إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقالات مختارة - حاتم حافظ ( يوليو.. وألاسئلة الحائرة )
صفحة 1 من اصل 1
مقالات مختارة - حاتم حافظ ( يوليو.. وألاسئلة الحائرة )
يوليو.. أسئلة حائرة
تمر هذه الأيام الذكرى الستون لثورة يوليو مجددة الأسئلة نفسها، ماذا تبقى من يوليو؟ بل إن السؤال: هل كانت يوليو ثورة أم انقلابا يتكرر في كل ذكرى كما لو أنه سؤال أبدي لن تجيب عنه حتى الذكرى المائة.
في كل عام بينما «نحتفل» بيوليو نجدد أسئلتها، نحتفل لأن الدولة كانت متمسكة بشرعية يوليو حتى وهي تبدد مكاسبها، نحتفل لأن جزءا منا ـ حتى ونحن نلح في السؤال ـ كان يعترف بأننا صنيعة يوليو، وأننا سواء اتفقنا على يوليو أم اختلفنا عليها نعرف أن التاريخ قبلها لم يكن هو بعدها أبدا، لا في مصر ولا في العالم العربي ولا حتى في دول العالم الثالث.
كان يمكن أن نحتفل هذا العام بيوليو أيضا، ونعيد الأسئلة ذاتها، غير أن هذا العام ليس كالعام الفائت، فقد قامت ثورة أخرى بمصر، ليس هذا فحسب بل إن رأس السلطة ـ أو على الأقل نصف السلطة ـ أصبح في قبضة معادية ليوليو.
لهذا فقط تواترت بعض الدعوات لإلغاء الاحتفال، توطئة لإلغاء الاعتراف بيوليو من أساسها، وإعلان نهاية شرعيتها في مصر.
والحقيقة أن هذه الدعوات صدرت عن بعض الثوار مثلما صدرت عن جماعة الإخوان المسلمين أيضا، حتى لو اختلفت الأسباب.
الجانب الثوري يرى أن ثورة يناير تمثل ـ أو يجب أن تمثل ـ قطيعة كاملة مع يوليو، خصوصا أن الأخيرة هي التي دشنت لشرعية العسكر في حكم مصر، ولأن ثورة يناير هي ثورة ديمقراطية بالأساس فإنها تتعارض شكلا وموضوعا مع يوليو.
فيما تتأسس دعوة الإخوان لمعارضة الاحتفال بيوليو على أرضية العداء التاريخي لنظام عبدالناصر الذي زج بالجماعة في سجونه.
بالنسبة لي أجدني أختلف مع دعوة هؤلاء وهؤلاء، فمن ناحية فإني ضد السير في التاريخ بالممحاة على عادة الفراعين والأنظمة الاستبدادية، ففي مثل هذه الأنظمة يتم محو كل تاريخ سابق على الولاية الجديدة كأن لم تكن، حتى أبناء يوليو فعلوا ذلك أنفسهم، السادات الذي بدأ ولايته بالانحناء لتمثال عبدالناصر قبل إلقاء القسم محا تاريخ عبدالناصر بل وناصبه العداء في سنواته التالية، مبارك أيضا سرق إنجاز السادات في حرب أكتوبر ونسبه لنفسه، حتى أن أغاني الثورة ـ أغاني عبدالحليم بالخصوص ـ صارت ممنوعة في عصري السادات ومبارك!.
لهذا أقول إن محو تاريخ يوليو بحجة يناير لن يكون إلا فاصلا جديدا في الاستبداد، وعلى المصريين أن يتمسكوا بيوليو حتى وهم يحتفلون بيناير، بل عليهم التمسك بثورة 19 وبثورة عرابي كذلك.
من ناحية أخرى فإن القول بأن يوليو هي العسكر هو قول باطل، أولا لأن عسكر يوليو ليسوا هم عسكر 67 وليسوا هم بالتأكيد عسكر 73 وليسوا طبعا عسكر المجلس العسكري.
ثانيا لأن يوليو لم تكن عسكرا فقط، فعلى الأقل في ولاية عبدالناصر كانت الدولة ـ ممثلة في مجلس قيادة ثورة يوليو ـ منحازة انحيازا كبيرا للفقراء الذين هم الشعب المصري، وقتها وحتى الآن.
يوليو لم تكن صلاح نصر ومعتقلاته فقط ولم تكن نتيجة الاستفتاءات المضحكة التي كان يفوز بها عبدالناصر بأغلبية لم تتوفر لأحد فقط، ولم تكن هي القمع والاتحاد الاشتراكي والاتحاد القومي فقط، ولم تكن هي نكسة 67 والإعلام المضلل فقط، ولم تكن هي الموت خوفا كما أسماها فؤاد المهندس فقط.
