرية (الوهمية) الجديدة:

ما هي خطة المعارضة الجديدة وزعيمها?

هذا السؤال تحوَّل إلى هاجس للجميع خصوصاً بعد (الصمت المعبِّر) الذي ينتهجه رئيس حكومة تصريف الأعمال، حتى الآن. لكن هذا الصمت لن يدوم طويلاً فالموعد الأول سيكون بعد غد الإثنين في الذكرى السادسة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري، المضمون السياسي لهذه الذكرى سيحمل الإنعطافة الحقيقية لتبني خيار المعارضة البنَّاءة التي ستراقب وتحاسب وتقول الأشياء بأسمائها بكل صدق وشفافية وبكل رقي وحضارة، إن النهج الذي ستتبعه المعارضة الجديدة سيُعطي درساً للآخرين في المعارضة البعيدة كل البعد عن التهويل بالقوة واستخدامها في أحيان كثيرة توصلاً إلى تحقيق غايات سياسية.



* * *

ولن تقتصر كلمة زعيم المعارضة على ما ستكون عليه خطة المعارضة في المرحلة المقبلة، بل ستتطرَّق، وبحسب الحلقة الضيقة المرتبطة به، إلى أبرز محطات السنة الفائتة من عمر الحكومة حيث كان رئيس الحكومة يُمضي معظم الوقت في تفكيك الألغام الموضوعة في طريق جلسات مجلس الوزراء، وكان (يُداري) الوضع للمحافظة على الإستقرار، خرج ضميره مرتاحاً في كل خطوة قام بها، فواجَه كل الإستفزازات التي تعرَّض لها بالإحتكام إلى جلسات مجلس الوزراء، بقي على تفاهم تام مع رئيس الجمهورية، وحتى أخر لحظة، وبقي يجد فيه الملاذ الدستوري الآمن إلى أن أصرَّ الرئيس على السير في الإستشارات مع علمه أن الأكثرية مُعتدى عليها ضغطاً وتهويلاً.



* * *

إعتباراً من بعد غد الإثنين، الرابع عشر من شباط 2011، سيشهد اللبنانيون زعيماً للمعارضة لن يكون من السهل على الأكثرية (الوهمية) الجديدة تجاهله أو القفز فوق سقفه أو طروحاته.

مشكور.. للتغطية الرائعة..