شكرا أحرار ليبيا

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-02-18, 9:52 am

محمد عمران أبوميس///شكرا أحرار ليبيا
==========
اليوم .. ونحن نحتفي- مزهوين فخورين مرفوعي الهامات- بالذكرى الأولى لثورة 17 فبراير المجيدة وبانتفاضة شعب تاق طويلا طويلا إلى الحرية.. واشتاق كثيرا كثيرا إلى عبيرها وعبقها الفواح.. وعمّد وعبّد بالدم والدموع والدعاء المسالك إليها.. وكسر القيود والأغلال التي تكبل حنينه إليها واحتضانها..
اليوم .. وفي غمرة هذه البهجة العارمة سنوصم بالجحود والنكران إذا لم نقف وقفة إجلال وإكبار بين يدي كل عشاق الحرية من الليبيين الذين بذلوا ما وسعهم البذل، ورووا- ولا يزالون- شجرة الحرية ورعوها عاما كاملا لتورق آمالا وأحلاما عريضة بحياة أرغد وأهنأ وأسعد.. فلنقدم أصدق آيات الشكر والتقدير والتبجيل..
ونقول..
شكرا لوقود الثورة من الشباب الذين لبوا النداء والتحقوا بجبهات القتال يحملون أرواحهم على أكفهم وقلوبهم عامرة بالإيمان بنصر الله وبدعوات أمهاتهم.. منهم من قتل ومنهم من انتظر وما بدلوا تبديلا..
شكرا لشباب الفيسبوك وقنوات التواصل الذين واصلوا الليل بالنهار لا يفترون.. شحذوا الهمم وكشفوا المستور وأناروا الدروب.. وجعلوا العالم كله في بؤرة ما يجري في الوطن..
شكرا لحرائر ليبيا اللائي اختلطت دموعهن بروائح ما أعددن من وجبات للثوار.. ولهجت ألسنتهن بالدعاء والزغاريد في مواكب تشييع عرسان الثورة.. وبرعت أناملهن وهي تخيط أعلام الاستقلال وشعارات الثورة.. وألهبت صرخاتهن ونداءاتهن حماس الثوار..
شكرا للميسورين الذين لم يبخلوا بما آتاهم الله من فضله.. وأنفقوا من أموالهم على السلاح والغذاء وسكن النازحين.. شكرا لمن هم في ديار الغربة من المقيمين والطلبة الذين أسمعوا صوتنا العالم.. ورفعوا رايات العزة في أكبر ميادينه وساحاته.. وتظاهروا.. واعتصموا.. وأنفقوا.. واتصلوا.. وتواصلوا.. وحاضروا..وشرحوا.. وبينوا..
شكرا لمن خاطر بحياته وهو يوصل السلاح إلى المجاهدين.. ولمن خصص كل وقته وجهده لإيصال مواد الإغاثة والإعاشة..
شكرا لأطبائنا الذين أسعفوا الجرحى تحت وابل الرصاص في الغرف المظلمة والسراديب المعتمة وبما توفر لديهم من أقل القليل من الإمكانيات والتجهيزات..
شكرا للجنود والضباط الشرفاء البواسل الذين أبوا الانصياع لأوامر التقتيل والتعذيب.. ومزقوا نياشين ورتب جيش الطاغية.. شكرا لمن لزم منهم بيته وشكرا لمن التحق منهم بسرايا الثوار في ساحات الوغى..
شكرا لمن أعلنوا انشقاقهم منذ البداية في الداخل والخارج من المسؤولين وانخرطوا في حشد الدعم والتأييد.. وقدموا خبراتهم واستثمروا علاقاتهم لدعم الثورة..
شكرا للجنود المجهولين في كافة القطاعات الخدمية الذين أبدعوا في إيصال الخدمات الضرورية في أكثر الظروف حرجا وأشدها صعوبة.. شكرا لمن تولوا زمام أمرنا في أشهر الثورة.. وبايعهم الشعب.. ليتقدموا الصفوف ويديروا دفة البلاد في أحلك الظروف الأمنية والاقتصادية والسياسية.. واجتهدوا ليصيبوا ويخطئوا ووصلوا بنا إلى يوم التحرير..
شكرا للأطفال وهم ينشدون- دون إدراك للمعاني- أناشيد الثورة وأهازيج الحرية والانعتاق.. شكرا لبراءتهم التي عمقت مشاعر الإصرار على التغيير..
شكرا للشيوخ وهم يرفعون أكف الضراعة ويبتهلون إلى القوي الجبار ويدعونه النصر والتمكين للثوار.. والهزيمة والذلة للطغاة.. شكرا لمن خاطر وفتح أبواب المساجد وإذاعاتها ليرتفع التكبير والتهليل إلى عنان السماء.. ويملأ الأفئدة إيمانا وعزيمة وإصرارا.. ويوهن كيد الخائنين الظالمين.. والشكر موصول لأمهات وآباء المفقودين الذين لا يزال الأمل يغمر قلوبهم بعودة مفقوديهم.. وندعو معهم ليل نهار أن يجمع شملهم ويعيد إليهم فلذات أكبادهم سالمين..
وفي البدء وبعد البدء هل نشكر شهداءنا ؟
إن الشكر- بأي مظهر كان- لا يوفيهم حقهم.. إننا لا نملك إلا أن نحسبهم عند الله شهداء.. والله أكرم أن يتغمدهم برحمته ورضوانه.. ويودع أرواحهم الطاهرة في جنات الخلد والنعيم المقيم مع الصديقين والشهداء والصالحين..
وإن كان لهم من حق علينا نحن الأحياء فهو حفظ وصاياهم.. وتحقيق ما كانوا يتمنون ويأملون من حرية للوطن.. وعزة وكرامة لأهله.. وصون لمقدراته..
فلنجعل وصاياهم مشاعل على طريقنا تضئ لنا الدرب.. ولنشمر عن سواعد الجد.. فساعة الجهاد الأكبر أزفت.. ولحظة الجد حلت..
لنتطلع بقلوبنا وعقولنا إلى المستقبل.. نبنيه بالعمل المثمر.. والإخلاص.. ونبذ التواكل والفرقة.. لنتكاثف ونبتعد عن التشكيك والتخوين.. لنكن يقظين.. ولنحترس من سراق الثورة وراكبي الموجات والمتلونين.. ولنبذل العرق ونكد ونجتهد لنضع ليبيا الحبيبة الغالية الطاهرة المعطاءة في المقام الذي تستحق.. فهي أمنا الرؤوم.. وموئلنا الذي لا نرضى عنه بديلا..
وارفعوا رؤوسكم عاليا أيها الليبيون فأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم.. وعاشت ليبيا بلد العزة والإباء.
محمد عمران أبوميس
16 - فبراير - 2012