إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقالات مختارة - د. البشير علي الكوت.... لا للمركزية
صفحة 1 من اصل 1
مقالات مختارة - د. البشير علي الكوت.... لا للمركزية
لا للمركزية
لا أظن أن هناك من يدافع عن المركزية في إدارة الدولة الليبية الجديدة، وبالنسبة لي فقد نشرت مقالاً مطولاً عن تصوري للدولة الليبية الجديدة تحت عنوان "آفاق التحول الديمقراطي في ليبيا بعد ثورة 17 فبراير" بتاريخ 1-10-2011 (لمن أراد تفاصيل حول الموضوع يمكنه العودة للمقال بموقع ليبيا المستقبل)، وقد أشرت فيه إلى ضرورة تقسيم ليبيا إلى تسع ولايات تتمتع بحكم محلي تدير فيه معظم شؤونها بموجب الدستور، أما الآراء التي تنادي بالعودة إلى تقسيم ما قبل عام 1963 الثلاثي، فمع كل الاحترام لهذه الآراء إلا أن هذا التقسيم لم يعد منطقياً، لأن عواصم الأقاليم الثلاثة (طرابلس وبنغازي وسبها) ستكون مراكز بعيدة عن كثير من المدن وستعود قصة التهميش ومركزية الخدمات، وسيتم توجيه تهمة التهميش إلى بنغازي وسبها إلى جانب طرابلس.
الخدمات في ليبيا يجب أن تصل إلى كل مواطن في مدينته أو في بيته إن أمكن، ولا حاجة لأي ليبي أن يخرج من مدينته لإنجاز أية معاملة ولو كان من غات أو الكفرة أو غدامس أو ودان أو القبة.. أما أسلوب المركزية في الإدارة والخدمات فقد اتبعه نظام الطاغية لأسباب أمنية وللامساك بكل المقاليد في يده، ولكي يحرم من يشاء ويعاقب من يشاء، أما الآن فلا مبرر للحديث عن مركزية وتهميش فقد ذهبت مثل هذه المفاهيم البغيضة إلى مزبلة التاريخ، ولا فرق بين مدينة وأخرى ولا مواطن وآخر في ليبيا الجديدة.
لا لعدم المساواة:
دعوة غريبة يرفعها البعض تقول بأنه يجب توزيع مقاعد المؤتمر الوطني بالتساوي، لكن عندما تدقق في محتوى هذه الدعوة تكتشف أنها دعوة لعدم المساواة، إذ يرى هؤلاء أن المقاعد يجب أن تقسم على الأقاليم الثلاثة بالتساوي (طرابلس، فزان، برقة)، وللأسف هناك أشخاص محسوبين على شريحة المثقفين يؤيدون هذه الدعوة ويزعمون أن المؤتمر الوطني ليس برلمان ويجب أن يتشكل بالتساوي بين الأقاليم الثلاثة ! وهنا أود أن أطرح بعض الأسئلة على هؤلاء الأخوة:
ـ هل نحن نعيش في دولة واحدة موحدة أم نحن في دولة مقسمة؟
ـ على أي أساس قسمتم ليبيا إلى ثلاث أقاليم أو مناطق؟
ـ من فوضكم للحديث باسم برقة؟
ـ هل أهل برقة أو طرابلس أو فزان يختلفون عن بعضهم البعض من حيث الأصول أو الديانة أو المذاهب أو القبائل؟
ـ من المستفيد من هذا التقسيم الثلاثي؟
إن ليبيا على مدى مئات السنين كانت دولة واحدة بامتدادها الجغرافي وامتزاجها الديموغرافي، هذا التقسيم الذي يثيره هؤلاء الأخوة ليس إلا تقسيم فرضته الدول التي استعمرت ليبيا لفترة محدودة خلال المدة من 1943 إلى 1951، لأن الجزء الشرقي من ليبيا وضعته بريطانيا تحت وصايتها المباشرة واعترفت للأمير محمد إدريس السنوسي بالإمارة عليه، وكعادة الإنجليز بدأت الدسائس وتطبيق سياسة التفريق والتقسيم، وبالكاد نجا الجزء الغربي من ليبيا من وصاية دولة أخرى، حتى أن إيطاليا كادت تعود لاحتلال هذا الجزء من ليبيا، أما في الجزء الجنوبي فقد زحفت جيوش فرنسا من الجزائر وتشاد والنيجر واحتلت فزان وماطلت في الخروج منها.
بعد جهود مضنية استطاع أبناء ليبيا الخيرين انجاز الاستقلال، استقلال ليبيا الموحدة في شكل فيدرالي، ثم ما لبث أن تم إلغاء النظام الفيدرالي في عام 1963 بعد أن انتفت مبررات وجوده وبداية تحسن الأوضاع الاقتصادية.. هذه هي الفترة الوحيدة القصيرة التي قسمت فيها ليبيا إلى ثلاث أقاليم، أما فيما عدا ذلك فإن ليبيا عاشت دولة واحدة، لم يجرؤ الطليان على تقسيمها ولم يستطع حتى الطاغية فعل ذلك، أبعد هذا نجد من يدعو لإعادة تقسيم ليبيا؟
أما تقسيم المقاعد فيجب أن يتم وفق معايير عددية، وهذه هي القاعدة الطبيعية، لأننا جميعاً ليبيين متساوين مهما كان مقر سكننا في شرقها أو غربها أو جنوبها أو شمالها أو وسطها، أما ما يُطرح من آراء حول سيطرة جزء على آخر فهذا مجرد هراء، من يسيطر على من؟ ومن يستطيع تهميش من؟ فلماذا تقسم ليبيا إلى ثلاث أقاليم؟ من قال أن جبل نفوسه مع طرابلس يشكلون إقليماً واحداً، ومن قال أن طبرق مع بنغازي تشكل إقليماً واحداً، ومن قال أن غات تشكل مع سبها إقليماً واحداً.. الملك إدريس السنوسي رحمه الله وحد ليبيا وحقق استقلالها قبل ستون عاماً، ونجد الآن من يرفع دعوات تدعو للتقسيم، إذ مهما قيل من مبررات فإن الفيدرالية عندما تحدث في دولة موحدة فهي الخطوة الأولى نحو التقسيم، أما إذا كانت بين وحدات غير متحدة أصلاً فهي خطوة نحو التوحيد.. إن إعادة توزيع المقاعد بالآلية التي يطالب بها هؤلاء الأخوة معناها إقرار لمبدأ اللا مساواة بين الليبيين.
ويحاول بعض المدافعين عن فكرة عدم المساواة في المؤتمر الوطني التحجج بأن هذا المؤتمر ليس برلماناً بل هو مجلس تأسيسي، وبالتالي يجب توزيع مقاعده بالتساوي بين المناطق ! وأنا أقول إنه برلمان وإن اختلفت التسميات، لأنه سيُسير الدولة بدلاً عن المجلس الوطني الانتقالي، ولن يكون له دور في وضع الدستور، بل سيكون مجرد ساعي بريد يستلم الدستور من لجنة الستين ويعرضه على الشعب للاستفتاء، ثم يشرف على تطبيق الدستور لاختيار المؤسسات. أما ما عدا ذلك فهو سيمارس مهام برلمانية تشريعية، فما هو وجه الخوف من هذا المؤتمر الموقوت بمدة عام؟ ويذهب الخيال بهذا البعض إلى القول بأن المنطقة الغربية ستسيطر على المنطقة الشرقية !! وكأننا أعداء في حالة صراع ولسنا أهل وأبناء وطن واحد، وأن هذه الكتل والمناطق لا وجود لها على أرض الواقع إلا في مخيلة هؤلاء.
ومع ما في مثل هذه الآراء من شطط ولا مساواة فقد أقر المجلس الانتقالي تعديلاً دستورياً، جرد فيه المؤتمر الوطني العام من المساهمة في وضع الدستور، إذ أسند هذه المهمة للجنة الستين، وهي لجنة تقوم على فكرة الأقاليم الثلاثة التي لا تستند علي أي أساس قانوني.. ومع ذلك فبالنسبة لي فكل جزء من ليبيا هو وطني الذي أعتز به وأحبه، لا فرق عندي بين مدينة وأخرى، ولن يختلف الأمر لدي لو تم اختيار جميع أعضاء لجنة الستين من واحة أوجلة طالما توفرت فيهم الكفاءة والنزاهة.. المهم يا سادة أن لا نؤخر مسيرة بناء ليبيا الجديدة الحرة المستقلة.
نعم لبناء عاصمة جديدة:
ما لاحظته وقد أكون مخطئاً أن وجود العاصمة في طرابلس يشكل مشكلة من عدة أوجه، إذ يرى البعض وكأن هذه المدينة تنعم بالرفاهية والخدمات والخيرات دون غيرها من المدن، وأنها تُهمش المدن الأخرى، ولست أريد الخوض في الوضع البائس لهذه المدينة فمعظمكم يعرفه جيداً لكنني أقترح اقتراحاً قد لا يقبله البعض، لكن هذا الاقتراح سيحل الكثير من المشاكل، هذا الاقتراح هو بناء عاصمة جديدة في مكان ما في وسط ليبيا، وليس نقلها إلى أي مدينة أخرى في ليبيا، فبلادنا واسعة والحمد لله، وبناء عاصمة جديدة ليس ببدعة إذ أقدمت بعض الدول على ذلك ومنها الولايات المتحدة الأمريكية (واشنطن) والبرازيل (برازيليا) ونيجيريا (أبوجا)، فلماذا لا يقوم المجلس الوطني الانتقالي بإصدار قانون ببناء عاصمة جديدة في ليبيا على أسس سليمة، وفي مكان خالي ومناسب وقريب إلى نقطة وسط، يحدد مكانها بناء على دراسة فنية، يرصد لها مبلغ معين ومدة زمنية محددة لبنائها، كما تحدد الجهات الاعتبارية التي ستنقل إليها، وهي عادة مراكز السلطات الثلاث والمؤسسات المركزية، والبعثات الدبلوماسية، إلى جانب الخدمات والمرافق الأخرى الضرورية، وأهمها مطار دولي، ولما لا تكون هذه المدينة العصرية وفق أحدث المواصفات، مدينة نظيفة بيئياً تُغذى بالطاقة النظيفة، بها جامعة حكومية يلتحق بها المتميزين من أبناء ليبيا.
العاصمة الجديدة ستلغي فكرة سيطرة طرابلس على مؤسسات الدولة، وستلغي شعور المركزية والتهميش عند البعض، وستعفي طرابلس من هذه التكدس السكاني الذي وصل إلى حد تواجد ثلث سكان ليبيا فيها، لن ينتقص ذلك من قيمة طرابلس التي تضرب بجذورها في التاريخ مثل العديد من المدن الليبية العريقة. العاصمة الجديدة يمكن أن نسميها مدينة "إدريس" تكريماً وتخليداً لذكرى الملك الراحل باني ليبيا الحديثة المستقلة ونكاية في المقبور الذي حاول أن يبني مجداً زائفاً بجماجم الليبيين وعذاباتهم.. وإلى حين الانتهاء من بناء العاصمة الجديدة النموذجية يتم تناوب العاصمة بين طرابلس وبنغازي كل عامين مثلاً.
د. البشير علي الكوت
الخدمات في ليبيا يجب أن تصل إلى كل مواطن في مدينته أو في بيته إن أمكن، ولا حاجة لأي ليبي أن يخرج من مدينته لإنجاز أية معاملة ولو كان من غات أو الكفرة أو غدامس أو ودان أو القبة.. أما أسلوب المركزية في الإدارة والخدمات فقد اتبعه نظام الطاغية لأسباب أمنية وللامساك بكل المقاليد في يده، ولكي يحرم من يشاء ويعاقب من يشاء، أما الآن فلا مبرر للحديث عن مركزية وتهميش فقد ذهبت مثل هذه المفاهيم البغيضة إلى مزبلة التاريخ، ولا فرق بين مدينة وأخرى ولا مواطن وآخر في ليبيا الجديدة.
لا لعدم المساواة:
دعوة غريبة يرفعها البعض تقول بأنه يجب توزيع مقاعد المؤتمر الوطني بالتساوي، لكن عندما تدقق في محتوى هذه الدعوة تكتشف أنها دعوة لعدم المساواة، إذ يرى هؤلاء أن المقاعد يجب أن تقسم على الأقاليم الثلاثة بالتساوي (طرابلس، فزان، برقة)، وللأسف هناك أشخاص محسوبين على شريحة المثقفين يؤيدون هذه الدعوة ويزعمون أن المؤتمر الوطني ليس برلمان ويجب أن يتشكل بالتساوي بين الأقاليم الثلاثة ! وهنا أود أن أطرح بعض الأسئلة على هؤلاء الأخوة:
ـ هل نحن نعيش في دولة واحدة موحدة أم نحن في دولة مقسمة؟
ـ على أي أساس قسمتم ليبيا إلى ثلاث أقاليم أو مناطق؟
ـ من فوضكم للحديث باسم برقة؟
ـ هل أهل برقة أو طرابلس أو فزان يختلفون عن بعضهم البعض من حيث الأصول أو الديانة أو المذاهب أو القبائل؟
ـ من المستفيد من هذا التقسيم الثلاثي؟
إن ليبيا على مدى مئات السنين كانت دولة واحدة بامتدادها الجغرافي وامتزاجها الديموغرافي، هذا التقسيم الذي يثيره هؤلاء الأخوة ليس إلا تقسيم فرضته الدول التي استعمرت ليبيا لفترة محدودة خلال المدة من 1943 إلى 1951، لأن الجزء الشرقي من ليبيا وضعته بريطانيا تحت وصايتها المباشرة واعترفت للأمير محمد إدريس السنوسي بالإمارة عليه، وكعادة الإنجليز بدأت الدسائس وتطبيق سياسة التفريق والتقسيم، وبالكاد نجا الجزء الغربي من ليبيا من وصاية دولة أخرى، حتى أن إيطاليا كادت تعود لاحتلال هذا الجزء من ليبيا، أما في الجزء الجنوبي فقد زحفت جيوش فرنسا من الجزائر وتشاد والنيجر واحتلت فزان وماطلت في الخروج منها.
بعد جهود مضنية استطاع أبناء ليبيا الخيرين انجاز الاستقلال، استقلال ليبيا الموحدة في شكل فيدرالي، ثم ما لبث أن تم إلغاء النظام الفيدرالي في عام 1963 بعد أن انتفت مبررات وجوده وبداية تحسن الأوضاع الاقتصادية.. هذه هي الفترة الوحيدة القصيرة التي قسمت فيها ليبيا إلى ثلاث أقاليم، أما فيما عدا ذلك فإن ليبيا عاشت دولة واحدة، لم يجرؤ الطليان على تقسيمها ولم يستطع حتى الطاغية فعل ذلك، أبعد هذا نجد من يدعو لإعادة تقسيم ليبيا؟
أما تقسيم المقاعد فيجب أن يتم وفق معايير عددية، وهذه هي القاعدة الطبيعية، لأننا جميعاً ليبيين متساوين مهما كان مقر سكننا في شرقها أو غربها أو جنوبها أو شمالها أو وسطها، أما ما يُطرح من آراء حول سيطرة جزء على آخر فهذا مجرد هراء، من يسيطر على من؟ ومن يستطيع تهميش من؟ فلماذا تقسم ليبيا إلى ثلاث أقاليم؟ من قال أن جبل نفوسه مع طرابلس يشكلون إقليماً واحداً، ومن قال أن طبرق مع بنغازي تشكل إقليماً واحداً، ومن قال أن غات تشكل مع سبها إقليماً واحداً.. الملك إدريس السنوسي رحمه الله وحد ليبيا وحقق استقلالها قبل ستون عاماً، ونجد الآن من يرفع دعوات تدعو للتقسيم، إذ مهما قيل من مبررات فإن الفيدرالية عندما تحدث في دولة موحدة فهي الخطوة الأولى نحو التقسيم، أما إذا كانت بين وحدات غير متحدة أصلاً فهي خطوة نحو التوحيد.. إن إعادة توزيع المقاعد بالآلية التي يطالب بها هؤلاء الأخوة معناها إقرار لمبدأ اللا مساواة بين الليبيين.
ويحاول بعض المدافعين عن فكرة عدم المساواة في المؤتمر الوطني التحجج بأن هذا المؤتمر ليس برلماناً بل هو مجلس تأسيسي، وبالتالي يجب توزيع مقاعده بالتساوي بين المناطق ! وأنا أقول إنه برلمان وإن اختلفت التسميات، لأنه سيُسير الدولة بدلاً عن المجلس الوطني الانتقالي، ولن يكون له دور في وضع الدستور، بل سيكون مجرد ساعي بريد يستلم الدستور من لجنة الستين ويعرضه على الشعب للاستفتاء، ثم يشرف على تطبيق الدستور لاختيار المؤسسات. أما ما عدا ذلك فهو سيمارس مهام برلمانية تشريعية، فما هو وجه الخوف من هذا المؤتمر الموقوت بمدة عام؟ ويذهب الخيال بهذا البعض إلى القول بأن المنطقة الغربية ستسيطر على المنطقة الشرقية !! وكأننا أعداء في حالة صراع ولسنا أهل وأبناء وطن واحد، وأن هذه الكتل والمناطق لا وجود لها على أرض الواقع إلا في مخيلة هؤلاء.
ومع ما في مثل هذه الآراء من شطط ولا مساواة فقد أقر المجلس الانتقالي تعديلاً دستورياً، جرد فيه المؤتمر الوطني العام من المساهمة في وضع الدستور، إذ أسند هذه المهمة للجنة الستين، وهي لجنة تقوم على فكرة الأقاليم الثلاثة التي لا تستند علي أي أساس قانوني.. ومع ذلك فبالنسبة لي فكل جزء من ليبيا هو وطني الذي أعتز به وأحبه، لا فرق عندي بين مدينة وأخرى، ولن يختلف الأمر لدي لو تم اختيار جميع أعضاء لجنة الستين من واحة أوجلة طالما توفرت فيهم الكفاءة والنزاهة.. المهم يا سادة أن لا نؤخر مسيرة بناء ليبيا الجديدة الحرة المستقلة.
نعم لبناء عاصمة جديدة:
ما لاحظته وقد أكون مخطئاً أن وجود العاصمة في طرابلس يشكل مشكلة من عدة أوجه، إذ يرى البعض وكأن هذه المدينة تنعم بالرفاهية والخدمات والخيرات دون غيرها من المدن، وأنها تُهمش المدن الأخرى، ولست أريد الخوض في الوضع البائس لهذه المدينة فمعظمكم يعرفه جيداً لكنني أقترح اقتراحاً قد لا يقبله البعض، لكن هذا الاقتراح سيحل الكثير من المشاكل، هذا الاقتراح هو بناء عاصمة جديدة في مكان ما في وسط ليبيا، وليس نقلها إلى أي مدينة أخرى في ليبيا، فبلادنا واسعة والحمد لله، وبناء عاصمة جديدة ليس ببدعة إذ أقدمت بعض الدول على ذلك ومنها الولايات المتحدة الأمريكية (واشنطن) والبرازيل (برازيليا) ونيجيريا (أبوجا)، فلماذا لا يقوم المجلس الوطني الانتقالي بإصدار قانون ببناء عاصمة جديدة في ليبيا على أسس سليمة، وفي مكان خالي ومناسب وقريب إلى نقطة وسط، يحدد مكانها بناء على دراسة فنية، يرصد لها مبلغ معين ومدة زمنية محددة لبنائها، كما تحدد الجهات الاعتبارية التي ستنقل إليها، وهي عادة مراكز السلطات الثلاث والمؤسسات المركزية، والبعثات الدبلوماسية، إلى جانب الخدمات والمرافق الأخرى الضرورية، وأهمها مطار دولي، ولما لا تكون هذه المدينة العصرية وفق أحدث المواصفات، مدينة نظيفة بيئياً تُغذى بالطاقة النظيفة، بها جامعة حكومية يلتحق بها المتميزين من أبناء ليبيا.
العاصمة الجديدة ستلغي فكرة سيطرة طرابلس على مؤسسات الدولة، وستلغي شعور المركزية والتهميش عند البعض، وستعفي طرابلس من هذه التكدس السكاني الذي وصل إلى حد تواجد ثلث سكان ليبيا فيها، لن ينتقص ذلك من قيمة طرابلس التي تضرب بجذورها في التاريخ مثل العديد من المدن الليبية العريقة. العاصمة الجديدة يمكن أن نسميها مدينة "إدريس" تكريماً وتخليداً لذكرى الملك الراحل باني ليبيا الحديثة المستقلة ونكاية في المقبور الذي حاول أن يبني مجداً زائفاً بجماجم الليبيين وعذاباتهم.. وإلى حين الانتهاء من بناء العاصمة الجديدة النموذجية يتم تناوب العاصمة بين طرابلس وبنغازي كل عامين مثلاً.
د. البشير علي الكوت
المقال يعبر عن رأى الكاتب
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» مقالات مختارة : حرق السفارات, هدف من؟
» مقالات مختارة : كلام من ذهب
» مقالات مختارة ::: انا الرئيس
» مقالات مختارة : هل يجرؤن؟
» مقالات مختارة : السبعطاشات فبرايريات
» مقالات مختارة : كلام من ذهب
» مقالات مختارة ::: انا الرئيس
» مقالات مختارة : هل يجرؤن؟
» مقالات مختارة : السبعطاشات فبرايريات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR