هلت الكتائب

السلام عليكم
عندما كنت ذاهباً لعملي ذات يوم رأيت كتابات علي جدار احد المباني العامة ببخاخ طلاء لون أسود ، لم أكن أهتم حيث اننا مازلنا في مرحلة الانتقال من الثورة الي الدولة و من الحرب الي الإصلاح ومن الفساد الي القناعة وغيرها من المبادئ النزيهه التي نتفوه بها او نحلم بها ، و كل شخص يراها من زاوية .
بصراحة لم أتمكن من قراءة تلك العبارات بشكل جيد لبعد المسافة عني ولكني قررت ذات يوم الاقتراب أكثر لرؤية تلك الكتابات إن جاز التعبير .
ما لفت انتباهي من بين العبارات المكتوبة عبارة ( لا لهلت الكتائب ) وان كان بها بعض الاخطاء الاملائية . أحضرت في اليوم التالي آلة التصوير وألتقطتُ صورة لتلك الجملة . وبالبحث والتحري عن صاحبها ودعوني اقول انني لم اضيع جهداً و لم اته كثيراً حيث انه طفل كتب إسمه عدة مرات بين تلك العبارات الحائطية .
إستوقفتني هذه الجملة ( لا لهلت الكتائب ) مرة اخرى حيث انها صادرة من طفل. ودعونا نحلل معني كلمة ( هلت ) .
كلمة : هلت لم تكن وليدة ثورة 17 فبراير . حيث كانت تستخدم قبل الثورة للسيارات بمعني لا توجد لها لوحات رسمية ، . فيقال ( سيارة هلت ) كناية عن مسروقة او ربما تعبير ألطف . ولكن المعني زاد وضوحاً بعد ثورة 17 فبراير فأصبحت الكلمة تتردد بغزارة وصاحبت مسميات كثيرة ، سيارة هلت ، بندقية هلت ، تعيين هلت ، اوراق هلت ، بل اصبحت حتي (مهنة ) فيقال : نشتغل ع الهلت ، أي مهنتي التهريب والسرقة وأكيد لا نختلف الآن علي ان المعنى الحقيقي للهلت هو السرقة او محاولة تحليل ( عكس تحريم ) السرقة .
اعود للموضوع وللموضوعية اكثر .
لماذا كتب ذلك الطفل تلك العبارة . ومن اين عرف ان الكتائب سرقة في حد ذاتها لمال الدولة . طبعاً انا أقصد الكتائب التي تكونت بعد انتهاء الحرب والقبض علي المقبور القذافي وسقوط سرت آخر المعاقل .
سؤال بسيط : لماذا لم تتشكل هذه الكتائب عندما كان الوطن في أمسّ الحاجة إليها ، أي اثناء الحرب . ما فائدتها الان ؟ لماذا ازدواجية المرتبات ؟ مرتبك الاصلي من جهة عملك ومرتبك من الكتيبة التي تتبعها . لماذا الفساد العلني والسرقة المبررة من الدولة .. من حق الثوار ان يكون لهم مرتب .. ولكن أي ثوار ؟
الثوار المحاربين بين ثلاث : مات في الحرب او جرح ويعالج الآن او عاد معافى وسلّم سلاحه والتحق بعمله الاصلي اذا لم يرغب في الانضمام للجيش الوطني .
فإن لم تكن من الثلاثة فأنت ثائر الهلت .
فكفي هلت يا كتائب الهلت. فما هكذا نبني ليبيا .. ولا ننسى هناك ثوار حقيقيين لم يحملوا السلاح قط بل وقفوا في ميادين اخرى متنوعة فليس بالكتائب وحدها تحيا ليبيا .

الكابتن 21-04-2012 م

شكرا كثيرا لك يا كابتن

تعبنا ونكاد أن نهرم من أفعال هؤلاء

الثوار الحقيقيون عادوا لحياتهم مباشرةً

بعد انتهاء المعارك .

ولكن ( خلي النجع على مايبدو) فخرج

آخرون ليتقمصوا الدور الذي أنجزه المقاتلون

وبدؤوا عملية الإبتزاز المقيتة

تعاونت معهم بعض أركان الدولة خوفا أو طمعا

لكن الشمس لا يمكن تغطيتها بعين الغربال

في الوقت المناسب قد يعود الثوار الحقيقيون

ليعيدوا ترتيب الأمور إن لم يتوقف الهلت

تحيتي وتقديري لك يا كابتن