إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقالات مختارة يونس الهمالي : لماذا أنا ضد الفيدرالية
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مقالات مختارة يونس الهمالي : لماذا أنا ضد الفيدرالية
لماذا أنا ضد الفيدرالية
والحل موجود في هذه المقالة (لا مركزية بعد اليوم)
قد لا أتفق معك في كل ما تقول لكني سأدافع حتى آخر قطرة من دمي لأُمكّنك من التعبير عن رأيك بحرية) فولتير
يونس الهمالي بنينه
والحل موجود في هذه المقالة (لا مركزية بعد اليوم)
قد لا أتفق معك في كل ما تقول لكني سأدافع حتى آخر قطرة من دمي لأُمكّنك من التعبير عن رأيك بحرية) فولتير
يونس الهمالي بنينه
بريطانيا 03 يونيو 2012م
لقبد تطرق كثير من الأخوة إلى الفيدرالية Federalism سلباً وايجاباً.. بعضهم أعرفهم وأكن لهم كل الود والإحترام، وأعرف أنهم وطنيون حتى النخاع،.. وبالطبع أنا متفهم لوجهة نظرهم.. ولماذا يكتبون مؤيدين للفيدرالية في ليبيا.. ولكنني لا أتفق معهم هنا.. ولي أسبابي التي سأذكرها فيما يلي.
بالطبع الإنسان يُعبر عن رأيه لأنه هكذا يرى الأمور.. ولا يستطيع أن يُفسّرها بأي شكل آخر لأن المعطيات التي لديه هي كل ما توفر لديه.. مُعززة بتجربته وخبرته في الحياة.. ولهذا يعتقد أنه على حق ويدافع عن ذلك بكل ما أوتي من قوة.. ولا قوة إلا بالله عز وجل..
الإنسان دائماً يرى الأمور من وجهة نظره هو فقط.. ونادراً ما يراها من وجهة نظر الآخر الذي هو على نقيض منه.. أو بالأحرى على نقيض من اعتقاداته وافكاره.. وهكذا نجد أنفسنا في خلافات مع الآخرين.. فقط لأننا نتشبث بأرائنا إلى أن يأتي الطرف الآخر بفكرته ويطرحها للنقاش.. وهذا ما فعلته في المقالة الأولى وسأفعله هنا في هذه المقالة من جديد..
المهم في الأمر هو أن نتناقش بشكل موضوعي وواقعي ونضع مصلحة ليبيا وأهل ليبيا قبل كل شيء.. فمصلحة ليبيا وأهل ليبيا هي خط أحمر لا يمكن تجاوزه بأي شكل كان..
أرجو أن نتناقش مع بعضنا البعض بود وأساليب بناءة..
وأعود إلى موضوع الفيدرالية لأقول: أنا متفهم جداً لوجهة نظر كل من أقتنع بالفيدرالية.. وأعرف الأسباب..
ومن بين هذه الأسباب.. بل والسبب الرئيسي هو تهميش برقة.. وحتى وإن قضيت ثلثي عمري خارج ليبيا إلا أنني تربيت في برقة وبالذات في بنغازي وأعرف المعاناة التي يعانيها أهل الشرق حتى وأنا هنا في بريطانيا.. كما أن التاريخ يسرد معاناة أهل برقة على مر التاريخ.. في العهد القره مانللي.. وفي عهد الإستعمار الإيطالي.. وفي عهد الطاغية..
يُخطيء من يقول أن برقة عانت من التهميش فقط.. حيث أن برقة عانت من التنكيل والقمع والإبادة، وما أطفال الأيدز عنكم بالبعيد.. ولا المشانق.. ولا حرق الجبل الأخضر بالنابالم.. ولا بدفع أبناء الشرق إلى الهروب من ليبيا إلى شتى بقاع المعمورة عنكم بالبعيد.. أبتعدوا عن أمهاتهم وأبائهم وإخوتهم وكل أحبابهم..
كل شيء واضح على أرض الواقع ولا يحتاج إلى مزايدات.. وإثباتات..
ولكن في نفس الوقت لا يجب أن ننسى أن أهل برقة لم يكونوا جهويين يوماً.. هل نسيتم (بنغازي ربّاية الذايح) في عز مجدها.. حيث فتحت أبوابها لأهل ليبيا من الغرب والجنوب والشرق؟
يجب أن نكون عادلين لنقول أنه في دولة تًصدِّر مليوني برميل نفط تقريبا يوميا.. يتوقع المرء أن يشاهد عاصمة البلاد في ارقى مستوياتها.. عمارات حديثة وقطارات وطرق سريعة وميادين فسيحة رائعة.. الخ.. و..و..
(هل تتذكروا زيارة الشيخ زايد لطرابلس..)؟.. ماذا قال في تلك الزيارة.. وهل يمكن المقارنة الآن؟
ولكن ها هي طرابلس خراب في دمار.. مثلها مثل بنغازي الجميلة.. التي أصبحت الآن خراب في دمار.. لا فرق يا إخواني يا من تحبون ليبيا.. كل مدن ليبيا مدننا.. مثلما ليبيا لنا كلنا.. أنت ليبي في الشرق.. وهو ليبي في الغرب.. وذاك ليبي في الجنوب.. لا فرق.. أمام الآخرين كلنا ليبيين.. فأنت ليبي من شكلك ولهجتك ووطنيتك..
أنسى الجهوية.. إنها عنوان للتخلف.. وقصر النظر..
وماذا عن مناطق ليبيا الأخرى؟ ماذا عن الجنوب.. ماذا عن جبل نفوسة.. وغيرها من المدن والقرى الليبية..
ماذا عن المواطن الليبي؟ المواطن المحروم من أبسط مقومات الحياة.. الصحة والتعليم والحياة الكريمة؟!! أبنائه محرومون وهو يُشاهد الأطفال في الدول الأخرى الفقيرة يعيشون حياة أفضل من تلك التي يعيشها أبنائه..
العملية كلها تهميش في تهميش.. فهو خراب مبرمج.. خراب للبنية التحية والفوقية.. وخراب لعقليات البشر حتى يصلوا إلى درجة من التفكير يفقدون فيها الوعي بالوطنية والمسؤولية ليصبح الليبي الأصيل يُقاتل في قوات كتائب الطاغية ضد الثوار..
هنا سأذكر الأسباب التي دعتني لمقت الفيدرالية في ليبيا ورفضها بالكامل.. وعليه أرجو ممن لا يوافقني في ذلك أن يُفنّد ما أكتبه هنا بالحجة.. خطوة بخطوة.. ونقطة بنقطة لأن دراستي هذه مبنية على حقائق وواقع فيه المر وفيه الحلو..
واقع مر مرارة العلقم لأن الوضع كما تشاهدونه أمامكم.. وحلو لأن المستقبل سيكون باهراً بإذن الله إذا ما اتخذنا الخطوات المناسبة والقرارات السليمة من أجل ليبيانا وأهلنا.. فكفى بالله عليكم أيها الليبيون من مهازل عبر تاريخنا.. والله أن العالم كله يضحك علينا.. والمشكلة هنا هو أن أجيالنا في المستقبل ربما ستضحك علينا وربما ستلعننا لأننا أوصلناهم إلى ما هم عليه..
هذا إذا لم نتخذ الخطوات المناسبة الآن وزمام المبادرة في أيدينا.. لنغير ذلك ليترحموا علينا لأننا أوصلناهم إلى درجات العُلى بين الأمم..
إذاً نحن في مفترق الطرق، وعليه يجب أن نختار الطريق الصواب لأجيالنا في المستقبل..
وهناك أيضاً نقطة أود أن أضيفها هنا، وهي مهما كانت تناقضاتنا واختلافاتنا، فإنه يجب أن ننظر إليها على أنها تعمل (كمصفاة).. أو (غربال) إن شئت.. لنخرج بفكرة نقية صافية مُركّزة تصبُّ في صالح ليبيا، ويجب أن نؤمن بأنه لكل منا وجهة نظر يجب أن يحترمها الآخر لأن وجهة النظر هذه نابعة من تجارب ورؤية معينة، وأنت دائماً تؤمن بأنك على حق إلى أن يأتي من يقنعك بأنك على خطأ، وأنت لن تقتنع إلاّ بالحجة.. ولأننا ليبيين حتى وإن أقتنعنا بالحجة فإن اقتناعنا سيكون على (مضض).. والله هذه هي الحقيقة..
ولنبدأ بإسم الله:
عند التفكير في إعتماد الفيدرالية أو أي نظام آخر لليبيا الآن.. يجب أن نضع أمام أعيننا وقائع لا ينكرها أحد، وعلى رأسها ما يلي:
ـ معاناة ليبيا خلال قرن من الزمان، يعني 100 سنة (ناقص 18 عاماً من العهد الملكي)، تضمنت هذا القرن من الزمان حكم الإحتلال الإيطالي لليبيا والـ 42 عاماً التي (تعرفونها جيداً) من نظام دكتاتوري طغياني هدفه هلاك الليبيين عن بكرة أبيهم وربما استبدالهم بشعوب أخرى ستقبل بنظام الطاغية لأن تلك الشعوب (موش خاسرة شي).
ـ وضع ليبيا الراهن الهش سياسياً واقتصاديا وأمنياً في الوقت الحالي.
ـ تواجد طوائف ليبيا الثلاثة على أطراف ليبيا وليس في وسطها:
مع أن هناك عرب وأمازيع وجنوبيون موزعون في مدن ليبيا المختلفة، إلاّ أن المناطق التاريخية موزعة كالتالي:
• الأمازيع في أقصى الغرب
• الطوارق والتبو في أقصى الجنوب
• القبائل العربية في أقصى الشرق
(ممّا يُسهّل من عملية تقسيم ليبيا وضم تلك المناطق إلى بلدان أخرى في المستقبل لاسمح الله، أو حتى تأسيس دويلات جديدة بحجة حق تقرير المصير!) لا تنسو أيها الليبيون أننا ملتزمون بقوانين دولية جديدة ـ ونحن نعرف كيف يستطيع الأعداء غسل المخ بنجاح حيث أن الموضوع يستغرق سنوات لخلق أجيال جديدة.. لاحظوا أنه لو سألت أي ليبي منذ 45 عاماً مضت بـ هل يصدق أن جيش ليبي سيحارب جيش ليبي في المستقبل؟ لضحك ساخراً.. بأن هذا لن يحدث.. وعليه أنظروا كيف حارب الليبي الآن إلى جانب المرتزقة ضد الثوار..( مع أن أمهاتنا هن نفس العجائز الليبيات الطيبات اللاتي يُخرفن لنا نفس الخرافات لتوحيد أفكارنا ومعتقداتنا أينما كنا ومن كنا) كما أن ذلك حدث خلال أيام الإحتلال الإيطالي عندما قاموا بتجنيد الليبيين ليحاربوا إخوانهم الليبيين.. وإن أردتم الدليل فأسألوني.. فأنا مستعد لنشر الصور.. ولا تلوموني بعد ذلك لنشرها..
يعني عملية غسل المخ ليست صعبة.. والإغراء بالمال.. وبالترهيب والترغيب كما يقولون ليس صعباً..
هنا بالحجة أثبت لكم أن الإنفصال في ليبيا جائز وممكن..
ولنستمر في ذكر الأسباب التي يمكن أن تكسر ظهر ليبيا (لا سمح الله(
• مساحة ليبيا الشاسعة (التي تقارب الـ 2 مليون كيلومتر مربع) مما يعني اتساع رقعة المناطق الخالية بين المدن حيث أن:
• عدد السكان قليل جداً بالمقارنة مع مساحة ليبيا (6 مليون نسمة) نصفهم من الأطفال والكهلة من كبار السن. والنصف الآخر من الشباب نصفهم من الذكور والنصف الآخر من النساء.. بعضهم أميون وبعضهم نصف متعلمين، وهناك مجموعة كبيرة متضررة من الحرب بين الثوار وقوات الطاغية.. (سمعنا أخيراً أن هناك أكثر من مليون وربع من أزلام الطاغية هاربين في دول الجوار!!!) إذا ماذا بقي من ليبيا يا ليبيين يا مثقفين ليُرشدنا إلى الطريق المستقيم من أجل ليبيا؟
• الفقر وسوء الحالة الصحية لكثير من السكان وانعدام مستوى معيشة لائق
• المقايضات التي تجرى حاليا على قدم وساق بين ليبيا والدول الأخرى على تسليم أزلام الطاغية.. وأسألوا المجلس الوطني الإنتقالي عمّا إذا تعرضوا لعمليات لوي الذراع أم لا!!
• هروب أزلام الطاغية إلى خارج ليبيا ومعهم المليارات من أموال الشعب الليبي.. ذكرت لكم أعلاه أنه يقال أنهم أكثر من مليون وربع شخص (تخيّلوا إجمالي المبالغ المالية المسروقة(!
• انعدام البنية التحتية وحتى الفوقية في مدن وقرى ليبيا
• الفوضى التي تعاني منها كافة مناطق ليبيا..
• إندساس أزلام الطاغية بين صفوف الثوار وخلق قلاقل في شكل تفجيرات وعمليات قتل هنا وهناك.
• غياب جيش ليبي قوي لحماية الوطن.
• لا حماية تذكر للحدود الليبية.
• غياب الدستور والقوانين الوضعية لتنظيم سير الحياة في البلاد.
• غياب المحاكم في ليبيا.. وغياب من يحميها ويحمي قضاتها.. وغياب القانون بشكل عام..
• قرب موعد إنتخابات المؤتمر الوطني العام
• غياب عمل مؤسسات الدولة على الوجه الأكمل.. وهل هناك لجان تقصي وتحري في هذه المؤسسات..
• معاناة المواطن الليبي ـ مثل الذين فقدوا أبنائهم الشهداء ومثل الجرحى بالآلاف الذين يحتاجون ليس فقط للعلاج الجسمي بل للعلاج النفسي أيضاً ـ (في الدول المتطورة يوفرون أطباء نفسانيون لجنودهم العائدين كجرحى من أرض المعركة(
• ما يجري حاليا من تفكيك للدول لصالح دول أخرى..وما جنوب السودان عنكم بالبعيد ـ أو تفكيك الإتحاد السوفييتي ـ والقلاقل المدروسة التي حدثت في العراق والتهديدات الإيرانية لدول الخليج والتهديد بضم البحرين كولاية ثالثة الخ..
يعني بالمفشري هناك مخطط لتقسيم وتقزيم الدول في العالم.. فلا تستهينوا بما أقول.. ومن لا يعرف التاريخ.. هذه مشكلته وليست مشكلتي.. ومن لا يتابع الأخبار هذه مصيبته وليست مصيبتي..
لا أحد يستطيع أن ينكر بأن هناك دول لها مصالح في تفكيك الدول المستقرة لتجد لنفسها موضع قدم.. ولا تنسو أن ليبيا بقرة حلوب.. بترول ومعادن وثروات لا تخطر على البال لم تستكشف بعد.. وما أجمل شواطئها وأراضيها وجوها الرائع.. بلد يسيل له لعاب الوحوش الكاسرة المتربصة بنا..
إذا ما تطرقنا إلى هذه النقاط نقطة بنقطة ودرسناها بالكامل لمعرفة مدى تأثيرها على استقرار ليبيا واستتباب الأمن ووحدة ليبيا لوجدنا أن وضع ليبيا الآن هش للغاية.. وضع يتطلب منّا جميعاً التعاون لصالح ليبيا، ونبذ المصالح الشخصية ولو في الوقت الحالي!!
وضع ليبيا الحالي لا يقبل (التجارب). ولا يجب أن ننسى أننا حاولنا سابقاً دخول التجارب وتقليد دول الجوار (حرية.. اشتراكية.. وحدة) وخرجنا عن بكرة أبينا نصفق للطاغية حباً في التقليد فهو قام بالثورة الشبيهة بثورة عبد الناصر.. وفي الحقيقة لم تكن ثورة بل إنقلاب أسود يُعتبر أحد الكوارث التي حلت بليبيا عبر تاريخها الحديث والتي سأتطرق إليها قريبا في مقالة أخرى، سيكون عنوانها: (عام الدقيق وعام الذبح وعام الطاعون(
وعليه، فإن المناداة بالفيدرالية وفي هذا الوقت بالذات (والجرح لا يزال طرياً ينزف) عرقلت مسيرة المجلس الوطني الإنتقالي، حيث ذكرت لكم في مقالة سابقة إنه ليس من الضروري أن يكون أعضاء المجلس الوطني الإنتقالي معصومون من الخطأ، خاصة في مرحلة مثل هذه المرحلة، وفي ظروف مثل هذه الظروف، فأعضاء المجلس الوطني الإنتقالي (تبرعوا) بوقتهم وربما بحياتهم لقيادة السفينة إلى بر السلامة، ووعدوا الشعب الليبي بالتخلي عن السلطة في الوقت المحدد.. ووقتهم في الحكم محدود، ولم يتبق لهم إلاّ أسابيع معدودة.. تبرعوا مثل الثائر الذي دخل المعركة كالمهووس.. لا يفكر بأي شىء آخر إلاّ تحرير ليبيا..
نسى أمه أغلى ما لديه.. نسي أبيه قدوته في هذا العالم.. نسى كل شيء.. لأنه اتضح له أن ليبيا هي أعز ما لديه.. سبقت أمه وأبيه وكل ما يملك.. فمنهم من فقد حياته شهيداً.. ومنهم من فقد أطرافاً من جسمه..
وهكذا هم المجلس الوطني تبرعوا بكل شيء.. لقيادة الوطن إلى الحرية..
إذا عمليات عرقلة المجلس الوطني الإنتقالي والإنتقادات المتكررة هي الخطأ بعينه ولم تفد ليبيا في شيء.. فالمجلس الوطني الإنتقالي لا زال يقود ليبيا إلى بر السلامة.. ولم تنجح الإنتقادات في التخلص منه.. وعليه كان الأولى بالجميع التعاون بالنصيحة والتشجيع بدلاً من النظر إلى الموضوع بشكل سلبي على طول الخط. ألم ننتظر 42 عاماً بدون أية وعود لإصلاح الوطن اللهم إلا بالكذب الذي تعرفونه جميعاً..
كان من الأولى بنا كليبيين أن نهتم بالأولويات ولا نقفز السلّم، ومن أولى أولوياتنا هي ترتيب البيت الليبي قبل كل شيء.. فتضميد الجراح.. ووضع ليبيا على الخارطة من جديد.. وتفعيل المؤسسات والقوانين.. وتأسيس الجيش الليبي.. وحماية الحدود.. الخ.. هي من الأمور التي تسبق المناداة بالفيدرالية..
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هناك من يقارن الفيدرالية بتلك التي في المانيا وتلك التي في الولايات المتحدة الأمريكية وتلك التي في استراليا.
كل ما أُطالب به هنا هو الإجابة على السؤال التالي: بالله عليكم وبصدق وبأمانة.. هل وضع ليبيا الأمني مثل وضع المانيا والولايات المتحدة الأمني؟
هل ثقافة المواطن الليبي.. مثل ثقافة المواطن الألماني أو المواطن الأمريكي؟
هل قوة الجيش الليبي والشرطة الليبية وتكنولوجيا مراقبة الحدود وحمايتها مثلها مثل تلك التي هي في المانيا والولايات المتحدة الأمريكية؟
هل هناك طوائف مختلفة في ولايات المانيا؟ مثلاً يتحدثون بلغات مختلفة مثلنا نحن..
هل هناك طوائف مختلفة في ولايات الولايات المتحدة؟ مثل طوائفنا ولوننا؟
هل عدد السكان في المانيا مقارنة بمساحتها مثل عدد سكان ليبيا مقارنة بمساحة ليبيا؟
وأخيراً.. ربما الفيدرالية ستنجح في ليبيا يوما ما.. ربما.. من يدري.. ولكن ليس هذا الوقت هو الوقت المناسب للمناداة بالفيدرالية.. لماذا كل هذه العجالة؟
هناك أميال من المسافة يجب قطعها قبل التطرق إلى الفيدرالية..
ليبيا الآن في وضع هش.. وما نحتاجه الآن هو كما ذكرت أعلاه.. ترتيب البيت الليبي وتضميد الجراح وحماية الحدود وتفعيل المؤسسات والقوانين والبدء في تأهيل المواطن الليبي الذي هو كنز ليبيا الحقيقي.. وأرجو من الجميع أن يفهم هذه النقطة ولا ينساها في تفكيره.. الإنسان الليبي هو كنز ليبيا الأبدي.. هو الذي سيرفع من شأن ليبيا بين الأمم في الصناعة والزراعة والتجارة والسياسة وحتى كرة القدم الدولية والرياضة بجميع أنواعها.. وغير ذلك من مكونات الدولة القوية..
الإنسان الليبي هو أنت وأنا وهي وهو.. نحن الليبيون الذي نحس بآلام ليبيا وبآلام المواطن الليبي.. نحن الذين نشعر بالقهر عندما نرى أهلنا يُقهرون.. ونفرح عندما نرى راية الإستقلال ترفرف عاليا.. راية الإستقلال جعلتني أحس بكينونتي وهويتي لأول مرة منذ خرجت من ليبيا..
الإنسان الليبي هو ذلك الثائر الجريح الذي يجب أن يُدلّل ويمنح فيللا وسيارة ومرتب شهري.. ومن هو ذا الذي يُمكنه أن يقول لي بأن الميزانية لا تسمح بذلك.. أرجو أن يذكر ذلك..ويبين الأسباب.. الثائر الليبي من الآن فصاعداً يُعامل بأنه مواطن من الدرجة الممتازة لأنه دفع الثمن..
الإنسان الليبي هو والد وأم وأخ وأخت الشهيد الذي دفع حياته ثمناً لتحريرك أنت وتحريري أنا وتحرير ليبيا كلها من استعمار الطاغية لنا (وهكذا اتفقنا جميعاً على وصف عهد الطاغية بعهد الإستعمار) علماً بأن الحاكم ليبي مثلنا.. فطريقة حكمه لليبيا شابهت الإستعمار وأكثر من ذلك.
هذه هي أولويات ليبيا.. وليس لإستغلال وضع هش..ووضع حساس.. فأهل برقة وفزان وطرابلس كلهم يعتقدون أنهم مهمشين.. وربما سيندفع الجميع مطالبين بالفيدرالية للوقوع في الهاوية مثلما وقعنا في هاوية الطاغية الذي كذب علينا باطروحات ومقولات لا تناسبنا..
نحن لسنا المانيا.. ولسنا أمريكا.. ولسنا كندا..
أجيبوني على هذا السؤال بصدق وأمانة: من الذي سبب في التهميش؟
وأين هو عامل التهميش الآن؟
لا أحد ينكر التهميش الذي تعرضت له برقة.. برقة التي احتضتني وأنا صغير حيث تربيت في بنغازي مدينتي التي هي في وجداني باستمرار..
وبرقة تعرضت للتهميش ليس فقط خلال عهد الطاغية.. بل خلال عهد الإحتلال الإيطالي.. وليس فقط خلال عهد الإحتلال الإيطالي..فيا من تعرفون تاريخ بلادكم.. أكبر تهميش جرى خلال العهد القره مانللي.. فالتركيز كان لا يخرج عن دائرة السرايا الحمراء ومنطقة المنشية في طرابلس.. أما مناطق ليبيا الأخرى فكانت لجباية الضرائب فقط لشراء البراندي للباشا وأعوانه ليتمتعوا بمحظياتهم ولياليهم الحمراء وخنق المواطنين في الأزقة المظلمة..
ثم إذا رغبنا في أن نعتمد الفيدرالية في ليبيا لأن الطرابلسيين احتفظوا بكل شيء لأنفسهم.. فمعنى ذلك أن عامل الثقة بين أبناء الوطن الواحد أنعدم الآن وسيخلق حزازات في المستقبل.. (أليس من المفروض أن يكون هدفنا هو تطور ليبيا كلها بدل تركيز فئة معينة على منطقتها فقط؟).. السنا "مثل الجسد إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" أو هكذا يجب أن نكون..
لا شك في أن هناك الكثير من الليبيين في طرابلس وغيرها من المدن من الذين أنعدم ضميرهم.. ولا همّ لهم إلا ملء بطونهم.. وهؤلاء ستجدونهم في كل مكان وزمان إذا ما تهيأت لهم الظروف.. ولكن هناك الكثير من الطرابلسيين الذين هم وطنيون حتى النخاع ولا يرغبون في التفريط في برقة ولا غيرها من المدن، ومنهم الكثيرين الذين فقدوا حياتهم هاتفين بنصرة بنغازي حينما كانت مُحاصرة من قوات الطاغية.
هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى من الذي سيضع ميزانيات الفيدرالية في المستقبل.. حيث من هذه النقطة سيبدأ التطاحن!!
ونقطة أخرى: هل إعتماد الفيدرالية يُعتبر حل مثالي إذا ما نظرنا إلى الإختلافات العلمية والتكنولوجية بين الأقاليم الثلاثة أو العشرين التي نطالب بتأسيسها في ليبيا؟
هل ستحصل (ولاية) فزان على ما ستحصل عليه (ولاية) طرابلس وما ستحصل عليه (ولاية) برقة؟ وهل يستطيع أهل تلك الفيدراليات إدارتها؟
هل نحن قادرون على تأسيس ولايات فيدرالية في ليبيا ونحن لا نستطيع حتى تسيير أمورنا كدولة ووضع قوانين ودستور؟ هل نحن قادرون على تسيير دفة الأمور في بلادنا ونحن لا نزال نراوح نفس المكان نخاف من اتخاذ القرارات..؟
الإستنتاج:
ـ وضع ليبيا الآن هش سياسيا وإقتصاديا وأمنيا.. ولا يقبل إلاّ الحلول المنطقية التي تناسب الجميع..
المناداة بالفيدرالية الآن خطأ في خطأ.. وخطر كبير.. صدر من البعض بدون دراسة وتروي..
لقبد تطرق كثير من الأخوة إلى الفيدرالية Federalism سلباً وايجاباً.. بعضهم أعرفهم وأكن لهم كل الود والإحترام، وأعرف أنهم وطنيون حتى النخاع،.. وبالطبع أنا متفهم لوجهة نظرهم.. ولماذا يكتبون مؤيدين للفيدرالية في ليبيا.. ولكنني لا أتفق معهم هنا.. ولي أسبابي التي سأذكرها فيما يلي.
بالطبع الإنسان يُعبر عن رأيه لأنه هكذا يرى الأمور.. ولا يستطيع أن يُفسّرها بأي شكل آخر لأن المعطيات التي لديه هي كل ما توفر لديه.. مُعززة بتجربته وخبرته في الحياة.. ولهذا يعتقد أنه على حق ويدافع عن ذلك بكل ما أوتي من قوة.. ولا قوة إلا بالله عز وجل..
الإنسان دائماً يرى الأمور من وجهة نظره هو فقط.. ونادراً ما يراها من وجهة نظر الآخر الذي هو على نقيض منه.. أو بالأحرى على نقيض من اعتقاداته وافكاره.. وهكذا نجد أنفسنا في خلافات مع الآخرين.. فقط لأننا نتشبث بأرائنا إلى أن يأتي الطرف الآخر بفكرته ويطرحها للنقاش.. وهذا ما فعلته في المقالة الأولى وسأفعله هنا في هذه المقالة من جديد..
المهم في الأمر هو أن نتناقش بشكل موضوعي وواقعي ونضع مصلحة ليبيا وأهل ليبيا قبل كل شيء.. فمصلحة ليبيا وأهل ليبيا هي خط أحمر لا يمكن تجاوزه بأي شكل كان..
أرجو أن نتناقش مع بعضنا البعض بود وأساليب بناءة..
وأعود إلى موضوع الفيدرالية لأقول: أنا متفهم جداً لوجهة نظر كل من أقتنع بالفيدرالية.. وأعرف الأسباب..
ومن بين هذه الأسباب.. بل والسبب الرئيسي هو تهميش برقة.. وحتى وإن قضيت ثلثي عمري خارج ليبيا إلا أنني تربيت في برقة وبالذات في بنغازي وأعرف المعاناة التي يعانيها أهل الشرق حتى وأنا هنا في بريطانيا.. كما أن التاريخ يسرد معاناة أهل برقة على مر التاريخ.. في العهد القره مانللي.. وفي عهد الإستعمار الإيطالي.. وفي عهد الطاغية..
يُخطيء من يقول أن برقة عانت من التهميش فقط.. حيث أن برقة عانت من التنكيل والقمع والإبادة، وما أطفال الأيدز عنكم بالبعيد.. ولا المشانق.. ولا حرق الجبل الأخضر بالنابالم.. ولا بدفع أبناء الشرق إلى الهروب من ليبيا إلى شتى بقاع المعمورة عنكم بالبعيد.. أبتعدوا عن أمهاتهم وأبائهم وإخوتهم وكل أحبابهم..
كل شيء واضح على أرض الواقع ولا يحتاج إلى مزايدات.. وإثباتات..
ولكن في نفس الوقت لا يجب أن ننسى أن أهل برقة لم يكونوا جهويين يوماً.. هل نسيتم (بنغازي ربّاية الذايح) في عز مجدها.. حيث فتحت أبوابها لأهل ليبيا من الغرب والجنوب والشرق؟
يجب أن نكون عادلين لنقول أنه في دولة تًصدِّر مليوني برميل نفط تقريبا يوميا.. يتوقع المرء أن يشاهد عاصمة البلاد في ارقى مستوياتها.. عمارات حديثة وقطارات وطرق سريعة وميادين فسيحة رائعة.. الخ.. و..و..
(هل تتذكروا زيارة الشيخ زايد لطرابلس..)؟.. ماذا قال في تلك الزيارة.. وهل يمكن المقارنة الآن؟
ولكن ها هي طرابلس خراب في دمار.. مثلها مثل بنغازي الجميلة.. التي أصبحت الآن خراب في دمار.. لا فرق يا إخواني يا من تحبون ليبيا.. كل مدن ليبيا مدننا.. مثلما ليبيا لنا كلنا.. أنت ليبي في الشرق.. وهو ليبي في الغرب.. وذاك ليبي في الجنوب.. لا فرق.. أمام الآخرين كلنا ليبيين.. فأنت ليبي من شكلك ولهجتك ووطنيتك..
أنسى الجهوية.. إنها عنوان للتخلف.. وقصر النظر..
وماذا عن مناطق ليبيا الأخرى؟ ماذا عن الجنوب.. ماذا عن جبل نفوسة.. وغيرها من المدن والقرى الليبية..
ماذا عن المواطن الليبي؟ المواطن المحروم من أبسط مقومات الحياة.. الصحة والتعليم والحياة الكريمة؟!! أبنائه محرومون وهو يُشاهد الأطفال في الدول الأخرى الفقيرة يعيشون حياة أفضل من تلك التي يعيشها أبنائه..
العملية كلها تهميش في تهميش.. فهو خراب مبرمج.. خراب للبنية التحية والفوقية.. وخراب لعقليات البشر حتى يصلوا إلى درجة من التفكير يفقدون فيها الوعي بالوطنية والمسؤولية ليصبح الليبي الأصيل يُقاتل في قوات كتائب الطاغية ضد الثوار..
هنا سأذكر الأسباب التي دعتني لمقت الفيدرالية في ليبيا ورفضها بالكامل.. وعليه أرجو ممن لا يوافقني في ذلك أن يُفنّد ما أكتبه هنا بالحجة.. خطوة بخطوة.. ونقطة بنقطة لأن دراستي هذه مبنية على حقائق وواقع فيه المر وفيه الحلو..
واقع مر مرارة العلقم لأن الوضع كما تشاهدونه أمامكم.. وحلو لأن المستقبل سيكون باهراً بإذن الله إذا ما اتخذنا الخطوات المناسبة والقرارات السليمة من أجل ليبيانا وأهلنا.. فكفى بالله عليكم أيها الليبيون من مهازل عبر تاريخنا.. والله أن العالم كله يضحك علينا.. والمشكلة هنا هو أن أجيالنا في المستقبل ربما ستضحك علينا وربما ستلعننا لأننا أوصلناهم إلى ما هم عليه..
هذا إذا لم نتخذ الخطوات المناسبة الآن وزمام المبادرة في أيدينا.. لنغير ذلك ليترحموا علينا لأننا أوصلناهم إلى درجات العُلى بين الأمم..
إذاً نحن في مفترق الطرق، وعليه يجب أن نختار الطريق الصواب لأجيالنا في المستقبل..
وهناك أيضاً نقطة أود أن أضيفها هنا، وهي مهما كانت تناقضاتنا واختلافاتنا، فإنه يجب أن ننظر إليها على أنها تعمل (كمصفاة).. أو (غربال) إن شئت.. لنخرج بفكرة نقية صافية مُركّزة تصبُّ في صالح ليبيا، ويجب أن نؤمن بأنه لكل منا وجهة نظر يجب أن يحترمها الآخر لأن وجهة النظر هذه نابعة من تجارب ورؤية معينة، وأنت دائماً تؤمن بأنك على حق إلى أن يأتي من يقنعك بأنك على خطأ، وأنت لن تقتنع إلاّ بالحجة.. ولأننا ليبيين حتى وإن أقتنعنا بالحجة فإن اقتناعنا سيكون على (مضض).. والله هذه هي الحقيقة..
ولنبدأ بإسم الله:
عند التفكير في إعتماد الفيدرالية أو أي نظام آخر لليبيا الآن.. يجب أن نضع أمام أعيننا وقائع لا ينكرها أحد، وعلى رأسها ما يلي:
ـ معاناة ليبيا خلال قرن من الزمان، يعني 100 سنة (ناقص 18 عاماً من العهد الملكي)، تضمنت هذا القرن من الزمان حكم الإحتلال الإيطالي لليبيا والـ 42 عاماً التي (تعرفونها جيداً) من نظام دكتاتوري طغياني هدفه هلاك الليبيين عن بكرة أبيهم وربما استبدالهم بشعوب أخرى ستقبل بنظام الطاغية لأن تلك الشعوب (موش خاسرة شي).
ـ وضع ليبيا الراهن الهش سياسياً واقتصاديا وأمنياً في الوقت الحالي.
ـ تواجد طوائف ليبيا الثلاثة على أطراف ليبيا وليس في وسطها:
مع أن هناك عرب وأمازيع وجنوبيون موزعون في مدن ليبيا المختلفة، إلاّ أن المناطق التاريخية موزعة كالتالي:
• الأمازيع في أقصى الغرب
• الطوارق والتبو في أقصى الجنوب
• القبائل العربية في أقصى الشرق
(ممّا يُسهّل من عملية تقسيم ليبيا وضم تلك المناطق إلى بلدان أخرى في المستقبل لاسمح الله، أو حتى تأسيس دويلات جديدة بحجة حق تقرير المصير!) لا تنسو أيها الليبيون أننا ملتزمون بقوانين دولية جديدة ـ ونحن نعرف كيف يستطيع الأعداء غسل المخ بنجاح حيث أن الموضوع يستغرق سنوات لخلق أجيال جديدة.. لاحظوا أنه لو سألت أي ليبي منذ 45 عاماً مضت بـ هل يصدق أن جيش ليبي سيحارب جيش ليبي في المستقبل؟ لضحك ساخراً.. بأن هذا لن يحدث.. وعليه أنظروا كيف حارب الليبي الآن إلى جانب المرتزقة ضد الثوار..( مع أن أمهاتنا هن نفس العجائز الليبيات الطيبات اللاتي يُخرفن لنا نفس الخرافات لتوحيد أفكارنا ومعتقداتنا أينما كنا ومن كنا) كما أن ذلك حدث خلال أيام الإحتلال الإيطالي عندما قاموا بتجنيد الليبيين ليحاربوا إخوانهم الليبيين.. وإن أردتم الدليل فأسألوني.. فأنا مستعد لنشر الصور.. ولا تلوموني بعد ذلك لنشرها..
يعني عملية غسل المخ ليست صعبة.. والإغراء بالمال.. وبالترهيب والترغيب كما يقولون ليس صعباً..
هنا بالحجة أثبت لكم أن الإنفصال في ليبيا جائز وممكن..
ولنستمر في ذكر الأسباب التي يمكن أن تكسر ظهر ليبيا (لا سمح الله(
• مساحة ليبيا الشاسعة (التي تقارب الـ 2 مليون كيلومتر مربع) مما يعني اتساع رقعة المناطق الخالية بين المدن حيث أن:
• عدد السكان قليل جداً بالمقارنة مع مساحة ليبيا (6 مليون نسمة) نصفهم من الأطفال والكهلة من كبار السن. والنصف الآخر من الشباب نصفهم من الذكور والنصف الآخر من النساء.. بعضهم أميون وبعضهم نصف متعلمين، وهناك مجموعة كبيرة متضررة من الحرب بين الثوار وقوات الطاغية.. (سمعنا أخيراً أن هناك أكثر من مليون وربع من أزلام الطاغية هاربين في دول الجوار!!!) إذا ماذا بقي من ليبيا يا ليبيين يا مثقفين ليُرشدنا إلى الطريق المستقيم من أجل ليبيا؟
• الفقر وسوء الحالة الصحية لكثير من السكان وانعدام مستوى معيشة لائق
• المقايضات التي تجرى حاليا على قدم وساق بين ليبيا والدول الأخرى على تسليم أزلام الطاغية.. وأسألوا المجلس الوطني الإنتقالي عمّا إذا تعرضوا لعمليات لوي الذراع أم لا!!
• هروب أزلام الطاغية إلى خارج ليبيا ومعهم المليارات من أموال الشعب الليبي.. ذكرت لكم أعلاه أنه يقال أنهم أكثر من مليون وربع شخص (تخيّلوا إجمالي المبالغ المالية المسروقة(!
• انعدام البنية التحتية وحتى الفوقية في مدن وقرى ليبيا
• الفوضى التي تعاني منها كافة مناطق ليبيا..
• إندساس أزلام الطاغية بين صفوف الثوار وخلق قلاقل في شكل تفجيرات وعمليات قتل هنا وهناك.
• غياب جيش ليبي قوي لحماية الوطن.
• لا حماية تذكر للحدود الليبية.
• غياب الدستور والقوانين الوضعية لتنظيم سير الحياة في البلاد.
• غياب المحاكم في ليبيا.. وغياب من يحميها ويحمي قضاتها.. وغياب القانون بشكل عام..
• قرب موعد إنتخابات المؤتمر الوطني العام
• غياب عمل مؤسسات الدولة على الوجه الأكمل.. وهل هناك لجان تقصي وتحري في هذه المؤسسات..
• معاناة المواطن الليبي ـ مثل الذين فقدوا أبنائهم الشهداء ومثل الجرحى بالآلاف الذين يحتاجون ليس فقط للعلاج الجسمي بل للعلاج النفسي أيضاً ـ (في الدول المتطورة يوفرون أطباء نفسانيون لجنودهم العائدين كجرحى من أرض المعركة(
• ما يجري حاليا من تفكيك للدول لصالح دول أخرى..وما جنوب السودان عنكم بالبعيد ـ أو تفكيك الإتحاد السوفييتي ـ والقلاقل المدروسة التي حدثت في العراق والتهديدات الإيرانية لدول الخليج والتهديد بضم البحرين كولاية ثالثة الخ..
يعني بالمفشري هناك مخطط لتقسيم وتقزيم الدول في العالم.. فلا تستهينوا بما أقول.. ومن لا يعرف التاريخ.. هذه مشكلته وليست مشكلتي.. ومن لا يتابع الأخبار هذه مصيبته وليست مصيبتي..
لا أحد يستطيع أن ينكر بأن هناك دول لها مصالح في تفكيك الدول المستقرة لتجد لنفسها موضع قدم.. ولا تنسو أن ليبيا بقرة حلوب.. بترول ومعادن وثروات لا تخطر على البال لم تستكشف بعد.. وما أجمل شواطئها وأراضيها وجوها الرائع.. بلد يسيل له لعاب الوحوش الكاسرة المتربصة بنا..
إذا ما تطرقنا إلى هذه النقاط نقطة بنقطة ودرسناها بالكامل لمعرفة مدى تأثيرها على استقرار ليبيا واستتباب الأمن ووحدة ليبيا لوجدنا أن وضع ليبيا الآن هش للغاية.. وضع يتطلب منّا جميعاً التعاون لصالح ليبيا، ونبذ المصالح الشخصية ولو في الوقت الحالي!!
وضع ليبيا الحالي لا يقبل (التجارب). ولا يجب أن ننسى أننا حاولنا سابقاً دخول التجارب وتقليد دول الجوار (حرية.. اشتراكية.. وحدة) وخرجنا عن بكرة أبينا نصفق للطاغية حباً في التقليد فهو قام بالثورة الشبيهة بثورة عبد الناصر.. وفي الحقيقة لم تكن ثورة بل إنقلاب أسود يُعتبر أحد الكوارث التي حلت بليبيا عبر تاريخها الحديث والتي سأتطرق إليها قريبا في مقالة أخرى، سيكون عنوانها: (عام الدقيق وعام الذبح وعام الطاعون(
وعليه، فإن المناداة بالفيدرالية وفي هذا الوقت بالذات (والجرح لا يزال طرياً ينزف) عرقلت مسيرة المجلس الوطني الإنتقالي، حيث ذكرت لكم في مقالة سابقة إنه ليس من الضروري أن يكون أعضاء المجلس الوطني الإنتقالي معصومون من الخطأ، خاصة في مرحلة مثل هذه المرحلة، وفي ظروف مثل هذه الظروف، فأعضاء المجلس الوطني الإنتقالي (تبرعوا) بوقتهم وربما بحياتهم لقيادة السفينة إلى بر السلامة، ووعدوا الشعب الليبي بالتخلي عن السلطة في الوقت المحدد.. ووقتهم في الحكم محدود، ولم يتبق لهم إلاّ أسابيع معدودة.. تبرعوا مثل الثائر الذي دخل المعركة كالمهووس.. لا يفكر بأي شىء آخر إلاّ تحرير ليبيا..
نسى أمه أغلى ما لديه.. نسي أبيه قدوته في هذا العالم.. نسى كل شيء.. لأنه اتضح له أن ليبيا هي أعز ما لديه.. سبقت أمه وأبيه وكل ما يملك.. فمنهم من فقد حياته شهيداً.. ومنهم من فقد أطرافاً من جسمه..
وهكذا هم المجلس الوطني تبرعوا بكل شيء.. لقيادة الوطن إلى الحرية..
إذا عمليات عرقلة المجلس الوطني الإنتقالي والإنتقادات المتكررة هي الخطأ بعينه ولم تفد ليبيا في شيء.. فالمجلس الوطني الإنتقالي لا زال يقود ليبيا إلى بر السلامة.. ولم تنجح الإنتقادات في التخلص منه.. وعليه كان الأولى بالجميع التعاون بالنصيحة والتشجيع بدلاً من النظر إلى الموضوع بشكل سلبي على طول الخط. ألم ننتظر 42 عاماً بدون أية وعود لإصلاح الوطن اللهم إلا بالكذب الذي تعرفونه جميعاً..
كان من الأولى بنا كليبيين أن نهتم بالأولويات ولا نقفز السلّم، ومن أولى أولوياتنا هي ترتيب البيت الليبي قبل كل شيء.. فتضميد الجراح.. ووضع ليبيا على الخارطة من جديد.. وتفعيل المؤسسات والقوانين.. وتأسيس الجيش الليبي.. وحماية الحدود.. الخ.. هي من الأمور التي تسبق المناداة بالفيدرالية..
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هناك من يقارن الفيدرالية بتلك التي في المانيا وتلك التي في الولايات المتحدة الأمريكية وتلك التي في استراليا.
كل ما أُطالب به هنا هو الإجابة على السؤال التالي: بالله عليكم وبصدق وبأمانة.. هل وضع ليبيا الأمني مثل وضع المانيا والولايات المتحدة الأمني؟
هل ثقافة المواطن الليبي.. مثل ثقافة المواطن الألماني أو المواطن الأمريكي؟
هل قوة الجيش الليبي والشرطة الليبية وتكنولوجيا مراقبة الحدود وحمايتها مثلها مثل تلك التي هي في المانيا والولايات المتحدة الأمريكية؟
هل هناك طوائف مختلفة في ولايات المانيا؟ مثلاً يتحدثون بلغات مختلفة مثلنا نحن..
هل هناك طوائف مختلفة في ولايات الولايات المتحدة؟ مثل طوائفنا ولوننا؟
هل عدد السكان في المانيا مقارنة بمساحتها مثل عدد سكان ليبيا مقارنة بمساحة ليبيا؟
وأخيراً.. ربما الفيدرالية ستنجح في ليبيا يوما ما.. ربما.. من يدري.. ولكن ليس هذا الوقت هو الوقت المناسب للمناداة بالفيدرالية.. لماذا كل هذه العجالة؟
هناك أميال من المسافة يجب قطعها قبل التطرق إلى الفيدرالية..
ليبيا الآن في وضع هش.. وما نحتاجه الآن هو كما ذكرت أعلاه.. ترتيب البيت الليبي وتضميد الجراح وحماية الحدود وتفعيل المؤسسات والقوانين والبدء في تأهيل المواطن الليبي الذي هو كنز ليبيا الحقيقي.. وأرجو من الجميع أن يفهم هذه النقطة ولا ينساها في تفكيره.. الإنسان الليبي هو كنز ليبيا الأبدي.. هو الذي سيرفع من شأن ليبيا بين الأمم في الصناعة والزراعة والتجارة والسياسة وحتى كرة القدم الدولية والرياضة بجميع أنواعها.. وغير ذلك من مكونات الدولة القوية..
الإنسان الليبي هو أنت وأنا وهي وهو.. نحن الليبيون الذي نحس بآلام ليبيا وبآلام المواطن الليبي.. نحن الذين نشعر بالقهر عندما نرى أهلنا يُقهرون.. ونفرح عندما نرى راية الإستقلال ترفرف عاليا.. راية الإستقلال جعلتني أحس بكينونتي وهويتي لأول مرة منذ خرجت من ليبيا..
