مقالات مختارة - خليل الكوافي : الشراقة يبوا يحكموا

خليل الكوافي : الشراقة يبوا يحكموا
يرون فيها تميزا عن باقي الليبيين و ممن لا يدركون أن المناصب العامة ليست حكرا على أحد و لم يخلق لها بشر دون بشر آخرين، فمن حق كل مواطن ليبي ألا يكون هنالك ما يعيقه أو من يعيقه عن الترشح للمناصب العليا في الدولة ، سواء أكان هذا المواطن من الشرق أو من الغرب أو من الجنوب، لا فرق إن كان من التبو أو الطوارق أو الأمازيغ أو العرب لا فرق إن كان ليبيّا منذ آلاف السنين أو منذ عام مضى، المهم أن يكون مواطنا كفؤا للمنصب الذي ترشح لنيله أو اختير لشغله.
نحن في حاجة لأن نتعلم أن نحب بعضنا و أن نشعر بالسعادة لأن مستشفى قد أنشىء في الكفرة أو طريقا قد تم تعبيده في الزنتان أو مصنعا قد بدأ الإنتاج في طبرق أو نادٍ ثقافيٍ قد تم افتتاحه في سبها و باشر التعريف بالإرث الأمازيغي أو مجمعا ضخما للأبراج و المعارض قد تم بناؤه في بنغازي أو ناديا رياضيا قد افتتح في الزاوية أو ميناء قد تم توسعته في مصراتة أو منتزها قد تم تدشينه في طرابلس ، فكل منطقة في ليبيا خيرها خيرنا و سعادة أهلها سعادتنا، و مع أنني كنت و لا أزال ممن لا يرون في الطرح الفيدرالي أي خير فالتوقيت غير سليم و يفتح أبوابا ستؤدي إلى تقسيم ليبيا مع التأكيد أن من يروجون لها هم مُقدّرون و لهم مكانتهم و هذه رؤيتهم الوطنية فنحن نناقش الأفكار و لا نطعن في الأشخاص، إلا أن رفضي للفيدرالية لا يعني القبول ب (ظلمك ليا ) لأن استمرار الظلم سيؤدي أيضا إلى تقسيم ليبيا لأن الظلم و عدم الإنصاف في توزيع الفرص و في التنمية هو بيئة خصبة لنشوء النزاعات و لسعي الناس إلى أن ينتزعوا حقوقهم بأيديهم.
أهل الشرق لا يريدون أن يَحكموا فيتجبروا و لكنهم يريدون ألا يُحكموا فيظلموا، لا بد أن تُظهر الدولة رغبتها و عزمها و اصرارها على أن تساوي بين المواطنين و على أن تعدل بين المناطق فالعدل أساس الملك و لا سبيل أمامنا سواه للحفاظ على وحدة الوطن و استقراره و المسار الوحيد لتحقيق العدل هو مكافحة الفساد و فتح أبواب التنافس الشريف بين أبناء الوطن، مع إرساء قواعد واضحة تمنع شاغل المنصب العام من استغلال وظيفته للتربح أو لتعيين الأقارب أو للمحاباة أو للتغطية على ما يخالف القانون ، عندها ستكون المناصب طاردة لا يسعى إليها سوى الكفء الذي يريد خدمة دينه و وطنه و شعبه و لن تكون المناصب جاذبة يسعى إليها الكفء و غير الكفء الوطني و غير الوطني الصادق و غير الصادق الأمين و غير الأمين كما هو حادث الآن.
خليل الكوافي
اقتصادي ليبي