قرأتها فأعجبتني

من طرف ولد الجبل 2012-10-29, 9:08 am

قرأتها فأعجبتني

بسم الله

قال احد الحكماء : وقفت يوما امام حقول القمح فاسترعى نظري سنابل تطاولت في خيلاء ، وسنابل احنت رأسها في تواضع وحياء ، ولكم عجبت حين تلمستها إذ رأيت الأولى فارغة وأبصرت الثانية ملأى بحبات القمح فقلت : كم في حقول الحياة من سنابل رافعة الرأس فارغة ).

نعم الحياة حقل كبير فيه الكثير من انواع المزروعات التي تحتاج إلى عمل جاد وتعاون مثمر ، لأن الإنسان لم يخلق ليعيش وحده ، فهذه المزروعات منها ما هو مادي كزراعة محاصيل الأرض ، ومنها ما هو اكبر من ذلك ، حيث طاعة الله ورسوله في عمل الخير والتحلي بالأخلاق الفاضلة ، كالتواضع وحب الآخرين وبذل الجهد في مساعدة الناس المحتاجين إليك فتحصد خيرا كثيرا وأجرا عظيما يوم لقاء الله .

ولكن من تطاول علي الناس بالكبر والتعالي والغطرسة فسيكون جهده فارغا من كل خير وصلاح وسيحصد ندامة وحصره في وقت لا تنفع فيه الندامة ، لأن الكبر وإعجاب الإنسان بنفسه يسلبان الفضائل ويكسبان الرذائل ، حيث يحتقر الناس ويستصغرهم ولا يعلم أنه في نظرهم حقير ذليل لا ينفع الناس ولا حتى نفسه بل يوردها إلى المهالك وغضب الله سبحانه وتعالى حيث حرم الله علي المتكبرين الجنة : قال الله تعالى : ( تلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) 83 القصص ): وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر ) وقال الأحنف بن قيس : ما تكبر احد إلا من زلة يجدها في نفسه ) .

فهل نظرة الإنسان إلى نفسه وأنه مخلوق كبقية الناس ولا يفضلهم إلا بالعمل الصالح والخلق الكريم وأن مقدار احترامهم له إلا بمقدار ما ينفعهم به من علم نافع كالنصائح والدروس التي تنبههم إلى الاستقامة واتباع الحق ومشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم ، هكذا هو خلق المؤمن الذي ينفع الناس لا أن يتعالى عليهم ويحتقرهم .

فهل تنبهنا إلى ذلك ونفعنا أنفسنا وكذلك الآخرين وننال بذلك رضا الله واحترام الناس .

نسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
[center]