إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مرضى حكموا العالم (أرنستو غيفارا ERNESTO GYUEVARA الملقب بـ
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مرضى حكموا العالم (أرنستو غيفارا ERNESTO GYUEVARA الملقب بـ
مرضى حكموا العالم (أرنستو غيفارا ERNESTO GYUEVARA الملقب بـ غي DIT CHE)
منذ أكثر من ثلاثين سنة انضمت كوبا إلى المعسكر الشيوعي، وكان البيان الثوري الذي أذيع في حينه متوازناً وواعدا، من المؤكد أنه قد صاغه بعض كبار المنظرين، لم يكن فيدل كاسترو ماركسيا، كما يدعي لكنه كان مخترعاً لنوع خاص من الاشتراكية الفردية، ومع ذلك فإن أحداً لم ينخدع.
على أقل من مائة وخمسين كيلو متراً من ميامي من البلد الرأسمالي الأقوى في العالم، أصبحت هذه الجزيرة الكاريبية بمثابة حاملة طائرات جماعية للمعسكر الشيوعي، حيث أصبح يسرح السوفياتيون ويمرحون وعلى العالم الحر أن يقبل بالأمر الواقع.
حالياً يتواجد في كوبا ما لا يقل عن عشرات الآلاف، وقد دستوا أنفسهم في كل أنحاء الجزيرة، كما أن معظم السفن التي تصل إلى هافانا، تجارية كانت أم حربية، يرفرف عليها العلم الأحمر ذو المنجل والمطرقة.
موسكو تشتري السكر الكوبي بأسعار مغرية، تفوق الأسعار العالمية، كما أنها تعطيهم البترول بأسعار مخفضة، والمساعدات المالية تدفق بشكل منتظم على هافانا من صناديق الكرملين الكبرى دون حساب، فهي تعطيها أربع مليارات من الدولارات الأمريكية كل سنة.
وهنا لابد من الذكر وهو شيء غريب، أنه خلال صيف 1988 توافد على كوبا مائتان وخمسون ألف سائح أمريكي لينعموا بشمسها ويحصلوت على اللون البرونزي المرغوب عند الرفيق كاسترو بحيث غذوا الصندوق الكوبي بما لا يقل عن مائة وخمسين مليون دولار، فيخوتهم كانت ترسو بحرية تامة في مرفأ كايالارغو الجزيرة التب جهزت من أجلهم ومن هنا لبضع سنوات، ستصبح فلوريدا- مصغرة، وعلى الأرجح ستستقبل ضعفي أو ثلاثة أضعاف ما تستقبله فلوريدا من المفرصين، ولا غرابة في ذلك فتكاليف العطلة في كوبا لا تساوي ربعها في فلوريدا، فكل شيء بحسابه، والأمريكي أستاذ في العلوم الاقتصادية.
كذلك فإن تغيرات كثيرة تلفت الانتباه قد حصلت في كوبا إن مذهب العملاق الكوبي قد توارى عن الأنظار، فلا دعايات شيوعية لا تظاهرات أو محاضرات أيديولوجية، فقد أصبحت كوبا تصدر من الكركند أكثر بكثير مما تصدره من الثورة والثوار، فكوبا تقيم علاقات دبلوماسية طبيعية مع الجميع، كما أن عدد المعتقلين السياسيين قد تدنى بشكل ملحوظ والكنيسة عادت إلى نشاطها سراً، يتغاض من قبل السلطة.
هل تغير فيدل؟ ظاهرياً خلال هذه المدة ابيضت لحيته وتثاقلت خطواته، كما تخلى عن سيكاره المعطر، هل ذلك على سبيل الوقاقية؟ لكن فيدل كاسترو لا يجهل أن الثورة قد شاخت وأن الشعب قد ناله الضجر والملل، بالرغم من أنه غير جائع كما في عهد باتيستا كما أنهم ينصحون بالتعليم المجاني وكذلك الطبابة، لكن علماء النفس يعتبرون آلاف الشبان غير صالحين للعمل، فهم مصابون عصبياً ونفسيا، كما أن الكثير منهم مصابون بالهيستيريا.
