ليبيا وتجار الاخلاق والاصلاح

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-06-11, 10:29 pm

ليبيا وتجار الاخلاق والاصلاح
By lib9 يونيو 11, 2012
يقول ميكافيلي منظر الاستبداد والسياسة العملية : ” من الافضل للامراء ان يزينهم التقى ) .. اى ان التظاهر بالتقوى شرط اساس من شروط القفز على هرم السلطة .. فلابد لمن يرنو الى ذلك ان يختار له سلم الصعود واحدى وسائله الناجعة .. التحدث بلغة الناصح الاخلاقي والمكافح للرذيلة كما يراها مجتمع ما في عصر ما .. اى التظاهر برفض المستهجن اجتماعيا .. وهذا لا يتأتي بقوة إلا بانتحال شخصية رجال الله على الارض .. الذين قال عنهم ( نزار ) يريدون ان يفتحوا العالم باسره ولا يقوون على فتح كتاب ) .. اما الموضوع المناسب .. قد يكون الخمر .. المخدرات .. وبالطبع الفساد المالي بدواوين الدولة ، والذي رغم انه الاهم ، إلا ان المتطلع للهرم لا ينبغي له الخوض في هذا المجال . فهو غني عن مناصبة من يرغب في مجالستهم مستقبلا .. ويحل بينهم .. ويشاركهم كعكة الوطن .. فقد يركلونه خارج الحلبة اثناء تسلقه ، بفعل الاموال التي بين ايديهم ، والذمم التي تعمل لصالحهم وتحمي ظهورهم .
لو تأملنا هذا القول .. قد نصل الى اجابة على تساؤل الشاعر الشعبي الممثل للمواطن البسيط عندما قال واصفا المشهد : ( هما هما .. نفس الوجوه اللي تجيب الغمة ) .. اليوم يتحدث احد الكفاءات الليبية وقد بلغ السيل الزبأ .. ويكشف بالاسماء نماذج من هذه الوجوه التي تطاولت على الثورة ، وارهقت المسير .. وباسم ( الاصلاح ) شعار كل مرحلة .. وكما هم بالامس يجدفون ويشرعون لتوريث الاستبداد .. من الاب للابن .. ورهن وطن .. اليوم يجدفون للثورة والخوف على مستقبل البلاد .. وقد اطلقوا العنان لميليشيات مستأجرة بفعل الاموال القادمة من وراء الحدود .. لاظهار حرصهم على بقاء هذا الشعب متمسكا بالدين .. وهم صوت الله والدين والحقيقة المطلقة التي لا يدركها غيرهم .. وكأن الشعب الليبي آل قريش زمن الجاهلية .. لا لهم في الاقتصاد .. ولا السياسة .. ولا في اى من علوم التقنية التي اخرجت دول من ضائقة التخلف ، الى عتبات التقدم والتحضر واحترام الاخر .. الاستبداد يجري في عروقهم .. وثقافتهم التي تشربوها عن منهلهم العذب ( عهد الطاغية ) .. نراهم يلاحقون ( راقد ريح ) يحتسي من وراء الاستار خمرا .. بليّ فاستتر .. واخر يداهم بمنزله ليلا للاشتباه في تناوله لنوع من السجائر مستهجن في الظاهر .. وفي الواقع ( قوت الشعب ) .. واخر يهدم قبر ميت دفن منذ اكثر من اربع قرون .
فعلوا كل ما يمكنهم فعله لابعاد الكفاءات .. باسم الفضيلة والاصلاح .. وباسم الدين الذي ينبه الى حكمة رفع الذين يعلمون درجات .. ومع ان القصد العارفين بعلوم الدنيا .. الفيزياء .. الكيمياء .. وطرق تفكير الاخر وثقافته .. ابعدوا بالقوة كل أولائك .. بحجة ( علمانيين ) ( غرباء ) ( ماركسيين ).. الخ .. واضفوا على انفسهم صفة ( علماء الامة ) .. ليكونوا هم المقصودين بالامر .. لمجرد انهم قرؤا كتاب او اكثر مما يحوي خزان الارث التاريخي الغير منقح ، والمرتبط بزمان ومكان وعصر .. كل ذلك في سبيل بلوغ قمة الهرم .. ( السلطة .. الرئاسة .. الجاه .. المال ( الحلال ) .. السياحة والتجوال على حساب الشعب التنبال ) .