ترتيبات أمنية غير مسبوقة لمظاهرة الجمعة في طرابلس

ترتيبات أمنية غير مسبوقة لمظاهرة الجمعة في طرابلس
دعا ناشطون ليبيون الشعب الليبي للخروج في مظاهرات سلمية؛ للمطالبة ببعض حقوقهم، وشملت المطالب تفعيل دور الجيش والشرطة وحل كافة الكتائب والتشكيلات المسلحة غير المنطوية تحت شرعية الدولة.
لكن ثمة مخاوف بدت تلوح في الأفق من تلك الدعوة، ما دعا الجهات المسؤولة لاتخاذ تدابير أمنية مختلفة لمنع خروج الشعب، وبعد صمت دام فترة لا بأس بها خرج مفتي الدار الليبية الصادق الغرياني، محذرًا ومشددًا على عدم الخروج للتظاهر، مؤكدًا على أنها ستكون جمعة دموية على حد تعبيره.
فيما تداعت الجهات الأمنية لعقد اجتماعات مكثفة مقررة نشر عناصر الأمن في كل أنحاء البلاد تحسبًا لأي طارئ، وتحول اجتماع عادي للمتحدث باسم الحكومة الليبية ناصر المانع إلى جلسة طارئة لتدارس كافة الاحتمالات الممكن حدوثها وكيفية التصدي لها.
من جانب آخر، بدت بعض الترتيبات غير المعلنة تطفو على السطح وتم التنسيق في خفاء لتوزيع بعض المناشير التي تنادي في مضمونها بالخروج للغضب على أوضاع الدولة والتنسيق للهجوم على بعض الكتائب الأمنية التابعة للدولة في محاولة من أزلام النظام السابق لزعزعة الأمن والاستقرار داخل البلاد بل منها ما نادى بالهجوم في مظاهرة الجمعة على السجون التي تحوي أزلام النظام السابق.
وتكاثفت الجهود من داخل المساجد ونادت غالبية المنابر في ظهر الجمعة بعدم الخروج للتظاهر في الجمعة المرتقبة.
ولرجال الأمن ترتيب آخر خلال هذه الجمعة فبين الأزقة والشوارع والميادين كانت التعليمات قد صدرت لهم بالتواجد فيما تناقلت الأخبار محاولات تفجير لسيارات تابعة للجهات الأمنية وهو ما دعا عناصر الأمن لتشديد الرقابة على هذا النوع من المركبات الآلية، لكن ساحة الشهداء -والتي كان مقرر لها أن تشهد تجمع هذه المظاهرة- بدت خالية باستثناء عدد قليل من المتظاهرين الذين حملوا معهم بعض اللوحات والشعارات التي تعبر عن مطالبهم في الجمعة المرتقبة، وبعض الإعلاميين الذين كانت لهم ترتيباتهم في تلك المظاهرة لنقل الحدث الذي لم يتم، واكتفى أغلبهم بالتقاط صور يائسة رأى ملتقطوها أنهم كانوا يأملون نقل حدث أكثر أهمية.
وكالة أنباء التضامن - مبروكة منصور