الآثار الليبية تنتظرعودة السيَّاح لتعود إلى الحياة

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2011-11-18, 9:24 am

18 نوفمبر 2011
إسماعيل ألونسي، الذي كان يدير وكالة «صدى» السياحية في ليبيا لسنوات طويلة، يتذكر «كان لابد أن ترافقك الشرطة السياحية من اللحظة التي تطأ أقدامك فيها ليبيا حتى يوم مغادرتك». «وإذا ترك أي سائح مجموعته في أي مكان، تقع الوكالة في ورطة كبيرة، وفي الواقع اضطر العديد من الزملاء إلى الإغلاق بسبب ذلك».
ويبدو البرنامج السياحي لشركته جذاباً جداً. «كنا نقوم برحلتين مختلفتين كل منها لمدة 11 يوماً: والرحلة الأولى، الأكثر شعبية، كانت إلى المواقع الأثرية في الشمال، في حين كانت الرحلة الثانية، مغامرة في الصحراء بسيارات الدفع الرباعي»، كما يقول ألونسي الذي استبدل زبائنه السابقين بأصحاب الأعمال الباحثين عن صفقات الغاز واليورانيوم.
ولا يتمتع المبنى الكبير والبسيط الذي يستضيف الهيئة العامة للسياحة والحرَف اليدوية بأية جاذبية، إلا لمن يحبُّون العمارة السوفياتية.
ويقول مدير التعاون الدولي، حمد فاكرون، عن الظروف السابقة المعقدة، من مكتب يطل على مرفأ طرابلس المزدحم بالحركة: «كان القذافي يغيِّر السياسات باستمرار. في يوم يكون لدينا وزارة للسياحة، ثم في اليوم التالي تتحوَّل الى المديرية العامة للسياحة».
ويشرح «تفتخر ليبيا بما لديها من الصحارى والجبال والمواقع الخمسة التي حدَّدتها منظمة اليونيسكو كمواقع محميَّة، وكلها على مرمى حجر من أوروبا، ولكن القذافي أغلق ليبيا أمام السيَّاح حتى العام 1990».
أما هشام عدولي (39 عاماً) فقد عمل لمدة 20 سنة تقريباً كدليل سياحي حتى اليوم الذي اكتسبت فيه الانتفاضة زخماً قوياً في فبراير/شباط 2011. عدولي واثق أنه سيعود إلى وظيفته السابقة، وتعريف السيَّاح بمواقع ليبيا الآثرية، لكن ذلك، كما يقول، لن يكون غداً.
«إعادة بناء البلد كله، وإزالة الحطام ليس مسألة مستحيلة»، يقول عدولي بلغة إنجليزية لا تشوبها شائبة. «المشكلة هي أن السياحة قطاع حساس جداً، وأنا متأكد من أن المسألة ستستغرق خمس سنوات على الأقل، لإقناع السيَّاح بأن ليبيا هي بلد آمن».
وبعد أن ينهي جملته المتشائمة هذه، يسير باتجاه المطعم؛ إذ يعتزم العمل إلى أن يطمئن زبائنه مستقبلاً أنهم يستطيعون زيارة ليبيا مجدداً.
كارلوس زوروتزا
إنتر بريس سيرفس