إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
إيمان لحرش : مأساة الروهينغا والصمت المشين
صفحة 1 من اصل 1
إيمان لحرش : مأساة الروهينغا والصمت المشين
إيمان لحرش : مأساة الروهينغا والصمت المشين
29 يوليو 2012
عشرون بالمائة أو فقط أربعة.. لا يهم. إنهم يتعرضون لتطهير عرقي.
الروهينغا أو مسلمو أراكان في ميانمار/ بورما يواجهون أسوأ عمليات التعذيب والتقتيل، بما يتنافى مع أدنى مستويات التعامل الإنساني، من طرف متشددين بوذيين ولكن بتواطؤ مع الحكومة.
وما أعلن عنه رئيس البلاد بأن الحل الوحيد للروهينغا تجميعهم في مخيمات لاجئين أو طردهم من البلد يؤكد ذلك، ويجعل من المأساة سياسة ممنهجة لدولة تقول قوانينها إنها تساوي بين جميع المجموعات العرقية والدينية داخلها.
لا أريد الحديث كثيرا عن الصور التي تصل من هناك، وأجدها صادمة. فالجميع شاهدها.. لكن استوقفتني لقطة لراهب بوذي يلقي بطفلة لا يتجاوز عمرها الخامسة في خندق مليء بأقرانها. بكل برودة.. لا لذنب ارتكبته إلا كونها مسلمة، فلقيت حتفها حتى قبل أن تفهم معنى أن يكون الإنسان مسلما أو بوذيا أو غيره. وما أستغرب له كثيرا هو دخول الرهبان على الخط، علما أن من مبادئ البوذية الأساسية السلام الداخلي والتسامح والخلاص. وهو ما يزيد قناعتي أن التشدد في الدين، أي دين، ابتعاد عنه.
صورة أخرى أجدها مؤلمة، ليست على الورق وإنما في الواقع. صمت أونغ سان سو تشي، الناشطة الحقوقية والحائزة على جائزة نوبل للسلام، والنائبة البرلمانية أخيرا بعد نضال طال أمده. فأونغ اختارت أن تنأى بنفسها عما يعانيه جزء من أبناء شعبها، وتجاهلت المطالب بالحديث عن تلك المجازر، أثناء زيارتها لعواصم غربية، لتدويلها والضغط على الحكومة. فكان أن ساهمت، عن قصد أو بدونه، في تسويق صورة ميانمار المقبلة على “الانفتاح والديموقراطية”.
لكن، لا يجب تحميل أونغ سان المسؤولية بأكملها. فالدول الغربية على علم بالتطهير العرقي لمسلمي ميانمار، لكنها تختار التغاضي عنه. فالمصالح أهم من دماء الأطفال وشرف النساء وحرمة المساجد.
وقد التقت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قبل أيام بالرئيس ثين سين، وأعلنت تخفيف الولايات المتحدة العقوبات على ميانمار والسماح لمستثمريها بالعمل هناك .وسارعت شركة ”جنرال إلكتريك” لعقد صفقة معدات طبية مع مستشفيين في ميانمار، لتصبح أول شركة أمريكية تستأنف أنشطتها مباشرة بعد القرار.
هنا أصل إلى نقطة لم أستطع أن أجد لها تفسيرا للآن: ردود الفعل العربية الإسلامية الخجولة.
وحتى المنظمات الدينية والإقليمية لم تخرج عن التباكي عن مصير هؤلاء المسلمين وإدانة ما يتعرضون له، فيما لم تكترث أغلب الدول العربية للأمر، وكأنها لم تسمع به حتى.
حاولت أن أقنع نفسي بفكرة انشغال المنطقة العربية بمشاكلها الخاصة، وهي غارقة في تعداد ضحاياها، لكن ذلك لا يمنع من بيان تنديد، وسحب سفير أو طرده…
والتعاطف والتضامن مع سكان أراكان ليس من منطلق كونهم مسلمين فقط، ولكن لأنهم بشر أولا، تنطبق عليهم ما التزمت به رانغون من مواثيق وإعلانات حقوق إنسان دولية، ويأتي على رأسها الحق في الحياة والكرامة.
فبعد أكثر من عشرة قرون في بورما أصبحوا من أهل الدار، وليس من الأخلاقي الحديث عن ترحيلهم، وقد سبق أن هُجروا ورُحلوا، أو تجاهل مأساتهم الجديدة القديمة.
إيمان لحرش
عن: سكاي نيوز عربية
29 يوليو 2012
عشرون بالمائة أو فقط أربعة.. لا يهم. إنهم يتعرضون لتطهير عرقي.
الروهينغا أو مسلمو أراكان في ميانمار/ بورما يواجهون أسوأ عمليات التعذيب والتقتيل، بما يتنافى مع أدنى مستويات التعامل الإنساني، من طرف متشددين بوذيين ولكن بتواطؤ مع الحكومة.
وما أعلن عنه رئيس البلاد بأن الحل الوحيد للروهينغا تجميعهم في مخيمات لاجئين أو طردهم من البلد يؤكد ذلك، ويجعل من المأساة سياسة ممنهجة لدولة تقول قوانينها إنها تساوي بين جميع المجموعات العرقية والدينية داخلها.
لا أريد الحديث كثيرا عن الصور التي تصل من هناك، وأجدها صادمة. فالجميع شاهدها.. لكن استوقفتني لقطة لراهب بوذي يلقي بطفلة لا يتجاوز عمرها الخامسة في خندق مليء بأقرانها. بكل برودة.. لا لذنب ارتكبته إلا كونها مسلمة، فلقيت حتفها حتى قبل أن تفهم معنى أن يكون الإنسان مسلما أو بوذيا أو غيره. وما أستغرب له كثيرا هو دخول الرهبان على الخط، علما أن من مبادئ البوذية الأساسية السلام الداخلي والتسامح والخلاص. وهو ما يزيد قناعتي أن التشدد في الدين، أي دين، ابتعاد عنه.
صورة أخرى أجدها مؤلمة، ليست على الورق وإنما في الواقع. صمت أونغ سان سو تشي، الناشطة الحقوقية والحائزة على جائزة نوبل للسلام، والنائبة البرلمانية أخيرا بعد نضال طال أمده. فأونغ اختارت أن تنأى بنفسها عما يعانيه جزء من أبناء شعبها، وتجاهلت المطالب بالحديث عن تلك المجازر، أثناء زيارتها لعواصم غربية، لتدويلها والضغط على الحكومة. فكان أن ساهمت، عن قصد أو بدونه، في تسويق صورة ميانمار المقبلة على “الانفتاح والديموقراطية”.
لكن، لا يجب تحميل أونغ سان المسؤولية بأكملها. فالدول الغربية على علم بالتطهير العرقي لمسلمي ميانمار، لكنها تختار التغاضي عنه. فالمصالح أهم من دماء الأطفال وشرف النساء وحرمة المساجد.
وقد التقت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قبل أيام بالرئيس ثين سين، وأعلنت تخفيف الولايات المتحدة العقوبات على ميانمار والسماح لمستثمريها بالعمل هناك .وسارعت شركة ”جنرال إلكتريك” لعقد صفقة معدات طبية مع مستشفيين في ميانمار، لتصبح أول شركة أمريكية تستأنف أنشطتها مباشرة بعد القرار.
هنا أصل إلى نقطة لم أستطع أن أجد لها تفسيرا للآن: ردود الفعل العربية الإسلامية الخجولة.
وحتى المنظمات الدينية والإقليمية لم تخرج عن التباكي عن مصير هؤلاء المسلمين وإدانة ما يتعرضون له، فيما لم تكترث أغلب الدول العربية للأمر، وكأنها لم تسمع به حتى.
حاولت أن أقنع نفسي بفكرة انشغال المنطقة العربية بمشاكلها الخاصة، وهي غارقة في تعداد ضحاياها، لكن ذلك لا يمنع من بيان تنديد، وسحب سفير أو طرده…
والتعاطف والتضامن مع سكان أراكان ليس من منطلق كونهم مسلمين فقط، ولكن لأنهم بشر أولا، تنطبق عليهم ما التزمت به رانغون من مواثيق وإعلانات حقوق إنسان دولية، ويأتي على رأسها الحق في الحياة والكرامة.
فبعد أكثر من عشرة قرون في بورما أصبحوا من أهل الدار، وليس من الأخلاقي الحديث عن ترحيلهم، وقد سبق أن هُجروا ورُحلوا، أو تجاهل مأساتهم الجديدة القديمة.
إيمان لحرش
عن: سكاي نيوز عربية
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» "طالبان" تهدد ميانمار بسبب الروهينغا
» رهبان ميانمار يؤيدون ترحيل الروهينغا
» تايلاند ابعدت 1300 من المسلمين الروهينغا الى بورما.
» تحريض ضد الروهينغا المسلمة بميانمار
» ميانمار تحدد نسل الروهينغا بولدين فقط
» رهبان ميانمار يؤيدون ترحيل الروهينغا
» تايلاند ابعدت 1300 من المسلمين الروهينغا الى بورما.
» تحريض ضد الروهينغا المسلمة بميانمار
» ميانمار تحدد نسل الروهينغا بولدين فقط
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-11-21, 8:36 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR
» الأرز الإسباني
2024-11-18, 7:45 am من طرف STAR
» عن مشاركة نيمار في مونديال الاندية.. هذا موقف الهلال
2024-11-16, 8:14 am من طرف STAR
» لضمان نوم هادئ ومريح.. تجنب 5 عادات
2024-11-16, 8:13 am من طرف STAR
» ترتيب المنتخبات العربية في تصفيات آسيا لكأس العالم 2026
2024-11-16, 8:12 am من طرف STAR
» الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
2024-11-16, 8:11 am من طرف STAR
» رونالدو يثير التفاعل بتصرف رائع خلال مباراة البرتغال
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR
» غرامة بمليار دولار تُهدد "ميتا" بالتفكك وسط ضغوط تنظيمية دولية
2024-11-16, 8:09 am من طرف STAR