يوليو لم تكن أيا من ذلك ولا مجموع كل ذلك فقط، إذا أردنا أن نكون منصفين.
قد تكون ثورة يوليو هي الأسوأ على الإطلاق في ملف الحريات، أو بمعنى أدق في ملف الديمقراطية، ولكن على الذين يريدون القطيعة معها أن يسألوا أنفسهم سؤالا مُهما: كيف تشكل وعيهم حتى أصبحوا رجالا يتجرأون على يوليو؟ كيف تشكل هذا الوعي الثوري إن لم يكن بسبب مجانية التعليم والعدالة الاجتماعية والتحرر الوطني والاندماج في العالم وقيادة دول عدم الانحياز ومد نفوذ مصر في إفريقيا والوقوف وجها لوجه أمام إسرائيل والغرب الاستعماري؟ كيف تشكل هذا الوعي إن لم يكن بالمدنية التي صنعتها يوليو، إن لم يكن بدعم دولة يوليو للسينما والثقافة والفنون، إن لم يكن بالتحول الاقتصادي نحو التصنيع، إن لم يكن بتحرير الاقتصاد المصري من هيمنة رأس المال الغربي؟ كيف تشكل هذا الوعي إن لم يكن في حضانة الجامعة المصرية، إن لم يكن بامتلاك القرار الوطني، إن لم يكن بتحدي الاستعمار الغربي وبناء السد العالي رغم أنف الجميع، إن لم يكن باستعادة قناة السويس بقرار التأميم، إن لم يكن بدعم كافة الحركات التحررية في العالم العربي؟.
حاتم حافظ 2012/7/25في كل عام بينما «نحتفل» بيوليو نجدد أسئلتها، نحتفل لأن الدولة كانت متمسكة بشرعية يوليو حتى وهي تبدد مكاسبها، نحتفل لأن جزءا منا ـ حتى ونحن نلح في السؤال ـ كان يعترف بأننا صنيعة يوليو، وأننا سواء اتفقنا على يوليو أم اختلفنا عليها نعرف أن التاريخ قبلها لم يكن هو بعدها أبدا، لا في مصر ولا في العالم العربي ولا حتى في دول العالم الثالث.
كان يمكن أن نحتفل هذا العام بيوليو أيضا، ونعيد الأسئلة ذاتها، غير أن هذا العام ليس كالعام الفائت، فقد قامت ثورة أخرى بمصر، ليس هذا فحسب بل إن رأس السلطة ـ أو على الأقل نصف السلطة ـ أصبح في قبضة معادية ليوليو.
لهذا فقط تواترت بعض الدعوات لإلغاء الاحتفال، توطئة لإلغاء الاعتراف بيوليو من أساسها، وإعلان نهاية شرعيتها في مصر.
والحقيقة أن هذه الدعوات صدرت عن بعض الثوار مثلما صدرت عن جماعة الإخوان المسلمين أيضا، حتى لو اختلفت الأسباب.
الجانب الثوري يرى أن ثورة يناير تمثل ـ أو يجب أن تمثل ـ قطيعة كاملة مع يوليو، خصوصا أن الأخيرة هي التي دشنت لشرعية العسكر في حكم مصر، ولأن ثورة يناير هي ثورة ديمقراطية بالأساس فإنها تتعارض شكلا وموضوعا مع يوليو.
فيما تتأسس دعوة الإخوان لمعارضة الاحتفال بيوليو على أرضية العداء التاريخي لنظام عبدالناصر الذي زج بالجماعة في سجونه.
بالنسبة لي أجدني أختلف مع دعوة هؤلاء وهؤلاء، فمن ناحية فإني ضد السير في التاريخ بالممحاة على عادة الفراعين والأنظمة الاستبدادية، ففي مثل هذه الأنظمة يتم محو كل تاريخ سابق على الولاية الجديدة كأن لم تكن، حتى أبناء يوليو فعلوا ذلك أنفسهم، السادات الذي بدأ ولايته بالانحناء لتمثال عبدالناصر قبل إلقاء القسم محا تاريخ عبدالناصر بل وناصبه العداء في سنواته التالية، مبارك أيضا سرق إنجاز السادات في حرب أكتوبر ونسبه لنفسه، حتى أن أغاني الثورة ـ أغاني عبدالحليم بالخصوص ـ صارت ممنوعة في عصري السادات ومبارك!.
لهذا أقول إن محو تاريخ يوليو بحجة يناير لن يكون إلا فاصلا جديدا في الاستبداد، وعلى المصريين أن يتمسكوا بيوليو حتى وهم يحتفلون بيناير، بل عليهم التمسك بثورة 19 وبثورة عرابي كذلك.
من ناحية أخرى فإن القول بأن يوليو هي العسكر هو قول باطل، أولا لأن عسكر يوليو ليسوا هم عسكر 67 وليسوا هم بالتأكيد عسكر 73 وليسوا طبعا عسكر المجلس العسكري.
