أفلا تصوم قلوبنا...............؟

أفلا تصوم قلوبنا...............؟

أفلا تصوم قلوبنا...............؟




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين المخبتين وعلى آله وصحبه الطاهرين
وبعد .
فكلنا ينتظر ذلك الضيف الكريم
ضيف خفيف على النفس حبيب إليها
كلنا يرجو لقاءه ويحزن لفراقه لنا معه أجمل لحظات العمر وأسعدها
رمـضانُ أقـبلَ يا أُولي الألبابِ *** فاستَـقْـبلوه بعدَ طولِ غيـابِ
عـامٌ مضى من عمْرِنا في غفْلةٍ *** فَتَـنَبَّهـوا فالعمرُ ظـلُّ سَحابِ
فتجدنا قبل رمضان بأيام تشدنا تلك المطويات والدروس والمحاضرات التي تقام عن رمضان وقد تشدنا بعض العناوين الأخاذة التي ينتظم في كلماتها الدروينتثر في طياتها اللؤلؤ المكنون فتأخذ بمجامع قلوبنا ومن تلك العناوين التي أخذت بقلبي ( صيام القلوب ) فشدني هذا العنوان وأعجبني ولكن كان الصيام في هذا العنوان صيام عن الغل والحسد والكبر وسائر المعاصي القلبيةالتي تحلق الدين .
فقلت في نفسي:أفلا تصوم قلوبنا؟
أنا لا أخاطب ذلك القلب المريض الذي امتلأ حسدا وغلا وعجبا وكبرا ذلك الذي غرق في الشهوات
لا وإنما أخاطب ذلك القلب الذي طالما دعا ربه أن يكون سليما ذلك الذي دعاءربه بان يثبت على هذا الدين ذلك القلب الذي اخبت لله رب العالمين ذلكالقلب الذي تمنى أن يرق ويحن ويئن ذلك القلب الأواهـ
فأهمس في أذن صاحبه وأقول له صمت عن المباحات من مأكل ومشرب ونأيت بنفسك عن المحرمات
فهل صام قلبك عن الدنيا ساعة تتفكر فيها في خلق السماوات، كما قال جل شأنه{إن فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِوَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَاللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِيخَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًاسُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}
قال الحسن البصري: تَفَكُّر سَاعَة خير من قيام ليلة.
وقال سفيان بن عيينة: الفكرة نور يدخل قلبك.
وربما تمثل بهذا البيت:
إذا المرء كانت له فكْرَةٌ ... ففي كل شيء له عبرَة
قال بِشْر الحافي: لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه.
وقال وهب بن مُنَبِّه: ما طالت فكرة امرِئ قط إلا فهم، وما فهم امرؤ قط إلا علم، وما علم امرؤ قط إلا عمل.
قالت أم الدرداء (كانت أكثر عبادة أبي الدرداء التفكر)
نزهَة المؤمن الفكَرْ ......... لذّة المؤمن العِبرْ
نحمدُ اللهَ وَحْدَه ............ نحْنُ كل عَلَى خَطَرْ
رُبّ لاهٍ وعُمْرُه ............ قد تَقَضّى وما شَعَرْ
رُبّ عيش قَدْ كَانَ فوق... ... المُنَى مُونقَ الزَهَرْ
في خَرير من العيُون ..........وَظل من الشَّجَرْ
وسُرُور من النَّبات ...........وَطيب منَ الثَمَرْ
غَيَّرَتْه وَأهْلَهُ ................. سرعةُ الدّهْر بالغَيرْ
نَحْمَد الله وحده .............. إنّ في ذا لمعتبر
إن في ذَا لَعبرةً ... .............للبيب إن اعْتَبَرْ
فالتفكر عبادة عظيمة لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم فهو ثمرة صيام القلب عن الدنيا
قال عمر بن عبد العزيز : الكلام بذكر الله حسن والفكر في نعمة الله أفضل العبادة.
إذا أفلا تصوم قلوبنا........؟!
أفلا تصوم قلوبنا في الصلاة؟ عن بعض مامر بنا من أمور الدنيا وتقر عينها بالصلاة
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ }
أفلا تصوم قلوبنا عند أداء الأذكار ؟ وتتفكر فيما تقول من تعظيم للهوثنائن عليه سبحانه وخاصة أذكار مابعد الصلاة التي نؤديها وكأنما هي كلماتعادية نقولها ونحن نفكر في أمر آخر ثم ننطلق!
أفلا تصوم قلوبنا عند تلاوة القرءان ؟ ونتدبره كما أُمرنا ولا يكون هم احدنا آخر السورة ُ،آخر الجزء ، آخر المصحف!
أفلا تصوم قلوبنا في الدعاء؟ وندعو الله بقلوب منكسرة حاضرة
أفلا تصوم قلوبنا عند النوم ؟ إما أن تسبح وإما أن تتفكر ولا تتشاغل بالتفكير في أمور الدنيا
وأخيرا أقول أفلا تصوم قلوبنا وتذرف دموعنا.........؟



و


نسأل الله أن يثقل من موازين حسناتكم
**********************************************
مما قرات......

بارك الله فيك على ما قدمت جزاك الله خيرآ