طفل ليبى محتجز فى الاردن

عائلة الاديب الراحل خليفة الفاخري تناشد العقيد القذافي اعادة طفلها المحتجز في الاردن

قورينا - إبراهيم هدية - المنارة



طالبت عائلة الأديب الليبي الراحل'خليفة محمد الفاخري'العقيد معمر القذافي ونجله سيف الإسلام، بالتدخل لإعادة نجلها الطفل (محمد)المحتجز حاليا في العاصمة الأردنية عمان، إلى أرض الوطن.



وأوضحت أسرة الأديب الراحل أنها لم تتمكن من العودة بابنها محمد الذي قالت إنه محتجز الآن بأحد المراكز التخصصية لعلاج الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد وتأهيلهم.



وأرجعت العائلة السبب في عدم مقدرتها العودة بابنها إلى عجزها عن تغطية نفقات علاجه المتراكمة التي تقدر حتى الآن بمبلغ قدره 65 ألف دينار أردني.



وكانت عائلة الفاخري اكتشفت في العام 2000 مرض ابنها محمد الذي كان يبلغ من العمر حينها (6 سنوات)، وقد تم تشخيص حالته على أنها إصابة بمرض التوحد الناطق.

إيفاد إلى الأردن



وقالت العائلة إن ابنها أصبح كثير الحركة وعدوانيا بشكل أثر على المسيرة التعليمية لبقية أبناء العائلة.مشيرة إلى أنها تمكنت في العام 2002من إيفاد ابنها إلى الأردن لإمكانية علاجه وإعادة تأهيله ورفع المعاناة عن باقي أفراد الأسرة.



ونبهت أسرة الراحل الفاخري إلى أن إيفاد ابنها للعلاج في الخارج جاء بعد تبرع أصدقاء الراحل وأقاربه بمبلغ مالي ، أضيفت إليه قيمة ريع مبيعات كتاب صديقه الكاتب محمد عقيلة العمامي.



وأوضحت أنها تمكنت من دفع تكاليف علاج الطفل محمد لمدة عام كامل،ثم تحصلت على رسالة من أمانة'وزارة'اللجنة الشعبية العامة للصحة تنص على استكمال العلاج على نفقة المجتمع.



وقف دفع المصاريف



وأضافت أنه – ووفقا لهذه الرسالة- تم استكمال علاج الطفل حتى شهر أبريل 2006، إلا أن القسم الصحي بمكتب الأخوة العربي الليبي بعمان – ووفقا للعائلة – توقف عن دفع مصاريف العلاج منذ شهر مايو 2006 بناء على تعليمات من المراقب المالي الجديد للمكتب دون إعلام الأسرة بذلك.



وأشارت إلى أنه عندما تم استبدال المراقب المالي للمكتب اكتشف أن التكليف الصادر عن اللجنة الشعبية العامة للصحة والقاضي بعلاج الطفل محمد خليفة الفاخري لم يحدد فترة العلاج، فأمر بإيقاف المبلغ المستحق للمركز دون إعلام الأسرة بذلك، حيث انتبهت لذلك في العام 2008، و كان المبلغ حين ذلك مقدرا بـ(32) ألف دينار أردني.



رهينة ليبية



وقالت أسرة الأديب الراحل إنها عندما أرادت العودة بابنها (محمد) عقب تحسن وضعه خلال زيارة صيفية له، فوجئت بأن المركز الطبي الأردني احتجزه لديه، وأنها لا تستطيع العودة به إلى أرض الوطن إلا إذا دفعت القيمة المادية المطلوبة كاملة.



وذكرت أن المبلغ المطلوب مقابل العودة بالطفل الذي وصفته عائلته ب 'الرهينة'لا طاقة لها على تسديده، خاصة وأن المبلغ قد تراكم عقب الخطأ الإداري الذي ارتكبه المكتب والمتمثل في عدم إعلامه الأسرة بتوقفه عن دفع تكاليف العلاج والإيواء.



وأعلنت أسرة الفاخري من خلال مطالبتها أن نفقات علاج ابنها محمد في تراكم مستمر، الأمر الذي يجعل من عودته إلى أرض الوطن غير ممكنة بالاعتماد على إمكانياتها.

عدم تسديد التكاليف



وأوضحت أنه على الرغم من مراسلة السفير الليبي في الأردن'محمد حسن البرغثي'لأمين'وزير'اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي موسى كوسا بخصوص أخذ الأمر بتسديد التكاليف، إلا أن ذلك لم يتم حتى الآن.



وكان البرغثي قد طلب في رسالة وجهها لكوسا – تحصلت قورينا على نسخة منها – ضرورة تدخله الشخصي لتأمين دفع المبلغ المطلوب تقديرا للمكانة الأدبية التي يتمتع بها الأديب الراحل خليفة الفاخري.



وقال البرغثي في رسالته'إن أسرة المرحوم خليفة الفاخري اتصلت به وطلبت تدخل مكتب الأخوة العربي لتسديد التكاليف المترتبة على علاج ابنها محمد الذي يعاني من حالة (التوحد الناطق) لصالح المركز التخصصي للتربية الخاصة بالأردن'.


استمرار للمعاناة



وأوضح البرغثي أن أسرة الأديب الفاخري تقدمت للتحالف العربي للديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان'بطلب يتعلق بتسهيل عودة ابنها الذي يعالج في الأردن منذ فترة، وذلك خلال اجتماع التحالف الذي عقد في عمان بالمملكة الأردنية الهاشمية'.



وطلب في السياق نفسه أن'يتم البت في هذه الحالة الإنسانية في أقرب وقت ممكن'.



وأضاف في رسالته المؤرخة في 20سبتمبر/ الفاتح2008 أنه'سبق للمكتب أن تكفل بدفع نفقات علاجه حتى تاريخ 1 مايو/الماء 2006، ويطالب المركز الآن بمبلغ قيمته(32.290) اثنان وثلاثون ألف ومئتان وتسعون دينار أردني'.



مراسلات مستمرة



من جانبه خاطب المدير التنفيذي للتحالف العربي للديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان'علي سعيد البرغثي'في 28 فبراير/النوار2010 أمين'وزير'اللجنة الشعبية العامة للصحة والبيئة محمد الحجازي، وأمين اللجنة الشعبية العامة للشؤون الاجتماعية إبراهيم الشريف،مخطرا إياهما بالطلب الإنساني لأسرة هذا الطفل الليبي وضرورة البث في إرجاعه لمقر سكنه.

ومن جهة أخرى وجه المدير التنفيذي لمؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية”يوسف الصواني”كتابا إلى أمين اللجنة الشعبية العامة للصحة والبيئة محمد الحجازي،شرح فيه الوضع الإنساني للطفل محمد خليفة الفاخري.



وقال الصواني في كتابه الذي تحصلت قورينا على نسخة منه'إن مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية تلقت طلب استغاثة من أسرة المرحوم خليفة محمد الفاخري بشأن ابنهم بالتدخل لتأمين عودته كونه محتجز بالمركز التخصصي للتربية الخاصة بالأردن'.


استغاثة عقب العجز



وأضاف'إن استغاثتهم هذه جاءت عقب عجزهم عن تغطية نفقات علاجه بعد أن توقف القسم الصحي بمكتب الأخوة الليبي بعمان عن دفع المصاريف منذ العام 2005″.





وكانت أسرة الأديب الراحل أشارت إلى أن كل المراسلات سالفة الذكر لم تثمر أية نتائج،وأن الجهات المعنية لم تستجب لنداء استغاثة صادر عن أسرة ليبية تعاني مرارة العوز وضيق ذات اليد وطفلها الصغير محتجز خارج الوطن.



يشار إلى أن الأديب الراحل خليفة الفاخري كتب عن ابنه'محمد'رسالة شهيرة إلى أخيه الدكتور مصطفى الفاخري وهو في القاهرة لعلاجه، قائلاً: 'حين أخرج مع (ميدو) أضع في جيبه عنوان وهاتف البيت، والطبيب المعالج، والسفارة، كذلك أحمل معي نفس البيانات … أنا أحمله معي للتمشي في الطرقات من أجل أن يرى الشمس والناس، ولكي نشتري ما نحتاجه للبيت .. أضع تلك الورقة في جيبه، وكذلك في جيبي، لكي لا أموت فجأة وأتركه وحيدا دون أن يتعرف عليه أحد !! '.



مأساة بحجم الأديب الراحل



يشار إلى أن الأديب الراحل خليفة الفاخري الذي انتقل إلى جوار ربه عزوجل في العام 2001 يعد من أبرز الأدباء الليبيين الذين رسموا المشهد الثقافي الليبي عبر كتاباته التي نشرت في عدة مجلات وصحف عربية وليبية.



وقد نشرت أعماله في عدة مجلات ليبية مثل الحقيقة والأسبوع الثقافي والثقافة العربية وأخبار بنغازي ومجلة الفصول الأربعة وكانت تربطه علاقة صداقة مميزة و وطيدة بالكاتب الليبي المعروف الراحل'صادق النيهوم'.