الإنسان الليبي هو ذلك الثائر الجريح الذي يجب أن يُدلّل ويمنح فيللا وسيارة ومرتب شهري.. ومن هو ذا الذي يُمكنه أن يقول لي بأن الميزانية لا تسمح بذلك.. أرجو أن يذكر ذلك..ويبين الأسباب.. الثائر الليبي من الآن فصاعداً يُعامل بأنه مواطن من الدرجة الممتازة لأنه دفع الثمن..
الإنسان الليبي هو والد وأم وأخ وأخت الشهيد الذي دفع حياته ثمناً لتحريرك أنت وتحريري أنا وتحرير ليبيا كلها من استعمار الطاغية لنا (وهكذا اتفقنا جميعاً على وصف عهد الطاغية بعهد الإستعمار) علماً بأن الحاكم ليبي مثلنا.. فطريقة حكمه لليبيا شابهت الإستعمار وأكثر من ذلك.
هذه هي أولويات ليبيا.. وليس لإستغلال وضع هش..ووضع حساس.. فأهل برقة وفزان وطرابلس كلهم يعتقدون أنهم مهمشين.. وربما سيندفع الجميع مطالبين بالفيدرالية للوقوع في الهاوية مثلما وقعنا في هاوية الطاغية الذي كذب علينا باطروحات ومقولات لا تناسبنا..
نحن لسنا المانيا.. ولسنا أمريكا.. ولسنا كندا..
أجيبوني على هذا السؤال بصدق وأمانة: من الذي سبب في التهميش؟
وأين هو عامل التهميش الآن؟
لا أحد ينكر التهميش الذي تعرضت له برقة.. برقة التي احتضتني وأنا صغير حيث تربيت في بنغازي مدينتي التي هي في وجداني باستمرار..
وبرقة تعرضت للتهميش ليس فقط خلال عهد الطاغية.. بل خلال عهد الإحتلال الإيطالي.. وليس فقط خلال عهد الإحتلال الإيطالي..فيا من تعرفون تاريخ بلادكم.. أكبر تهميش جرى خلال العهد القره مانللي.. فالتركيز كان لا يخرج عن دائرة السرايا الحمراء ومنطقة المنشية في طرابلس.. أما مناطق ليبيا الأخرى فكانت لجباية الضرائب فقط لشراء البراندي للباشا وأعوانه ليتمتعوا بمحظياتهم ولياليهم الحمراء وخنق المواطنين في الأزقة المظلمة..
ثم إذا رغبنا في أن نعتمد الفيدرالية في ليبيا لأن الطرابلسيين احتفظوا بكل شيء لأنفسهم.. فمعنى ذلك أن عامل الثقة بين أبناء الوطن الواحد أنعدم الآن وسيخلق حزازات في المستقبل.. (أليس من المفروض أن يكون هدفنا هو تطور ليبيا كلها بدل تركيز فئة معينة على منطقتها فقط؟).. السنا "مثل الجسد إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" أو هكذا يجب أن نكون..
لا شك في أن هناك الكثير من الليبيين في طرابلس وغيرها من المدن من الذين أنعدم ضميرهم.. ولا همّ لهم إلا ملء بطونهم.. وهؤلاء ستجدونهم في كل مكان وزمان إذا ما تهيأت لهم الظروف.. ولكن هناك الكثير من الطرابلسيين الذين هم وطنيون حتى النخاع ولا يرغبون في التفريط في برقة ولا غيرها من المدن، ومنهم الكثيرين الذين فقدوا حياتهم هاتفين بنصرة بنغازي حينما كانت مُحاصرة من قوات الطاغية.
هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى من الذي سيضع ميزانيات الفيدرالية في المستقبل.. حيث من هذه النقطة سيبدأ التطاحن!!
ونقطة أخرى: هل إعتماد الفيدرالية يُعتبر حل مثالي إذا ما نظرنا إلى الإختلافات العلمية والتكنولوجية بين الأقاليم الثلاثة أو العشرين التي نطالب بتأسيسها في ليبيا؟
هل ستحصل (ولاية) فزان على ما ستحصل عليه (ولاية) طرابلس وما ستحصل عليه (ولاية) برقة؟ وهل يستطيع أهل تلك الفيدراليات إدارتها؟
هل نحن قادرون على تأسيس ولايات فيدرالية في ليبيا ونحن لا نستطيع حتى تسيير أمورنا كدولة ووضع قوانين ودستور؟ هل نحن قادرون على تسيير دفة الأمور في بلادنا ونحن لا نزال نراوح نفس المكان نخاف من اتخاذ القرارات..؟
الإستنتاج:
ـ وضع ليبيا الآن هش سياسيا وإقتصاديا وأمنيا.. ولا يقبل إلاّ الحلول المنطقية التي تناسب الجميع..
المناداة بالفيدرالية الآن خطأ في خطأ.. وخطر كبير.. صدر من البعض بدون دراسة وتروي..
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
رد: مقالات مختارة يونس الهمالي : لماذا أنا ضد الفيدرالية
مقال يتحدث بما في صدور اكثر الليبيين ويؤكد الحرص علي ليبيا دولة موحده وحره تملك زمام امورها بيدها وتعتمد في بناء مستقبلها علي سواعد شبابها ....
شكرا لك اخي علي نقل الموضوع القيم والشكر موصول للكاتب
شكرا لك اخي علي نقل الموضوع القيم والشكر موصول للكاتب
ولد الجبل- مشير
-
عدد المشاركات : 7030
العمر : 81
رقم العضوية : 2254
قوة التقييم : 133
تاريخ التسجيل : 05/07/2010
رد: مقالات مختارة يونس الهمالي : لماذا أنا ضد الفيدرالية
انا شخصيا موش ضد النظام الفدرالي بصفه عامه انا ضد تطبيقه في ليبيا
ليبيا ما ينفعش امعاها الفدرالية لان في اطماع لناس ثانية
ليبيا ما ينفعش امعاها الفدرالية لان في اطماع لناس ثانية
محمد اللافي- مستشار
-
عدد المشاركات : 27313
العمر : 45
رقم العضوية : 208
قوة التقييم : 54
تاريخ التسجيل : 28/06/2009
مواضيع مماثلة
» مقالات مختارة _ لماذا اغتيل اللواء عبدالفتاح يونس؟
» مقالات مختارة : سيدي يونس
» مقالات مختارة :: لعزل السياسي في ليبيا.. لماذا نعم؟
» مقالات مختارة : لماذا أصبح المقريف زعيما هو الآخر في نظر الإ
» يونس الهمالي بنينه: المدينـة الـتي ماتـت (2/1) في الذكري الـ
» مقالات مختارة : سيدي يونس
» مقالات مختارة :: لعزل السياسي في ليبيا.. لماذا نعم؟
» مقالات مختارة : لماذا أصبح المقريف زعيما هو الآخر في نظر الإ
» يونس الهمالي بنينه: المدينـة الـتي ماتـت (2/1) في الذكري الـ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR