إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
حوار حديث جدا مع الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي
صفحة 1 من اصل 1
حوار حديث جدا مع الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي
نص الحوار الذي أجرته صحيفة (الكلمة) مع الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي والذي نشرته الصحيفة رقم (66) بتاريخ 24 رمضان 1433 هـ الموافق 12 أغسطس 2012م.
في أول حوار مع مطبوعة ليبية الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي للكلمة:
"الدستور الليبي هو شهادة ميلاد الدولة الليبية التي قوضها انقلاب سبتمبر العسكري"
حاوره/ ابوبكر فرج الشكري
في أول حوار مع مطبوعة ليبية الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي للكلمة:
"الدستور الليبي هو شهادة ميلاد الدولة الليبية التي قوضها انقلاب سبتمبر العسكري"
حاوره/ ابوبكر فرج الشكري
كان عمره حوالي سبع سنوات عندما وقع الانقلاب العسكري في سبتمبر 1969 وأعتقل والده الأمير الحسن الرضا السنوسي ولي عهد المملكة الليبية ونائب الملك، وأجبر على التنازل عن العرش وتمت مصادرة منزله بعد نهبه بالكامل وتقسيم مزرعتة وتوزيعها على اعوان النظام! ومنذ ذلك التاريخ، ظلت الأسرة تعيش تحت الإقامة الجبرية أو شبه الإقامة الجبرية، وفي أفضل الأحوال المراقبة المستمرة.
عام 1984، قامت زمرة من عناصر اللجان الثورية بالاعتداء على بيته ونهب مقتنياته وأغراضه الشخصية، وقاموا بعد ذلك بحرق البيت مما أثر تأثيراً بالغاً على الأمير الحسن واسرته.
في أواخر الثمانينيات ساءت الحالة الصحية للأمير الحسن فسمح له بالسفر للعلاج في الخارج يرافقه ابنه الأمير محمد ولحقت به الأسرة فيما بعد، إلا أن الأمير قررعدم العودة إلى ليبيا وظل مقيماً في بريطانيا إلى أن وافته المنية في 28 ابريل 1992 تاركاً وصيته لابنه الأمير محمد الذي ظل يمارس نشاطه السياسي المعارض من الخارج ويعمل على مقاومة نظام الطاغية بكل ما يستطيع من الوسائل المتاحة، ولم ييأس رغم التواطؤ الدولي والصعوبات والمعوقات والخذلان العربي واللامبالاة التي كان يحظى بها نظام سبتمبر البغيض إلى أن مَنّ الله تعالى بتفجر ثورة السابع عشر من فبراير المباركة وسقطت سلطة الطاغية وانهار نظامه.
صحيفة الكلمة كان لها هذا اللقاء بالأمير محمد الحسن الرضا السنوسي وتوجهت له بالاسئلة التالية:
- نرحب بكم على صفحات هذه الصحيفة ونشكركم على إتاحة الفرصة للإلتقاء بكم، فما الذي تُودّون قوله في البداية؟
- أتوجه عبر صحيفتكم إلى كافة مواطني بلدي ليبيا بأحر التهاني بمناسبة قدوم شهر الخير والفضيلة ( شهر رمضان المبارك ) واقتراب عيد الفطر المبارك سائلاً المولى القدير أن يعيدهما علينا جميعا ببركة أسرارهما، وأن نرى ليبيا التي أقام بنيانها الأباء المؤسسون وهي تمضي قدماً فى طريق واضح نحو الأمن والاستقرار والرفاهية التي تشمل الجميع.
- نبدأ بالحديث عن الماضي، كيف كانت حياتكم في عهد النظام السابق؟
- تم إعتقال الوالد منذ الساعات الأولى من الانقلاب العسكري وأقتيد الى السجن، وأرغم هناك على التنازل تحت تهديد السلاح، وجرت محاكمته في ماسمى (بمحكمة الشعب) ضمن من حوكم من رجال الدولة الليبية فى العهد الملكي، كانت في الحقيقة شرف سجله التاريخ له ولمن حوكم معه، وأمضى عقبها في السجن اكثر من سنة.. ثم وضع تحت الإقامة الجبرية لمدة سبع سنوات. وفي عام 1984 تم إقتحام منزلنا من قبل عناصر من اللجان الثورية وجرى احراقة والعبث بمحتوياته وسرقته، وفي نفس السنة اقتحموا زاوية وجامع الجغبوب، وتم العبث بمحتوياتهما وسرقة ما فيها من وثائق ومخطوطات تاريخية نادرة وجرى نبش القبور التى بها حيث تم إخراج رفات الإمام السيد محمد بن علي السنوسي مؤسس الأسرة والحركة السنوسية ورفات المدفونين إلى جواره من رفاقه وأفراد عائلته، وكان العسكر قد اقتحموا ليلة الانقلاب المزرعة والبيت الذى نسكنه بها ونهبوا وسرقوا كل محتوياته!
وكانت المزرعة التى تضم المنزل والواقعة بمنطقة (السوانى بنى يادم) قد قام الوالد بشرائها بعد الحصول على قرض من البنك، بعد تخليه عن السكنة فى القصر الذى بنته له الدولة بمنطقة (بوستة) وخصصته وقتها (اى فى الستينات من القرن الماضى) ليصبح مقراً لديوان ولي العهد وسكناً له.
- لماذا تخلى ولي العهد عن السكنة فى قصر الحكومة؟
- لانه استمع الى نصيحة الملك إدريس رحمه الله الذى كان يتفادى مجرد السكنة فى قصر وحساسية الناس لذلك فبادر الوالد الى الاقتراض من البنك وبناء منزل خاص به، على نفقته ودون الاحتياج للدولة (!) وقد استمر الوالد فى الالتزام بتسديد أقساط ذلك القرض من مخصصاته حتى وقوع الانقلاب.
- سمو الأمير متى غادرتم ليبيا؟
- غادرنا ليبيا يوم 18 اكتوبر 1988 رفقة الوالد المريض ولم نكن نعتقد ان غيبتنا عن الوطن العزيز ستطول كل هذا الزمن.
- كيف استطعتم العيش في بريطانيا؟ وهل هناك من مدّ لكم يد العون من جهات أو أفراد ليبيين أو من غيرهم؟
- لقد عشنا فى المنفي القاسي على مساعدة عدد محدود جدا من اهل الخير والمروءة.
- هل كان النظام السابق يحاربكم في الخارج؟
- النظام السابق كان يحارب كل من كان يعارضه فى الخارج ونحن جزء من هؤلاء المعارضين.
- ألم يعتريكم شيء من اليأس من زوال الحكم الدكتاتوري؟ وهل كنتم تتوقعون زواله بهذه الصورة؟
- لم يخالجنا الشك يوما في صحوة الشعب وانتفاضته ضد الانقلاب العسكري والتصدّي لممارساته الظالمة مهما طال بها الزمن، فثقتنا في الشعب كانت دوما عالية وتاريخ الليبيين النضالي يؤكد ذلك فأبناء وأحفاد عمر المختار ورفاقه من رموزالجهاد في مختلف ربوع الوطن لن يرتضوا الظلم أبدا، ولله الحمد قد أثبتوا أهليتهم لهذا الإنتماء وضربوا للعالم مثلاً يوم أزفت الآزفة رغم فداحة الثمن وجسامة التضحيات وأعداد الشهداء.
-هل اتصل بكم النظام السابق كما حدث مع بعض المعارضين؟
- لقد حاولوا ذلك قبل انتفاضة فبراير بعام تقريبا، وقدّموا بواسطة رسلهم الكثير مما يرونه مغريا.. ومن ذلك ممتلكاتنا المغتصبة ومعها ما يرونه من أشكال التعويض إلا انهم لم يجدوا أي اهتمام أو بادرة قبول، فالوطن والموقف والشرف ليس لهم أثمان على الاطلاق لدى الشرفاء من الناس..
- كيف ترون مقتل القذافي ونهاية نظامه؟
- الشعب الليبي لا تحركه روح وغريزة الانتقام والتشفي، لقد قام الشعب بثورة عنوانها العدالة وغايتها ارساء دولة القانون التي تؤصّلها الدستورية في ارقى معانيها، اما حقبة الانقلاب ورغم ما انطوت عليه من ممارسات القمع والظلم وما سقط فيه من ضحايا وشهداء وما جرى فيها من مظالم الا أنها الآن أزيلت بانتفاضة الشعب وأصبحت جزءا من الماضي.. وعلينا الان النظر الى المستقبل.
- سمو الأمير كيف نظرتم إلى ثورة 17 فبراير منذ انبلاجها؟
- نظرتنا لها كانت كنظرة أي مواطن عانى الظلم في الداخل أو في المنفى الاضطراري، رأينا فيها "الحلم" الذي عشناه طويلا، حلم إعادة الوجه الذي افتقدناه لدولتنا الفتية التي ولدت من رحم الأمم المتحدة بعد انتصار كفاح الأباء والوصول الى اعلان الاستقلال، رأينا فيها إشراقة فجر لدولة قوامها الدستور المبني على اساس المواطنة والمؤسسات الدستورية العصرية وحقوق الانسان.. ثورة عنوانها الحرية والعدالة والمساواة والدولة الحديثة وهي القيم التي نتمنى ان تسود مستقبل دولتنا وترتقي بها الى مصاف الدول المتمدنة.
- ما هو رأيكم في أداء المجلس الوطني الانتقالي؟
- لقد وجد المجلس الوطني الانتقالي ليملأ فراغا اقتضته مرحلة الثورة وهي مرحلة التحرير، ولقد حافظ هذا المجلس رغم ظروف ارتجاله السريع اثناء تلك المسيرة المرتبكة، على وحدة الثورة والنضال وعلى وحدة الوطن، أما أداؤه عقب التحرير فهو إجتهاد قابل للخطأ والصواب، تحكمت فيه ظروف المرحلة.. والاعتماد الآن يكون على (كيان منتخب) وهو المؤتمر الوطني العام، فالمؤتمر هو الذي سيقود المرحلة الانتقالية فعليا على أساس انه (هيكل منتخب) ومعبّر عن ارادة الامة، والذي نأمل منه تلافي الاخطاء بمراجعة مسيرة المرحلة، حتى نصل الى مرحلة تكوين " الدولة الدستورية " التي يجب ان يتوافق عليها جميع افراد وفئات الشعب دون استثناء ولا إقصاء.
- كيف تنظرون إلى الاحداث فى بنى وليد والكفرة وغيرها من المناطق؟
- جذور تلك الاحداث تنبت فى مفاهيم واحداثيات واخلاقيات الطريقة التى كان يدير بها النظام السابق الامور والاسلوب المتخلف الذى يتصرف به ويسوس البلاد ويبتعد بها عن الاستقامة والقيم الخُلقية النزيهة، انها افرازات اخلاق وعلاقات المرحلة السابقة تعبر عن سباق الانانية والجرى وراء الاستحواذ والمنافع التى كان يجب ان يتجاوزها المواطنون بعد تفجر ثورة فبراير لتسود اخلاقيات التسامح والانتماء للوطن والاهتمام بمصالحة العليا وكل مايسهل له سبل التقدم والرقي والخروج من التخلف.
لقد انتفض الشعب بثورته ضد الظلم والجور والعسف وضد من سفك دمه واهدر ماله، فخصوم الثورة والشعب هو الظلم والجور والفساد والمتورطون فى جرائم النظام، وليسوا قبائل ومدنا بعينها، وعلينا ان نميز بين الفرد وقبيلته او مدينته، فالمسؤولية تظل فردية وليست عامة (ولا تز وازرة وزر أخرى)، آمل ان يرتقي بنا النضج ونكون أكثر وعيا بالوطن، فليبيا فوق كل الاعتبارات القبلية والاقليمية والسياسية. وهي وطن الجميع وبالجميع.
- هل تابعتم الانتخابات الماضية وما هو تقييمكم لها من وجهة نظركم؟
- انها تجربة غابت عنا لأكثر من أربعة عقود، والجميل فيها أن الليبي أخذ يتعامل مع شيء إسمه (صندوق الاقتراع) الذي لم يكن يشاهده منذ أربعة عقود الا عبر الفضائيات ! انها تجربة وليدة يصعب الحكم على نتائجها وتقييمها بعُجالة، علينا ان نقبل بها كما هي، فهي خطوة أولى نحو الأمام، وسيترسخ مفهومها الصحيح أكثر بالممارسة في المستقبل إن شاء الله.
