مقالات مختارة:عبيد الرقيق..فات الاوان ولم يعد للاستقالة طعم

عبيد أحمد الرقيق : الى وزير المالية..فات الاوان ولم يعد للاستقالة طعم!
14 مايو 2012
الفساد هو الفساد, والعبث بمال الشعب جريمة لا تغتفر. ان تضعك الأقدار وزيرا للمالية, حافظا لبيت مال الليبيين في مرحلة حرجة كهذه! هي لعمري أمانة ينوء بحملها الرجال و الجبال. الرجال المخلصون وحدهم من يتصدى لمثل هذه المسئوليات فيقبلون حملها بدوافع وطنية مخلصة. كنا تعشمنا خيرا في حكومتنا, فألقينا على كاهلها المزيد من الأحمال . واستعجلنا تحقيق الأحلام في اقل من عام! تجشم وزراؤنا المخاطر وقبلوا التحدي الكبير لكن بعضهم لم يفرق بين فعل الدخول والخروج!
هل خانتهم فطنتهم او تجربتهم وخبرتهم لواقع حال الليبيين؟ قد يكون كذلك لمن عاشوا سنين طويلة مغتربين بعيدا عن ثقافة الليبيين التي تغيرت وانحرفت. فلم يعد الصدق حسنا ولم يعد الكذب سوء. لقد تشرب الليبيون ثقافة مادية جديدة ترتكز على الانتهازية وحب الذات المفرط . لقد بلغ بهم الطمع حدا توارت خلفه قيم وخصال حميدة, فبرزت بكل عفونة مفاهيم جديدة موغلة في الانحراف مشكلة لمنظومة من الفساد الممنهج رواده الغالبية العظمى من الشعب. اما البقية الباقية فهي بمفهوم الفساد شواذ, لا يعرفون كيف يتعاملون مع الواقع, عصاميون محرومون من فرص الثراء السريع!
هل يغفر الشعب لأولئك المغتربين؟! أو للذين عاشوا ويعيشون معه بنفس الظروف. ترى من اي الصنفين يكون وزير ماليتنا المحترم؟! على اية حال, لقد سمعناه وهو يتبرم من خروقات وتجاوزات مالية كبيرة, قد يكون قبل الشعب ذلك منه حينما لم يمض على مباشرته مهام عمله ثلاثة شهور. لكن هل يقبل الشعب تبرمه الثاني بعد ان بقى من مدة وزارته شهرا وبعض شهر! هل التلويح بالاستقالة يرجع للخزانة تلك المليارات التي صرفت واستنزفت؟! هل توقف الاستقالة مسلسل اهدار المال وتروى عطش الطامعين!
الجرح غائر وعميق والعبث بثروة الليبيين تجاوز الحدود..يالها من بالوعة تتسع! لم تعد لغة الملايين كافية انها لغة الملايير!! فهل من منقذ؟! لماذا لم يعد فينا من قلبه علينا؟! هل ثكلت ليبيا كل محبيها ومريديها؟! هل غيب الطمع والجشع نفوسا كانت ابية ثم قتل ضمائر كانت حية؟! لكن ثمة ما نبوح به اليك ياوزير بيت مالنا..ها قد فات الاوان فلم يعد للاستقالة طعم!! كن شجاعا وأكمل المشوار لن تقبل التوبة الان,, حاول ان توفر مبلغا يساوي صكوك الغفران!!
د عبيد احمد الرقيق