إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
القذافي ..كيف سيذكره الليبيون والتاريخ؟
صفحة 1 من اصل 1
القذافي ..كيف سيذكره الليبيون والتاريخ؟
م. محمد شعيب: القذافي ..كيف سيذكره الليبيون والتاريخ؟
محمد شعيب بحث
عرفه العالم في معظمه لأول مرة عام 1969 وفي شهر سبتمبر، ربما كانت بعضفئات الشعب الليبي تنتظر التغيير في ليبيا مع ظهور الخطاب القومي عاليا فيأصوات منظريه وتمدد الخطاب الوحدوي كنتيجة لهزيمة 1967 في الحرب معإسرائيل. لكني هنا لا أريد أن أُنظِّر في أسباب خروج القذافي على مسرح السياسةفي ليبيا ولا أظنني سأخوض كثيرا في التطرق لمعرفة من وراء مجيئه ومن تلك الجهات أو الدول أو الأجهزة التي تقف خلف ذاك الحدث الذي قلب الخارطة السياسية في ليبيا ثم حدث بعده ما حدث لنا في ليبيا وما حدث للآخرين أيضا جرَّاء حكم هذا الطاغوت لما يزيد عن إحدى وأربعين سنة.
ليس هذا هو الموضوع في مراده ولكن التساؤل الذي أحاول الإجابة عليه يتلخَّص في: كيف سنذكر نحن و التاريخ شخصيَّةً كـالتي عرفناها وعرفها العالم عن القذافي؟
بدأ هذا الطاغوت نظامه بهدوء وحاول التقارب مع الناس في بداياته متظاهرا بالبساطة وحب الناس والتواضع..هذا ما حصل فعلا في أولى سنوات حكمه ولم نكن نحن كشعب مهتمين كثيرا حينها بما يحجث وراء كواليس مجلسه ولا تشعبات علاقاته برفاقه ولا بالمؤسسة العسكرية التي يتراءسها.
لكن شيئا هاما قد حدث مبكرا وهو أنه قد باشر اختصار السلطات في شخصه الأمر الذي قد أدى إلى بعض المحاولات للإنقلاب عليه حتى قبل أن تمضي على حكمه ثلاثة أشهر وتكررت المحاولات عن طريق العسكر لأنهم الوحيدون حينها الذين يمتلكون القدرة على الحركة القوية ضد نظام حكمه.
في ما سمِّي حينها بـــ (ندوة الفكر الثوري) في أوائل السبعينات أراد القذافي وبأسلوب لا يخلو من الخطورة معرفة الأصوات والأفكار التي يحملها المثقفون الليبيون والتي يمكنها أن تؤثر في مشروعه التسلطي المبكر وقد أُتيحت لي أن أحصل على شريط لجزء من حوار في تلك الندوة في سنوات لاحقة وكان الجزء الذي تحدث فيه الكاتب الصادق النيهوم مناقشا القذافي وبعض مرافقيه الذين كانوا يحضرون تلك الندوة ومنهم عمر المحيشي رفيق القذافي في انقلاب 1969 والذي حاول لاحقا الإنقلاب على سلطة القذافي سنة 1975.
أعود،: قال النيهوم للقذافي من جملة ما قاله: لا فخر لحاكم يحكم قطيعا من الأبقار لابد للحاكم أن يحكم بشرا لهم حريتهم وحقوقهم وواجباتهم وذلك كان ردًّا على سؤال سأله القذافي للنيهوم عن إضراب أعلنه طلبة كلية العلوم بجامعة طرابلس حينها بسبب منح خريج كلية العلوم الدرجة الرابعة عند التعيين بينما يتحصل خريج كلية الهندسة وخريج كلية الطب على الدرجة الثالثة، وقال القذافي وهو يشرح الموضوع النيهوم وللحاضرين أنه بإمكانه أن يرسل عسكري للطلبة المضربين وقد قال بالحرف الواحد (اندزله عسكري يمسكه مع وذنه ويضربه كف ويحطه في الحبس) تصوروا هكذا كان يفكر في أوائل حكمه وهذا أقل ما حصل بعد استمراره في الحكم، المهم قال له النيهوم حينها: (يا أخ معمر الإضراب في العالم ليس وسيلة تهديد بل محاولة للوصول للعدالة) وطالب كلية العلوم لو عرف أن هناك قضاء مستقل وعادل سوف يلجأ للقضاء للحصول على حقه ثم أردف النيهوم قائلاً ومخاطبا القذافي وكأنه يقرأ أفكاره ساعتها:
(يا أخ معمر إذا أنت قبلت هذه الأمانة وهي أن تحكم هذا الشعب أوصيك بشيئين..حرية القول..واستقلال القضاء...) وليت النيهوم ما قالها..فقد غابت عن ليبيا بعدها حرية القول واستقلال القضاء طيلة حكم القذافي وكأن الرجل كان ينتظر تلك النصيحة ليقلبها لصالح بقائه في حكم ليبيا بشكل إستبدادي لم يتكرر نظيره.
هذه فقط للتذكير ببدايات هذا الطاغوت على صدور الليبيين وأحلامهم وطموحاتهم ومستقبلهم وحرياتهم تلك جميعها التي عاث فيها فسادا لما يزيد عن أربعين سنة من الزمن كانت سنوات عجاف لم يتذوق فيها شعبنا طعم الحرية ولا الهناء ولم ينعم فيها إلا بجزء يسير يلقيه إليهم الطاغوت وكأنه يمن عليهم بأمواله الخاصة حتى وهي فعلا كن يعاملها كأمواله الخاصة ودون أي وجود للدولة ولا لمؤسساتها ور رقابتها بعد أن قلب القذافي نظام الحكم إلى ما سماه سلطة الشعب حيث لا سلطة لأحد غير مزاج القذافي الحاقد دائما على هذا الشعب الذي ابتلي بآفة حكم ظالم كهذا.فالقذافي باشر منذ سنواته الأولي في التدمير الممنهج وليس الإعتباطي فقد كان في كل مرة يُجهز على هيبة من هيبات الدولة،فكان خطاب زوارة سنة 1973 وتدمير الإدارة وإنهائها في ليبيا إلى الأبد وتعطيل القوانين والسجن بلا محاكمات ثم جاء في سنة 1975 وأجهز على المؤسسة العسكرية واتهمها بالتآمر على سلطة الناس وباشر في أول عمليات الإعدام لضباط الجيش وبعض المدنيين وفي سنة 1976 حارب بشراسة المؤسسة الطلابية واتحادات طلاب الجامعات في ابريل حيث زج بتلك القيادات الطلابية الشابة المؤثرة في حركة الشارع وأدخلهم السجون وطالتهم يد الإجرام بالإعدامات هم أيضا وفي سنة 1978 أنهى آخر نقابات العمال ليحولهم إلى ما سماه (اتحاد المنتجين) بعد أن توقف جميع الإنتاج في ليبيا تماما.
إذن صارت ليبيا بلا جيش، بلا طلاب حقيقيون، بلا قيادات عمالية وبدأ الإنحدار العنيف لما كانت تسمى ليبيا الدولة فأصبحت جماهيرية القذافي التي يفعل بها ما يحلم به في الليل أو في النهار ليخدم بقاءه على رأسها وعلى جسدها ولا شيء غيره وصل التعليم إلى أدنى مستوى في العالم ولم يتوقف عن الهبوط أبدا حتى وصل الأمر إلى أن طالب الجامعة لا يعرف أن يكتب سطرا واحدا دون مساعدة.وليس هذا مستوى الطلاب فقط فقد وصل إلى سلَّم التدريس الجامعي عشرات من أصحاب الشهادات المزورة (أو المضروبة بالمصطلح الليبي) وتولى هؤلاء رئاسة الأقسام العلمية وعمادة الكليات وعمادة الجامعات ثم صاروا هم وزراء القذافي فيما بعد لأنه هو من صنعهم ومنحهم فرصة التزوير والإيفاد للخارج الذي صار حكرا على من يرتضيه مكتب التدمير (اللجان الثورية) الذي كان يمنع إيفاد الليبيين المتفوقين إن لم يكونوا أعضاء فاعلين فيه وعلى رؤوس الأشهاد. هذا بعض الشيء عن التعليم فأنا لا أجد ما أكتب عن الصحة وحال المستشفيات التي كان أطفال مأساة العوز المناعي ضحيتها وغيرهم من الليبيين.
سياسيا لم يكن لليبيين أي وجود على خارطة ليبيا فهم مجرد عمال في إقطاعية القذافي ولاحقا إقطاعيات أولاده السبعة أو الثمانية لا أدري بالضبط وربما أكثر عاشت ليبيا أسوأ سنوات عمرها خلال تلك العقود الأربعة ودفعت أثمانا غالية من خيرة أبنائها وحتى من بناتها ثمنا للحصول على حريتها لكن سيف الطغيان كان قاسيا ومشرعا على الرقاب في الليل وفي النهار.
لقد رأى الليبيون ما لم يراه شعبٌ آخر تحت حكم القذافي الذي كان يتلذذ بمعاناتهم وكأنه يشفي غليلاً لم يعرف الليبيون له سببا لزمن طويل.
وعندما انتفضوا في فبراير كان لابد أن يعرفوا أنهم سيدفعون ثمنا باهضا لتلك الإنتفاضة المباركة، وقد فعلوها وأزاحوا طغيانا حرمهم نعمة العيش طويلا دون سبب واضح غير ديكتاتوريته وطغيانه وجملةً من أمراض قد يندى الجبين لذكرها وكان مصيره أسوأ ما يمكن أن تتخيله عقلية حاكم مستبد.
لكن الغريب هنا أن القذافي قد انتهى نهايةً مريعة حيث لا أثر له بعدها. فلم يعد أحدٌ يذكر له شيئا يستحق الذكر أبدا، وحتى بعض أتباعه الهاربون أو الباقون في ليبيا يعرفون أنه قد انتهى وكان لابد أن يحث له هذا يوما ولكنهم قد فقدوا كثيرا من امتيازاتهم وربما يطالهم العقاب العادل عندما يتفعل القانون ولهذا فهم يمارسون بعض أساليب الغدر في ليبيا من داخلها ومن خارجها طمعا في إبقاء البلاد في حالة فوضى ولأطول فترة ممكنة لينساهم الناس وينسوا أفعالهم وكل جرائمهم التي ارتكبوها في حق الليبيين.
ويضل التساؤل رغم كل هذا:
كيف يمكن للتاريخ الإنساني أن يذكر هذا الطاغوت في صفحاته؟
وكيف سيتم تصنيفه وفي أي القوائم؟
وهل سيبقى سر ظهوره في ليبيا مختفيا طويلا؟
ستبقى تلك التساؤلات زمنا قد يطول أويقصر لكنَّ الثابت أنَّ هذا الطاغوت لن يذكره الليبيون بشيء سوى سنوات القهر والظلم ودرسا قاسيا في الطغيان لن يقبلون بتكراره.
م. محمد شعيب
محمد شعيب بحث
عرفه العالم في معظمه لأول مرة عام 1969 وفي شهر سبتمبر، ربما كانت بعضفئات الشعب الليبي تنتظر التغيير في ليبيا مع ظهور الخطاب القومي عاليا فيأصوات منظريه وتمدد الخطاب الوحدوي كنتيجة لهزيمة 1967 في الحرب معإسرائيل. لكني هنا لا أريد أن أُنظِّر في أسباب خروج القذافي على مسرح السياسةفي ليبيا ولا أظنني سأخوض كثيرا في التطرق لمعرفة من وراء مجيئه ومن تلك الجهات أو الدول أو الأجهزة التي تقف خلف ذاك الحدث الذي قلب الخارطة السياسية في ليبيا ثم حدث بعده ما حدث لنا في ليبيا وما حدث للآخرين أيضا جرَّاء حكم هذا الطاغوت لما يزيد عن إحدى وأربعين سنة.
ليس هذا هو الموضوع في مراده ولكن التساؤل الذي أحاول الإجابة عليه يتلخَّص في: كيف سنذكر نحن و التاريخ شخصيَّةً كـالتي عرفناها وعرفها العالم عن القذافي؟
بدأ هذا الطاغوت نظامه بهدوء وحاول التقارب مع الناس في بداياته متظاهرا بالبساطة وحب الناس والتواضع..هذا ما حصل فعلا في أولى سنوات حكمه ولم نكن نحن كشعب مهتمين كثيرا حينها بما يحجث وراء كواليس مجلسه ولا تشعبات علاقاته برفاقه ولا بالمؤسسة العسكرية التي يتراءسها.
لكن شيئا هاما قد حدث مبكرا وهو أنه قد باشر اختصار السلطات في شخصه الأمر الذي قد أدى إلى بعض المحاولات للإنقلاب عليه حتى قبل أن تمضي على حكمه ثلاثة أشهر وتكررت المحاولات عن طريق العسكر لأنهم الوحيدون حينها الذين يمتلكون القدرة على الحركة القوية ضد نظام حكمه.
في ما سمِّي حينها بـــ (ندوة الفكر الثوري) في أوائل السبعينات أراد القذافي وبأسلوب لا يخلو من الخطورة معرفة الأصوات والأفكار التي يحملها المثقفون الليبيون والتي يمكنها أن تؤثر في مشروعه التسلطي المبكر وقد أُتيحت لي أن أحصل على شريط لجزء من حوار في تلك الندوة في سنوات لاحقة وكان الجزء الذي تحدث فيه الكاتب الصادق النيهوم مناقشا القذافي وبعض مرافقيه الذين كانوا يحضرون تلك الندوة ومنهم عمر المحيشي رفيق القذافي في انقلاب 1969 والذي حاول لاحقا الإنقلاب على سلطة القذافي سنة 1975.
أعود،: قال النيهوم للقذافي من جملة ما قاله: لا فخر لحاكم يحكم قطيعا من الأبقار لابد للحاكم أن يحكم بشرا لهم حريتهم وحقوقهم وواجباتهم وذلك كان ردًّا على سؤال سأله القذافي للنيهوم عن إضراب أعلنه طلبة كلية العلوم بجامعة طرابلس حينها بسبب منح خريج كلية العلوم الدرجة الرابعة عند التعيين بينما يتحصل خريج كلية الهندسة وخريج كلية الطب على الدرجة الثالثة، وقال القذافي وهو يشرح الموضوع النيهوم وللحاضرين أنه بإمكانه أن يرسل عسكري للطلبة المضربين وقد قال بالحرف الواحد (اندزله عسكري يمسكه مع وذنه ويضربه كف ويحطه في الحبس) تصوروا هكذا كان يفكر في أوائل حكمه وهذا أقل ما حصل بعد استمراره في الحكم، المهم قال له النيهوم حينها: (يا أخ معمر الإضراب في العالم ليس وسيلة تهديد بل محاولة للوصول للعدالة) وطالب كلية العلوم لو عرف أن هناك قضاء مستقل وعادل سوف يلجأ للقضاء للحصول على حقه ثم أردف النيهوم قائلاً ومخاطبا القذافي وكأنه يقرأ أفكاره ساعتها:
(يا أخ معمر إذا أنت قبلت هذه الأمانة وهي أن تحكم هذا الشعب أوصيك بشيئين..حرية القول..واستقلال القضاء...) وليت النيهوم ما قالها..فقد غابت عن ليبيا بعدها حرية القول واستقلال القضاء طيلة حكم القذافي وكأن الرجل كان ينتظر تلك النصيحة ليقلبها لصالح بقائه في حكم ليبيا بشكل إستبدادي لم يتكرر نظيره.
هذه فقط للتذكير ببدايات هذا الطاغوت على صدور الليبيين وأحلامهم وطموحاتهم ومستقبلهم وحرياتهم تلك جميعها التي عاث فيها فسادا لما يزيد عن أربعين سنة من الزمن كانت سنوات عجاف لم يتذوق فيها شعبنا طعم الحرية ولا الهناء ولم ينعم فيها إلا بجزء يسير يلقيه إليهم الطاغوت وكأنه يمن عليهم بأمواله الخاصة حتى وهي فعلا كن يعاملها كأمواله الخاصة ودون أي وجود للدولة ولا لمؤسساتها ور رقابتها بعد أن قلب القذافي نظام الحكم إلى ما سماه سلطة الشعب حيث لا سلطة لأحد غير مزاج القذافي الحاقد دائما على هذا الشعب الذي ابتلي بآفة حكم ظالم كهذا.فالقذافي باشر منذ سنواته الأولي في التدمير الممنهج وليس الإعتباطي فقد كان في كل مرة يُجهز على هيبة من هيبات الدولة،فكان خطاب زوارة سنة 1973 وتدمير الإدارة وإنهائها في ليبيا إلى الأبد وتعطيل القوانين والسجن بلا محاكمات ثم جاء في سنة 1975 وأجهز على المؤسسة العسكرية واتهمها بالتآمر على سلطة الناس وباشر في أول عمليات الإعدام لضباط الجيش وبعض المدنيين وفي سنة 1976 حارب بشراسة المؤسسة الطلابية واتحادات طلاب الجامعات في ابريل حيث زج بتلك القيادات الطلابية الشابة المؤثرة في حركة الشارع وأدخلهم السجون وطالتهم يد الإجرام بالإعدامات هم أيضا وفي سنة 1978 أنهى آخر نقابات العمال ليحولهم إلى ما سماه (اتحاد المنتجين) بعد أن توقف جميع الإنتاج في ليبيا تماما.
إذن صارت ليبيا بلا جيش، بلا طلاب حقيقيون، بلا قيادات عمالية وبدأ الإنحدار العنيف لما كانت تسمى ليبيا الدولة فأصبحت جماهيرية القذافي التي يفعل بها ما يحلم به في الليل أو في النهار ليخدم بقاءه على رأسها وعلى جسدها ولا شيء غيره وصل التعليم إلى أدنى مستوى في العالم ولم يتوقف عن الهبوط أبدا حتى وصل الأمر إلى أن طالب الجامعة لا يعرف أن يكتب سطرا واحدا دون مساعدة.وليس هذا مستوى الطلاب فقط فقد وصل إلى سلَّم التدريس الجامعي عشرات من أصحاب الشهادات المزورة (أو المضروبة بالمصطلح الليبي) وتولى هؤلاء رئاسة الأقسام العلمية وعمادة الكليات وعمادة الجامعات ثم صاروا هم وزراء القذافي فيما بعد لأنه هو من صنعهم ومنحهم فرصة التزوير والإيفاد للخارج الذي صار حكرا على من يرتضيه مكتب التدمير (اللجان الثورية) الذي كان يمنع إيفاد الليبيين المتفوقين إن لم يكونوا أعضاء فاعلين فيه وعلى رؤوس الأشهاد. هذا بعض الشيء عن التعليم فأنا لا أجد ما أكتب عن الصحة وحال المستشفيات التي كان أطفال مأساة العوز المناعي ضحيتها وغيرهم من الليبيين.
سياسيا لم يكن لليبيين أي وجود على خارطة ليبيا فهم مجرد عمال في إقطاعية القذافي ولاحقا إقطاعيات أولاده السبعة أو الثمانية لا أدري بالضبط وربما أكثر عاشت ليبيا أسوأ سنوات عمرها خلال تلك العقود الأربعة ودفعت أثمانا غالية من خيرة أبنائها وحتى من بناتها ثمنا للحصول على حريتها لكن سيف الطغيان كان قاسيا ومشرعا على الرقاب في الليل وفي النهار.
لقد رأى الليبيون ما لم يراه شعبٌ آخر تحت حكم القذافي الذي كان يتلذذ بمعاناتهم وكأنه يشفي غليلاً لم يعرف الليبيون له سببا لزمن طويل.
وعندما انتفضوا في فبراير كان لابد أن يعرفوا أنهم سيدفعون ثمنا باهضا لتلك الإنتفاضة المباركة، وقد فعلوها وأزاحوا طغيانا حرمهم نعمة العيش طويلا دون سبب واضح غير ديكتاتوريته وطغيانه وجملةً من أمراض قد يندى الجبين لذكرها وكان مصيره أسوأ ما يمكن أن تتخيله عقلية حاكم مستبد.
لكن الغريب هنا أن القذافي قد انتهى نهايةً مريعة حيث لا أثر له بعدها. فلم يعد أحدٌ يذكر له شيئا يستحق الذكر أبدا، وحتى بعض أتباعه الهاربون أو الباقون في ليبيا يعرفون أنه قد انتهى وكان لابد أن يحث له هذا يوما ولكنهم قد فقدوا كثيرا من امتيازاتهم وربما يطالهم العقاب العادل عندما يتفعل القانون ولهذا فهم يمارسون بعض أساليب الغدر في ليبيا من داخلها ومن خارجها طمعا في إبقاء البلاد في حالة فوضى ولأطول فترة ممكنة لينساهم الناس وينسوا أفعالهم وكل جرائمهم التي ارتكبوها في حق الليبيين.
ويضل التساؤل رغم كل هذا:
كيف يمكن للتاريخ الإنساني أن يذكر هذا الطاغوت في صفحاته؟
وكيف سيتم تصنيفه وفي أي القوائم؟
وهل سيبقى سر ظهوره في ليبيا مختفيا طويلا؟
ستبقى تلك التساؤلات زمنا قد يطول أويقصر لكنَّ الثابت أنَّ هذا الطاغوت لن يذكره الليبيون بشيء سوى سنوات القهر والظلم ودرسا قاسيا في الطغيان لن يقبلون بتكراره.
م. محمد شعيب
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
مواضيع مماثلة
» الليبيون يصارعون إرث القذافي
» غدا.. الليبيون ينتخبون بعد 42 عاما من القذافي
» الثوار الليبيون يقاتلون للسيطرة على آخرمعاقل القذافي
» الليبيون يلاحقون القذافي في معارك بطرابلس
» الصحفيون الليبيون يسعون لإنشاء أول نقابة بعد القذافي
» غدا.. الليبيون ينتخبون بعد 42 عاما من القذافي
» الثوار الليبيون يقاتلون للسيطرة على آخرمعاقل القذافي
» الليبيون يلاحقون القذافي في معارك بطرابلس
» الصحفيون الليبيون يسعون لإنشاء أول نقابة بعد القذافي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR