إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مــا تحتـاجــه ليبيــا!!
صفحة 1 من اصل 1
مــا تحتـاجــه ليبيــا!!
مــا تحتـاجــه ليبيــا
د. إسماعيل الوحيشي 27 مايو 2012
من يفكر في الكتابة في هذه الايام فقد اختار الطريق الأصعب في محاولة بائسة ولا أقول يائسة لأن يصل إلى شئ أو إلى حل لمشكلة قد تلوح في الأفق , وما يجعل مهمة الكتـّاب أصعب في هذه الأيام هو ما يمربه العالم من حراك سياسي حول محور التاريخ وصنع مجرة جديدة لكينونة البشر , ولا سيما ونحن نرى الدول العربية في قمة هذا الحراك ونرى الدكتاتور يسقط تلو الدكتاتور وكل منا يترقب ماذا بعد , ولا يمكن لأي كاتب بأي حال من الاحوال أن يضرب عرض الحائط كل ما يراه ويعيشه من أحداث , فالمطالبة بالحرية والديمقراطية والرغبة في معانقة السماء بنيلهما كلفت الشعوب سيلاً من الدماء والتضحيات اللامتناهية , فهنيئا لشعوب عانت وتكبذت ولكنها انجزت الكثير والكثير مما ناضلت من أجله , وكما لكل مغادر أثر ولكل شئ نهاية , فلكل طاغية إرث , ونحن في ليبيا ورثنا الكثير وكانت التركة كبيرة تماماً كما التضحيات , ولكن كانت العزيمة أكبر دائماً من كل ذلك , فعندما خرج الشعب ليخلع عنه عصر الظلام رفع في الوقت ذاته شعارات الحرية وتعالت أصوات أبناءه بالعدالة ونبذ الاستعباد البشرى بشتى اشكاله , فانتصرت الثورة التي لم تكن لتنتصر لولا وحدة الهدف والمبادئ , وكإفراز طبيعي لمرحلة ما بعد الثورة سنرى وسنسمع ما يطيب لنا وما لا يطيب , ولكننا لم ولن ننسى أربعة عقود من الاضطهاد التي ستكون تبعاتها وخيمة ما لم نقم بثورة اخرى على أنفسنا لننفض فيها غبار التسلط ونحاول استرجاع ولملمة الجميل داخل أنفسنا , والا فسنقع فريسة تلك الانفس التي لا تشبع , ومن المؤكد أن هناك الكثير من الذين أرجعوا ما رأوه من سلبيات بعد ثورة 17 فبراير إلى خلل في آلية الثورة نفسها , ولكنهم نسوا أو تناسوا عنوة أننا نحن اليوم نجني ما زرعه الطغاه فينا لا سيما وأن وطأة القانون ضعيفة والرغبة في ممارسة الحرية بشكل فعلي وكل حسب ما يرى قوية , مما يجعل من بلادنا الحبيبة ساحة لتجارب غير مرغوبة ولخطوات غير محسوبة , وكـليبـي يعشق ليبيا كتكلة واحدة تفاجئت بما جاء به البعض من طرح عقيم لموضوع الفدرالية وانها العلاج الناجع للقضاء على المركزية !!! التي لا أرى فيها ــ المركزية ــ مشكلة بعينها مستحيلة الحل , ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين والعالم كله يتحرك بأجهزة صغيرة قد تقنتها في جيبك وقد تكون معلقة هناك في الفضاء الخارجي , رغم إني أقدّر وبشدة ذلك المواطن الكادح الذي عانى طويلاً و لازال يعاني من تبعات التمركز في قضاء حوائجه التي تضطره إلى قطع المئات من الكيلومترات عدة مرات ليتم توقيع ورقة أو قبول طلب أو استكمال إجراء , ولكن ليس بعد اليوم فقد وجد الليبيون ظالتهم عندما قامت ثورة 17 فبراير و بعد انتصارتها , فاحتشدوا في الساحات والميادين ليعبروا عن تدمرهم من هذا الوضع الذي يعتبر في نظرهم أشد وأقسى انواع الظلم أن يكون اجراءك في بقعة بعيدة عنك لا تسطيع أن تطوله ولا يمكنك استكماله و في بعض الأحيان قد تفقد حياتك في سبيله خاصة في ظل شبكة الطرق الرديئة والانارة السيئة لها , مما يجعلك عرضة لحوداث السير مئات المرات في كل مرة تعبر فيها تلك المسافات.
