مقالات مختارة : صحوة الطحالب د. البدرى الشريف المناعى

صحوة الطحالب ليس من المعقول
د. البدرى الشريف المناعى

... انها انتهازية ما بعدها انتهازية, تعودوا على النفاق والزيف فظنوا بأوهامهم المريضة بأن الشعب الليبى غافل عنهم و فاقد للذاكرة. قفزوا على كل الحواجز الأخلاقية و انبروا يعرضون علينا خبراتهم فى ادارة الدولة و أية دولة يا ترى كانو يديرون؟ الدولة الفاشلة؟ دولة الفوضى و الفساد ؟ ما ان تهاوى عرش الطاغية حتى خرجوا علينا كالفطر مهنئين و مبشرين و عارضين علينا خدماتهم و استعدادهم لمساعدتنا .

تعجز الكلمات النبيلة أن تجد وصفا لائقا بهم. هل تصوروا بأن ليبيا عقيمة ؟ الا يرون هذا الضوء الساطع وهذا الشباب الواعد و هذه الخبرات الراقية التى تدير ثورة 17 فبراير المجيدة و ترعاها .

الا يرون هذه النجاحات التى حققها المجلس الوطنى الإنتقالى و من حوله من الوطنين الليبين الأحرار و الذين صنعوا ما لم يخطر على بال أحد بل و أبهروا العالم بسرعة التنظيم و جمع الكلمة و ايجاد البديل الوطنى الرشيد لنظام القذافى الفاسد ؟ ما بال هؤلاء لا يعقلون! و ان كان لهم ذرة من الوطنية فلم بقوا كل هذه السنين ببيت الطاعة عند القذافى؟ بل و كانوا يتنافسون على اظهار ولائهم ونفدوا بكل اخلاص و تفانى برامج القذافى التخريبية و التى طالت كل مناحى الحياة فى ليبيا و خربت مؤسساتها .

اليسوا هم المسؤلين عن انهيار التعليم و الصحة و الإقتصاد و المسؤلين عن الحياة البائسة التى عاشها شعبنا طيلة اربعة عقود؟ الم يكونوا حاضرين بل و بعضهم مشارك فى المجازر التى لحقت بشعبنا من مشانق علنية فى الميادين و الشوارع لإبناء شعبنا الشرفاء و مسؤلين عن مدبحة سجن ابو سليم والتى راح ضحيتها ما يزيد عن 1260 شهيدا ؟ و ماذا عن ابنائنا الذين ضاعوا ما بين صحارى تشاد وغابات افريقيا و الذين لا نعرف مصيرهم حتى اليوم؟ و ماذا عن جريمة حقن الأطفال بالأيدز و اسقاط الطائرة الليبية المدنية ووو... والقائمة تطول و يصعب حصرها .

السيد مبارك الشامخ كان اول الثوريين الجدد بأحاديثه النارية على شاشات التلفزيون و يقول و بكل ... ان الشعب الليبي يعرف من هو مبارك الشامخ . نعم ان الشعب الليبى يعرف من هو الشامخ مخترع عبارات الدلع للقائد و ابنائه ! فهو الذى يخاطب قائده بعمورة ! و اطلق على ابنه سيف العرب عروبة ! و هو.. وهو.. وهو الذى فى زمانه كأمين للمواصلات ارتكبت جريمة اسقاط الطائرة الليبية !!

د. بن شتوان و الذى بدأ يطل علينا فى بعض القنوات الفضائية فإننا نذكره بأنه كان من اعضاء اللجان الثورية و عمل مع النظام لفترة طويلة و انه بدل أن يستيقظ عنده الضمير و تنتفض فيه النخوة و يبقى بمصراتة اثناء حصارها , فضل الهرب الى مالطا فى اول فرصة سنحت له تاركا مصراتة و راءه تحترق .

أما الدكتور شكرى غانم فقد بدأ البعض فى تسويقه كخبرة نادرة!! ورجل العلاقات الدولية !! و زادوا على ذلك بقولهم أنه تحدى ابناء القذافى !! حتى كادوا أن يحسبوه معارضا!! من قال ان سياسته النفطية كانت ناجحة وأن التركيز على تصدير الغاز رغم محدوديته وعدم كفايته للأحتياجات المحلية هى سياسة رشيدة اذا كان نتيجتها ارتفاع تكلفة انتاج الطاقة فى ليبيا الى حوالى اربعة مرات نتيجة استعمال الوقود الخفيف بدلا من الغاز .

و د. عقيل حسين عقيل عند وصول الثوار الى طرابلس اتصل بالجزيرة مهنئا لسقوط النظام الفاسد ! على مين يا دكتور التعليم العالى !!

و د. زيدان الذى لا يغيب عن طبيخ خريج الساحات الثورية لم يفته الدور!!

وحتى د. على التريكى هذا الذى قضى جل عمره فى خدمة الطاغية باخلاص ورغم سنه لم يحترم نفسه و يستتر بالإختفاء ابى الا أن يظهر على شاشات التلفزيون بجانب امين عام جامعة الدول العربية !!! ليتحدت عن ليبيا الجديدة . و الطابور طويل...

انهم لا يعرفون الخجل وكأنما ليبيا لا يوجد بها رجال و نساء يملكون الكثير من الخبرة و الحنكة و يملكون قبل ذلك الوطنية و النقاء. أين هم من هؤلاء الرجال امثال الأستاذ عبد الحفيظ غوقة و الذى رفع صوت الحق للدفاع عن ضحايا سجن ابوسليم فى وقت كان الهمس فيه بالحقيقة يؤدى الى غياهب السجون ,و الدكتور فتحى البعجة و الذى خط بقلمه أول ارهاصات الجهر بالحقيقة و كان ذلك فى زمن طغيان القذافى و تعرض لما تعرض له من مضايقات, والأستاذ محمد العلاقى و مساهماته الجادة فى الدفاع عن حقوق الإنسان فى ليبيا, و د. على الترهونى و ما يملك من علم و خبرة ووطنية و الأستاذ محمود الشمام و الذى كان صوته دائما و فى كل حين حادا و قويا وواضحا دفاعا عن الثورة و متصديا لكل الأصوات التى تحاول تشويهها والنيل منها, و القائمة تطول من الناس الشرفاء اصحاب المعرفة و الخبرة والذين هم على استعداد لخدمة هذا الوطن .

رجاءا يا خبراء العظمى ...انها ثورة نظيفة فلا تلوثوها.
التاريخ : 3/9/2011