24 ديسمبر ذلك التاريخ..دعوه للاحتفال به كما ينبغي

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-12-22, 9:33 am

24 ديسمبر ذلك التاريخ..دعوه للاحتفال به كما ينبغي
في حياة الأمم والشعوب تواريخ حيه تظل باقية في ذاكرتها الوطنية وذاكره الأجيال عبر كل العصور وتحرص تلك الأمم والشعوب على الاحتفال بتلك الأيام الخالدة لتبقى جذوتها مشتعلة أبدا في الذاكرة الجماعية لها والشعب الليبي ليس استثناء بيـن تلك الأمم والشعوب فلقد كان لهذا الشعب الباسل أيام و وقائع في حياته وعبر السنين فالليبيون ليسوا بلا جذور وليسوا بلا تاريخ فلهم من أيام البطولة والكفاح والبذل والعطاء نصيب كبير وافر لا ينكره عليهم إلا جاحد أو حاسد ولقد حاول النظام السابق وتحت عنوان إعادة كتابة التاريخ أن يقوم بعملية تزييف واسعة لتاريخنا المجيد وتظهر تلك العملية بوضوح عند اطلاعنا على مناهج التعليم في المراحل المختلفة التي أعدت للناشئة فلا وجود لمرحلة الاستقلال المجيدة ولا وجود ولا ذكر لرجالاتها الأفذاذ والذين كانوا من شتى المناطق الليبية ولا ذكر أيضا للجهود الوطنية الظافرة التي بذلها أولئك الإبطال من الإباء المؤسسيين لدولة الاستقلال العتيدة ولقد شن النظام السابق حمله إعلاميه شعواء على مرحلة الاستقلال ورموزها الأبطال على غرار حملات أسياده في أذاعه صوت العرب وماكنة البروبا غاندا فيما كان يعرف بالإعلام القومي آنذاك وكان الهدف من تلك الحملات المضللة إلقاء ظلال من الشكوك علـى تلك المرحلة الهامة من تاريخ ليبيا الحديث ولقد بلغ الأمر أن رأس النظام نفسه نعت استقلال ليبيا بالمزيف كمــا لقنه فيما يبدوا أسياده ذلك .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا حاول النظام السابق تزييف تاريخ ليبيا ؟
ولمـاذا أراد النظام السابق أن يقلل من عظمة وروعة وبهجة الاستقلال ؟
ولمـاذا حاول النظام السابق تسفيه وتشويه انجاز أولئك الإبطال من الآباء المؤسسيين لدولة الاستقلال ؟ ولحساب من كـان يفعل ذلك ؟
لقــد كان انتزاع الاستقلال في تلك الظروف المحلية والدولية البالغة التعقيد معجزه بحد ذاتها فقـد كانت هناك أطماع دوليه من أجل تقسيم ليبيا وكانت هناك محاولات لوضع نظام الوصاية على ليبيا من أطراف دوليه بالإضافة الى الظروف الداخلية الصعبة التي كانت تمر بها ليبيا آنذاك ومع كل ذلك استطاع رجال الاستقلال أن ينتزعوه من الأمم المتحدة في 24/12/1951 وهو انجاز وطني وتاريخي بــكل المقاييس ولقد أراد النظام السابق أن يحدث القطيعة بين الأجيال الليبية الشابة وتاريخهم المجيد ليسهل على النظام السابق تمرير خزعبلاته وشطحاته ونزواته ويسهل عليه أيضا وضع ليبيا يمينا أو يسارا حسب أهوائه ولقد أزال النظام السابق عن سابق قصد وترصد كل القوانين والآليات التي كانت تحمي الهوية الوطنية الليبية وتصون وحدة الكيان الليبي وتحفظ المصالح الوطنية الليبية العليا فاستهدف على وجه الخصوص قانون الجنسية الصادر في 1954 وحاول أن يمرر ما عرف بالجنسية العربية وقام بعمليات كبيره فيما يمكن تسميته بالتجنيس السياسي من أجل أحداث تغيرات كبيره وخطيرة في بنية الدولة والمجتمع مست هذه التغيرات الأمن القومي الليبي في الصميم ونحن بحاجة ماسه لمراجعة دقيقه وشفافة لكل هذه التركة الثقيلة وبما لا يخل بالمصالح الوطنية العليا وبما يحفظ الأمن القومي الليبي وتوازن المجتمع وبعد أيام سوف تمر علينا ذكرى الاستقلال المجيد يوم 24 ديسمبر وعلينا الاحتفال بهذه المناسبة كما يليق بها وبشكل جماهيري واسع تشترك فيه جميع الأجيال وترفع فيه راية الاستقلال عاليه وفوق كل مكان داخل ليبيا وان يشارك في هذه التظاهرة الوطنية الكبيرة أرتال من الجيش الوطني والأمن الوطني والكشاف’ والطلبة والعمال وغيرهم من مختلف فئات الشعب الليبي وسيكون ذلك تعبير واضح على فشل كل المحاولات التي قام بها النظام المنهار من أجل أن يقطع الصلة بين الليبيين وجذورهم وتاريخهم وقد ظهر ذالك واضح في حمل الأجيال الليبية الشابة التي ولدت بعد عام 1969 لراية الاستقلال وهم لم يروها في حياتهم ولم يقفوا يوما في طوابير الصباح لتحيتها في مدارسهم أو معسكراتهم وأخيرا ادعوا الحكومة الانتقالية الموقرة أن تعيد تسمية الشوارع والميادين بأسمائها الأصلية فتعيد لشارع الاستقلال في بنغازي أسمه وذاكرته الوطنية المغيبة وذلك بإلغاء اسم جمال عبد الناصر وإعادة اسم الاستقلال الى الشارع الرئيسي في بنغازي والذي كان يحمل هذا الاسم قبل الانقلاب المشؤوم في سنه 1969.
لقد طال انتظارنا لذلك عشرات السنين وهذا ليس من باب التجني على أحد ولكن من باب إحقاق الحق والوفاء لمعنى الاستقلال وجهود الآباء المؤسسين لدولة الاستقلال المجيدة