ليبيا وتنويع الاقتصاد

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-05-30, 4:05 pm

ليبيا وتنويع الاقتصاد
وكالة أنباء التضامن - ليبيا اليوم
ذكرت صحيفة "فويس أوف أمريكا" أن قطاع النفط هيمن طويلا على الاقتصاد الليبي، وقد مثل النفط قبل الحرب أكثر من 70 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي و95 بالمائة من الصادرات ونحو 90 بالمائة من العائدات الحكومية، حسب تقديرات صندوق النقد الدولي.
كما أن الإنتاج النفطي الليبي يمثل 2 بالمائة من الإنتاج العالمي، ويتم تصدير النفط الخام الليبي أساسا إلى أوروبا وأيضا إلى آسيا والولايات المتحدة ولا يمكن استبداله بسهولة حيث أنه يعتبر من أكثر أنواع النفط رواجا في الأسواق الدولية.
مصادر أخرى
وأبرزت الصحيفة أن البعض يعتبر أن على ليبيا أن تعتمد على مصادر أخرى لاستعادة اقتصادها. وبين مايكل روس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا، في كتابه لعنة النفط أن البلدان التي تتمتع بوفرة الموارد الطبيعية وخاصة النفط تحمل عبئا ثقيلا.
وأوضح أن الاعتماد المفرط على القطاع النفطي يحد من تنافسية القطاعات الأخرى ويجعل الاقتصاد عرضة لتقلبات أسعار المواد الأولية الأساسية ويشجع الحكومات غير الديمقراطية. ومما لا شك فيه أن عائدات النفط ساعدت القذافي على الحفاظ على حكمه طيلة 42 سنة في حين أن الليبيين العاديين لم يتمتعوا به مطلقا.
وبالتالي فإن على إستراتيجية النمو في ليبيا بعد الصراع أن تشمل توزيعا أكثر عدلا للثروة النفطية، كما يجب أن تشمل قطاعات أخرى، وفقا لصندوق النقد الدولي.
زيت الزيتون
وأوضحت الصحيفة أن الزيتون يمثل مجالا اقتصاديا مهما في منطقة جبل نفوسة منذ آلاف السنين. فقد أنتج الرومان زيت الزيتون هناك وقاموا بتصديره إلى روما، ورغم ذلك فإن إنتاجه انخفض مع اكتشاف النفط سنة 1958 في حين انه كان مصدر الدخل الرئيسي للبلاد قبل ذلك الوقت (حوالي 30 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي).
ومع زيادة إنتاج النفط وصادراته في الستينات، انخفض حجم القطاع الزراعي بسرعة ليصل إلى اقل من 5 بالمائة من الناتج المحلي بحلول سنة 2005.
وحاليا، يدعو أصحاب الأعمال والمزارعين إلى إصدار إصلاحات من شأنها أن تعيد الاهتمام إلى القطاع الزراعي.
ويقول سعيد البالغ من العمر 46 سنة انه يملك معصرة لزيت الزيتون أغلقها خلال الانتفاضة للانضمام للقتال ضد القذافي.
وهو يسعى الآن إلى الحصول على الآلات الحديثة التي لم يتمكن من الحصول عليها قبلا. وأشار إلى أن النظام السابق قد ضيق على المزارعين ولم يترك لهم المجال لتوسيع نطاق عملهم.
البطالة
وبينت الصحيفة أن الاعتماد المفرط على النفط أدى أيضا إلى مشكلة هيكلية وهي البطالة، العامل الحاسم الذي أدى إلى الانتفاضة ضد القذافي. فقطاع النفط يوفر فرص عمل محدودة.
وبينت الصحيفة أن إعادة التركيز على القطاعات غير النفطية سيمكن من استقرار الاقتصاد، وأضافت أن صناعة زيت الزيتون لا تمثل سوى إحدى الفرص الاقتصادية المتاحة في ليبيا على غرار السياحة والتجارة والصناعة.
وأشارت إلى أن التحديات الاقتصادية كبيرة في ليبيا ، خاصة مع عدم وضوح الساحة السياسية وعدم وجود حكومة دائمة تسعى إلى تنفيذ سياسات طويلة المدى.
المحرر: ستيفاني فيغنس