إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
الإنجاز الليبي
صفحة 1 من اصل 1
الإنجاز الليبي
أنتج الربيع العربي مزيجا هجينا من السلبيات والإيجابيات.
الإطاحة بأنظمة ديكتاتورية فاسدة لم تكن من دون أثمان غالية، فسوريا وحدها استنزفت دماء آلاف السوريين، ولا يزال الاحتفاء بانتصار الثورة فيها دونه عقبات كبرى، والثورات أيضا جلبت في بعض الحالات إلى السلطة أحزابا إسلامية لا يزال التزامها بالحريات وبالديمقراطية موضع شك كبير، وهو واقع أخاف الشرائح الشبابية الحديثة التي كانت شرارة وروح الربيع العربي.
لكن هل تشكل ليبيا استثناء؟
ليبيا كانت أول ثورة تتحول من سلمية إلى مسلحة، وأول ثورة تستجلب دعما عسكريا خارجيا، وأول ثورة تثمر عن موت الديكتاتور الذي ثارت ضده على النحو الفظيع الذي شهدناه حتى باتت الثورات والربيع العربي محل إدانة بسبب النموذج الليبي.
ليبيا هذه التي أخافتنا جميعا وكدنا أن ننساها خلال الأشهر الأخيرة حتى بالكاد بتنا نتابع أخبارها أو نسمع عنها في الإعلام العربي والعالمي عادت وفاجأتنا بالانتخابات التي جرت قبل أسابيع قليلة، والتي أثمرت فوزا لتحالف ليبرالي وطني وتراجعا للأحزاب الإسلامية.
ليبيا التي أخافتنا شكلت حكومة انتقالية، وأنجزت انتخابات حصلت على اعتراف دولي بديمقراطيتها، ووصل إلى مجلسها المنتخب تكتلات سياسية تتبنى الديمقراطية وفق النموذج الغربي لها.
ترى لماذا لم ننتبه إلى ما يجري في ليبيا؟ وهل كنا فعلا أسرى لتغطيات إعلامية مرتجلة للحدث الليبي فأسأنا تقدير الواقع هناك؟
وكأن ليبيا كانت جمهورية بعيدة خلال حكم معمر القذافي، ولا تزال كذلك حتى اليوم.
ما حدث في الانتخابات الليبية هو دعوة لنا كإعلام بالدرجة الأولى للتنبه وعدم الانجراف وراء تحليلات جاهزة فرضتها علينا قنوات إخبارية كبرى لا تتحرج من الترويج والدعم الإعلامي للإسلام السياسي في دول الثورات حتى يكاد يتبدى لنا أن تلك هي الصورة الحصرية والوحيدة في تلك الدول.
حين كنا نشاهد صورا من ليبيا فيها رجال معممون وأصحاب عصابات يحملون سلاحا ويتحدثون عبر الفضائيات، وحين فاضت مشاهد مقتلة الديكتاتور معمر القذافي اعتقدنا أن تلك هي ليبيا، فأشحنا بوجوهنا على عجل، وبخجل أيضا.
لكن مسؤولية الإعلام الغربي حيال إغفال الإنجاز الليبي لا تقل عن مسؤولية فضائياتنا الكبرى، ذاك أن فوز الإسلاميين في انتخابات وفي تشكيل حكومات هو خبر هذا الإعلام، أما اندراجنا في سياقات وطنية ومحلية وتقدم قيم المواطنة في همومنا وهواجسنا فهذا مما لا يغري الإعلام الغربي في التصدي له وفي تظهيره فينا.
بالنسبة إلى الغرب، نحن خبر حين يتقدم الملتحون والمنتقبات فينا.
ليبيا بعد أن كانت نموذجا لانتكاسة الربيع العربي هي اليوم نموذج للإنجاز، لكنها لا تقدم على هذا النحو، أو على الأقل تم تجاوز الإنجاز، فكم كان قويا ومرعبا مشهد الثوار يستأصلون القذافي على نحو انتهاكي، لكن مشهد الليبيين يقترعون لقوى معتدلة لم يظهر بالقوة نفسها.
قد يكون مستقبل ليبيا غامضا، لكن الانتخابات الأخيرة بداية جيدة.
الإطاحة بأنظمة ديكتاتورية فاسدة لم تكن من دون أثمان غالية، فسوريا وحدها استنزفت دماء آلاف السوريين، ولا يزال الاحتفاء بانتصار الثورة فيها دونه عقبات كبرى، والثورات أيضا جلبت في بعض الحالات إلى السلطة أحزابا إسلامية لا يزال التزامها بالحريات وبالديمقراطية موضع شك كبير، وهو واقع أخاف الشرائح الشبابية الحديثة التي كانت شرارة وروح الربيع العربي.
