كيف جاء الأذان؟

من طرف فرح البلاد 2016-02-08, 7:12 pm

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
الأذان، لما فرض بصوت الإنسان، ولما لم يؤذن رسول الله (ص) ولو مرة واحدة طول حياته؟
كلنا يعلم أن عند فرض الصلاة، كان ينبغي أن تحدد كيفية النداء إليها لاسيما أن تحديد المواقيت بذلك الزمان كان من الصعوبة بما كان، في المقابل كان ينبغي أن تؤتى الصلاة في أوقاتها، فما هي خير الوسيلة لتجميع المسلمين، لأجل أدائها مطمئنين لدخول وقتها لا محال، في البدء لم يكون الأذان معروف، وكانت الصلاة تؤتى بالتقدير، مما شغل بال الحبيب (ص) فغتم للأمر كون أن أعظم العبادات تؤتى بشيْ من الفوضى، فالإسلام دين الدقة والنظام وحسن إتيان الأعمال كيفما كانت فما بالك بالصلاة قرة عين المصطفى (ص). وبمجرد أن أحس الصحابة بذلك، توالت الاقتراحات لأحسن وسيلة لتجميع الصلاة، فمنهم من اقترح إنصاب راية عند كل صلاة، ومنهم من اقترح القنع أو الشبور كما يفعل اليهود، واخرون اقترحوا الناقوس على شاكلة النصارى، فكل ذلك لم يعجب الرسول (ص)، فلما اضطر أن يجمع على ضرب الناقوس وهو له كاره، جاءه الفرج من الصحابي عبد الله بن زيد بن عبد ربه (ر)، الذي رأى في رؤية ربانية، استبدال الناقوس بما هو خير، صوت الإنسان ينادي إلى الصلاة : "الله أكبر...إلى غاية نهاية الأذان"، فلماذا أوحى الله سبحانه إلى هذه الوسيلة، ولما أحد الصحابة، وليس النبي (ص)، أما الجواب عن السؤال الأول والله المستعان، فإن الله يحب من الأعمال ما يقوم به الإنسان بنفسه، فهو خير خلقه، والمستخلف له في أرضه، وما سواه مما خلق، خلق أصلاً لأجل الإنسان، فتبقى أحب الأعمال إلى الله، ما يتقرب بها الإنسان بنفسه إلى ربه، وقد سبق وأن حتى سيدنا إبراهيم بنفس الشيْ تقريباُ لأجل أن ينادي الناس كل الناس إلى الحج، في قوله عز وجل : "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق" (الحج الآية 27)، وأما لما لم تصب الرؤية الرسول (ص)، فالجواب والله أعلم، حتى نتعلم أنه من الواجب على كل مسلم حمل هموم الإسلام والإصلاح بشكل عام والدعوة إلى ذلك بالتي هي أحسن ولا يقتصر الأمر على الرسول (ص)، وهو الذي لم يِأذن في حياته ولا مرة، بانشغاله بتكاليف الأمة من جهة، ورأفة بأتباعه وهو الحنون الخير من جهة أخرى كون لو فعلها لحقة العقوبة لا مناصه عن المتخلف لقوله عز وجل : "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"، فكان وسيبقى رحيم بأمته عليه أفضل الصلاة والسلام، وإن لم يِأذن فقد اختار أحسن الأصوات وأجودها لذلك، صوت الصحابي بلال (ر)، ليمزج بين الكلام الخير والصوت الرخيم، ويعلمنا أن الإبداع والإحسان في كل شيء من صفا ت المسلم المجتهد والذواق، فبعد كل عناء من معالجة هموم وقضايا الأمة، كان ينادي بلال (ر) أن أرحنا بها يا بلال، فلنستشعر ذلك عند كل أذان.

لاتنسوني من دعائكم وتقبل الله صلاة الجميع.