إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
العنز .. التي طارت
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
العنز .. التي طارت
العنز .. التي طارت
الشعب الليبي، شعبٌ عظيم!!
لم يقلها القذافي يوما ..
لكن قالتها كل شعوب العالم، من (بوينس آيرِس) جنوبا، وحتى الإسكيمو شمالا..
وإذا كانت شعوب العالم لم تعرف عن الليبيين سوى (شجاعتهم)، فهي بهذا تكون قد أغفلت أعظم مزية ينفرد بها الليبيون على الإطلاق، بل وأكثرها أصالة أيضاً ..
فالليبي - بالإضافة الى شجاعته - يملك مزية هامة، تشترك في عدد حروفها الستة مع كلمة (الليبي) ذاتها، ومع الستة ملايين ليبي، في توافق عددي - لغوي بديع ..
إنها .. (العناد) يا صديقي ..
ولغير الليبي أروي هذه النكتة (الوطنية) الطريفة التي يعرفها كل ليبي وليبية دون استثناء. والتي تعبر بوضوح تام، عن مذهب العناد الذي يعتنقه الليبي منذ نعومة أظفاره، والذي يرثه جيلا بعد جيل، من الأسلاف الى الأحفاد ..
فماذا تقول تلك الحدوته الوطنية؟
كان هناك رجلان - ليبيان بالطبع - يجلسان عند ناصية الشارع لممارسة هواية وطنية أخرى، اسمها (التفنيص) في عباد الله. وأثناء ذلك، تراءى لهما من بعيد جسم غريب يتحرك في نهاية الشارع. ولأن الوقت كان مساءً والرؤية متعذرة نوعًا، فقد افترض الرجل الأول أن الجسم الغريب ليس سوى (طائر) ينقر الأرض بمنقاره. أما الثاني فهز رأسه في عناد، وزعم أن ذلك الشيء لايمكن أن يكون سوى (عنز) مارقة، هربت من إحدى الحقول القريبة..
وبدأت معركة العناد المقدس .. ( طائر.. عنز.. طائر.. عنز.. طائر.. عنز...) واستمر السجال لساعات حتى قرر ذاك الجسم البائس أن ينهي المهزلة ويطير، عندها هتف الأول منتصرًا ( لقد طار.. ألم أقل لك أنه طائر؟؟).
إذاك لوح الثاني بقبضته غاضبا وزعق في عناد فظيع (عليّ الطلاق عنز .. عنز ولو طارت!!!)
ولو غضضنا الطرف عن (الطلاق) البائن الذي طار مع الطائر، وعن الوقت والجهد الذي استهلكته هذه المعركة الوجودية، فإن هذه (الحدوته) هي أول ما يتعلمه الطفل الليبي في أبجديات حياته ..
فبعد ساعات من مولده، يتحتم على المولود الليبي أن يمارس العناد الوجودي ضد (القمّاط)* الذي تحشره فيه أمه حتى تختلف أضلاعه. ثم يمارس العناد - لاحقا - بإصراره على الزحف المقدس ناحية المدفأة، مما يدفع أمه الى ربطه بالحبل بجوار التلفزيون. ثم يمارس العناد هذه المرة ضد أمه شخصيا، بإصراره على الصراخ فجر كل يوم لشرب (الانبوّه)**..
ويكبر طفلنا (المعاندي) ليصير رجلا، مخلفا وراءه عددا هائلا من الرؤوس (الشايبة)***، بدءا من والديه، وانتهاء بمعلميه، وتتأصل حدوتة (العنز) في جيناته، ليمارسها - بعد ذلك - في كل جوانب حياته ..
مع زوجته، التي يصر هو أن تبقى يوم الخميس في بيتها، بينما تصر هي على زيارة أهلها. وتستمر معركة العناد بينهما حتى تنتهي لصالح أحد الطرفين. وعلى الأغلب، فإن على الزوج أن يحرق سيجارته في عصبية بانتظارها في السيارة ريثما تجهز.. محاولا إقناع نفسه بأنه ليس أفضل من المعلم المهيب (حنفي) الذي تضطره الظروف أحيانا للرسو بكلمته - وعنزته - على الأرض.
