إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
ثورة على تطرّفيْن
صفحة 1 من اصل 1
ثورة على تطرّفيْن
الكم الهائل من الصور الباهرة التي كانت ترد من مصر ومن ميدان التحرير بالذات، لم يحجب صورة لافتة للنظر كانت تتكرر كل يوم على مدى الأيام الـ17 من عمر الثورة المصرية، وكانت تمر مرور الكرام امام اعين الجمهور، برغم ان اطارها اتسع يوم الجمعة الماضي قبيل ساعات من انتصار الثورة، واتخذ بعداً بالغ الدلالة بالنسبة الى مصر والعالمين العربي والإسلامي.
عندما كان يحين موعد الصلاة، كانت عدسات الكاميرات تلتقط بطريقة عفوية عابرة مجموعة من المتظاهرين وهم يؤدون الفريضة، ثم تتابع تنقلها بين الوجوه واللافتات والشعارات والنكات المرفوعة في الميدان. لم تكن تلك العدسات تبذل جهداً خاصاً للإضاءة على الصلاة الجماعية في الميدان ولا على المصلين الذين لم تزد نسبتهم يوماً عن نحو عشرين في المئة من الموجودين في المكان الأشهر والأكثر جاذبية لعرض جميع الطقوس الدينية والسياسية والثقافية.. كما لم تبذل جهداًَ خاصاً لنقل خطبة الشيخ الذي كان يؤم المصلين، والذي كان في الايام الاولى من الثورة رجلاً عادياًَ يخرج من صفوف المحتجين ويتقدم الصفوف التي كانت تضم في بعض الاحيان فتيات محجبات وقفن حتى امام الرجال في خروج على التقليد الإسلامي السائد.
النسبة لم تكن تتعدى العشرين في المئة، وهي لا تعني ان البقية كانوا كفاراً او علمانيين، كما لا تثبت ان هؤلاء المصلين يمثلون حركة «الإخوان المسلمين»، على الرغم من ان احد قادتهم قدر، في مقابلة تلفزيونية مع التلفزيون المصري من ميدان التحرير بالذات، نسبة مشاركة حركته في الثورة بعشرين في المئة كحد اقصى، وأسهب في الحديث عما بات معروفاً وشائعاً عن تمرد شباب الإخوان على قيادتهم الحالية التي ذهبت الى الحوار مع نائب الرئيس عمر سليمان في اليوم التالي لتلقيها الدعوة، متخلية عن شرط مسبق هو تنحي الرئيس حسني مبارك.
ثمة مظهر مدني جديد فعلا على مصر والمصريين المؤمنين في غالبيتهم الساحقة، والذين يؤدون فرائضهم الدينية بعفوية شديدة. لعلها من عبقريات الثورة الشعبية وقياداتها الشابة التي خرجت من شاشات الكومبيوتر وهي لا تعتبر الإسلام حلاً ولا ايديولوجيا ولا أسلوب حكم، كما هو ثابت من مفردات خطابها السياسي الذي يتشكل هذه الأيام.. مستوحياً ثقافة غربية عكست نفسها حتى في خطبة الشيخ الأزهري الذي امَّ الصلاة في الميدان في جمعة النصر، والذي ركز فيها على الحرية والديموقراطية والإصلاح والدستور وغيرها من المصطلحات التي تتردد كل يوم في واشنطن او باريس او لندن، او غيرها من عواصم الغرب الاستعماري.
قد لا تكون نقطة تحول، لكن المؤكد ان تلك الصلوات العلنية التي كانت الأقلية تؤديها في الميدان، وكانت الغالبية تحترمها من دون ان تأبه لها او تعيرها اهتماماً خاصاً يقتضي على الأقل الصمت او حتى التوقف عن إطلاق الهتافات المنادية بإسقاط السلطة اثناء الصلاة، صارت جزءا من تلك الهوية الوطنية والسياسية المستعادة من براثن تطرفيْن حكما الحياة المصرية والعربية والإسلامية، وساهما في تفجير الثورة الشعبية وتحويلها الى حدث تاريخي فعلا.
عندما كان يحين موعد الصلاة، كانت عدسات الكاميرات تلتقط بطريقة عفوية عابرة مجموعة من المتظاهرين وهم يؤدون الفريضة، ثم تتابع تنقلها بين الوجوه واللافتات والشعارات والنكات المرفوعة في الميدان. لم تكن تلك العدسات تبذل جهداً خاصاً للإضاءة على الصلاة الجماعية في الميدان ولا على المصلين الذين لم تزد نسبتهم يوماً عن نحو عشرين في المئة من الموجودين في المكان الأشهر والأكثر جاذبية لعرض جميع الطقوس الدينية والسياسية والثقافية.. كما لم تبذل جهداًَ خاصاً لنقل خطبة الشيخ الذي كان يؤم المصلين، والذي كان في الايام الاولى من الثورة رجلاً عادياًَ يخرج من صفوف المحتجين ويتقدم الصفوف التي كانت تضم في بعض الاحيان فتيات محجبات وقفن حتى امام الرجال في خروج على التقليد الإسلامي السائد.
النسبة لم تكن تتعدى العشرين في المئة، وهي لا تعني ان البقية كانوا كفاراً او علمانيين، كما لا تثبت ان هؤلاء المصلين يمثلون حركة «الإخوان المسلمين»، على الرغم من ان احد قادتهم قدر، في مقابلة تلفزيونية مع التلفزيون المصري من ميدان التحرير بالذات، نسبة مشاركة حركته في الثورة بعشرين في المئة كحد اقصى، وأسهب في الحديث عما بات معروفاً وشائعاً عن تمرد شباب الإخوان على قيادتهم الحالية التي ذهبت الى الحوار مع نائب الرئيس عمر سليمان في اليوم التالي لتلقيها الدعوة، متخلية عن شرط مسبق هو تنحي الرئيس حسني مبارك.
ثمة مظهر مدني جديد فعلا على مصر والمصريين المؤمنين في غالبيتهم الساحقة، والذين يؤدون فرائضهم الدينية بعفوية شديدة. لعلها من عبقريات الثورة الشعبية وقياداتها الشابة التي خرجت من شاشات الكومبيوتر وهي لا تعتبر الإسلام حلاً ولا ايديولوجيا ولا أسلوب حكم، كما هو ثابت من مفردات خطابها السياسي الذي يتشكل هذه الأيام.. مستوحياً ثقافة غربية عكست نفسها حتى في خطبة الشيخ الأزهري الذي امَّ الصلاة في الميدان في جمعة النصر، والذي ركز فيها على الحرية والديموقراطية والإصلاح والدستور وغيرها من المصطلحات التي تتردد كل يوم في واشنطن او باريس او لندن، او غيرها من عواصم الغرب الاستعماري.
قد لا تكون نقطة تحول، لكن المؤكد ان تلك الصلوات العلنية التي كانت الأقلية تؤديها في الميدان، وكانت الغالبية تحترمها من دون ان تأبه لها او تعيرها اهتماماً خاصاً يقتضي على الأقل الصمت او حتى التوقف عن إطلاق الهتافات المنادية بإسقاط السلطة اثناء الصلاة، صارت جزءا من تلك الهوية الوطنية والسياسية المستعادة من براثن تطرفيْن حكما الحياة المصرية والعربية والإسلامية، وساهما في تفجير الثورة الشعبية وتحويلها الى حدث تاريخي فعلا.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» ثورة على تطرّفيْن
» محمود جبريل ـ ثورة ليبيا ثورة زهرة الصبار
» المستشار "مصطفى عبدالجليل" : ثورة (17) فبراير ثورة كل الشعب
» مقالات مختارة : ليبيا الى اين من ثورة التكبير الى ثورة التهد
» 17فبراير هل هي ثورة الحرية والكرامة ام ثورة التعويضات
» محمود جبريل ـ ثورة ليبيا ثورة زهرة الصبار
» المستشار "مصطفى عبدالجليل" : ثورة (17) فبراير ثورة كل الشعب
» مقالات مختارة : ليبيا الى اين من ثورة التكبير الى ثورة التهد
» 17فبراير هل هي ثورة الحرية والكرامة ام ثورة التعويضات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:50 am من طرف STAR
» رغم ما يملكه من فوائد.. متى يجب الامتناع عن تناول الغريب فروت؟
اليوم في 8:50 am من طرف STAR
» كيفية قياس زيت محرك السيارة “الطريقة الصحيحة” وعلامات نقص الزيت
اليوم في 8:49 am من طرف STAR
» محشي ورق العنب بالريش
اليوم في 8:48 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» مبابي يسدل الستار على مسيرته مع سان جرمان باللقب 14
أمس في 9:23 am من طرف STAR
» تعرّفي على غسول الوجه الأنسب لبشرتك
أمس في 9:22 am من طرف STAR
» مفتول بالطريقة الفلسطينية
أمس في 9:21 am من طرف STAR
» نصائح هامة للحفاظ على الصحة العقلية للمسنين
2024-05-25, 9:15 am من طرف STAR
» هل يختفي الإنترنت؟
2024-05-25, 9:15 am من طرف STAR
» سوفليه الفرنسية بالشوكولاتة البلجيكية
2024-05-25, 9:14 am من طرف STAR
» لأقصى فائدة ممكنة.. أفضل الأوقات لشرب الماء
2024-05-22, 9:26 am من طرف STAR
» تسريب صوتي يكشف فضيحة فساد مدوية
2024-05-22, 9:26 am من طرف STAR
» متعة الاستجمام والاسترخاء على شواطئ البرتغال الخلابة
2024-05-22, 9:25 am من طرف STAR
» خطوات بسيطة لتنظيف مكيف السيارة للحصول على أفضل تبريد
2024-05-22, 9:24 am من طرف STAR