- تعلمون بظهور دعوة في المنطقة الشرقية من ليبيا لتبنّي الفيدرالية فما هو رأيكم فيها؟
- بعد الحرب العالمية الثانية وقبيل اعتراف الأمم المتحدة باستقلال ليبيا كانت ليبيا هذه ثلاث ولايات، تُحكم كل ولاية من طرف ادارات مستقلة، ففى فزان كانت فرنسا التي تحكم الجنوب، وفى برقة كانت هناك ادارة بريطانية عسكرية تختلف عن تلك التى تدير ولاية طربلس، وقد نشأت أوضاع إدارية على نحو من الاختلاف بحكم التباعد الجغرافي وانعدام التواصل وسهولة المواصلات بينهما، وقد أخذ الأباء المؤسسون لتلك الدولة، بالنظام الاداري الفيدرالي الذي كان يحقق وحدة الوطن الكلية ويحافظ فى نفس الوقت على ماهو واقع من الخصوصيات والحقائق الموضوعية التى نشأت بفعل (الجغرافيا).. جغرافية ليبيا والمسافات الشاسعة التى تباعد بين العواصم، وان كانت الفيدرالية قد أستبدلت بعد ظهور النفط والتطور الاقتصادي الذي تحقق عن طريق (حكومة الاتحاد)، بنظام التقسيم الاداري عن طريق المحافظات، والهدف الذي كان يحرص الأباء المؤسسون لدولة الاستقلال على الحفاظ عليه هوعدم التهميش وتحقيق اللامركزية وتمكين كل الجهات من أخذ نصيبها من الرعاية والرخاء والتعبير عن رأيها فى التنمية وحقها فى المشاركة فى السلطة وادارة البلاد. والفيدرالية (نظام اداري) اقتضت المراحل الأولى لتثبيت الاستقلال الأخذ به، ثم تجاوزته مرحلة ترسيخ الدولة ونهوضها اللاحق. وفى بلدان أوروبا المتقدمة قامت (البلديات) ومجالسها المحلية بنفس دور التقسيمات الادارية الأخرى كالمحافظات وما شابه ذلك وحققت " لا مركزية " السلطة ومكنت كافة المواطنين رغم تعدد مناطقهم من التعبير عن مواطنتهم وحقوقهم المشروعة فى المشاركة والمواطنة والانتفاع على قدم المساواة بكل الحقوق. ومع ذلك فإنني أحترم كل الآراء والإجتهادات وأقدر دوافعها وأسبابها، وأتمنى أن تتم دسترة الادارة المحلية بما يتوافق مع واقعنا الاجتماعي والجغرافي وبصورة يكفل الدستور ادارتها بشكل عادل ويقضي على التهميش والمركزية التي تصنعها النظم الدكتاتورية والحكام الاستبداديون، ولكن الدستورالحديث المتقدم وحده هو الذى يؤمن كيان الوطن ويكفل وحدته ويفتح امامه سبل التقدم والارتقاء والخروج من التخلف.
- هل ترون أن نظام الأحزاب صالح للتطبيق في ليبيا؟
- الحزب والتحزب حق من حقوق الانسان وهو أرقى أشكال التنظيم والتعبيرعن الرأي للمواطن المتمدن، المستنير الحر. ومما لا شك فيه فان الحزب السياسي المبني على اساس البرنامج الوطني هو مدرسة سياسية تصقل المواطن وتعده للمشاركة في صنع القرار، والتعددية السياسية هي نتاج لتعدد الاراء والاجتهادات وهي أمر صحي وسليم، وليبيا ليست نشازا بين الدول المتمدنة التي قامت على التعددية السياسية والتداول السلمي للخيارت السياسية على السلطة سواء سلطة التنفيد اى الحكومة اوسلطة التشريع التى من اختصاص البرلمان، واعتقد ان التجربة الحزبية في ليبيا ستنصقل اكثر بالممارسة وبنضج الوعي بها من قبل المواطن، وأهم ما في الامر ان تكون احزابنا مؤسسة على عقيدة منشئها الوطن وهدفها هو الوطن.
- ما هي نظرتكم إلى مستقبل ليبيا؟
- نحن لا نرى مستقبل لليبيا إلا ما رآه أباؤنا المؤسسون، دولة دستورية قوامها المواطنة تنعم بمؤسسات دستورية فاعلة تسودها الحرية والعدالة والمساواة والامن والاستقرار والرفاهية التامة لمواطنيها التي حرموا منها على مدى أكثر من أربعة عقود.. دولة محافظة على أصالتها الوطنية وخصوصيتها التاريخية وتتطلع الى التحديث والمعاصرة والتقدم.
- سمو الأمير هل تدعون إلى عودة العمل بالدستور الليبي الذي ألغاه الانقلابيون؟
الدستور الليبي هو صنيعة الآباء المؤسسين وهو شهادة ميلاد الدولة الليبية التى قوضها انقلاب سبتمبر العسكرى، فلا ننسى ان ليبيا ولدت من رحم هذا الدستور وجاء تتويجا لنضال سياسي خاضه أولائك الآباء، وعلى هذا الاساس ينبغي أن يظل فى تقديرى هوعنوان الدولة الليبية وقاعدتها الاساس وأن تجري عليه الأمة الملاحق التعديلية التي تراها مناسبة بحيث يظل الحلقة الدستورية التي تربط الاجيال السابقة واللاحقة، بدل القطيعة التي أرادها له الانقلابيون، فلا ينبغي ان نحقق لهم ما يريدون.
- هل عودة الملكية إلى ليبيا أمر ممكن الآن؟ وهل تعلمون أن هناك من يدعون إليها في داخل ليبيا أو خارجها من أبناء الشعب الليبي؟
- الملكية الدستورية شكل للحكم تبناها الدستور الليبي ولم تفرضها أسرة كغيرها من الملكيات التي عرفناها فى العالم، ولكن أتت بها الامة عبر مبايعتها ودستورها، وإمكانية عودتها من عدمه أمر تقرره الامة الليبية عبر إستفتاء عام، والأمة أحرص على ما يحقق لها الاستقرار وهي أدرى بذلك لأنها لا تنظر وفق مصلحة ضيقة.
- كيف تنظرون إلى دعوات المصالحة الوطنية؟ وهل لديكم إي تصور بخصوصها؟ وهل يمكنكم القيام بدور فيها استنادا للمكانة التاريخية لكم ولأسرتكم الكريمة والإرث الديني والإصلاحي الذي تمتلكه العائلة والحركة السنوسية في ليبيا؟
- مالمقصود بالمصالحة الوطنية هل المقصود بها المصالحة بين تاورغاء ومدينة مصراته ام "مصالحة" للقضاء على الانقسامات بين اهالى بنى وليد بسبب بقاء بعضهم على الولاء للنظام السابق ام الصراع الذى تفجر فى الكفرة؟ اذا كانت تلك المناطق هى المعنية بالمصالحة فاننى اجد مايستوجب السعى للتصالح والتدخل لوأد الفتن التى غرسها النظام السابق بينها واجد ان من واجب كل المؤهلين ان يتدخلوا لقطع دابر الفتن ومعالجة ماتركته فى النفوس من حزازات واحقاد وضغائن.
اما اذا كان المعنى بالتصالح مع النظام السابق فان ماارتكبه من جرائم وماتسبب فيه من اضرار وماقام به من عدوان وتعديات ومظالم فى حق الوطن وفى حقوق المواطنين فان ذلك لايقبل التحدث عن التصالح فيه مالم تجرى تصفيته قضائيا فى مايعرف "بالعدالة الانتقالية" وبحيث يعاد لكل ذى حق حقه، تعاد الممتلكات والاراضى التى اغتصبت والحقوق التى انتهكت والارزاق التى نُهبت.. تعاد لاصحابها ويعوضون عما لحق بهم من اضرار وخسائر، وكذلك يُنصف الذين ذهبوا ضحية القمع من خلال التصفية الجسدية والسجون وما تعرضوا له من تعذيب وانتهاكات لحقوقهم الانسانية المشروعة ينصفون مما لحق بهم من ظلم ومظالم ويعاد لهم الاعتبار. وقد آن الاوان لفتح هذا الملف الكبير والمهم وشروع الدولة فى عرضه وبحثه وتصفيته ووضعه على راس اولوياتها وما كان ينبغى الاهتمام به من ملفات القضايا الوطنية.
- في الختام هل لديكم أي كلمة ترغب في توجيهها لأبناء الشعب الليبي؟
- لنجعل الوطن روحا ً تسري في نبضنا تماما كما فعل آباؤنا المؤسسون، ولنعيد بناؤه بأدواتنا وخصوصيتنا ورؤانا بمنأى عن الغير جاعلين المصلحة العامة نصب أعيننا مغلبينها على مصالحنا وأهوائنا الشخصية، فليبيا فوق كل إعتبار.
نشكر الأمير السيد محمد الحسن الرضا السنوسي على إتاحته لهذه الفرصة لنا ونتمنى أن نلتقي به قريبا على أرض الوطن العزيز
***************
معلومات عن الامير محمد الحسن الرضا السنوسي
ولد الأمير محمد في منطقة الظهرة بالعاصمة الليبية طرابلس فى العشرين من أكتوبر سنة 1962 وهو النجل الثاني للأمير الراحل الحسن الرضا السنوسي، ولي عهد المملكة الليبية بين (1956- 1969). ولم يكن عمره قد تجاوز السابعة عندما أطاح "انقلاب عسكري" بعم والده الملك محمد ادريس السنوسي ملك المملكة الليبية، التي توحدّت وأصبحت دولة مزدهرة ونامية واستقلت على يديه فى الرابع والعشرين من ديسمبر سنة 1951. وشاهد الطفل الأمير محمد رتلاً من الدبابات وهي تقتحم مزرعة والده -ولي العهد- وتطوّق المنزل الكائن بمنطقة السواني بطرابلس وتبادر باعتقاله في الأول من سبتمبر 1969 ويقتاده الجنود وهم يصرخون بأن لديهم أوامر بالقبض عليه من طرف قادة الانقلاب. ثم شاهد جنودا آخرين ينهبون محتويات المنزل ويخربون بعضها.
