نص محاضرة عبد الله ناكر فى سلوفاكيا.

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-05-03, 6:04 pm

حصرى: موقع (ثورة ليبيا ) ينفرد بنشر نص محاضرة عبد الله ناكر فى سلوفاكيا.
الإثنين, 30 نيسان/أبريل 2012 02:44 الزيارات: 191
براتيسلافا /طرابلس/خاص
فى أول ظهور له خارج ليبيا منذ الاطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافى ومقتله فى شهر أكتوبر( تشرين أول) الماضى, حث عبد الله ناكر رئيس مجلس ثوار العاصمة الليبية طرابلس ورئس حزب القمة , الليبين المتواجدين فى الخارج الى العودة الى بلدهم للمساهمة في ترسيخ الحريات وإعلاء شأن ليبيا.
وهنا ينفرد موقع (ثورة ليبيا )بنشر نص المحاضرة التى جاء ت بعنوان " ليبيا تناديكم", وألقاها ناكر أمام الجالية الليبية يوم الأحد الموافق 29 ابريل 2012 على تمام الساعة الثانية ظهرا بفندق كارلتون هوتيل بالعاصمة السلوفاكية براتيسلافا.

المهندس عبد الله ناكر
رئيس حزب القمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال تعالى (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين) صدق الله العظيم.
أريد أيها الاخوة أن أتحدث اليكم حديث الذي ينظر إلى مستقبل ليبيا القريب بعيون متفائلة ورغبة صادقة في التوفيق بين أهلنابحيث تتكاثف الجهود ويندفع الجميع في البناء وإحداث التقدم المنشود علما وأدبا وثقافة وفي كل المجالات ، سأتحدث بغير إطالة عن الوطنية والوحدة، والوطنية التي نريدها الان في بناء ليبيا ، والقوميةالتي نرى فيها سبيها بوحدة أوروبا دون أخطاء الماضي ودون المغالاة في المواقف، فكل إنسان في هذا الكون يحب ويعتز بوطنه ، وغالبا مايكون على استعداد للنضال والتضحية من اجله ، ويفضله على كل غالي ونفيس ، بحيث يصبح الوطن في مقدمة كل القضايا ، وكل شيء في حياته، ولكن في نفس الوقت ما قيمة وأهمية الوطن إذا فقد فيه الإنسان كرامته وشخصيته وحريته وحتى إنسانيته ، فيتحول الوطن حينها إلى مجرد تسمية دون مسمى ، ولا يربطه شيء بالإنسان إلا أنه لاوجود لوطن بمعناه الحقيقي، من دون أن يكون للإنسان دور رئيسي ومتميز فيه ، بحيث يمارس حياته بكل حرية وشفافية ، وأن يتمتع بكل حقوقه مقابل مايترتب عليه من واجبات تجاه وطنه وشعبه ، وأن يساهم في اختيار طبيعة النظام السياسي والاجتماعي الذي يريده ، من دون أن يفرض عليه من قبل الآخرين بالقوة كما يحصل في كثير من البلدان ومنها في منطقتنا العربية وماكان في ليبيا ، وأن يرسم ويكتب حاضره ومستقبله مثلما يريد، لأنه هو صاحب المصلحة في التغيير والتجديد ، حيث تتخذ بعض الأنظمة من الوطن شعارا مقدسا لها ، ولكن هذا يتم على حساب المواطنة الحقيقية ، ويصبح الإنسان في آخر أولويات سلم هذه الأنظمة ، التي لاتؤمن بالديمقراطية والتعددية والإصلاح ، ولذلك تحارب وتقمع كل مايطمح له المواطن في مسيرة حياته ومستقبله ، فإذا يمكن القول أن لاوجود لوطن حقيقي يحبه الإنسان ويدافع عنه ويضحي من أجله ، إذا كان مبدأ المواطنة مغيبا ، ويصبح الإنسان معرضا في كل لحظة إلى الخطف والاغتيال والقتل ، إضافة إلى انتشار الفقر والجوع والحرمان والأمية والبطالة.
ومن هنا تأتي قيمة الوطن وأهميته المادية والروحية ، عندما تحترم فيه المواطنة وتصبح هي جوهر الوطن وقيمته ، وليس العكس تماما.
وأن من يريد وطنا موحدا ومتماسكا عليه أن يجعل الانسان في المقدمة ، لأن لا وطن من دون المواطنة ولا حياة من دون إنسان ، لأنه هو الوحيد القادر على صنح الحضارة والثقافة والتاريخ والعلوم والفنون – وهو منتجها ومبدعها الأول عبر التاريخ.
فلتكن المواطنة هي شعارنا الأول والأخير ، ورغبة في عدم الإطالة عليكم ، سأذهب إلى خلاصة الفكرة التي تجسد الوطن في هذا الوقت ، يعني لدينا ليبيا التي يعيش فيها المواطن الليبي ونريدها دون غبن ولاتفرقة في الجنس أو المذهب الديني أو اللغة أواللون أو القبيلة، بل أخوة متحابون عملوا جميعا وقدموا الدماء من أجل حرية بلادنا.
ومن هذا المعنى نحن ندعوكم إلى أن تعودوا إلى بلادكم لتساهموا في ترسيخ حريتها وإعلاء شأنها وشموخ أبنائها ، وبعد تحقيق النصر المؤزر ، إنه لاغالب ولا مغلوب والوطن للجميع كما أن الدين لله.
إن شعارنا أيها السادة الذي نرفعه ونطالب به هو المساواة في المواطنة وإتاحة الفرص للعلم والتعليم عملا بقول رسولنا الكريم (( طلب العلم فريضة على كل مسلم )) (( أطلبوا العلم ولو في الصين )) ومن هاذين الحديثين يتبين لنا أن العلم فرض على كل مسلم ، وأن كل من يعرقله ( كما فعل نظام القذافي ) يعتبر آثما ، ولقد قال الله تعالى في كتابه العزيز (( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) وقال جل وعلى (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) صدق الله العظيم.
أقول هذا أيها السادة وأستدل بكلام الله ورسوله الكريم اقتناعا بأننا جميعا يجب أن نكون صفا واحدا ويدا واحدة في البناء والعمل ، وأنتم أهل العلم عليكم واجب كامل كما قال الله العزيز.
أقول اننا حملنا السلاح مرغمين لأن حاكما مغرورا ظالما فرض علينا القتال وأراد إذلالنا وقد نصرنا الله عليه ، وواجب علينا الآن أن نتحول إلى العمل السياسي والسلمي من اجل تقدم بلادنا التي تأخرت كثيرا.
لقد تحققت الحرية بجهود الثوار الليبيين ، وبجهودكم مع جهودهم سيحدث الرخاء والتقدم ، فلا تبخلوا على بلادكم التي تناديكم بأذرع مفتوحة ، والتسامح الشامل ، ذلك أن غايتنا واحدة وسبيلنا واحد.
أقول لكم أيها السادة أننا نطرح أفكارنا بأمانة واضحة ، لأننا ندعوا ونعمل متخذين موقفا محددا وملتزمين بتحقيق غاية محددة ، هدفها بناء دولة وطنية ديمقراطية ، التي يحكمها دستور حضاري يحددالعلاقة بين الحاكم والمحكوم
وبعد هذا الحديث أود أن أؤكد لكم بأن حزب القمة حزب وطني يسعى إلى تجميع الصفوف وتكثيف الجهود من اجل بناء ليبيا التي نحلم بها دولة واحدة تضم كافة الأطياف ويعيش فيه المواطن تحت مظلة القانون.
إننا على علم بأن هناك وجهات نظر مختلفة في السابق لكن علينا أن ننظر جميعا إلى الأمام وأن ننسى الماضي بكل مآسيه وأن يكون المعيار الوحيد هو مقدار ماتقدمه من اجل تقدم وازدهار ليبيا.