هل دفنت أسرار لوكربي أم للتوقيت الأمريكي حكمته؟

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-05-31, 7:23 pm

هل دفنت أسرار لوكربي أم للتوقيت الأمريكي حكمته؟
29 مايو 2012
المرصد الليبي – ميدل ايست أون لاين
اعتبر الكاتب خير الله خير الله في مقال نشر بتاريخ 24 مايو 2012 أن هناك من يريد دفن أسرار كارثة لوكربي مع جثمان عبد الباسط المقرحي، الشخص الوحيد المدان بشكل مباشر إثر الجريمة، وشكك في أن يكون هذا الأخير مواطنا ليبيا بسيطا ينفذ أوامر تصدر إليه وقادرا على تفجير طائرة ركّاب في الجو في عملية إرهابية اقلّ ما يمكن وصفها به أنها في غاية التعقيد.
وأشار إلى أن أسرار الجريمة لم تدفن مع الرجل، وذلك عائد إلى سبب في غاية البساطة يتمثّل في أن المقرحي لم يكن سوى أداة صغيرة في عملية إرهابية كبيرة لا بد أن تتكشف فصولها يوما، و سيتبين عندئذ أن تفجير طائرة “بان أمريكان” في الجو أواخر العام 1988 كان مرتبطا إلى حد كبير بشبكة مصالح تتجاوز ليبيا والعقيد الراحل معمر القذافي والأجهزة التابعة له.
أسرار
وأضاف الكاتب أنه سيتبين أيضا أن المقرحي لا يعرف الكثير عن لوكربي، وأنه حتى لو كان متورطا في العملية، فإنها تتجاوز من هم من أمثاله و من في موقعه وعلى شاكلته.
وكان المقرحي ومعه رفيقه محمد الأمين فحيمة يعملان في مكتب الخطوط الليبية الموجود في مالطا وقد اتهم بأنه وراء إرسال العبوة في حقيبة انتهت في طائرة “بان أمريكان” التي انفجرت فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية.
والى الآن، لم يذكر شيء عن الأسباب التي دعت إلى إطلاق فحيمة وإصدار محكمة اسكتلندية حكما في حق المقرحي، ويتساءل الكاتب: بماذا يختلف الأول عن الثاني؟ ألم يكونا في مكتب واحد وفي مكان واحد؟ ألم يذكر في حينه أن الرجلين يعملان لدى جهاز واحد؟ كيف في الإمكان حصر كل التهم في المقرحي في حين أن رفيقه كان معه في كل الأوقات تقريبا؟
ويبقى السؤال الأهم هل في استطاعة شخص واحد الإعداد والتخطيط لعملية إرهابية بهذا الحجم وهذه النوعية دون مساندة دولة واحدة على الأقل؟
ضحية
وبين الكاتب أن ليبيا قبلت تعويض أسر الضحايا، ولم يكن المقرحي سوى ضحية لا بد من تقديمها في قضية أخذت منحى سياسيا منذ اللحظة الأولى لحصول التفجير الذي ذهب ضحيته 270 شخصا.
وأبرز أنه كان مطلوبا منذ البداية “وضع نظام معمر القذافي في قفص” على حد تعبير مسؤول أمريكي نافذ عمل لدى الأجهزة الأمنية ثم انتقل إلى وزارة الدفاع وبعدها إلى البيت الأبيض.
وقد رفض هذا المسؤول الذي التقاه الكاتب في واشنطن دي.سي في عهد كلينتون الإجابة عن أي سؤال يتعلق بالأسباب التي دفعت الإدارة الأمريكية إلى تجاهل اعتقال السلطات الألمانية في مدينة فرانكفورت شبكة فلسطينية تابعة لإحدى المنظمات المرتبطة بدمشق وطهران كانت تعدّ لتفجير طائرة في الجو.

وحصل ذلك قبل أسابيع قليلة من وقوع كارثة لوكربي وضبطت مع أفراد الشبكة أجهزة ترانزستور فيها عبوة ناسفة معدة كي تنفجر في الجو بعد وصول الطائرة المستهدفة إلى ارتفاع معّين، واكتفى المسؤول بالتأكيد في ذلك أن الهدف كان محاصرة القذافي ونظامه.
وغاب بعدها أي كلام عن مصير أفراد تلك الشبكة وزعيمها المعروف، وأوضح الكاتب أنه كان مطلوبا في تلك المرحلة حصر التهمة بنظام القذافي الذي دخل فعلا في قفص بعد فرض عقوبات دولية عليه، حيث ساهمت تلك العقوبات التي شملت حظر الطيران من “الجماهيرية” واليها في جعل الديكتاتور الليبي الراحل يحكم قبضته على ليبيا وعلى شعبها.
وقسمت العقوبات ظهر الشعب الليبي وخدمت الديكتاتور من حيث يدري الأمريكيون والأوروبيون أو لا يدرون، و الأرجح أنهم كانوا يدرون، لكن كل همهم كان محصورا في تدجين القذافي وتحويله إلى إنسان طبيعي وقد فشلوا في ذلك فشلا ذريعا.
توقيت أمريكي
في نفس تلك الفترة، تنفس النظام السوري الصعداء بعدما اكتفت الإدارة الأمريكية باستهداف ليبيا في وقت قام فيه صدام حسين باحتلال الكويت، وكانت هناك حاجة أمريكية إلى مشاركة سورية في حرب تحرير الكويت، كذلك كانت هناك حاجة إلى تحييد إيران أثناء معركة إخراج صدام من الكويت، و غاب كل كلام عن أي دور للمنظمة الفلسطينية المعروفة المرتبطة بدمشق وطهران في عملية لوكربي.
وقد استطاع القذافي مع الوقت، التصالح مع المجتمع الدولي، وتم إطلاق سراح المقرحي بحجة أنه مريض.
وبين الكاتب أنه قد يكون وراء إعدام القذافي، بالطريقة التي أعدم بها، وجود رغبة في دفن أسرار كثيرة من بينها سر لوكربي، ولن يعرف هذا السر إلا عندما تكون حاجة أمريكية إليه. وأشار الكاتب إلى أن هذا السر سيظهر يوما، ولكن حسب التوقيت الأمريكي وليس أي توقيت آخر.
ولن يكون لذلك علاقة لا بالمقرحي ولا بمن هم في مستواه من لاعبين صغار وجدوا أصلا كي يلعبوا دور كبش الفداء متى تدعو الحاجة إلى ذلك.