هل الحل يا ترى يكمن في توزيع مصالح الدولة ومؤسساتها هنا وهناك لنقضي على هذه المركزية المملة أو لنقلب موازين المركزية فتصبح كل مدن ليبيا متمتعة بخصوصية المركزية المحلية او ما يشبه بالمركزية المبعثرة , لأني لا اطلق على بعثرة مراكز الدولة اسم لا مركزية , دعوني اتحدث عن نموذج واحد فقط من الدول التي قضيت فيها فترة من الزمن وهو نموذج المملكة المتحدة (بريطانيا) والنظام المتبع بها , وهنا المثال يضرب ليس على سبيل التشبيه او التشبه والمقارنة ولكن لتقريب الصورة اكثر عن المركزية واللامركزية الحقيقتة و الخدمات المقدمة على هيئة حزم) (Packagesوعروض (Offers) تقدم لكل من تطئ قدماه هذه الدولة , فكل مدينة في هذه الدولة هي صورة مصغرة للمدينة الكبيرة او العاصمة (Capital City) , فعلى صعيد المستشفيات مثلاً نجد كل مدينة مزودة حسب المساحة بعدد 2 مستشفيات أو ثلاثة مركزية عامة تضم جميع التخصصات وأقسام الطورائ ومستشفى إلى 2 فقط قطاع خاص , ولكن لتجنب الازدحام داخل المستشفيات الكبيرة فكل منطقة من مناطق المدينة مزودة بمستوصف مجهز لحاجة السكان المحلية وعن طريقه يتم تحويلك إلى المستشفى العام إن لزمت الحالة , فتجد هنا أن المستوصف قريب من مكان سكنك وقد لا تستدعى حالتك لشهور لتذهب الى المستشفى العام , وعلى نفس النطاق نجد ان المدارس موزعة جغرافياً بما يتلائم وكثافة السكان والمساحة معاً في كل منطقة من المدينة , سيقول قائل أن في كل مدينة ومنطقة في ليبيا ايضا هناك مدارس و مستوصفات ومستشفيات , نعم هذا صحيح ولكن هل هذه الاماكن معدة لأستقطاب ولأستيعاب حاجة اهالي المنطقة فقط دون غيرهم عن طريق السجلات والمنظومات الالكترونية التي يتم ادراج اسماء جميع روادها فيها دون الحاجة للادلاء بجميع معلوماتك في كل زيارة تقوم بها ؟؟ لا اعتقد ذلك , حيث ان الشئ المميز في تلك الخدمات الصحية المقدمة ان المواعيد تحدد الكترونياً ودورياً من خلال المستوصف نفسه ولا داعي ان يثقل كاهلك بالبحث عن اخر كشف قمت به مثلاً ومتى يجب ان تقوم به مرة ثانية وهكذا يتم البحث والتنبيه الكترونياً عن حاجاتك لتلك الخدمات والقيام بتبليغك عن ما يجب عليك ان تقوم به حيال ذلك, ما يجب ان يكون الآن هو تفعيل كل المنشآت والمراكز الموجودة أصلاً في ليبيا التفعيل الامثل والوصول بها إلى حالة الاستثمار القصوى للقضاء على المركزية المحلية ونشرها مناطقياً لبلوغ وتحقيق أهداف التنويع والحركة الدائرية داخل المدن.
ومن أهم ما ينبغي التطرق اليه في هذا المجال هو القطاع المصرفي والخدمات المصرفية المقدمة لعملاء البنوك , فقطاع المصارف هنا يدار الكترونياً و المواطن يتلقى أعلى وأرقى الخدمات المصرفية في كل مدينة بل وكل منطقة بدون حتى أن يضطره الموقف لمعرفة حتى مكان وجود المصرف وفي بعض الاحيان لا يهمه موقع هذا المصرف أو البنك ما دامه يحصل على خدماته على اكمل وجه, فقد يكون المصرف عبارة عن مصرف الكتروني معتمد دولياً ويقوم المواطن عن طريق بطاقة المصرف الالكترونية (Credit Card) بسحب مبلغ معين من أي آلة الصرف الآلي (Cache Machine) تكون موجودة على قارعة الطريق أو بجانب العديد من مراكز التسوق , وكذلك يمكنك تسديد فواتير الكهرباء والماء والايجار السكني من خلال تفعيل حساب البنك الالكتروني , ولهذا نرى ان العمل الالكتروني تميزه الدقة والسرعة والبساطة وسهولة الانجاز ولا يحتاج الى تجارب معمقة لتطبيقه مما يجعله نمودجاً مثالياً لدولة كليبيا تتبنى خطط موسعة للتنمية الشاملة وتحتاج فقط حسب خبراء الاقتصاد والتنمية إلى دفعة قوية (Big Push) لتندمج داخل منظومات العالم المتقدم وتحقق معدلات مرتفعة من النمو والازدهار.
ومن باب التنويع تلجأ دولة مثل بريطانيا لأضافة بعض المزايا لبعض المدن لتفعيل اقتصاد الدولة و تطويره وتفعيل حركة السياحة لجذب الاستثمارات ورفع مستوى المعيشة لمواطنيها , كأن يكون لمدينة بعينها مطار دولي عن غيرها ولمدينة أخرى مركز سياحي متخصص ولأخرى ملاعب رياضية لمختلف انواع الرياضة ولأخرى حدائق صناعية مجهزة …….الخ , ومن الواضح ان هناك آلية في توزيع المزايا مما يجعلك تعرف أن كل هذه المزايا في النهاية تصب في مصلحة الدولة ومواطنيها.
هكذا يجب أن تكون ليبيا المستقبل , خدمات الكترونية , مصرفية , سياحية , اجتماعية ويجب أن تكون للشعب جاهزية معدة لتقبل أفكار متبعة الغرض منها الصالح العام فلا يعني أن يكون هناك مصنع ضخم للحديد والصلب في مصراته فقط دون غيرها هي افضلية لمصراته عن باقي المدن ولا يعني أن يكون لسبها مطار دولي افضلية لسبها عن باقى المدن ولا ان يكون لبنغازي مدينة عائمة افضلية لبنغازى عن باقي المدن ولا ان يكون في الزاوية برج تجاري افضلية للزاوية عن باقي المدن وهكذا.
يجب ان يكون لدينا ثقافة الصالح العام التي تصب في صالح الجميع و على الدولة أيضا ان تراعي توزيع مصالحها بما يخدم الجميع ويلبي احتياجات الجميع فليبيا تسع الجميع , مع التأكيد على أن مركزية الدولة في بعض الأحيان ضرورة تزيد من قدرة الدولة ومؤسساتها الحكومية على بسط نفوذها واستكمال سيادتها , وفي بعض الاحيان قد تكون مراكز الدولة خارج نطاقها الحدودي لاسباب تقنية او فنية مثلاً كما يحدث في مجال الاتصالات على سبيل المثال , اذاً فمركزية الدولة لا تعني المواطن بقدر ما تعنيه تلك الخدمات المقدمة اليه بصفته مواطن يتمتع بحقوق تماماً كما تكون عليه واجبات,
لهذا يجب أن تكون هناك إجتماعات موسعه لذوي الخبرة لتقديم مقترحاتهم الشاملة والموسعه لما ينبغى أن تكون عليه ليبيا الجديدة وكما سيكون هناك لجان متخصصه لاعداد الدستور والاشراف عليه , فليكن هناك لجان متخصصة ترسم وتعد الشكل و الهيئة التى تجب أن تكون عليها ليبيا في شتى المجالات مع التركيز ومحاولة عدم اغفال الجانب التوعوي و التعبوي الذي يجب أن تشمله الخطط والبرامج المتاحة من خلال فريق نخبوي يقوم بهذه المهمة , لتحقيق أعلى مستويات قابلية وجاهزية من الشعب بضرورة المشاركة الفردية الفاعلة في كل مجالات الحياة بدون استثناء و المقترح الافضل لبناء دولة المستقبل التي حلم بها الليبيون حتماً سيكون قابل للتطبيق برضى الجميع وستكون مشاركة الشعب فيه مشاركة قصوى لانه لا يمس مدينة بعينها ولا منطقة بعينها فقط بل يمس كل حالة فردية على حدة وسنرى ان هناك ابداعات ستقدم لأجل ليبيا , فكما رأينا ابناء ليبيا يتنافسون فرداً فرداً على نيل الشهادة في ساحات القتال فحتماً سنراهم يتنافسون على بناء ليبيا الحبيبة طوبةً طوبة.
د. إسماعيل الوحيشي 27 مايو 2012
من يفكر في الكتابة في هذه الايام فقد اختار الطريق الأصعب في محاولة بائسة ولا أقول يائسة لأن يصل إلى شئ أو إلى حل لمشكلة قد تلوح في الأفق , وما يجعل مهمة الكتـّاب أصعب في هذه الأيام هو ما يمربه العالم من حراك سياسي حول محور التاريخ وصنع مجرة جديدة لكينونة البشر , ولا سيما ونحن نرى الدول العربية في قمة هذا الحراك ونرى الدكتاتور يسقط تلو الدكتاتور وكل منا يترقب ماذا بعد , ولا يمكن لأي كاتب بأي حال من الاحوال أن يضرب عرض الحائط كل ما يراه ويعيشه من أحداث , فالمطالبة بالحرية والديمقراطية والرغبة في معانقة السماء بنيلهما كلفت الشعوب سيلاً من الدماء والتضحيات اللامتناهية , فهنيئا لشعوب عانت وتكبذت ولكنها انجزت الكثير والكثير مما ناضلت من أجله , وكما لكل مغادر أثر ولكل شئ نهاية , فلكل طاغية إرث , ونحن في ليبيا ورثنا الكثير وكانت التركة كبيرة تماماً كما التضحيات , ولكن كانت العزيمة أكبر دائماً من كل ذلك , فعندما خرج الشعب ليخلع عنه عصر الظلام رفع في الوقت ذاته شعارات الحرية وتعالت أصوات أبناءه بالعدالة ونبذ الاستعباد البشرى بشتى اشكاله , فانتصرت الثورة التي لم تكن لتنتصر لولا وحدة الهدف والمبادئ , وكإفراز طبيعي لمرحلة ما بعد الثورة سنرى وسنسمع ما يطيب لنا وما لا يطيب , ولكننا لم ولن ننسى أربعة عقود من الاضطهاد التي ستكون تبعاتها وخيمة ما لم نقم بثورة اخرى على أنفسنا لننفض فيها غبار التسلط ونحاول استرجاع ولملمة الجميل داخل أنفسنا , والا فسنقع فريسة تلك الانفس التي لا تشبع , ومن المؤكد أن هناك الكثير من الذين أرجعوا ما رأوه من سلبيات بعد ثورة 17 فبراير إلى خلل في آلية الثورة نفسها , ولكنهم نسوا أو تناسوا عنوة أننا نحن اليوم نجني ما زرعه الطغاه فينا لا سيما وأن وطأة القانون ضعيفة والرغبة في ممارسة الحرية بشكل فعلي وكل حسب ما يرى قوية , مما يجعل من بلادنا الحبيبة ساحة لتجارب غير مرغوبة ولخطوات غير محسوبة , وكـليبـي يعشق ليبيا كتكلة واحدة تفاجئت بما جاء به البعض من طرح عقيم لموضوع الفدرالية وانها العلاج الناجع للقضاء على المركزية !!! التي لا أرى فيها ــ المركزية ــ مشكلة بعينها مستحيلة الحل , ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين والعالم كله يتحرك بأجهزة صغيرة قد تقنتها في جيبك وقد تكون معلقة هناك في الفضاء الخارجي , رغم إني أقدّر وبشدة ذلك المواطن الكادح الذي عانى طويلاً و لازال يعاني من تبعات التمركز في قضاء حوائجه التي تضطره إلى قطع المئات من الكيلومترات عدة مرات ليتم توقيع ورقة أو قبول طلب أو استكمال إجراء , ولكن ليس بعد اليوم فقد وجد الليبيون ظالتهم عندما قامت ثورة 17 فبراير و بعد انتصارتها , فاحتشدوا في الساحات والميادين ليعبروا عن تدمرهم من هذا الوضع الذي يعتبر في نظرهم أشد وأقسى انواع الظلم أن يكون اجراءك في بقعة بعيدة عنك لا تسطيع أن تطوله ولا يمكنك استكماله و في بعض الأحيان قد تفقد حياتك في سبيله خاصة في ظل شبكة الطرق الرديئة والانارة السيئة لها , مما يجعلك عرضة لحوداث السير مئات المرات في كل مرة تعبر فيها تلك المسافات.