ثانيا لأن يوليو لم تكن عسكرا فقط، فعلى الأقل في ولاية عبدالناصر كانت الدولة ـ ممثلة في مجلس قيادة ثورة يوليو ـ منحازة انحيازا كبيرا للفقراء الذين هم الشعب المصري، وقتها وحتى الآن.
يوليو لم تكن صلاح نصر ومعتقلاته فقط ولم تكن نتيجة الاستفتاءات المضحكة التي كان يفوز بها عبدالناصر بأغلبية لم تتوفر لأحد فقط، ولم تكن هي القمع والاتحاد الاشتراكي والاتحاد القومي فقط، ولم تكن هي نكسة 67 والإعلام المضلل فقط، ولم تكن هي الموت خوفا كما أسماها فؤاد المهندس فقط.
يوليو لم تكن أيا من ذلك ولا مجموع كل ذلك فقط، إذا أردنا أن نكون منصفين.
قد تكون ثورة يوليو هي الأسوأ على الإطلاق في ملف الحريات، أو بمعنى أدق في ملف الديمقراطية، ولكن على الذين يريدون القطيعة معها أن يسألوا أنفسهم سؤالا مُهما: كيف تشكل وعيهم حتى أصبحوا رجالا يتجرأون على يوليو؟ كيف تشكل هذا الوعي الثوري إن لم يكن بسبب مجانية التعليم والعدالة الاجتماعية والتحرر الوطني والاندماج في العالم وقيادة دول عدم الانحياز ومد نفوذ مصر في إفريقيا والوقوف وجها لوجه أمام إسرائيل والغرب الاستعماري؟ كيف تشكل هذا الوعي إن لم يكن بالمدنية التي صنعتها يوليو، إن لم يكن بدعم دولة يوليو للسينما والثقافة والفنون، إن لم يكن بالتحول الاقتصادي نحو التصنيع، إن لم يكن بتحرير الاقتصاد المصري من هيمنة رأس المال الغربي؟ كيف تشكل هذا الوعي إن لم يكن في حضانة الجامعة المصرية، إن لم يكن بامتلاك القرار الوطني، إن لم يكن بتحدي الاستعمار الغربي وبناء السد العالي رغم أنف الجميع، إن لم يكن باستعادة قناة السويس بقرار التأميم، إن لم يكن بدعم كافة الحركات التحررية في العالم العربي؟.
المقال يعبر عن رأى الكاتب
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5585
العمر : 54
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» مقالات مختارة : هل يجرؤن؟
» مقالات مختارة : حرق السفارات, هدف من؟
» مقالات مختارة : كلام من ذهب
» مقالات مختارة: تصدع الإخوان
» مقالات مختارة : حكومة المغتربين
» مقالات مختارة : حرق السفارات, هدف من؟
» مقالات مختارة : كلام من ذهب
» مقالات مختارة: تصدع الإخوان
» مقالات مختارة : حكومة المغتربين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:40 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
أمس في 9:37 am من طرف STAR
» BMW تطلق سيارتها الكهربائية i4 M50 الرياضية
2024-05-05, 9:06 am من طرف STAR
» احذر الإفراط في شرب عصير الجزر.. ماذا يفعل بالجسم؟
2024-05-05, 9:06 am من طرف STAR
» عملاق الدوري الإنجليزي يستقر على التعاقد مع صلاح بعد أزمته مع كلوب
2024-05-05, 9:05 am من طرف STAR
» زوروا أماكن السياحة الجذابة في ليوبليانا عاصمة سلوفينيا
2024-05-05, 9:05 am من طرف STAR
» معهد الفلك": عيد الأضحى فلكياً الأحد 16 حزيران
2024-05-05, 9:04 am من طرف STAR
» ميسي سجل هدفا وصنع 5 بالدوري الأمريكي
2024-05-05, 9:03 am من طرف STAR
» شوربة الباذنجان
2024-05-05, 9:02 am من طرف STAR
» بارما يعود مجدداً لدوري الأضواء
2024-05-02, 11:04 am من طرف STAR
» طرق فعالة للتخلص من الناموس من دون استخدام المبيدات
2024-05-02, 11:03 am من طرف STAR
» اتحاد جدة السعودي يستقر على بديل صلاح
2024-05-02, 11:02 am من طرف STAR
» ستيك اللحم بصوص الثوم
2024-05-02, 11:01 am من طرف STAR
» جملة قالها محمد بن سلمان لمحمود عباس تثير تفاعلا واسعا
2024-05-01, 9:48 am من طرف STAR
» تضخم "البروستاتا" عند الرجال.. إليكم أبرز طرق العلاج والوقاية
2024-05-01, 9:45 am من طرف STAR