أصحاب المكتبات في ليبيا: كنا على وشك الانقراض في زمن القذافي

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-05-09, 10:22 pm

أصحاب المكتبات في ليبيا: كنا على وشك الانقراض في زمن القذافي
ولاء عبدالله بحث
ولاء عبدالله- وكالة أنباء الشعر: ليبيا بعد الثورة حالة إبداعية في طريقها للظهور والخروج للعالم، فبعد مرحلة الحرب ضد طغيان حاكم مستبد قضى 40 عاما في تغييب العقل الليبي بدأ الليبيون ينفضون عن كواهلهم أوزار الفترة الماضية ويعيدون الإعلان عن أنفسهم وحضورهم من جديد. حيث أقامت وزارة الثقافة الليبية مؤتمر نحن وصندوق الاقتراع من ناحية، ومن ناحية أخرى رعت مهرجانا عالميا للشعر هو الأكبر حتى الآن في منطقة شمال أفريقيا، لتكون ليبيا وكأنها تعلن عن نفسها وحضورها من جديد، وقد تكون مكتبات بيع الكتب هي محددا أساسيا يمكن التعرف من خلاله على ثقافة دولة من الدول، لذا فقد كانت هذه الجولة في مكتبات العاصمة طرابلس والتي لم تخل من مساحة إبهار بالمساحات المترامية التي شيدت عليها المكتبات من ناحية، ولكم الإصدارات والأعمال والأقسام التي احتوتها المكتبات الليبية، ومن مكتبات طرابلس، كانت هذه المحاولة للتعرف على طرائق الحياة وتعاطي الليبيين للثقافة في محاولة للتعرف على آليات القراءة لدى الليبيين من قبل أصحاب مكتبات بيع الكتب فإلى التقرير..
في أحد الشوارع المتفرعة من "ساحة الشهداء" في العاصمة الليبية طرابلس يتراص عدد من المكتبات في انتظار الجمهور الذي تغير كثيرا وفقا لأصحابها بعد الثورة وتغيرت معه أنماطه في القراءة أيضا. وقد اتفقت أغلب المكتبات في عدة عوامل.. حوامل الكتب المكدسة في مجالات عدة تتقدمها كتب السياسة والتاريخ والمجلدات الدينية، وفي المدخل قد تقابلك عدد من الدوريات من الصحف الليبية التي صدرت بعد الثورة، وعدد من المجلات الثقافية العربية من بينها الدوحة ودبي الثقافية، ثم عدد كبير من الأدوات المكتبية (القرطاسية) التي تشغل مساحة كبيرة في بعضها. ولا تجد لأغلب المكتبات اسما ولا عنوانا تعرف بها، ومن بين المكتبات هناك مكتبة (دار الفكر) والتي تحتوى على نخبة كبيرة من الكتب في كافة المجالات الفكرية والثقافية، التاريخية والعلمية، وعمرها يمتد لـ 55 عام، حيث أنشأت في 1957، وكما يقول "محمود الشريف" الذي استقى المهنة من والده، وهي لديهم ليست مجرد مهنة بل رسالة أخذها الرجل على عاتقة منذ البداية فأسس مكتبته لتكون منبر إشعاع ثقافي يقدم الثقافة للجمهور. وداخل المكتبة مترامية الأطراف، تقابل مجموعة من الباحثين عن الدرر بين دفتي الكتب، وعلى الخزينة يقف من يدفع ثمن مجموعة من الكتب التي نهلها في زيارته هذه المرة، وتبدو من عناوين الكتب اهتمامه وشغفه الكبير بالتاريخ الليبي، ولم لا وهو ابن أحد أكبر المؤرخين الليبيين، "د.مصطفى عبدالله بعيو" الذي سطر بقلمه أول الدراسات حول تاريخ ليبيا الحديث، ومن ثم فهو يبحث دوما على قراءة والاطلاع على كل ما هو جديد في عالم التاريخ.
وحول أبرز الكتب التي صدرت الآن في ليبيا وتنال اهتماما كبيرا بعد الثورة يشير"محمود الشريف" إلى أن هناك حالة كبيرة من الاهتمام بكل ما يهتم بالتاريخ والسياسة والعلوم القانونية، مؤكدا أن هناك حالة كبيرة من النهم من جانب نخبة كبيرة من الليبيين للتعرف على التاريخ الليبي الذي طمس وغيب خلال 40 عاما كان فيها في حالة من التغييب لكل ما له علاقة بالتاريخ، فطمست هذه المعالم ولم يعد هناك إلا القذافي وفترته، ولم يعد الناس تعرف إلا هو، وأي كتاب عن الأشخاص في ليبيا قبل القذافي كان يصادر ويمنع. وحتى الأعمال الإبداعية من شعر، رواية، قصة ومسرح فهناك أيضا حالة من الإقبال عليها، فهو يبيع بصورة يومية من مختلف التصنيفات، وهي حالة كما يقول جديدة عليه كصاحب مكتبة قضى وقتا طويلا يعمل بهذه المهنة، وهي تؤكد له كيف أن المجتمع بدأ يرتقي بفكره، فالوضع تغير فعلا بعد الحرب، صارت المعرفة مفتوحة في كافة المجالات وبلا أي صورة من صور المنع أو التقييد، وصارت هناك حالة عالية جدا من الرواج على مستوى مبيعات الكتاب بعد أن كانوا على وشك الإنقراض كأصحاب مكتبات - وفقا لقوله-، فالمكتبات لم تكن لتجد لها وسيلة للخروج من عقبة عدم وجود جمهور في السابق لدرجة دفعت ما يزيد على 90% من المكتبات في طرابلس إلى الاهتمام ببيع القرطاسية حتى لا تغلق أبوابها، وتجد بها وسيلة للاستمرار في مزاولة النشاط، لكن الآن الوضع تغير وصارت هناك حالة من الانتعاش في سوق بيع الكتاب بعد الثورة.
وحول أعمار رواد المكتبة قبل وبعد الثورة، يقول:" الآن لدينا جمهور من كافة الأعمار، وخاصة الشباب، وهذا يختلف كليا مع الفترة السابقة فقد كان في السابق رواد المكتبة من عمر الـ 50 فما فوق، أما الآن وبعد الثورة فقد بدأنا نجد الشباب يطرقون أبوابنا ويشترون الكتب في مختلف المجالات :دينية، تاريخية/ قصة ورواية، و هذا شيء أفرحنا كأصحاب مكتبات من جانب الرواج البيعي من ناحية، والرواج الفكري من ناحية أخرى، فقد كنا فعلا على وشك الانقراض، ولم نكن نتخيل أن يهب المجتمع من ثباته وغفوته، لكن الثورة قضت على كل المسلمات وبدأت الأجيال الجديدة تهتم بتثقيف نفسها في كافة المجالات، فنحن الآن نخطو خطوات جديدة بقوة، وفترة ما بعد الثورة أعادت لنا الإيمان بأن القارئ مازال موجودا". وفي وسط المدينة تقابلك مكتبة هي بمثابة معرض دائم بمساحتها الشاسعة، وكتبها التي تصل إلى 3 مليون عنوان، وهي ليست مجرد مكتبة لبيع الكتب بل أيضا دار للنشر والتوزيع، وهي مكتبة طرابلس العالمية العلمية، وتشغل الدور الأرضي من سوق طرابلس المجمع على مساحة تتجاوز الألف متر وفقا للناشرة "فاطمة حجيج"، والتي تشير إلى أن الصورة ستكون أكثر وضوحا بعد عامين من الآن، و قد أجرينا معها لقاء هام ننشره في وقت آخر عن واقع النشر في ليبيا محاولين من خلال طرق المنع المختلفة خلال فترة النظام السابق التعرف على المرحلة الأخيرة في عمر النظام.
وإذا كانت مساحة مكتبة طرابلس تأسرك بحجمها فإن المكتبات في طرابلس بها حالة من السحر الأخاذ ومن بين هذه المكتبات مكتبة "دار الحكمة"، فعلى 3 أدوار أنشأت المكتبة تحتوي كافة أنوا ع المعرفة، أحد العاملين بالمكتبة يوضح أن مجمل الأعمال الصادرة ي العالم العربي تجدها هنا، فصاحب المكتبة د.عبدالله القاضي، وهو أستاذ في علم النبات يعمل على التعاقد مع معظم الناشرين في الوطن العربي، وللمكتبة فرعين آخرين أحدها في مالطا والآخر في مصر، وفي المكتبة قسم لكتاب الأجنبي أيضا بمختلف تنوعاته من الطب، والعلوم وحتى الثقافة والإبداع والتاريخ.