الإعلام هول من عدد الوفيات.. والحادثة نتيجة حتمية للإهمال ا

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-03-13, 1:46 pm

بعد وفاة شخصين بمستشفى الهواري نتيجة انقطاع الأكسجين عنهم.. العاملون بالمستشفى: الإعلام هول من عدد الوفيات.. والحادثة نتيجة حتمية للإهمال الإداري والصحي الذي يعاني منه المستشفى
*الشاعري: الأكسجين لم يكن ناقصاً فهناك منظومتان منظومة السائل والأسطوانات قبل الثورة.
*عبد السلام: المريضان اللذان توفيا بسبب نقص الأكسجين.
*العرفي: المنظومة تعمل بالضرب عليها بشكل عنيف والجميع لديه علم ولا أحد أهتم بالموضوع ولم يلتفت إلينا أحد
تحقيق- سيدة السراوي- تصوير-محمد الشيخي
يرى الشارع الليبي أن مستشفى الهواري العام ببنغازي يشهد إهمالا إداريا وصحيا – حسب ما يصفه البعض- في وجه كل من يتجه إليها للاستفادة منها وتخفيف الآلام المرضية، وأبرزها الحادث الطارئة التي تتسبب في اليومين الماضيين في وفاة مريضين .
وقد زارت قورينا الجديدة مستشفى الهواري العام لتقصي الحقائق بعد كثرت الأنباء عن زيادة عدد الوفيات إلى سبع حالات كما تناولت بعض وسائل الأعلام.
ويقول عبد العزيز الشاعري رئيس قسم عناية الباطنة والمكلف بإدارة المستشفى كل ما تناولته وسائل الإعلام من وصول عدد حالات الوفاة إلى 8 هو كلام غير صحيح فقد حدثت المشكلة حوالي الساعة السابعة إلا عشر دقائق انقطع الأكسجين حيث أنذر الجهاز عن انقطاع الأكسجين بدأنا في الإجراءات الطبية وتم نقل المرضى إلى مركز القلب وهو أقرب مكان توجد به عناية.
ويضيف الشاعري أن جميع المرضى كانوا على أجهزة التنفس ما عدا واحد معظمهم في حالات صعبة وعائلاتهم كان لديهم علم بأنهم في مراحل متأخرة وبعضهم من توقع وفاتهم قبل هذا اليوم ومن توفي داخل المستشفى هما حالتان فقط.
نقص الأكسجين
وقال الشاعري إن الأكسجين لم يكن ناقص فهناك منظومتان منظومة السائل والأسطوانات قبل الثورة كان يؤتى بها من مصنع بنينا والآن تأتي من مصنع طبرق فبعد ثمانية أيام تأتي سيارة محملة بالأنابيب، ولدينا المنظومة الاحتياطية للأكسجين السائل التي لو عرض نقص على المنظومة نقل منها إلى الأخرى وهذا النقل يحتاج إلى ثلاث ثواني فقط وقسم الصيانة يقولون بأن المنظومة تعطلت ولم يستطيعوا تحريكها فقام الدكتور “نصر الصهيبي” طبيب تخير و لديه دورات في منظومات الأكسجين قام بتشغيلها فاشتغلت معه بشكل عادي.
ونفى “الشاعري” أن تكون المشكلة قد حدثت بفعل فاعل على الإطلاق قد يكون الخطأ فني وأظن بأن هناك جهات أمنية حققت في الموضوع الذي حدث في المرة الماضية وقد يكون هو الآخر خطأ فني.
مشاكل المستشفي
ويقول الدكتور عبد العزيز هذا المستشفى تم إغلاقه لأكثر من 16 عاماً وتم افتتاحه بعد أن صرف عليه ما يقدر بـ 60 مليوناً ولم تنته الصيانة حتى الشركة النمساوية لم تنته من صيانته ولم تقم بتسليمه وما زال المستشفى يعاني إلى اليوم من مشكلة الصرف الصحي والمياه.
ومن جهته أكد محمد عبدالسلام اختصاصي عناية القلب بمستشفى الهواري العام عند الساعة الثالثة صباحاً أعطى مؤشر الأكسجين بغرفة العناية المركزة بالمستشفى بأن هناك نقصاً بالأكسجين فقام الدكتور المناوب في تلك اللحظة بالاتصال بالأطباء المناوبين في جميع الأقسام.
قسم العناية
وقال الدكتور محمد بأن عدد أسرة غرف العناية المهيأة بالمستشفى 12 سريراً ونحن في ذلك اليوم كان لدينا حالتان إضافيتان وهذه إحدى المشاكل التي يعاني منها المستشفى.
وأضاف أن المريضين اللذين توفيا في ذلك اليوم كان بسبب نقص الأكسجين حيث يعانيان من مرض له علاقة بالرئتين والجهاز التنفسي يستوجب أن يستنشقا الأكسجين النقي، والدكتور عمل جاهداً لنقل هؤلاء مع الآخرين ولكن الآخرين يحتاجون إلى تركيز في الأكسجين أقل من الهواء الجوي ويحتاج جهاز الأكسجين لدفع الهواء إلى الرئتين ولا يحتاجون أكسجين عالي التركيز.
نقل الحالات
ووصل الدكتور حديثه قائلاً العمل على الإسراع في إيجاد الحل هي التي أدت إلى نجاح الدكتور في نقل معظم الحالات إلى قسم عناية مستشفى القلب والذين قاموا بدورهم في استقبال هذه الحالات حيث استقبلوا 11 مريضاً لنثبت بذلك أن الحالات التي كانت موجودة في حجرة عناية القلب 13 حالة.
وأكد الدكتور محمد عبد السلام بأن الحالات التي تم تسجيلها وتوفيت بسبب نقص الأكسجين هما حالتان فقط وما تناولته وسائل الإعلام من وصول الحالات إلى 8 حالات راجع إلى الحالات التي توفيت بالمستشفى في ذلك اليوم بصفة عامة.
صيانة المستشفي
وأوضح أنه في عام 1996م تم إغلاق مستشفى الهواري ببنغازي للأسباب معينة منها الصرف الصحي والمياه والإضاءة وفي عام 2010م قام مسؤول الصحة في ذلك الوقت بتشغيل المستشفى بالقوة وكان الموضوع تلفيقي حيث لم تجر للمستشفى أي صيانة منذ عام 1996م. ومستشفى الهواري هو المستشفى الوحيد الذي يعمل بمنظومة الأكسجين السائل وعندما تعطلت المنظومة كان هناك أكسجين الإسطوانات كبديل في حال الطوارئ السؤال الذي يطرح هل كان المنظومة معطلة؟ وهل كانت الإسطوانات فارغة.
وأضاف الدكتور في شهر رمضان الماضي حيث حدثت المشكلة ذاتها وتم نقل الحالات إلى عناية بمستشفى القلب وأرسلنا تقارير لجميع الجهات الرقابية في الوزارة والديوان.
الحالتان اللتان توفيتا في مركز عناية القلب بعد ذلك أحدهما عنده عافانا الله وإياكم ورماً في المرحلة الرابعة والحالة الأخرى في غيبوبة منذ ثلاثة أيام.
ومن جهته قال المهندس خالد العرفي، رئيس قسم الشؤون الفنية: “استلمت العمل في القسم رسمياً منذ أسبوعين وبدأت مشاكل مع الإدارة من أجل إصدار التكليف فهم لا يرغبون في تكليفي رئيساً للقسم وبتأثير من زملائي تم تكليفي رسمياً وحدث بعض المشاكل وقمت بأداء عملي دون أي مقابل وفي أحد الأيام تفاجأت بزملائي يطالبون من الإدارة التكليف.. وكان رد الإدارة عليهم بأنهم سيقومون بتكليف شخص من خارج المستشفى سبق وأن تم انتدابه للعمل فيها وتمت إعادته إلى سابق عهده، وفي يوم الثلاثاء السابق ليوم المشكلة استلمت ورقة التكليف.
قسم الشؤون الفنية
ويقول المهندس خالد: “يوجد في القسم الفني مناوبين في ثلاث فترات صباحية ومسائية وليلية وفي يوم الحادثة كنت قد زرت المناوبين في الفترة الليلية وتابعة سير العمل هناك وكان العمل يسير بشكل صحيح، إلا أنه وفي تماما الساعة 6 صباحاً تفاجئنا بأن المنظومة لا تعمل، والتي في الأساس لا تعمل إلا بالضرب عليها بشكل عنيف.. الجميع هنا لديه علم، ولا أحد يهتم بالموضوع.. لم يلتفت إلينا أحد.. نحن ليس من اختصاصنا إصلاح الأعطال التي تحدث لأني لم أخضع لدورات تدريبية في هذا المجال، خاصة وأن الخزان السائل به تسريب ولكن هذا التسريب عندما أراه أقول بأنه شيء طبيعي قدمنا تقارير”.
منظومة الأكسجين
وأكد العرفي، بالقول:”في اليوم الأول لتكليفي قدمت تقرير مفصل عن الوضع العام للمنظومة ولم يهتم بنا أحد.. راسلنا الوزارة وطلبنا أسطوانات الأكسجين لأن النظومة فقد سبق لها أن تعطلت والمدير السابق كتب تقريره بالخصوص ولم يهتم أحد واستلمت الوزارة تقرير مفصل عن الوضع العام للمنظومة التي أصبحت معروفة”.
توجيه الاتهامات
ومضى العرفي يقول: “أواجه اليوم حملة شعواء بأن الشؤون الفنية هي المسؤولة عن الحادثة من قبل الإدارة ومدير الشؤون الفنية السابق الذي كتب تقريره بأن المنظومة لا تعاني من أي عطل، رغم أنه كان قد كتب تقريرا سابقا حول المنظومة وأخيراً لقد أصدرت قرار بمنع استقبال أي حالة تحتاج للأكسجين لأني لن أتحمل المسؤولية وأعلمت الجهات بأنه عندما يتم الانتهاء من ربط المنظومة الأكسجين الاحتياطية يمكن أن نستقبل حالات”.
أجهزة معطلة
ويقول المهندس خالد: “مستشفي الهواري به محركين كهربائيين.. لا قدر الله لو حدث انقطاع في الكهرباء هذين المحركين لا يعملان فقط منذ يومين وصلت إلينا المياه التي تقوم بتحريكه وطلبوا مني من جديد فاتورة عرض للشحن وحالياً بدؤوا يأتون بالنواقص التي يحتاجها المستشفي، وبما أن الصيف على الأبواب نحن لا نعمل إلا بجهازي تكييف”.
ويضيف:”الشباب العاملين بالقسم يعملون في أي شيء يصلحونه، للعمل من يوم 17 فبراير بشهادة جميع العاملين بالمستشفى، الذي يعاني كذلك من سوء البنية التحية، فالصرف الصحي سيغرق المستشفى بعد مرور سنة أو أقل.. وزارة الصحة عقدت اجتماع ناقشت فيه أمكانية معالجة جرحى الثور داخل المستشفيات، ولكن لم تهتم هي أيضاً بما ينقص الصيانة داخل المستشفى، وحتى اليوم مازلنا نعاني من المركزية”.
وتابع يقول:”أسطوانات الغاز قمت بإحضارها على حسابي الخاص وبضمانٍ مني شخصياً، والربط بين المنظومة وهذه الأنابيب يحتاج حوالي 3 ثواني هذا إذا كانت المنظومة تعمل بشكل جيد، لكن المنظومة بالمستشفى تعمل بالعنف والطرق عليه”. ففي أحد مرات تقد يتم تدمير إحدى المواسير وتؤدي إلى كارثة حقيقة لاسمح الله.
وبصراحة أنا أستبعد أن يكون الحادث قد كان بفعل فاعل لأن المستشفى مزودة بكاميرات تم الرجوع إليها أثناء التحقيقات.
العداد كان موقوفاً على 60 ولكن البعض يقول بأن العداد يقومون بمعايرته وكل ما أعرف بأن الذي يحضر الأنابيب يقوم بتعديل العداد إلى 100 عندما يتمكن من تعبأة الخزان، وللأسف أنا لا أعرف شيئاً عن المعايرة فالمستشفى لم تقدم لي أي دورات تدريبية في هذا المجال.
وقد وصلت التحقيقات بأن شركة فامد النمساوية هي المتهم الوحيد لعدم تسليمها المشروع قبل أن يكتمل سلمت التسليم الابتدائي ولا يمكنها تسليم التسليم النهائي إلا بعد الانتهاء من كل عطل داخل المستشفى.
الدكتور حكيم ماضي اختصاصي جراحة باطنة كل ما يتم داخل المستشفى تضرر منها المواطن البسيط فالمشاكل التي تتم داخل المستشفى تنعكس على أداء الأطباء والموظفين والممرضين داخل المستشفى.
لقد انقسم الليبيون اليوم بعد الثورة إلى ثلاث درجات الدرجة الأولى هم أسر الثوار والدرجة الثانية من يملك المال والدرجة الثالثة هو المواطن البسيط المضطر للعلاج داخل ليبيا.
لا يهم عدد الحالات التي توفيت ولكن ماحدث هو خطأ كبير والمسؤولية تقع على الأطباء في القسم والممرضين والشؤون الإدارية ما لم تبلغ عن النقص وإلا كانت قد بلغت كان يجب عليها أن تتخذ الإجراءات اللازمة لعدم استقبال حالات تحتاج للأكسجين،والمسؤولية أيضاً تقع على عاتق وزير الصحة فهو من قام بتكليف مدير المستشفى والذي من المفترض أن يكون لديه علم بكل ما يدور داخلها أي ما يدور في المستشفى يتحملها رأس الهرم.
أي مريض داخل العناية هو في حالة خطيرة ولكن أن يموت بهذه الطريقة هذه هي الكارثة،لا أعتقد بأن هناك فعل فاعل تمت هذه العملية فلا أحد يمكن أن يتسبب في قتل روح.