هل الحل يا ترى يكمن في توزيع مصالح الدولة ومؤسساتها هنا وهناك لنقضي على هذه المركزية المملة أو لنقلب موازين المركزية فتصبح كل مدن ليبيا متمتعة بخصوصية المركزية المحلية او ما يشبه بالمركزية المبعثرة , لأني لا اطلق على بعثرة مراكز الدولة اسم لا مركزية , دعوني اتحدث عن نموذج واحد فقط من الدول التي قضيت فيها فترة من الزمن وهو نموذج المملكة المتحدة (بريطانيا) والنظام المتبع بها , وهنا المثال يضرب ليس على سبيل التشبيه او التشبه والمقارنة ولكن لتقريب الصورة اكثر عن المركزية واللامركزية الحقيقتة و الخدمات المقدمة على هيئة حزم) (Packagesوعروض (Offers) تقدم لكل من تطئ قدماه هذه الدولة , فكل مدينة في هذه الدولة هي صورة مصغرة للمدينة الكبيرة او العاصمة (Capital City) , فعلى صعيد المستشفيات مثلاً نجد كل مدينة مزودة حسب المساحة بعدد 2 مستشفيات أو ثلاثة مركزية عامة تضم جميع التخصصات وأقسام الطورائ ومستشفى إلى 2 فقط قطاع خاص , ولكن لتجنب الازدحام داخل المستشفيات الكبيرة فكل منطقة من مناطق المدينة مزودة بمستوصف مجهز لحاجة السكان المحلية وعن طريقه يتم تحويلك إلى المستشفى العام إن لزمت الحالة , فتجد هنا أن المستوصف قريب من مكان سكنك وقد لا تستدعى حالتك لشهور لتذهب الى المستشفى العام , وعلى نفس النطاق نجد ان المدارس موزعة جغرافياً بما يتلائم وكثافة السكان والمساحة معاً في كل منطقة من المدينة , سيقول قائل أن في كل مدينة ومنطقة في ليبيا ايضا هناك مدارس و مستوصفات ومستشفيات , نعم هذا صحيح ولكن هل هذه الاماكن معدة لأستقطاب ولأستيعاب حاجة اهالي المنطقة فقط دون غيرهم عن طريق السجلات والمنظومات الالكترونية التي يتم ادراج اسماء جميع روادها فيها دون الحاجة للادلاء بجميع معلوماتك في كل زيارة تقوم بها ؟؟ لا اعتقد ذلك , حيث ان الشئ المميز في تلك الخدمات الصحية المقدمة ان المواعيد تحدد الكترونياً ودورياً من خلال المستوصف نفسه ولا داعي ان يثقل كاهلك بالبحث عن اخر كشف قمت به مثلاً ومتى يجب ان تقوم به مرة ثانية وهكذا يتم البحث والتنبيه الكترونياً عن حاجاتك لتلك الخدمات والقيام بتبليغك عن ما يجب عليك ان تقوم به حيال ذلك, ما يجب ان يكون الآن هو تفعيل كل المنشآت والمراكز الموجودة أصلاً في ليبيا التفعيل الامثل والوصول بها إلى حالة الاستثمار القصوى للقضاء على المركزية المحلية ونشرها مناطقياً لبلوغ وتحقيق أهداف التنويع والحركة الدائرية داخل المدن.
ومن أهم ما ينبغي التطرق اليه في هذا المجال هو القطاع المصرفي والخدمات المصرفية المقدمة لعملاء البنوك , فقطاع المصارف هنا يدار الكترونياً و المواطن يتلقى أعلى وأرقى الخدمات المصرفية في كل مدينة بل وكل منطقة بدون حتى أن يضطره الموقف لمعرفة حتى مكان وجود المصرف وفي بعض الاحيان لا يهمه موقع هذا المصرف أو البنك ما دامه يحصل على خدماته على اكمل وجه, فقد يكون المصرف عبارة عن مصرف الكتروني معتمد دولياً ويقوم المواطن عن طريق بطاقة المصرف الالكترونية (Credit Card) بسحب مبلغ معين من أي آلة الصرف الآلي (Cache Machine) تكون موجودة على قارعة الطريق أو بجانب العديد من مراكز التسوق , وكذلك يمكنك تسديد فواتير الكهرباء والماء والايجار السكني من خلال تفعيل حساب البنك الالكتروني , ولهذا نرى ان العمل الالكتروني تميزه الدقة والسرعة والبساطة وسهولة الانجاز ولا يحتاج الى تجارب معمقة لتطبيقه مما يجعله نمودجاً مثالياً لدولة كليبيا تتبنى خطط موسعة للتنمية الشاملة وتحتاج فقط حسب خبراء الاقتصاد والتنمية إلى دفعة قوية (Big Push) لتندمج داخل منظومات العالم المتقدم وتحقق معدلات مرتفعة من النمو والازدهار.
ومن باب التنويع تلجأ دولة مثل بريطانيا لأضافة بعض المزايا لبعض المدن لتفعيل اقتصاد الدولة و تطويره وتفعيل حركة السياحة لجذب الاستثمارات ورفع مستوى المعيشة لمواطنيها , كأن يكون لمدينة بعينها مطار دولي عن غيرها ولمدينة أخرى مركز سياحي متخصص ولأخرى ملاعب رياضية لمختلف انواع الرياضة ولأخرى حدائق صناعية مجهزة …….الخ , ومن الواضح ان هناك آلية في توزيع المزايا مما يجعلك تعرف أن كل هذه المزايا في النهاية تصب في مصلحة الدولة ومواطنيها.
هكذا يجب أن تكون ليبيا المستقبل , خدمات الكترونية , مصرفية , سياحية , اجتماعية ويجب أن تكون للشعب جاهزية معدة لتقبل أفكار متبعة الغرض منها الصالح العام فلا يعني أن يكون هناك مصنع ضخم للحديد والصلب في مصراته فقط دون غيرها هي افضلية لمصراته عن باقي المدن ولا يعني أن يكون لسبها مطار دولي افضلية لسبها عن باقى المدن ولا ان يكون لبنغازي مدينة عائمة افضلية لبنغازى عن باقي المدن ولا ان يكون في الزاوية برج تجاري افضلية للزاوية عن باقي المدن وهكذا.
يجب ان يكون لدينا ثقافة الصالح العام التي تصب في صالح الجميع و على الدولة أيضا ان تراعي توزيع مصالحها بما يخدم الجميع ويلبي احتياجات الجميع فليبيا تسع الجميع , مع التأكيد على أن مركزية الدولة في بعض الأحيان ضرورة تزيد من قدرة الدولة ومؤسساتها الحكومية على بسط نفوذها واستكمال سيادتها , وفي بعض الاحيان قد تكون مراكز الدولة خارج نطاقها الحدودي لاسباب تقنية او فنية مثلاً كما يحدث في مجال الاتصالات على سبيل المثال , اذاً فمركزية الدولة لا تعني المواطن بقدر ما تعنيه تلك الخدمات المقدمة اليه بصفته مواطن يتمتع بحقوق تماماً كما تكون عليه واجبات,
لهذا يجب أن تكون هناك إجتماعات موسعه لذوي الخبرة لتقديم مقترحاتهم الشاملة والموسعه لما ينبغى أن تكون عليه ليبيا الجديدة وكما سيكون هناك لجان متخصصه لاعداد الدستور والاشراف عليه , فليكن هناك لجان متخصصة ترسم وتعد الشكل و الهيئة التى تجب أن تكون عليها ليبيا في شتى المجالات مع التركيز ومحاولة عدم اغفال الجانب التوعوي و التعبوي الذي يجب أن تشمله الخطط والبرامج المتاحة من خلال فريق نخبوي يقوم بهذه المهمة , لتحقيق أعلى مستويات قابلية وجاهزية من الشعب بضرورة المشاركة الفردية الفاعلة في كل مجالات الحياة بدون استثناء و المقترح الافضل لبناء دولة المستقبل التي حلم بها الليبيون حتماً سيكون قابل للتطبيق برضى الجميع وستكون مشاركة الشعب فيه مشاركة قصوى لانه لا يمس مدينة بعينها ولا منطقة بعينها فقط بل يمس كل حالة فردية على حدة وسنرى ان هناك ابداعات ستقدم لأجل ليبيا , فكما رأينا ابناء ليبيا يتنافسون فرداً فرداً على نيل الشهادة في ساحات القتال فحتماً سنراهم يتنافسون على بناء ليبيا الحبيبة طوبةً طوبة.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
مواضيع مماثلة
» البرنامج الوطنى للتطعيم فى ليبيــا
» شهيـــد من ليبيــا في سوريــا بإدلــب يوم 12_7_2012
» عاجل : بيان مصرف ليبيــا المركزي فى طرابلس
» الكيب:في المسـيرة الصامتة لدعم ضحايا الإغتصـاب في ليبيــا
» مــا انــــداويــــهــــن
» شهيـــد من ليبيــا في سوريــا بإدلــب يوم 12_7_2012
» عاجل : بيان مصرف ليبيــا المركزي فى طرابلس
» الكيب:في المسـيرة الصامتة لدعم ضحايا الإغتصـاب في ليبيــا
» مــا انــــداويــــهــــن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR