العيب والحرام

من طرف ولد الجبل 2017-01-23, 8:46 am

العيب والحرام

دائما مانسمع كلمة ( حرام ) ، وكلمة ( عيب )
تُقال عندما يكون هناك أمر سيء يفعله البعض
سواء كانوا صغارا أو حتى كبارا
وفي أحيان كثيرة يختلط هذا اللفظ على السامع
فلا يعرف ان كان فعله حراما أم عيباً ،
فما الفرق بين الحرام والعيب ؟ وهل يصح قول
كلمة عيب على ماهو حرام
وكلمة حرام على ماهو عيب ؟

بعد هذه المقدمة المنقوله أقول بعون الله:

إن كلمة عيب تدل علي فعل أو قول من شخص عاقل سوى مخالف لما تعارف عليه الناس فيما بينهم من آداب وخلق عرفي ضمن ضوابط التقاليد والعادات , وستر العيب هو إخفاؤه عن أنظار الناس وسمعهم وذلك ممكن .

أما الحرام فهو مخالفة لشرع الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم بالقول أو الفعل , ويعاقب عليه الله سبحانه وتعالى . وستر الحرام هو إخفاؤه عن المشرع وهذا محال لأن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .

ويتفق العرف والدين علي تقبيح العيب وتحريم الحرام وزجر فاعلهما .ولذلك قالوا : العيب والحرام بين قوة المجتمع وقوة الدين . فالعيب هو قول أو فعل معارض لما ينبع من عادات وتقاليد كل مجتمع , أما الحرام فهو مستمد من مخالفة شريعة الله الواحدة في كل المجتمعات الإسلاميه .

إذن فليس كل عيب حرام إنما كل حرام هو عيب ولا يجوز القيام به , ولذلك نجد الإنسان يمارس الحرام خفية وبعض الأحيان جهارا نهارا رغم علمه بأن الله يراه ولا يخشى عقابه وسخطه , ومن ناحية أخرى تراه يتوارى عن أنظار الناس لفعل العيب لأنه يخشاهم , فيصبح الحرام اخف وطأة على أذن المتلقي من أن تقول له هذا عيب والعياذ بالله فأختلطت المفاهيم ولم نعد تفرق بين الحرام والعيب واصبحت الخشية من الخالق أضعف من الخشية من المخلوق وهذه علامات سيئة وعواقبها وخيمة . وهذا ما نراه اليوم من ضعف إيماننا وقوتنا وشدة بأسنا فيما بيننا وعدم قدرتنا علي رد العدو عن ديارنا . .

اللهم ردنا إلى ديننا ردا جميلا .