ومر الأمير محمد بفترة صعبة و تغيرت حياته تماماً. وهو يرى والده في السجن قبل أن يوجه له الانقلابيون اتهامات ملفقة ومتهافتة، حوكم وأدين بموجبها بثلاث سنوات. وسمح "العسكر" للأمير محمد واشقائه بزيارة والدهم في السجن مرة واحدة كل أسبوع. ويعتقد الأمير محمد بأن هذه الزيارات لوالده داخل السجن وفى هذه الأوقات العصيبة، كان لها الآثر الكبير فى تكوين شخصيته وتعميق نظرته للحياة والناس.إذ أنّ مثل هذه التجارب المريرة هي التي تُعمّق فى نفس الانسان معنى الشعور بالظلم وعمق معاناة الاضطهاد وعشق الحرية.
بعد الافراج عن والده، وضعت العائلة تحت الإقامة الجبرية لمدة سبع سنوات في طرابلس. حيث كانت عساكر الجيش حاضرة ومتواجدة على مدار الليل والنهار حول المنزل وداخل الحديقة. وكان يتم تفتيش كل من يسمح لهم بزيارة ولى العهد تفتيشاً شخصياً ودقيقاً. وقد سحب من جميع أفراد الأسرة جوازات سفرهم وكل الأوراق الثبوتية. ويقول الأميرمحمد متذكراً هذه المحنة العصيبة : بأنها كانت عملية عزل كاملة عن الناس وتجريد للهوية.
فى نهاية 1977 رفعت الإقامة الجبربة عن والده. ورغم كل هذا العزل والاضطهاد فقد كان الكثير من المواطنين يظهرون الاحترام للعائلة ويقوم العديد من مختلف أنحاء ليبيا بزيارة الأسرة. تجلى هذا الحب والإحترام لدى أدائه لصلاة الجمعة فى جامع ادريس وسط طرابلس بعد رفع الإقامة الجبرية عنه، حيث تجمع الناس لمصافحته ومعانقته بحرارة.الأمر الذي أثار حفيظة السلطات وغضبها ودفعها إلى إصدار أمر بمنع ولي العهد السابق من أداء صلاة الجمعة في المساجد وذلك في نهاية 1978.
وفي شهر فبراير من العام 1984، أصدر النظام أمرا بحرق المنزل الذي تقيم فيه الأسرة، وحضر لهذه المهمة عشرات من عناصر اللجان الثورية والمخابرات الى البيت ليكسروا الباب. ويخرجوا كل العائلة طالبين منهم أن يقفوا جانبا لمشاهدة النيران التي أضرموها فى محتوياته. ووقفت العائلة تشاهد النيران وهي تأتي على كل محتويات المنزل ومتعلقات الأسرة بما في ذلك الصور الشخصية والأوراق الخاصة.
وفي نفس السنة، قام النظام بتدمير الزاوية السنوسية الكائنة بواحة الجغبوب شرق ليبيا وهي المقر الروحي للحركة السنوسية. وقد قام النظام بهدم الجامع والزاوية والضريح ونبش قبر الامام محمد بن على السنوسي المدفون به منذ مئة وعشرين عاما، وإخراج رفاته ورفات كل المدفونين هناك والعبث بها ثم رميها في مكان مجهول.
ظلت الأسرة تعيش هذه الأجواء الرهيبة من الضغوط والمعاناة بطرابلس مثلها مثل باقي أفراد الشعب الليبي حتى العام 1987، حيث اعتلت صحة ولي العهد وأصيب بجلطة. فسمح له بالسفر إلى الخارج رفقة الأمير محمد فقط لتلقي العلاج في المملكة المتحدة. ثم بعد مضي ثمانية أشهرسمح لبقية أفراد الأسرة باللحاق به.
وفي 28 أبريل 1992، انتقل ولي العهد إلى الرفيق الأعلى، ونقلته الأسرة الى المدينة المنورة ليدفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - إلى جانب عمه الملك إدريس السنوسي رحمهما الله، وترك نجله الأمير محمد خلفاً له وراعيا للأسرة ووليا للعهد. وقد تحمل الأمير محمد وأشقاؤه مسؤولية الاهتمام بشؤون الأسرة فى سن مبكرة. فقد كان الأمير محمد قد التحق في بداية الثمانينات بوظيفة بوزارة الزراعة الليبية حيث عرفت شخصيته بالبساطة والتواضع. تواضع وبساطة الأسرة السنوسية من جانب والده، وأسرة باكير من جانب والدته، وهي كريمة رجل العلم والدولة الأستاذ والعالم الشيخ الطاهر باكير. وفى هذا البيت الكبير ووسط هذه الأسرة الكريمة نشأ الأمير محمد رجلا دمث الأخلاق، ودودا وشهما وكريما وذا علاقات وصداقات واسعة مع شرفاء الليبيين واخيارهم. سائرا على نهج الآباء والأجداد محبا لرياضة الفروسية، وتسلق الجبال والسباحة.
"يقول الامير محمد: أنا لا أحب أن أرى الظلم وأنفر من إيذاء الناس ويؤلمني بؤس الأخرين ومعاناتهم. ويعود ذلك إلى تجاربي القاسية، وما حدث لعائلتي والليبيين على يد الانقلابيين من ظلم واضطهاد. وشدد الأمير محمد قائلا : يجب أن يعيش كل الناس بكرامة، وينبغي أن لا يظلم بعضهم بعضا وأن لا يتعدوا على حياة الآخرين."
عام 1984، قامت زمرة من عناصر اللجان الثورية بالاعتداء على بيته ونهب مقتنياته وأغراضه الشخصية، وقاموا بعد ذلك بحرق البيت مما أثر تأثيراً بالغاً على الأمير الحسن واسرته.
في أواخر الثمانينيات ساءت الحالة الصحية للأمير الحسن فسمح له بالسفر للعلاج في الخارج يرافقه ابنه الأمير محمد ولحقت به الأسرة فيما بعد، إلا أن الأمير قررعدم العودة إلى ليبيا وظل مقيماً في بريطانيا إلى أن وافته المنية في 28 ابريل 1992 تاركاً وصيته لابنه الأمير محمد الذي ظل يمارس نشاطه السياسي المعارض من الخارج ويعمل على مقاومة نظام الطاغية بكل ما يستطيع من الوسائل المتاحة، ولم ييأس رغم التواطؤ الدولي والصعوبات والمعوقات والخذلان العربي واللامبالاة التي كان يحظى بها نظام سبتمبر البغيض إلى أن مَنّ الله تعالى بتفجر ثورة السابع عشر من فبراير المباركة وسقطت سلطة الطاغية وانهار نظامه.
صحيفة الكلمة كان لها هذا اللقاء بالأمير محمد الحسن الرضا السنوسي وتوجهت له بالاسئلة التالية:
- نرحب بكم على صفحات هذه الصحيفة ونشكركم على إتاحة الفرصة للإلتقاء بكم، فما الذي تُودّون قوله في البداية؟
- أتوجه عبر صحيفتكم إلى كافة مواطني بلدي ليبيا بأحر التهاني بمناسبة قدوم شهر الخير والفضيلة ( شهر رمضان المبارك ) واقتراب عيد الفطر المبارك سائلاً المولى القدير أن يعيدهما علينا جميعا ببركة أسرارهما، وأن نرى ليبيا التي أقام بنيانها الأباء المؤسسون وهي تمضي قدماً فى طريق واضح نحو الأمن والاستقرار والرفاهية التي تشمل الجميع.
- نبدأ بالحديث عن الماضي، كيف كانت حياتكم في عهد النظام السابق؟
- تم إعتقال الوالد منذ الساعات الأولى من الانقلاب العسكري وأقتيد الى السجن، وأرغم هناك على التنازل تحت تهديد السلاح، وجرت محاكمته في ماسمى (بمحكمة الشعب) ضمن من حوكم من رجال الدولة الليبية فى العهد الملكي، كانت في الحقيقة شرف سجله التاريخ له ولمن حوكم معه، وأمضى عقبها في السجن اكثر من سنة.. ثم وضع تحت الإقامة الجبرية لمدة سبع سنوات. وفي عام 1984 تم إقتحام منزلنا من قبل عناصر من اللجان الثورية وجرى احراقة والعبث بمحتوياته وسرقته، وفي نفس السنة اقتحموا زاوية وجامع الجغبوب، وتم العبث بمحتوياتهما وسرقة ما فيها من وثائق ومخطوطات تاريخية نادرة وجرى نبش القبور التى بها حيث تم إخراج رفات الإمام السيد محمد بن علي السنوسي مؤسس الأسرة والحركة السنوسية ورفات المدفونين إلى جواره من رفاقه وأفراد عائلته، وكان العسكر قد اقتحموا ليلة الانقلاب المزرعة والبيت الذى نسكنه بها ونهبوا وسرقوا كل محتوياته!
