شعب تونس أراد الحياة ..والغموض يكتنف الموقف

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2011-01-15, 9:17 am

الصحف العربية : شعب تونس أراد الحياة ..والغموض يكتنف الموقف
القاهرة: تصدرت أنباء الاطاحة بحكم الرئيس التونسي زين العابدين بن على الصحف العربية التي تناولت الاضطرابات التي تشهدها البلاد على الرغم من هرب بن علي ولجوءه إلى السعودية في الوقت الذي أحكم فيه الجيش قبضته فعليا على مقاليد الأمور في البلاد.
انتفاضة شعبية
واعتبرت صحيفة "الراية" السعودية أن زين العابدين هو أول زعيم عربي تطيح به انتفاضة شعبية ،وقالت الصحيفة في تقرير لها تحت عنوان "اضطرابات تونس تطيح بـ"بن علي" والغنوشي يتولى السلطة مؤقتا" أن تونس أمام مرحلة انتقالية لم يتضح كيف ستكون ملامحها.

ونقلت الصحيفة عن البرلماني التونسي هشام الحاجي ، وهو عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية المعارض قوله: "ان تونس أمام مرحلة انتقالية لا ندري كيف ستكون ملامحها لكن ما هو أكيد إعادة النظر في القوانين السياسية في أسرع وقت ممكن والتأكيد على ثقافة القانون والعمل من أجل تهدئة الأوضاع".

وتابع : "ان فرنسا تقف جنبا الى جنب مع التونسيين في هذه الفترة الحاسمة وانه يعترف بالانتقال الدستوري".

تطورات دراماتيكية

ومن جانبها ،قالت صحيفة " الخليج" الاماراتية تحت عنوان "28 يوما على البوعزيزي: تونس بلا زين العابدين"
ان تونس شهدت في ربع الساعة الأخير من مساء الجمعة تطورات دراماتيكية مذهلة حبست أنفاس المراقبين في داخل البلاد وخارجها.

وأضافت ان الجيش تسلم زمام الأمور في إطار تسوية تقضي بتخليه عن السلطة وتسليمها إلى رئيس الوزراء محمد الغنوشي بعد 28 يوما على انطلاق شرارة "تظاهرات الجياع والبطالة" التي فجرها محمد البوعزيزي في 17 ديسمبر/ كانون الأول الماضي في مدينة سيدي بوزيد بإحراق نفسه احتجاجا على الجوع والبطالة، وعمت المدن والمحافظات كافة، وأدت الى سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح على يد الجيش والأجهزة الأمنية .

رغبة في الحياة

اما صحيفة " القبس" الكويتية فاعتبرت انا ما حدث في تونس ما هي الا رغبة من الشعب للحياة ، وحمل التقرير عنوان "شعب تونس أراد الحياة.. فهرب بن علي " ان الشعب التونسي حقق الجمعة نبوءة شاعره الكبير ابي القاسم الشابي في أبياته الخالدة "إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلا بد أن يستجيب القدر".

متابعة انه بعد أسابيع من الاحتجاجات تمكن الشعب من إسقاط الرئيس زين العابدين بن علي الذي غادر البلاد، وتحولت موجة الغضب إلى موجة فرح في شوارع تونس بعيد اعلان تنحي الرئيس، وخرج الناس إلى الشوارع واطلقت ابواق السيارات. وافيد باعتداءات تعرضت لها بعض المقار والممتلكات التي تعود إلى اقرباء الرئيس المتنحي. وسارعت المعارضة إلى التنديد بها ودعت الشعب التونسي إلى طي صفحة الماضي وتناسي الاحقاد.

غموض وغضب

وتحت عنوان "الغموض يكتنف المشهد التونسي ومغادرة بن علي لم تمتص الغضب" قالت صحيفة " الوطن" السعودية : "ان الغموض هو سيد الموقف في تونس رغم تخلي الرئيس زين العابدين بن علي عن السلطة ومغادرته البلاد تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية العنيفة المستمرة منذ شهر. فشوارع المدن التونسية لا تزال تموج بآلاف المتظاهرين الغاضبين، فيما أحكم الجيش قبضته فعليا على مقاليد الأمور في البلاد".

وتطرقت الصحيفة إلى موقف فرنسا ،أبرز حلفاء بن علي، الذي جاء منحازا للشعب عقب رفض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي منح الرئيس التونسي السابق تصريحا لدخول فرنسا. أما في واشنطن فقد أعلن البيت الأبيض أن للشعب التونسي "الحق في اختيار زعمائه".

استضافة السعودية

واقتصر تعليق صحيفة " الحياة" اللندنية على الوضع في تونس بنشر خبر استضافة المملكة العربية السعودية للرئيس التونسي المخلوع وأسرته ، فنشرت الصحيفة تحت عنوان" الرياض ترحب بقدوم بن علي.. وتؤيد كل إجراء يعود بالخير للشعب التونسي" بيان الديوان الملكي السعودي الذر رحب بقدوم زين العابدين بن علي إليها،وأيدت كل إجراء يعود بالخير للشعب التونسي.

وقال الديوان في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية السبت: "أنه انطلاقا من تقدير حكومة المملكة العربية السعودية للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق، وتمنياتها بأن يسود الأمن والاستقرار في هذا الوطن العزيز على الأمتين العربية والإسلامية جمعاء، وتأييدها لكل إجراء يعود بالخير للشعب التونسي الشقيق، فقد رحبت حكومة المملكة العربية السعودية بقدوم الرئيس زين العابدين بن علي وأسرته إلى المملكة".

وأضاف البيان:"إن حكومة المملكة العربية السعودية، إذ تعلن وقوفها التام إلى جانب الشعب التونسي الشقيق، لتأمل في تكاتف كافة أبنائه لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخه".وأكدت مصادر مطلعة لـ"الحياة" أن الرئيس التونسي توجه فور وصوله إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة إلى قصر المؤتمرات، المعد لإستقباله هو وأسرته.