ثم أن فيدل يتمنى الخروج من صومعته والتجول في أقطاره المعمورة ومقابلة زعماء الدول الرأسمالية، وقد صرح قائلا: مازلت أحلم بغي وبأنه مازال حياً وأنه سيعود إن تأثيره ما زال في بلادنا أكثر من أي وقت مضى، وما زلنا نحاول أن نقضي على الانحطاط الناتج عن نظرياته ومفاهيمه بالرغم من أن بعضها له من الأهمية حتى يومنا هذا.. فبدونها ما من كوبا وما من شيوعية، فإن فيدل كاسترو يتوق كثيراً إلى أرنستو غيفارا، الملقب بغي زعيم المقاومة، مغامر من الطراز الأول، متأثر بالمكسيميليانية وقد أسهم فعالاً في انتصار الثورة الكاسترية في كوبا، كما أن غي كان يحلم بالمثل الثورية العليا لتطوير الظروف الاجتماعية في الدول الأمريكية اللاتينية، وتحت هذا العنوان أصبح غي صاحب مذهب للشبيبة في جميع أقطار العالم وخصوصاً المراهقين منهم في التسينيات فهو بنظرهم منظر الكفاح ضد العبودية والظلم ورمز الشجاعة والكرم.
لكنه اختفى كما يختفي أبطال الأساطير، إلا أن مبادئه وأفكاره ما زالت حية، ومصدر إلهام ووحي للكثيرين.
ولد "غي" في 17 حزيران 1928 وكان والده تاجراً ثرياً في "روزاريو" إحدى المدن الأرجنتينية، وعائلته تنعم باليسر والرفاهية.
وكان "غي" يشكو "الأزمة" في صدره منذ نعومة أظفاره، لكن ذلك لم يمنعه من مزاولة الرياضة والدراسة، وكان يحب القراءة بنهم، وقد قرأ "فرويد" عندما كان رفاقه لا يهتمون سوى بالرسوم المتحركة، وقد أصيب والده بالإفلاس إثر نكبة تجارية مريرة، ثم اضطره إلى الرحيل "كوردبا" سنة 1943 ومن هذا التاريخ أنهى عهد الرخاء بالنسبة إليهم.
من هنا كان "غي" أن يعمل حارساً ليلياً لتغطية نفقاته الدراسية في الجامعة، وعند طلاق والديه، كان "غي" يتابع دراسته الطبية، ولكن، هل أنهى هذه الدراسة؟ هل نال إجازته؟
لا أحد يدري فعدم التأكيد بمثابة النفي، ولما كانت البطالة تقود إلى المرارة والغضب فقد اشترك بالعديد من التظاهرات الصاخبة ضد "بيرون"، ومن ثم أصبح تائهاً متشرداً يجوب أرجاء الأرجنتين، ثم كوسع في تجوله حتى بلغ أمريكا الوسطى وكان حيث مضى يحول حول الجامعات، ويحتك بالحركات الطالبية، وخصوصاً اليسار والمعارضة وكان صدره يضيق بالحقد والكراهية تجاه الأنظمة، فالتحق بالثورة المسلحة.
وانتقل إلى "غوانتيمالا" سنة 1935، حيث الكولونيل التقدمي "أربنز كوسمان" يحضر لتأمين الشركات الأمريكية ومنها "شركة الفواله المتحده" وسنة 1954 التقى في "غواتيمالا" بعض الكوبيين المنفيين، أعضاء إحدى التنظيمات المناهضة لنظام الرئيس باتسيتا وعندما تدخل الأمريكيون عسكرياً في "غواتيمالا" لحماية مصالحهم التحق بقوات الكولونيل أربنز لكنه أجبر على اللجوء إلى السفارة الأرجنيتينة، فاستقبل ببروده.
وفي آب 1954 شوهد في المكسيك يعمل كمصور متجول في الشوارع،
ثم كمساعد في أحد المختبرات، وفي 1955 كان اللقاء التاريخي بينه وبين فيدل كاسترو ورفاقه الهاربين من كوبا الذين يحضرون للأخذ بالثأر من باتيستا ونظامه الجائر، فانغمس معهم حتى أذنيه، إذ له هو أيضاً حساباً يسويه مع المجتمع.
وقد صروح في لقائه مع الكاتب الفرنسي في هافانا (جان- بول سارتر) بأنه جندي فقط فالثورة هي هوايته الوحيدة وقد توثقت عرى الصداقة بينه وبين كاسترو فتعاونا بكل صدق وإخلاص، تزعم جيوش الثوار وقادهم بشجاعة لا مثيل لها ضد جيش باتيستا النظامي، فطارت شهرته حتى وازت شهرته فيدل كاسترو وكانت تطلق عليه العديد من الصفات والتسميات: الطبيب الثائر، الخبير بحرب العصابات، والاختصاصي بالحروب الداخلية، نصير الفلاحين، وإلى آخره.
في الثاني من كانون الثاني سنة 1595، دخل غيفارا بجانب فيدل كاسترو إلى هافانا دخول الفاتحين.
كان غي غيفارا خير منظم لحروب العصابات، حتى أنه يأتي بالمرتبة الأولى من قبل ماوتسي- تونغ، إذ كان شديد الإخلاص مع نفسه ومع الآخرين فكان لا يميز نفسه بأي شيء عن رجاله، فكان يحمل خيمته على ظهره دون مساعدة ويتناول نصف علبه سردين فقط كوجبة أسوة برجاله المقاتلين، وفي أحد المرات إذ كان يقطع أحد الأنهر، سقطت مؤونته من حبوب الذرة في الماء، فقضى مدة أربع وعشرين ساعة دون طعام، ولم يرض بمشاركة أحد في طعامه.
كل من عرف غيفارا عن قرب يشهد ببساطته ولين عريكته، وبحبه للحياة العائلية، فقد تزوج مرتين وأنجب خمسة أولاد. وعندما نال منه الضجر بعد أنتاستتبت الحياة في كوبا قرر ترك كوبا للتفتيش عن ثورة ما في العالم الفسيح.
لكنه قبل رحيله، عهد بعائلته الى الحكومة الكوبية وقد جلت منه الشبيبة العالمية وربين الغابات الاسطري فهو في حرب دائمة ضد الأشرار والمجرمين حيث كانو.
وفي احدى محاضراته في الثامن عشر من تشرين الأول 1967 أي بعد تسعة أيام من موت رفيقه في السلاحشددفبدل كاسترو على صغاته كجندي فشبهه بأشيل، اذ كان لا يأبه باالمخاطر فكان دائما يقاتل من يفوقه عدة وعدد، ومن هنا أصبح مثلا يحذى في أمريكا الجنوبية، باالبطولة والتضحية.
ويقال بأنه انسحب من كوبا خوفا من الدخول في حرب عقائدية مع صديقه ورغيقه فيدل كاسترو، وهذا ماكتبه في احدى رسائله الى والدته سنة 1965، كان يجمع في شخصيته العديد من التناقدات، متارتة بطل وأخرى ضد البطل، ومنظر على طريقة"روبسبير" أحد زعماء الثورة الفرنسية وهو مهاجم متعصب كما قال عنه كاسترو ومتهور الى حد الانتحار فهو لا يحب حياة الاستقرار والهدوء. فقد ترك زوجته وعائلته في عهدة الدولة الكوبية وذهب ليبحث عن ثورة شعب ضد ظلامه فيساعدها، وعن ظالم متجبر ليقوض عرشه.
اهتم علماء النفس بتحليل الشخصية الفذة، الذي دخل التاريخ من بابه الواسع وهو في التاسعة والعشرين من العمر، فحاولو تحليل تصرفاته.
يقول البرفسور"ب غلور" استاذ علم النفس في جامعة لوذان: ان غي فارا مصاب باضطرابات في الهوية، فهو يمتهن الثورية، لا وطن له، ولا مكان له وأخيرا لا عائلة له، وهذا ما أوصا به لينين للحركيين البولشفين أن لا يكون لهم أرتباطات من أي نوع كانت.
كما أن الكنائس بعد قرون من الجهود فرضت العذوبية والرهبنة على رجالها كما أن بوذا، والسيد المسيح"دون تشبيه" لم يتزوجا، كذلك العديد من القادة والمصلحين لا يهتمون بأنفسهم اطلاقا بل يعيشون ليومهم. وكان روبسبير يفضل أن يدعى:"بالغير قابل
للاصلاح". لكن المقصلة أصلحته.
----------------------------------------------------------
للمتابعة باقى الاجزاء السابقة تابع قسم الثقافة فى منتديات عيت ارفاد التميمى
منذ أكثر من ثلاثين سنة انضمت كوبا إلى المعسكر الشيوعي، وكان البيان الثوري الذي أذيع في حينه متوازناً وواعدا، من المؤكد أنه قد صاغه بعض كبار المنظرين، لم يكن فيدل كاسترو ماركسيا، كما يدعي لكنه كان مخترعاً لنوع خاص من الاشتراكية الفردية، ومع ذلك فإن أحداً لم ينخدع.
