عائلة من الصم والبكم تفطر عن طريق الاشارات

نجحت عائلة كاملة الصم والبكم في دمشق في التكيف والتأقلم مع أيام شهر رمضان، حيث يتبادلون الإشارات والحركات بخصوص التفاصيل اليومية لهذا الشهر.

لؤي يوسف، ربّ عائلة جميع أفرادها صم وبكم، وفي عالم الصمت الذي ولدت وتعيش فيه هذه العائلة يحضر شهر رمضان الفضيل كل عام حاملاً معه معاني جميلة قد يكون لؤي أدركها في عمره متأخراً لكنه جعلها تكبر معه.

وعبّر لؤي عن حياته بالاشارة فيما قام متخص بتفسير ما يقول هو وزوجته. يقول لؤي "عندما أصبحت شاباً رأيت الناس يصومون سألتهم ما هو الصيام؟ فقال لي رجال الدين إنه يقرّب الإنسان من ربه، ويجعل الناس يعيشون في محبة وتعاون وهناك يوم حساب يُحاسب فيه الإنسان على أعماله بعدها أصبح الصيام من واجباتي الدينية".

وكأي عائلة مسلمة يتمثل الإيمان في تأدية فرائض الصلاة والصوم لدى لؤي وزوجته اللذين يحاولان نقل جوهر الدين وفرائضه لولديهما.

وتتحدث الزوجة غادة عبر الاشارة أيضاً: عندما كان عمري سبع سنوات كنت أرى أهلي يستيقظون في الليل ليتسحروا فسألتهم لماذا تفعلون هكذا؟ فقالوا إن هذا من طقوس الصيام، وقالوا لي إنك يجب أن تصومي حتى يحبك الله، وتعوّدت على الصيام وأنا اليوم أعوّد ولدي عليه.

وإذا كان الناس يدركون وقت الإفطار بسماع الأذان أو ضربة المدفع، فكيف يتعامل لؤي وعائلته مع الصيام؟ وكيف يدرك أوقات الإفطار والإمساك؟

يقول لؤي: سابقاً كنت أتابع التلفزيون وبعد الصلاة أترك 10 دقائق وأفطر، أما اليوم مع جهاز الخلوي تأتيني رسائل يومية بمواعيد الصلاة، ويهتف لي أحد إخوتي ليعلمني بموعد الإفطار والإمساك.

وها هو لؤي يتلقى الاتصال بحلول موعد الإفطار ليعطي إشارة لعائلته يدعوهم فيها لبدء الطعام الذي تجتمع عليه عائلة فقدت الاتصال سمعياً مع العالم المحيط، لكنها لم تفقده روحياً مع الله والبشر.

مشكور ولد سيدى

تحياتي اليك
على ماقدمت

مشكورين على مروركم الطيب

كل الشكر ولاحترام وشكراً للأخ عبدالحفيظ لردة بدل عنى