تركي يفوز بجائزة "أفضل فيلم" في مهرجان الفيلم القصير المتوسط

تمكن الفيلم التركي القصير "دراجة" للمخرج سرحات كراسلان من انتزاع
جائزة أفضل فيلم في ختام فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الفيلم القصير
المتوسطي، التي أقيمت في مدينة طنجة بالمغرب بين 3 و8 أكتوبر/تشرين الأول،
واختتمت بحفل تسليم الجوائز بعد أن تبارى 55 فيلما من 20 بلدا على جوائز
المهرجان الأربعة.









ويروي الفيلم الفائز قصة صبي يعيش مع أبيه، ويقتاتان (الأب والابن) مما يجمعان من القمامة، فيما يحلم الصبي بامتلاك دراجة.

ويمتد الشريط على 17 دقيقة، وهو شريط صامت، لكنه يعبر بحساسية عالية ولغة
سينمائية واثقة عن المشاعر التي تخترق كينونة الصبي الصغير ضمن الظروف
القاسية التي يعيشها، ومحاولته المستمرة للقيام بأشياء مفيدة وذات معنى.

وشاركت تركيا بخمسة أفلام في هذه الدورة من المهرجان، الذي يحتفي بالفيلم
المتوسطي القصير والذي شهد أعمالا بارزة، واعتبر عدد من النقاد المشاركين
هذه الدورة "ممتازة"، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية اليوم الأحد.

ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لفيلم "الطريق إلى الجنة" المغربي،
الذي أنجزته الشابة هدى بنيامينا، والذي تدور أحداثه حول قصة أخرى من قصص
الهجرة المغربية إلى أوروبا، إذ يصور معاناة أم وطفليها في سعيهم للالتحاق
بالوالد في بريطانيا.

وباستثناء هذا الفيلم المغربي، فإن الأفلام المشاركة من كل من الجزائر
وتونس ولبنان ومصر وفلسطين وسوريا خرجت من المنافسة خالية الوفاض.






جائزة أفضل إخراج






أما
جائزة أفضل إخراج فكانت من نصيب شريط من البوسنة والهرسك للمخرج الشاب
جورج جريجوراكيس، الذي شارك في المهرجان بعمله "نقيض" المصور بالأبيض
والأسود، وإلى جانب الإخراج الجيد نجح فيه جريجوراكيس بتقديم تمثيل رائع
للكبار والصغار الذين يسعون في الفيلم لحماية أنفسهم، وأضيفت هذه الجائزة
اعتبارا من هذا العام إلى جوائز المهرجان الثلاثة الأصلية.

وسجلت بلدان البلقان وبلدان يوغوسلافيا السابقة حضورا كبيرا هذا العام في
المهرجان، إذ شاركت أفلام من كل من البوسنة وصربيا وألبانيا وكرواتيا
وسلوفينيا بما مجموعه 7 أفلام، وهذه البلدان ذات الإنتاج السينمائي
المحدود سابقا سجلت تقدما لافتا خلال الأعوام الأخيرة.

وانتزعت إسبانيا- التي شاركت في المهرجان بخمسة أفلام- جائزةَ السيناريو
التي نالتها أيرين زوي الميدا عن فيلمها "بلباس رسمي"، حول قصة طفلة
متوحدة لا تريد ان تخضع للقوانين الصارمة التي تفرض عليها، وتمتلك سرا
تخفيه ولا تفرج عنه إلا في فضاء غرفتها المفتوحة على الخيال.

وحول منح الجوائز، قالت الناقدة السينمائية اللبنانية وعضو لجنة التحكيم
فيكي حبيب: "منحنا الجوائز بالإجماع، ومنحت لأفلام تناولت كلها مواضيع تخص
الأطفال من الفقر إلى الحرب إلى التحرش الجنسي، وصولا إلى معاناة الهجرة ".

وأضافت حبيب: "في الواقع احتفظنا للنهاية بـ 12 فيلما كنا قد اعتبرناها
جيدة جدا وكانت تستحق الفوز، وكنا نود أن نعطي جوائز أكثر نظرا لتميز هذه
الدورة، وقد كانت هذه الأفلام القصيرة تعكس في مضامينها ومعالجتها روح
السينما بالنسبة إلينا".