على أقل من مائة وخمسين كيلو متراً من ميامي من البلد الرأسمالي الأقوى في العالم، أصبحت هذه الجزيرة الكاريبية بمثابة حاملة طائرات جماعية للمعسكر الشيوعي، حيث أصبح يسرح السوفياتيون ويمرحون وعلى العالم الحر أن يقبل بالأمر الواقع.
حالياً يتواجد في كوبا ما لا يقل عن عشرات الآلاف، وقد دستوا أنفسهم في كل أنحاء الجزيرة، كما أن معظم السفن التي تصل إلى هافانا، تجارية كانت أم حربية، يرفرف عليها العلم الأحمر ذو المنجل والمطرقة.
موسكو تشتري السكر الكوبي بأسعار مغرية، تفوق الأسعار العالمية، كما أنها تعطيهم البترول بأسعار مخفضة، والمساعدات المالية تدفق بشكل منتظم على هافانا من صناديق الكرملين الكبرى دون حساب، فهي تعطيها أربع مليارات من الدولارات الأمريكية كل سنة.
وهنا لابد من الذكر وهو شيء غريب، أنه خلال صيف 1988 توافد على كوبا مائتان وخمسون ألف سائح أمريكي لينعموا بشمسها ويحصلوت على اللون البرونزي المرغوب عند الرفيق كاسترو بحيث غذوا الصندوق الكوبي بما لا يقل عن مائة وخمسين مليون دولار، فيخوتهم كانت ترسو بحرية تامة في مرفأ كايالارغو الجزيرة التب جهزت من أجلهم ومن هنا لبضع سنوات، ستصبح فلوريدا- مصغرة، وعلى الأرجح ستستقبل ضعفي أو ثلاثة أضعاف ما تستقبله فلوريدا من المفرصين، ولا غرابة في ذلك فتكاليف العطلة في كوبا لا تساوي ربعها في فلوريدا، فكل شيء بحسابه، والأمريكي أستاذ في العلوم الاقتصادية.
كذلك فإن تغيرات كثيرة تلفت الانتباه قد حصلت في كوبا إن مذهب العملاق الكوبي قد توارى عن الأنظار، فلا دعايات شيوعية لا تظاهرات أو محاضرات أيديولوجية، فقد أصبحت كوبا تصدر من الكركند أكثر بكثير مما تصدره من الثورة والثوار، فكوبا تقيم علاقات دبلوماسية طبيعية مع الجميع، كما أن عدد المعتقلين السياسيين قد تدنى بشكل ملحوظ والكنيسة عادت إلى نشاطها سراً، يتغاض من قبل السلطة.
هل تغير فيدل؟ ظاهرياً خلال هذه المدة ابيضت لحيته وتثاقلت خطواته، كما تخلى عن سيكاره المعطر، هل ذلك على سبيل الوقاقية؟ لكن فيدل كاسترو لا يجهل أن الثورة قد شاخت وأن الشعب قد ناله الضجر والملل، بالرغم من أنه غير جائع كما في عهد باتيستا كما أنهم ينصحون بالتعليم المجاني وكذلك الطبابة، لكن علماء النفس يعتبرون آلاف الشبان غير صالحين للعمل، فهم مصابون عصبياً ونفسيا، كما أن الكثير منهم مصابون بالهيستيريا.
ثم أن فيدل يتمنى الخروج من صومعته والتجول في أقطاره المعمورة ومقابلة زعماء الدول الرأسمالية، وقد صرح قائلا: مازلت أحلم بغي وبأنه مازال حياً وأنه سيعود إن تأثيره ما زال في بلادنا أكثر من أي وقت مضى، وما زلنا نحاول أن نقضي على الانحطاط الناتج عن نظرياته ومفاهيمه بالرغم من أن بعضها له من الأهمية حتى يومنا هذا.. فبدونها ما من كوبا وما من شيوعية، فإن فيدل كاسترو يتوق كثيراً إلى أرنستو غيفارا، الملقب بغي زعيم المقاومة، مغامر من الطراز الأول، متأثر بالمكسيميليانية وقد أسهم فعالاً في انتصار الثورة الكاسترية في كوبا، كما أن غي كان يحلم بالمثل الثورية العليا لتطوير الظروف الاجتماعية في الدول الأمريكية اللاتينية، وتحت هذا العنوان أصبح غي صاحب مذهب للشبيبة في جميع أقطار العالم وخصوصاً المراهقين منهم في التسينيات فهو بنظرهم منظر الكفاح ضد العبودية والظلم ورمز الشجاعة والكرم.
لكنه اختفى كما يختفي أبطال الأساطير، إلا أن مبادئه وأفكاره ما زالت حية، ومصدر إلهام ووحي للكثيرين.
ولد "غي" في 17 حزيران 1928 وكان والده تاجراً ثرياً في "روزاريو" إحدى المدن الأرجنتينية، وعائلته تنعم باليسر والرفاهية.
وكان "غي" يشكو "الأزمة" في صدره منذ نعومة أظفاره، لكن ذلك لم يمنعه من مزاولة الرياضة والدراسة، وكان يحب القراءة بنهم، وقد قرأ "فرويد" عندما كان رفاقه لا يهتمون سوى بالرسوم المتحركة، وقد أصيب والده بالإفلاس إثر نكبة تجارية مريرة، ثم اضطره إلى الرحيل "كوردبا" سنة 1943 ومن هذا التاريخ أنهى عهد الرخاء بالنسبة إليهم.
من هنا كان "غي" أن يعمل حارساً ليلياً لتغطية نفقاته الدراسية في الجامعة، وعند طلاق والديه، كان "غي" يتابع دراسته الطبية، ولكن، هل أنهى هذه الدراسة؟ هل نال إجازته؟
لا أحد يدري فعدم التأكيد بمثابة النفي، ولما كانت البطالة تقود إلى المرارة والغضب فقد اشترك بالعديد من التظاهرات الصاخبة ضد "بيرون"، ومن ثم أصبح تائهاً متشرداً يجوب أرجاء الأرجنتين، ثم كوسع في تجوله حتى بلغ أمريكا الوسطى وكان حيث مضى يحول حول الجامعات، ويحتك بالحركات الطالبية، وخصوصاً اليسار والمعارضة وكان صدره يضيق بالحقد والكراهية تجاه الأنظمة، فالتحق بالثورة المسلحة.
وانتقل إلى "غوانتيمالا" سنة 1935، حيث الكولونيل التقدمي "أربنز كوسمان" يحضر لتأمين الشركات الأمريكية ومنها "شركة الفواله المتحده" وسنة 1954 التقى في "غواتيمالا" بعض الكوبيين المنفيين، أعضاء إحدى التنظيمات المناهضة لنظام الرئيس باتسيتا وعندما تدخل الأمريكيون عسكرياً في "غواتيمالا" لحماية مصالحهم التحق بقوات الكولونيل أربنز لكنه أجبر على اللجوء إلى السفارة الأرجنيتينة، فاستقبل ببروده.
وفي آب 1954 شوهد في المكسيك يعمل كمصور متجول في الشوارع،
ثم كمساعد في أحد المختبرات، وفي 1955 كان اللقاء التاريخي بينه وبين فيدل كاسترو ورفاقه الهاربين من كوبا الذين يحضرون للأخذ بالثأر من باتيستا ونظامه الجائر، فانغمس معهم حتى أذنيه، إذ له هو أيضاً حساباً يسويه مع المجتمع.
وقد صروح في لقائه مع الكاتب الفرنسي في هافانا (جان- بول سارتر) بأنه جندي فقط فالثورة هي هوايته الوحيدة وقد توثقت عرى الصداقة بينه وبين كاسترو فتعاونا بكل صدق وإخلاص، تزعم جيوش الثوار وقادهم بشجاعة لا مثيل لها ضد جيش باتيستا النظامي، فطارت شهرته حتى وازت شهرته فيدل كاسترو وكانت تطلق عليه العديد من الصفات والتسميات: الطبيب الثائر، الخبير بحرب العصابات، والاختصاصي بالحروب الداخلية، نصير الفلاحين، وإلى آخره.
في الثاني من كانون الثاني سنة 1595، دخل غيفارا بجانب فيدل كاسترو إلى هافانا دخول الفاتحين.
كان غي غيفارا خير منظم لحروب العصابات، حتى أنه يأتي بالمرتبة الأولى من قبل ماوتسي- تونغ، إذ كان شديد الإخلاص مع نفسه ومع الآخرين فكان لا يميز نفسه بأي شيء عن رجاله، فكان يحمل خيمته على ظهره دون مساعدة ويتناول نصف علبه سردين فقط كوجبة أسوة برجاله المقاتلين، وفي أحد المرات إذ كان يقطع أحد الأنهر، سقطت مؤونته من حبوب الذرة في الماء، فقضى مدة أربع وعشرين ساعة دون طعام، ولم يرض بمشاركة أحد في طعامه.
كل من عرف غيفارا عن قرب يشهد ببساطته ولين عريكته، وبحبه للحياة العائلية، فقد تزوج مرتين وأنجب خمسة أولاد. وعندما نال منه الضجر بعد أنتاستتبت الحياة في كوبا قرر ترك كوبا للتفتيش عن ثورة ما في العالم الفسيح.
لكنه قبل رحيله، عهد بعائلته الى الحكومة الكوبية وقد جلت منه الشبيبة العالمية وربين الغابات الاسطري فهو في حرب دائمة ضد الأشرار والمجرمين حيث كانو.
وفي احدى محاضراته في الثامن عشر من تشرين الأول 1967 أي بعد تسعة أيام من موت رفيقه في السلاحشددفبدل كاسترو على صغاته كجندي فشبهه بأشيل، اذ كان لا يأبه باالمخاطر فكان دائما يقاتل من يفوقه عدة وعدد، ومن هنا أصبح مثلا يحذى في أمريكا الجنوبية، باالبطولة والتضحية.
ويقال بأنه انسحب من كوبا خوفا من الدخول في حرب عقائدية مع صديقه ورغيقه فيدل كاسترو، وهذا ماكتبه في احدى رسائله الى والدته سنة 1965، كان يجمع في شخصيته العديد من التناقدات، متارتة بطل وأخرى ضد البطل، ومنظر على طريقة"روبسبير" أحد زعماء الثورة الفرنسية وهو مهاجم متعصب كما قال عنه كاسترو ومتهور الى حد الانتحار فهو لا يحب حياة الاستقرار والهدوء. فقد ترك زوجته وعائلته في عهدة الدولة الكوبية وذهب ليبحث عن ثورة شعب ضد ظلامه فيساعدها، وعن ظالم متجبر ليقوض عرشه.
اهتم علماء النفس بتحليل الشخصية الفذة، الذي دخل التاريخ من بابه الواسع وهو في التاسعة والعشرين من العمر، فحاولو تحليل تصرفاته.
يقول البرفسور"ب غلور" استاذ علم النفس في جامعة لوذان: ان غي فارا مصاب باضطرابات في الهوية، فهو يمتهن الثورية، لا وطن له، ولا مكان له وأخيرا لا عائلة له، وهذا ما أوصا به لينين للحركيين البولشفين أن لا يكون لهم أرتباطات من أي نوع كانت.
كما أن الكنائس بعد قرون من الجهود فرضت العذوبية والرهبنة على رجالها كما أن بوذا، والسيد المسيح"دون تشبيه" لم يتزوجا، كذلك العديد من القادة والمصلحين لا يهتمون بأنفسهم اطلاقا بل يعيشون ليومهم. وكان روبسبير يفضل أن يدعى:"بالغير قابل
للاصلاح". لكن المقصلة أصلحته.
----------------------------------------------------------
للمتابعة باقى الاجزاء السابقة تابع قسم الثقافة فى منتديات عيت ارفاد التميمى
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
المرتجع حنتوش- مشرف قسم المنتدي العام
-
عدد المشاركات : 21264
العمر : 32
رقم العضوية : 121
قوة التقييم : 41
تاريخ التسجيل : 10/04/2009
رد: مرضى حكموا العالم (أرنستو غيفارا ERNESTO GYUEVARA الملقب بـ
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: مرضى حكموا العالم (أرنستو غيفارا ERNESTO GYUEVARA الملقب بـ
شكرا للموضوع الرائع والمتميز..وفقكم الله
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
مواضيع مماثلة
» مرضى حكموا العالم
» مرضى حكموا العالم (نيكولاي شاوشيكسو NICOLAE CEAUSESCU)
» مرضى حكموا العالم 7(قسطنطين تشرنانكو KONSTANTIN CHERNENKO)
» مرضى حكموا العالم (تانكريدو نافذ TANCREDO NEVES) جزء 8
» مرضى حكموا العالم (احمد سكوتوري SEKOU TOURE)
» مرضى حكموا العالم (نيكولاي شاوشيكسو NICOLAE CEAUSESCU)
» مرضى حكموا العالم 7(قسطنطين تشرنانكو KONSTANTIN CHERNENKO)
» مرضى حكموا العالم (تانكريدو نافذ TANCREDO NEVES) جزء 8
» مرضى حكموا العالم (احمد سكوتوري SEKOU TOURE)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
أمس في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
أمس في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
أمس في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
أمس في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
2024-11-04, 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR