تفعيل دور القبائل الليبية خطوة لأنجاح الأدارة المحلية

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-06-11, 10:12 pm

تفعيل دور القبائل الليبية خطوة لأنجاح الأدارة المحلية
عبدالله على القبائلي
القبائل الليبية في جلها تعود لأنساب عربية من ظفار بسلطنة عمان ومن اليمن ونجد وقد وصلوا إلى أرض ليبيا في هجرات متتالية ومتفاوتة في الزمن قبل وبعد الفتوحات الأسلامية ، وأضحوا جسما ً واحدا ً يربطهم الدين واللغة والجوار والمصاهرة والمتتبع للقبائل الليبية قد يقتنع بأنها تنحدر من جد واحد وموطن هجرة واحد مما أنعكس إيجابا ً على الألفة بينها في الغرب والشرق فالعديد من سكان غرب ليبيا يعيشوا في شرقها وسكان الشرق ليعيشوا في غربها في وئام وأمان وأستقرار .
لازالت القبيلة في المجتمع الليبي وستظل الرابط الأجتماعي القوي الذي يشد إليه كل أفرادها لكونها كيان إجتماعي متعاون في قضايا تحكيم العرف فلا يمكن للفرد وحيدا ً حلها الا َّ ضمن قبيلته لأن الطرف الآخر يرفض الحل معه منفردا ً وبالتالي يتمسك الفرد بشدة بعضوية القبيلة .
لأنها مفتاح الحل لكل مايطرأ عليه من الغير وبالتالي يضحى تأثيرها كبير عليه وتضعه في دائرة الحلول المقترحة أو لجمه عن الخطأ وإبعاده عن التصرف الغير لائق مع الخصوم .
عقلاء القبيلة دورهم كبير وواضح في تنظيم وتسيير القبيلة ويلتزم أفراد القبيلة بأرائهم ويقدرون نظرتهم للأمور ويطبقون توجيهاتهم حفاظا ً على وحدة القبيلة وبالتالي فإن أرباب الأسر بالقبيلة يطلبوا من أبنائهم الكف عن الخطأ وتجاوز حدود الأدب مع بقية القبائل المحيطة لأن القبيلة قادرة على رفض غير المنصاع لتعليماتها وإخراجه من بين صفوفها فيعامل قبليا ً كالمحروم من الحقوق المدنية .
إن القبيلة تنظيم عائلي أجتماعي تعاوني تربط أفرادها وشائج القربى فينعكس على أفرادها وخاصة شبابها بإحترام كبار السن والأخذ بتوصياتهم وتنفيذ أرائهم دون تردد فيستطيع العقلاء تغيير أفكار الشباب لما فيه خير الصالح العام .
تلتف القبيلة على عقلائها الذين يتولون شئون تنظيمها وعلاقتها مع الغير ومشاركتها في الملمات والمناسبات الإجتماعية وجلسات إصلاح ذات البين وفي حل مشاكل القبائل المجاورة التى ترتبط معها بالدم أو المصاهرة أو بالجوار وقد كان عقلاء القبائل ضمن الوفود التي تتولى المصالحة على مستوى ليبيا بأكملها ولا زالوا يحاولون حل المشاكل العالقة بين بعض المدن والقبائل .
القبائل تنظيم ذاتي تعمل تحت مظلة العرف السائد دون تدخل من الجهات الرسمية من قبل الأستقلال ولم تحاول الإدارات المتعاقبة تفعيل دور القبائل وعقلائها وتنظيمها الهيكلي بما يخدم الصالح العام مما جعل القبيلة بعيدة عن الحراك التنظيمي وتعمل منفردة حسب العرف الذي يتعارض أحيانا كثيرة مع نصوص الشريعة الإسلامية والقوانين والقرارات النافذة فقد تقف مساندة لأبنها الذي قـُتل وهو يقاوم رجال الأمن دفاعا ً عن مسروقات أو محرمات وتهجر القاتل تفرض على رجل الأمن دفع الدية مما أنعكس سلبا ً على جهود رجال الأمن فتركوا الحبل على الغارب فنشطت تجارة المخدرات والمسكرات وتزايدت السرقات والأعتداءات وضعفت هيبة الدولة .
أننا نتطلع إلى تنظيم القبائل هيكليا ً ودعوتها لأختيار مشائخ عائلاتها وعمد أفخاذها ومستشارها بموجب محاضر رسمية تعتمد من المجالس المحلية لتعطي تلك العناصر المختارة الشرعية لتصريف عمل القبيلة ومناقشة قضاياها بواسطة مجلس المشايخ برئاسة العمدة ومجلس العمد برئاسة المستشار وصولا للرأي الصائب في بعض المسائل التي من بينها :-
1- تأبى بعض العناصر عن الأنظمام لوزارة الداخلية أو الدفاع رافضين تفكيك المليشيات التي ينتمون اليها ويسرحون ويمرحون بعيدا ً عن سلطة الدولة .
2- التعاون في جمع وتسجيل السلاح وإبلاغ أفرادها بأن أي إصابة أو قتل لأي كان يتحمل المعني بمفرده جريرتها دون مساهمة القبيلة .
3- أعتبار الخارجين على القانون خارج نظام القبيلة وعلى الدولة أتخاذ كافة الأجراءات لعودتهم لجادة الصواب وإذا قاوموا رجال الدولة فعليها أتخاذ الإجراءات الصارمة مهما كانت النتائج حفاظا ً على هيبة الدولة وإحترام الأمن الوطني .
4- أعتبار كل من قاوم سلطة الدولة لأي سبب كان خارج عن القانون وإذا قتل لايُجرم ولايُهجر رجل الأمن الذي قتله لأنه نفذ القانون الذي يحمي كافة عناصر المجتمع وتسقط عنه الأحكام العرفية التي تطبقها القبائل فيما بينها .
5- التعاون مع الدولة عند أستحداث المخططات العمرانية أو الخدمية دون عرقلة وتسهيل عمل الشركات المنفذة بما يساهم في تطوير الخدمات العمرانية والصناعية والتجارية بالبلاد وأعتبار كل من أعتدى على مشروعات الدولة وأملاكها بالزقوب معتد ويتحمل الزاقب الأول مسئولية الأعتداء أنهاء لثقافة الزقوب التي أعتاد عليها الليبيون منذ عام 1992 نتيجة لتشجيع القذافي على تلك الأفعال الخاطئة .
6- التعاون مع الدولة في أنجاح الخدمة الوطنية في الجيش الليبي وأعتبارها واجبا ً وطنيا ً على كل الليبيين تلبية لقوله تعالى "وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة ومن رباط الخيل " لأن دخوله للتدريب بنية الجهاد فهو إن شاء الله جهاد في سبيل الله وأن تحتفل القبيلة بأبنائها الذين أضحوا رجالا يحملون السلاح لخدمة الوطن .
إن تفعيل القبائل نجاح لوظيفة مختار المحلة اللبنة الأولى في الحكم المحلى لأندماج مختار المحلة مع عناصر ومشايخ وعمد ومستشاري وعقلاء القبائل في كافة القضايا التى تهم سير عمل المختار الرابط بين القاعدة الشعبية وسلطة الدولة مما يساهم في تحقيق صحة البيانات وجودة المعلومات التى تهم الدولة وترسخ قاعدتها المعلوماتية حول عناصر القبائل الليبية كافة مما يساهم في وضع الخطط الأنمائية في كل المجالات وتسكين الصناعات الصغرى والمتوسطة .
التاريخ : 10/6/2012