ومع صديقه الذي يزوره، ويصر على عدم الدخول، بينما يقسم هو بالطلاق على (أن يتفضل للغداء)، وتتطاير (الطلاقات) الطائشة في الهواء لساعات، حتى تنتهي معركة العناد بفوز أحدهما، وطلاق الآخر..
مع جاره، ومع زميله في العمل. في محطة البنزين وعند الإشارة الضوئية .. تستمر معركة العناد اليومي الى مالا نهاية، بينما العنز لاتزال عنزا .. ولو طارت!
على هذا المنوال، كانت تمضي حياتنا في ليبيا، حتى أشرق فجر الربيع العربي، واندلعت الثورة في تونس غربا، ثم في مصر شرقا، ولم يكن ثمة أحد قد اكتشف مارد (العناد) العظيم الرابض بينهما!!
في ذلك الوقت تحديدًا، وبينما كان الليبيون مشغولون بمعارك العناد اليومية، تناهت الى مسامعهم نكتة يرددها الشعب التونسي الشقيق، مؤداها (أن شعب تونس يطلب من الشعب الليبي الانخفاض قليلا، حتى يتمكن من رؤية الثوار الشجعان في مصر) ..
عندها فقط انتبه الليبيون لأنفسهم والتمعت الشرارة في عقولهم. وانفجر مارد العناد (الإيجابي) خارجا من قمقمه، وانطلقوا ليواجهوا مضادات الطائرات وقاذفات الصواريخ بصدور عارية، في شجاعة أسطورية لم يعرفها تاريخ الثورات قبلا..
ورغم أصول القذافي المشكوك في أمرها، إلا أنه (من عاشر قوما أربعين يوما، صار مثلهم)، فكيف بمن عاشرهم أربعين سنة؟ لذا، فقد خرج الطاغية بعباءته الممزقة مزمعًا أن يخوض معركة العناد بكل قوته. وضرب الطاولة بقبضته واللعاب يتطاير من شدقيه صارخا في عناد (أنتم تصطدمون بصخرة صماء .. ). فرد عليه الشعب الثائر - بعناد أعظم - متوعدًا (جايينك .. جايينك في عقر دارك)، وصارت أنشودة (سوف نبقى هنا) بمثابة دليلٍ واضح على بدء معركة العناد والتحدي الأعظم!
ولم يكذب الثوار خبرًا، ولم يعدم الطاغية سلاحًا. فانطلق الشعب الثائر من جهة، وانطلق مرتزقة القذافي من الجهة المقابلة. هكذا لعدة أشهر، حتى فوجيء الطاغية بالثوار يحاصرونه في (عقر داره) تمامًا كما وعدوه. وقبل أن يفهم الموضوع، كان (جيل الغضب) من الثوار يلقنونه درسا جديدا في (الديمقراطية المباشرة).
وانتصر الشعب العظيم وأعلن الاستقلال. لكن (العناد) المتأصل لم ينتهي بعد ..
فقد تمخضت الثورة، وأنجبت ( ناكر).
ظهر الثائر (ناكر) على المسرح ليمارس لعبة العناد من جديد، فأصر بأن السفاح (السنوسي) معتقلٌ في إحدى خزائنه. وعندما أعلنت الحكومة الموريتانية القبض على السفاح، غضب (ناكر) ورفع حاجبيه في ازدراء، وأصر في عناد ليبي أصيل، أن الحكومة الموريتانية لم تقبض سوى على غوريلا أفريقية تائهة، أما السفاح الحقيقي فلازال يخبئه تحت السرير.
وانتهى (ناكر) رغم عناده الكوميدي. لكن ملحمة (العناد) الليبية، كانت قد اشتعلت في مكان آخر..
فقد انقسم الليبيون بين مناصر للفيدرالية، وبين مناهض لها. ودارت رحى معركة العناد الليبية مجددا. فأنصار الفيدرالية يصرون على أنها نظام حكم متطور يضمن العدالة للجميع، ومناهضوها يصرون على أنها (سايكس بيكو) جديد يرتدي (الفرملة) الليبية. واحتدم العناد ورفرفت (العنز) المقدسة فوق رؤوس الليبيين من جديد. ووصل العناد بين الطرفين الى حد التشابك بالألسن، والأيدي .. واللافتات.
وتستمر ملحمة العناد (المحزنة) حتى هذه اللحظة. وبعد أن كانت سببا في توحيد الليبيين وانتصار ثورتهم كأعظم ثورة في العصر الحديث، نراها اليوم تنحرف عن مسارها، وتتحول الى عناد لمجرد العناد، واحقاقًا لمبدأ أنها عنز .. ولو طارت.
فما الذي أرغب في قوله عند هذه النقطة الفاصلة؟
أخي الليبي، أختي الليبية: بالعناد الإيجابي، تقدمت أعظم دول العالم، وحولت كوارثها الى نهضات حضارية هائلة. اليابانيون - مثلا - لايملكون ربع مخزوننا من النفط، ولا من العناد أيضاً. مع ذلك استطاعوا - بفضل وحدتهم وعنادهم - تحويل لهيب قنبلتين نوويتين الى برد وسلام. ليس ثمة فرق بيننا وبينهم، سوى أنهم يوجهون بوصلة عنادهم الى (المستقبل)، بينما نوجه بوصلة عنادنا الى مراعي (المعيز).
أخي الليبي، أختي الليبية: العناد الإيجابي فضيلة، طالما كان يهدف الى (الإصرار) على فعل الخير والعطاء والبناء. وإذا كانت هذه الحقيقة قد غابت عنا، فإنها لم تغب عن النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم)، الذي أوصى في حديثه الشريف، بأن خير الأعمال عند الله (أدومها)، وإن قلّ.
أخي الليبي، أختي الليبية: لقد وضعنا أيدينا للتوّ على نقطة ضعفنا، والتي هي - أساسًا - نقطة قوتنا المستدامة الهائلة. يبقى علينا الآن أن نمسك بقرني العنز الشقية، وندير رأسها باتجاه أبواب المدارس والجامعات والثقافة. باتجاه البناء والتطوير، باتجاه الوحدة الوطنية والاستقرار وحب ليبيا الوطن.
أي بكلمة واحدة، الى المستقبل .. مستقبل ليبيا والليبيين.
إذا نجحنا في هذه المهمة المصيريّة، واستثمرنا مخزوننا الهائل من العناد في اتجاهه الصحيح. فستصبح ليبيا (جنة) حقيقية دون الحاجة الى الاستماع لآهات (حسين الجسمي)، وستنهال علينا وفود السواح من العالم أجمع، ليس فقط لمجرد الاستمتاع بمعالم نهضة بلادنا الساحرة ..
ولكن حتى يروا بأمّ أعينهم ..
معجزة العنز .. التي طارت!
د. حكيم المصراتي
لم يقلها القذافي يوما ..
لكن قالتها كل شعوب العالم، من (بوينس آيرِس) جنوبا، وحتى الإسكيمو شمالا..
وإذا كانت شعوب العالم لم تعرف عن الليبيين سوى (شجاعتهم)، فهي بهذا تكون قد أغفلت أعظم مزية ينفرد بها الليبيون على الإطلاق، بل وأكثرها أصالة أيضاً ..
فالليبي - بالإضافة الى شجاعته - يملك مزية هامة، تشترك في عدد حروفها الستة مع كلمة (الليبي) ذاتها، ومع الستة ملايين ليبي، في توافق عددي - لغوي بديع ..
إنها .. (العناد) يا صديقي ..
ولغير الليبي أروي هذه النكتة (الوطنية) الطريفة التي يعرفها كل ليبي وليبية دون استثناء. والتي تعبر بوضوح تام، عن مذهب العناد الذي يعتنقه الليبي منذ نعومة أظفاره، والذي يرثه جيلا بعد جيل، من الأسلاف الى الأحفاد ..
فماذا تقول تلك الحدوته الوطنية؟
كان هناك رجلان - ليبيان بالطبع - يجلسان عند ناصية الشارع لممارسة هواية وطنية أخرى، اسمها (التفنيص) في عباد الله. وأثناء ذلك، تراءى لهما من بعيد جسم غريب يتحرك في نهاية الشارع. ولأن الوقت كان مساءً والرؤية متعذرة نوعًا، فقد افترض الرجل الأول أن الجسم الغريب ليس سوى (طائر) ينقر الأرض بمنقاره. أما الثاني فهز رأسه في عناد، وزعم أن ذلك الشيء لايمكن أن يكون سوى (عنز) مارقة، هربت من إحدى الحقول القريبة..
وبدأت معركة العناد المقدس .. ( طائر.. عنز.. طائر.. عنز.. طائر.. عنز...) واستمر السجال لساعات حتى قرر ذاك الجسم البائس أن ينهي المهزلة ويطير، عندها هتف الأول منتصرًا ( لقد طار.. ألم أقل لك أنه طائر؟؟).
إذاك لوح الثاني بقبضته غاضبا وزعق في عناد فظيع (عليّ الطلاق عنز .. عنز ولو طارت!!!)
ولو غضضنا الطرف عن (الطلاق) البائن الذي طار مع الطائر، وعن الوقت والجهد الذي استهلكته هذه المعركة الوجودية، فإن هذه (الحدوته) هي أول ما يتعلمه الطفل الليبي في أبجديات حياته ..
فبعد ساعات من مولده، يتحتم على المولود الليبي أن يمارس العناد الوجودي ضد (القمّاط)* الذي تحشره فيه أمه حتى تختلف أضلاعه. ثم يمارس العناد - لاحقا - بإصراره على الزحف المقدس ناحية المدفأة، مما يدفع أمه الى ربطه بالحبل بجوار التلفزيون. ثم يمارس العناد هذه المرة ضد أمه شخصيا، بإصراره على الصراخ فجر كل يوم لشرب (الانبوّه)**..
ويكبر طفلنا (المعاندي) ليصير رجلا، مخلفا وراءه عددا هائلا من الرؤوس (الشايبة)***، بدءا من والديه، وانتهاء بمعلميه، وتتأصل حدوتة (العنز) في جيناته، ليمارسها - بعد ذلك - في كل جوانب حياته ..
مع زوجته، التي يصر هو أن تبقى يوم الخميس في بيتها، بينما تصر هي على زيارة أهلها. وتستمر معركة العناد بينهما حتى تنتهي لصالح أحد الطرفين. وعلى الأغلب، فإن على الزوج أن يحرق سيجارته في عصبية بانتظارها في السيارة ريثما تجهز.. محاولا إقناع نفسه بأنه ليس أفضل من المعلم المهيب (حنفي) الذي تضطره الظروف أحيانا للرسو بكلمته - وعنزته - على الأرض.
ومع صديقه الذي يزوره، ويصر على عدم الدخول، بينما يقسم هو بالطلاق على (أن يتفضل للغداء)، وتتطاير (الطلاقات) الطائشة في الهواء لساعات، حتى تنتهي معركة العناد بفوز أحدهما، وطلاق الآخر..
مع جاره، ومع زميله في العمل. في محطة البنزين وعند الإشارة الضوئية .. تستمر معركة العناد اليومي الى مالا نهاية، بينما العنز لاتزال عنزا .. ولو طارت!
على هذا المنوال، كانت تمضي حياتنا في ليبيا، حتى أشرق فجر الربيع العربي، واندلعت الثورة في تونس غربا، ثم في مصر شرقا، ولم يكن ثمة أحد قد اكتشف مارد (العناد) العظيم الرابض بينهما!!
في ذلك الوقت تحديدًا، وبينما كان الليبيون مشغولون بمعارك العناد اليومية، تناهت الى مسامعهم نكتة يرددها الشعب التونسي الشقيق، مؤداها (أن شعب تونس يطلب من الشعب الليبي الانخفاض قليلا، حتى يتمكن من رؤية الثوار الشجعان في مصر) ..
عندها فقط انتبه الليبيون لأنفسهم والتمعت الشرارة في عقولهم. وانفجر مارد العناد (الإيجابي) خارجا من قمقمه، وانطلقوا ليواجهوا مضادات الطائرات وقاذفات الصواريخ بصدور عارية، في شجاعة أسطورية لم يعرفها تاريخ الثورات قبلا..
ورغم أصول القذافي المشكوك في أمرها، إلا أنه (من عاشر قوما أربعين يوما، صار مثلهم)، فكيف بمن عاشرهم أربعين سنة؟ لذا، فقد خرج الطاغية بعباءته الممزقة مزمعًا أن يخوض معركة العناد بكل قوته. وضرب الطاولة بقبضته واللعاب يتطاير من شدقيه صارخا في عناد (أنتم تصطدمون بصخرة صماء .. ). فرد عليه الشعب الثائر - بعناد أعظم - متوعدًا (جايينك .. جايينك في عقر دارك)، وصارت أنشودة (سوف نبقى هنا) بمثابة دليلٍ واضح على بدء معركة العناد والتحدي الأعظم!
ولم يكذب الثوار خبرًا، ولم يعدم الطاغية سلاحًا. فانطلق الشعب الثائر من جهة، وانطلق مرتزقة القذافي من الجهة المقابلة. هكذا لعدة أشهر، حتى فوجيء الطاغية بالثوار يحاصرونه في (عقر داره) تمامًا كما وعدوه. وقبل أن يفهم الموضوع، كان (جيل الغضب) من الثوار يلقنونه درسا جديدا في (الديمقراطية المباشرة).
وانتصر الشعب العظيم وأعلن الاستقلال. لكن (العناد) المتأصل لم ينتهي بعد ..
فقد تمخضت الثورة، وأنجبت ( ناكر).
ظهر الثائر (ناكر) على المسرح ليمارس لعبة العناد من جديد، فأصر بأن السفاح (السنوسي) معتقلٌ في إحدى خزائنه. وعندما أعلنت الحكومة الموريتانية القبض على السفاح، غضب (ناكر) ورفع حاجبيه في ازدراء، وأصر في عناد ليبي أصيل، أن الحكومة الموريتانية لم تقبض سوى على غوريلا أفريقية تائهة، أما السفاح الحقيقي فلازال يخبئه تحت السرير.
وانتهى (ناكر) رغم عناده الكوميدي. لكن ملحمة (العناد) الليبية، كانت قد اشتعلت في مكان آخر..
فقد انقسم الليبيون بين مناصر للفيدرالية، وبين مناهض لها. ودارت رحى معركة العناد الليبية مجددا. فأنصار الفيدرالية يصرون على أنها نظام حكم متطور يضمن العدالة للجميع، ومناهضوها يصرون على أنها (سايكس بيكو) جديد يرتدي (الفرملة) الليبية. واحتدم العناد ورفرفت (العنز) المقدسة فوق رؤوس الليبيين من جديد. ووصل العناد بين الطرفين الى حد التشابك بالألسن، والأيدي .. واللافتات.
وتستمر ملحمة العناد (المحزنة) حتى هذه اللحظة. وبعد أن كانت سببا في توحيد الليبيين وانتصار ثورتهم كأعظم ثورة في العصر الحديث، نراها اليوم تنحرف عن مسارها، وتتحول الى عناد لمجرد العناد، واحقاقًا لمبدأ أنها عنز .. ولو طارت.
فما الذي أرغب في قوله عند هذه النقطة الفاصلة؟
أخي الليبي، أختي الليبية: بالعناد الإيجابي، تقدمت أعظم دول العالم، وحولت كوارثها الى نهضات حضارية هائلة. اليابانيون - مثلا - لايملكون ربع مخزوننا من النفط، ولا من العناد أيضاً. مع ذلك استطاعوا - بفضل وحدتهم وعنادهم - تحويل لهيب قنبلتين نوويتين الى برد وسلام. ليس ثمة فرق بيننا وبينهم، سوى أنهم يوجهون بوصلة عنادهم الى (المستقبل)، بينما نوجه بوصلة عنادنا الى مراعي (المعيز).
أخي الليبي، أختي الليبية: العناد الإيجابي فضيلة، طالما كان يهدف الى (الإصرار) على فعل الخير والعطاء والبناء. وإذا كانت هذه الحقيقة قد غابت عنا، فإنها لم تغب عن النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم)، الذي أوصى في حديثه الشريف، بأن خير الأعمال عند الله (أدومها)، وإن قلّ.