لكن هل تشكل ليبيا استثناء؟
ليبيا كانت أول ثورة تتحول من سلمية إلى مسلحة، وأول ثورة تستجلب دعما عسكريا خارجيا، وأول ثورة تثمر عن موت الديكتاتور الذي ثارت ضده على النحو الفظيع الذي شهدناه حتى باتت الثورات والربيع العربي محل إدانة بسبب النموذج الليبي.
ليبيا هذه التي أخافتنا جميعا وكدنا أن ننساها خلال الأشهر الأخيرة حتى بالكاد بتنا نتابع أخبارها أو نسمع عنها في الإعلام العربي والعالمي عادت وفاجأتنا بالانتخابات التي جرت قبل أسابيع قليلة، والتي أثمرت فوزا لتحالف ليبرالي وطني وتراجعا للأحزاب الإسلامية.
ليبيا التي أخافتنا شكلت حكومة انتقالية، وأنجزت انتخابات حصلت على اعتراف دولي بديمقراطيتها، ووصل إلى مجلسها المنتخب تكتلات سياسية تتبنى الديمقراطية وفق النموذج الغربي لها.
ترى لماذا لم ننتبه إلى ما يجري في ليبيا؟ وهل كنا فعلا أسرى لتغطيات إعلامية مرتجلة للحدث الليبي فأسأنا تقدير الواقع هناك؟
وكأن ليبيا كانت جمهورية بعيدة خلال حكم معمر القذافي، ولا تزال كذلك حتى اليوم.
ما حدث في الانتخابات الليبية هو دعوة لنا كإعلام بالدرجة الأولى للتنبه وعدم الانجراف وراء تحليلات جاهزة فرضتها علينا قنوات إخبارية كبرى لا تتحرج من الترويج والدعم الإعلامي للإسلام السياسي في دول الثورات حتى يكاد يتبدى لنا أن تلك هي الصورة الحصرية والوحيدة في تلك الدول.
حين كنا نشاهد صورا من ليبيا فيها رجال معممون وأصحاب عصابات يحملون سلاحا ويتحدثون عبر الفضائيات، وحين فاضت مشاهد مقتلة الديكتاتور معمر القذافي اعتقدنا أن تلك هي ليبيا، فأشحنا بوجوهنا على عجل، وبخجل أيضا.
لكن مسؤولية الإعلام الغربي حيال إغفال الإنجاز الليبي لا تقل عن مسؤولية فضائياتنا الكبرى، ذاك أن فوز الإسلاميين في انتخابات وفي تشكيل حكومات هو خبر هذا الإعلام، أما اندراجنا في سياقات وطنية ومحلية وتقدم قيم المواطنة في همومنا وهواجسنا فهذا مما لا يغري الإعلام الغربي في التصدي له وفي تظهيره فينا.
بالنسبة إلى الغرب، نحن خبر حين يتقدم الملتحون والمنتقبات فينا.
ليبيا بعد أن كانت نموذجا لانتكاسة الربيع العربي هي اليوم نموذج للإنجاز، لكنها لا تقدم على هذا النحو، أو على الأقل تم تجاوز الإنجاز، فكم كان قويا ومرعبا مشهد الثوار يستأصلون القذافي على نحو انتهاكي، لكن مشهد الليبيين يقترعون لقوى معتدلة لم يظهر بالقوة نفسها.
قد يكون مستقبل ليبيا غامضا، لكن الانتخابات الأخيرة بداية جيدة.
مواضيع مماثلة
» 463 مشروعا صحيا وبيئيا قيد الإنجاز في ليبيا
» بعيرة يرفض تدخل الأمم المتحدة ويدعو إلى دعم الحوار الليبي الليبي
» النائب العام الليبي يبعث لمصر قائمة بعناصر النظام الليبي الس
» تكليف الفريق علي كنة حاكم عسكري علي الجنوب الليبي وقائد غرفة عمليات الجيش الليبي
» ستاذ ليبي يتحصل على جائزة الإنجاز العلمي والتكنولوجيا
» بعيرة يرفض تدخل الأمم المتحدة ويدعو إلى دعم الحوار الليبي الليبي
» النائب العام الليبي يبعث لمصر قائمة بعناصر النظام الليبي الس
» تكليف الفريق علي كنة حاكم عسكري علي الجنوب الليبي وقائد غرفة عمليات الجيش الليبي
» ستاذ ليبي يتحصل على جائزة الإنجاز العلمي والتكنولوجيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR