القمة الأفريقية الأوروبية الثالثة تختتم أعمالها في طرابلس

القمة الأفريقية الأوروبية الثالثة تختتم أعمالها في طرابلس وتضع خط عمل من عام‮ ‬2011‮ ‬إلى ‮ ‬2013‮

*
*
*
*
*

اختتمت اليوم الثلاثاء بطرابلس أعمال القمة الأفريقية‮ – ‬الأوروبية الثالثة تحت عنوان‮ “‬الاستثمار والنمو الاقتصادي وخلق وظائف عمل‮”‬،‮ ‬بمشاركة القادة الأفارقة وأكثر من‮ ‬14‮ ‬رئيسا أوروبيا .

وناقشت القمة عددا من القضايا المحورية تركزت في الأساس على موضوعات‮ ‬السلم والأمن والحوكمة والديمقراطية وحقوق الإنسان والتجارة والتكامل الإقليمي والهجرة والنقل والعمل على تحقيق أهداف الألفية وقضية تغير المناخ والطاقة والبحث العلمي والفضاء والعلوم والتكنولوجيا‮.‬

مناقشة منع النزاعات

كما ناقشت كذلك الشراكة حول الأمن‮ ‬والسلم لتعزيز الحوار السياسي بين الجانبين الأفريقي والأوروبي‮ ‬،‮ ‬ومنع النزاعات وإدارة الأزمات‮ ‬،‮ ‬وإعادة التعمير بعد النزاعات وتفعيل منظومة السلم والأمن في أفريقيا‮ ‬،‮ ‬وتوفير مصادر لتمويل المشروعات والمبادرات المطروحة في إطار الشراكة‮ ‬.

كما استعرضت القمة ‮ ‬الشراكة حول الحوكمة والديمقراطية وحقوق الإنسان و إثراء الحوار السياسي بين الجانبين على المستوى العالمي وفي المنتديات الدولية‮ ‬،‮ ‬والتعاون في مجال الحوكمة ودعم التعاون في مجال المقتنيات الثقافية والمجالات الثقافية الأخرى‮.‬

وقالت مصادر مطلعة لقورينا من داخل إعمال القمة إنه خرجت في ختام أعمالها اليوم الثلاثاء بخطة عمل للفترة من عام‮ ‬2011‮ ‬إلى عام‮ ‬2013‮ ‬تتضمن خطوات محددة نحو تعزيز التعاون الأفريقي-الأوروبي في ثمانية مجالات للشراكة بهدف مواجهة التحديات التي طرأت منذ قمة أفريقيا-أوروبا الثانية التي عقدت في لشبونة في شهر ديسمبر‮ ‬2007‮ ‬ودعم التعاون بين الشركاء الأفارقة والأوروبيين‮.‬ وكما سيعلن اليوم الثلاثاء إعلان القمة.

وعقد مؤتمر صحفي مشترك بين رئاستا الإتحاد الأفريقي والأوروبي بعد اختتام القمة بعد ظهر اليوم.

تدفق المهاجرين

وكان القائد معمر القذافي قد قال أمس الإثنين في الجلسة الافتتاحية للقمة إن وقف تدفق المهاجرين عبر المتوسط هو مسؤولية أوروبا والدول الإفريقية.

واشترط القائد معمر القذافي، أمس الإثنين، دعم ليبيا وقف الهجرة غير المطلوبة بدعم أوروبا لها بكافة الوسائل التقنية.

وذكر القائد أن شركة “سابا” المصنعة للطائرات المزودة بكاميرات تصوير خاصة رفضت منحها لليبيا، بعدما طلبتها منها سابقاً.

وأكد على أن مشكلة الهجرة لا تعالج بالأمن، ولكن عن طريق إقامة مشاريع على أرض الواقع، موضحاً أن هجرة الأفارقة تأتي من أجل البحث عن العيش الكريم.

وقال القائد، “إن الحروب هي التي سببت الهجرة سواء في أوروبا أو آسيا، ولأننا شجعنا على هذه الحروب، لهذا أتت الهجرة بعدها بشكل طبيعي”، مشيراً إلى أن أفريقيا ليست متسولة بل تحتاج إلى استشارات تنموية، خاصة بعد الخطر الذي أصبح يتهدد بحيرة تشاد.

كتلة واحدة

ودعا القائد إلى التعامل مع أفريقيا على أنها كتلة واحدة، قائلاً “إذا أردتم التعامل مع أفريقيا فيجب التعامل معها ككتلة واحدة وليس وفقا للأقاليم”.

كما دعا القائد إلى إصلاح الأمم المتحدة التي أشار إلى أنها فاسدة، مطالباً بنقل صلاحيات مجلس الأمن إلى الجمعية العمومية، وأضاف “مجلس الأمن ينبغي ألا يكون من دول محددة”.

وأشار القائد إلى تأييده لدعوة الاتحاد الأوروبي بالمطالبة بمقعد دائم له بمجلس الأمن، كما دعا إلى أن يكون في مقابل ذلك لأفريقيا مقعد دائم أيضاً، إلى جانب الاتحاد الأمريكي ودول جنوب أمريكا وجامعة الدول العربية، والآسيان، بحيث تكون كل دول العالم في مجلس الأمن.

وعد بالتقديم

من جهته قال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروز “إن القارة الأوروبية سوف تستثمر في أفريقيا ما قيمته 50 مليار دولار خلال السنوات المقبلة، موضحا أن النمو الاقتصادي في القارة الأفريقية نما بنسبة 20% تقريبا”.

وأضاف باروز أن أوروبا تدعم الشراكة بين القارتين في الشأن الاقتصادي والاجتماعي مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي سوف يلتزم بما تعهدت به تجاه القارة الأفريقية.

ومن جانبه قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ “إن الشراكة بين القارتين ستحقق النتائج المرغوبة بين الطرفين في التعاون في مجال السلم والأمن”.

وأشار بينغ بأن أوروبا مصيرها مرتبط بالقارة الأفريقية وأن استقرارها مرهون باستقرار القارة الأفريقية كذلك.

وطالب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بضرورة أن تستمر أوروبا في دعم القارة الأفريقية بشكل مستمر سواء في مجال الدعم السلمي والأمني والدستوري.

وأوضح بينغ بأنه لا يوجد سلم بدون أمن وأن سكان القارة الأفريقية يحتاجون لدعم أوروبا بشكل مستمر سواء في المجال السياسي والاقتصادي والأمني.

وطالب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي أيضا من القارة الأوروبية أن تساهم بشكل جدي في تخفيف ديون القارة الأفريقية إلى جانب إيجاد فرص عمل لتخفيف نسبة البطالة التي تتأثر منها القارة إلى جانب ارتفاع نسبة الفقر، لافتا النظرإلى أن هناك الكثير لعمله في مجال التنمية في القارة الأفريقية.

يشار إلى أنه يغيب عن القمة الرئيس السوداني عمر البشير بعد أن أُشيع أنه سيشارك فيها، وأصدرت الرئاسة السودانية أمس الأول الأحد بيانا قالت فيه إن السودان سيقاطع قمة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي في ليبيا “للاحتجاج على ضغوط يمارسها الاتحاد الأوروبي على الرئيس السوداني عمر البشير كي لا يحضر”.

واتهم البيان الشديد اللهجة الاتحاد الأوروبي بتقويض استقرار الاتحاد الأفريقي، والتعامل مع أفريقيا بعقلية استعمارية.

قورينا- -خاص- طرابلس