السلام في أفغانستان .. ما زال الطريق طويلاً

أخيرا أقر قادة الناتو خطة الانسحاب من أفغانستان، ووافقوا على "أفغنة الحرب" هناك، عبر تسريع الخطوات اللازمة لنقل المسؤوليات الأمنية وقيادة الحرب إلى السلطات الأفغانية بشكل كامل حتى نهاية العام 2014، على أن يبدأ الانسحاب التدريجي لقوات حلف شمال الأطلسي المقاتلة العام القادم، وعلى أن يحافظ الحلف على وجوده العسكري على شكل قواعد عسكرية مع المساهمة في تدريب وتجهيز القوات الأفغانية.

وتظهر خطة الانسحاب التدريجي رغبة أوروبية جامحة نحو الخروج من المستنقع الأفغاني، على الرغم من تحمل الولايات المتحدة العبء الأكبر في هذه الحرب المستمرة منذ أكثر من 9 سنوات والتي تجر المنطقة نحو المجهول، وقد راعت الخطة مشاعر "صقور واشنطن" بجعل الانسحاب الكامل مشروطاً بالأوضاع الأمنية في أفغانستان، وبقدرة الأفغان على تحمل مسؤولياتهم بأنفسهم، كما تتحدث اتفاقية الشراكة الإستراتيجية مع أفغانستان عن بقاء طويل الأمد في أفغانستان ما يرسم مستقبلا متعدد الاحتمالات للصراع الدائر في قلب آسيا.