أخي الليبي، أختي الليبية: لقد وضعنا أيدينا للتوّ على نقطة ضعفنا، والتي هي - أساسًا - نقطة قوتنا المستدامة الهائلة. يبقى علينا الآن أن نمسك بقرني العنز الشقية، وندير رأسها باتجاه أبواب المدارس والجامعات والثقافة. باتجاه البناء والتطوير، باتجاه الوحدة الوطنية والاستقرار وحب ليبيا الوطن.
أي بكلمة واحدة، الى المستقبل .. مستقبل ليبيا والليبيين.
إذا نجحنا في هذه المهمة المصيريّة، واستثمرنا مخزوننا الهائل من العناد في اتجاهه الصحيح. فستصبح ليبيا (جنة) حقيقية دون الحاجة الى الاستماع لآهات (حسين الجسمي)، وستنهال علينا وفود السواح من العالم أجمع، ليس فقط لمجرد الاستمتاع بمعالم نهضة بلادنا الساحرة ..
ولكن حتى يروا بأمّ أعينهم ..
معجزة العنز .. التي طارت!
د. حكيم المصراتي
*القمّاط: قماش أبيض تصر الأم الليبية على حشر مولودها الصغير بداخله بحجة (لملمة عظامه) وكأن المولود لعبة (صينية) وليس صنيعة أحسن الخالقين. ويبدو - للأسف - أن هذه العادة المؤذية وغير الصحية ستستمر حتى تكتشف منظمات حقوق الانسان ذلك، وتضع (القمّاط) وأمهاتنا معًا على قائمة الإرهاب.
** الانبوّه: يصر جميع الأطفال الليبيين - دون استثناء - على مناداة (الماء) ب(الانبوّه). ولايوجد سبب واضح أو علاقة واضحة بين الاسمين. وفي حال اكتشفتم السبب، أفيدوني به أفادكم الله.
*** ثمة حكمة ليبية شهيرة تعبر عن هذه الظاهرة، تقول (ما يكبر راس، لين يشيبن رووس). في شهادة واضحة أن رأس الطفل الليبي لا يتفضل بالنضج، حتى يشتعل الشيب في عدة رؤوس أخرى. أما السبب، فهو بادٍ للعيان.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
رد: العنز .. التي طارت
مقال رائع ولكن لا اوافقه بان يرى طلب الطفل الليبى للماء بهده الكلمة الانبوة هى ايضا عناد واكيد هده الكلمة تداولت بين الكبار وتوارتث ونطقها الكبار لصغارهم فتعلموها لسهولتها وليس العكس وكدلك تخصيص الليبيين بكثير من السلبيات التى دكرها ارى ان الليبيين هم بشر مثلهم مثل غيرهم وان هده الامور توجد عند البشر ولكن تتفاوت حسب كثير من الاسباب كالاخلاق والثقافة والتربية والتعليم والاسرة
شكرا دودى
شكرا دودى
سميرة2- عميد
- عدد المشاركات : 1165
رقم العضوية : 7355
قوة التقييم : 12
تاريخ التسجيل : 14/10/2011
رد: العنز .. التي طارت
شكـــــــــ ـــــــــــرآ وبــــــــــــــــــارك الله فيــــــــــــــــــك
اسماعيل ادريس- مستشار
-
عدد المشاركات : 15213
العمر : 50
رقم العضوية : 1268
قوة التقييم : 66
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
مواضيع مماثلة
» التخلص من أولى الشحنات التي تم جمعها من القذائف والصواريخ التي لم تتفجر
» المرعى أخضر ولكن العنز مريضة......
» مليارات القذافي "طارت"
» "عنزة لو طارت" و"خرابيش" و"ويكي شام" برامج كوميدية تسخر من ا
» القدر يساعد رضيعة على النجاة من حادث طارت على إثره 50 مترا و
» المرعى أخضر ولكن العنز مريضة......
» مليارات القذافي "طارت"
» "عنزة لو طارت" و"خرابيش" و"ويكي شام" برامج كوميدية تسخر من ا
» القدر يساعد رضيعة على النجاة من حادث طارت على إثره 50 مترا و
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR