عبدالرازق المنصوري : الذكرى السابعة لاستشهاد ضيف الغزال

عبدالرازق المنصوري : كيف يجب أن نكون في الذكرى السابعة لاستشهاد ضيف الغزال؟
21 مايو 2012
في مثل هذا اليوم من شهر مايو 2005, أختطف الصحفي الليبي (ضيف الغزال) من أحد شوارع بنغازي, ليوجد يوم السادس من شهر يونيو 2005, جثة هامدة مقطوع أصابع اليدين, ومصاب بعدة رصاصات في رأسه.
كان هذا ما حدث في تلك الأيام السوداء من تاريخنا الليبي لصحافي ليبي مقاوم وداعي لحرية الرأي في وقت كانت صحافتنا وإعلامنا الليبي ملك لرأي واحد فقط, ليس من حرفة له إلا في تمجيد الديكتاتورية.
وبعد أن قامت الثورة الليبية ونجحت بالعمل الليبي المقاوم قبل وبعد 17 فبراير 2011, كنت أتمنى ان ارى الصحافي والإعلامي الليبي في مقدمة من يعملون على جعل هذه الثورة تسير دائما إلى الأمام, وأن يكونوا في مجتمعنا الجديد سلطة رابعة كما هي الصحافة في الدول الديمقراطية.
ولكن فهم البعض منهم لمعنى السلطة, والذي بدأ يظهر أثناء صراعهم للجلوس على بعض كراسي أجهزة الإعلام الحكومي وهناك كالعادة دائما في طرابلس, لا زال يرى أن تلك السلطة يجب أن تكون كما في الدول الديكتاتورية والتي منها نظامنا قبل يوم 17 فبراير, لعدم تصديقهم أن ليبيا اليوم وغدا هي نظام ديمقراطي.
تلك الكراسي الحكومية والتي كان الوصول اليها لمن يريد ذلك, تجعله يستعمل كل وسائل الكولسة الليبية والغربية, فمن العمل خلف ستار, إلى الاجتماعات الخاصة, وقوائم التوقيعات المعارضة الخاصة إلى إلى…
فهل بعد أن قال شهيد الكلمة المقاومة في ختام مقال كتب في يناير 2005 بعنوان (حتى وإن عارضوا, فإننا مستمرون):
(إذا فلتكبحوا جموح الفساد، بعد أن تلجموا الحناجر الصادقة النقية. حتى وإن رأيتم جيلا كاملا ومقدرات وخيرات ومستقبلا شاملا على شفا جرف هاو في طرائقها إلى الهلاك المؤكد بين مطرقة رموز الفساد وسندان الطبالة والأزلام. وليس علينا إلا التبليغ للإحاطة. ويبقى الموت مصير كل حي، ولكن شتان بين أن يموت المرء شريفا عفيفا، وبين أن يموت بالخزي والعار ..!!؟؟).
لا زال ذلك الصحفي الليبي, والذي جعل كل همه هذه الأيام أن يكون مصارعا على أحد كراسي أجهزة الإعلام الليبية, بكل الطرق الغير ديمقراطية, مستمرا فيما كان يريدنا ضيف الغزال أن نفعله حتى لو عارضونا, أم أن ذلك الصحفي الليبي لازال كما كان قبل 17 فبراير دائما ظهيرا للحكومة وعاملا على أن يكون مرضيا عليه منها.
وهل بدأت حكومتنا الحالية كذلك لا تريد في أجهزة إعلامها إلا كل صحفي وإعلامي ممن يجيدون التطبيل لها, حكومتنا هذه والتي قيل عنها أنها حكومة تكنوقراط, أعتقد أنها قد اكتشفت أن احسن طبالي الإعلام في ليبيا هم فقط وفقط من كانوا يعملون في صحافة وإعلام نظامنا الديكتاتوري السابق, وإن ما تقوم به حاليا من تمثيلية ديمقراطية لتغيير أو تعيين لبعض موظفي أجهزة الأعلام الحكومي, هو مجرد العمل بنصائح بعض من تكنوقراط حكومتنا الذين كانوا هم أيضا أعضاء في ذلك النظام اليكتاتوري, والذين لا زالوا يعتقدون أن الشعب الليبي لا زال كما هو ومن السهل خداعه.
عبدالرازق المنصوري
21 مايو 2012