وكانت المزرعة التى تضم المنزل والواقعة بمنطقة (السوانى بنى يادم) قد قام الوالد بشرائها بعد الحصول على قرض من البنك، بعد تخليه عن السكنة فى القصر الذى بنته له الدولة بمنطقة (بوستة) وخصصته وقتها (اى فى الستينات من القرن الماضى) ليصبح مقراً لديوان ولي العهد وسكناً له.
- لماذا تخلى ولي العهد عن السكنة فى قصر الحكومة؟
- لانه استمع الى نصيحة الملك إدريس رحمه الله الذى كان يتفادى مجرد السكنة فى قصر وحساسية الناس لذلك فبادر الوالد الى الاقتراض من البنك وبناء منزل خاص به، على نفقته ودون الاحتياج للدولة (!) وقد استمر الوالد فى الالتزام بتسديد أقساط ذلك القرض من مخصصاته حتى وقوع الانقلاب.
- سمو الأمير متى غادرتم ليبيا؟
- غادرنا ليبيا يوم 18 اكتوبر 1988 رفقة الوالد المريض ولم نكن نعتقد ان غيبتنا عن الوطن العزيز ستطول كل هذا الزمن.
- كيف استطعتم العيش في بريطانيا؟ وهل هناك من مدّ لكم يد العون من جهات أو أفراد ليبيين أو من غيرهم؟
- لقد عشنا فى المنفي القاسي على مساعدة عدد محدود جدا من اهل الخير والمروءة.
- هل كان النظام السابق يحاربكم في الخارج؟
- النظام السابق كان يحارب كل من كان يعارضه فى الخارج ونحن جزء من هؤلاء المعارضين.
- ألم يعتريكم شيء من اليأس من زوال الحكم الدكتاتوري؟ وهل كنتم تتوقعون زواله بهذه الصورة؟
- لم يخالجنا الشك يوما في صحوة الشعب وانتفاضته ضد الانقلاب العسكري والتصدّي لممارساته الظالمة مهما طال بها الزمن، فثقتنا في الشعب كانت دوما عالية وتاريخ الليبيين النضالي يؤكد ذلك فأبناء وأحفاد عمر المختار ورفاقه من رموزالجهاد في مختلف ربوع الوطن لن يرتضوا الظلم أبدا، ولله الحمد قد أثبتوا أهليتهم لهذا الإنتماء وضربوا للعالم مثلاً يوم أزفت الآزفة رغم فداحة الثمن وجسامة التضحيات وأعداد الشهداء.
-هل اتصل بكم النظام السابق كما حدث مع بعض المعارضين؟
- لقد حاولوا ذلك قبل انتفاضة فبراير بعام تقريبا، وقدّموا بواسطة رسلهم الكثير مما يرونه مغريا.. ومن ذلك ممتلكاتنا المغتصبة ومعها ما يرونه من أشكال التعويض إلا انهم لم يجدوا أي اهتمام أو بادرة قبول، فالوطن والموقف والشرف ليس لهم أثمان على الاطلاق لدى الشرفاء من الناس..
- كيف ترون مقتل القذافي ونهاية نظامه؟
- الشعب الليبي لا تحركه روح وغريزة الانتقام والتشفي، لقد قام الشعب بثورة عنوانها العدالة وغايتها ارساء دولة القانون التي تؤصّلها الدستورية في ارقى معانيها، اما حقبة الانقلاب ورغم ما انطوت عليه من ممارسات القمع والظلم وما سقط فيه من ضحايا وشهداء وما جرى فيها من مظالم الا أنها الآن أزيلت بانتفاضة الشعب وأصبحت جزءا من الماضي.. وعلينا الان النظر الى المستقبل.
- سمو الأمير كيف نظرتم إلى ثورة 17 فبراير منذ انبلاجها؟
- نظرتنا لها كانت كنظرة أي مواطن عانى الظلم في الداخل أو في المنفى الاضطراري، رأينا فيها "الحلم" الذي عشناه طويلا، حلم إعادة الوجه الذي افتقدناه لدولتنا الفتية التي ولدت من رحم الأمم المتحدة بعد انتصار كفاح الأباء والوصول الى اعلان الاستقلال، رأينا فيها إشراقة فجر لدولة قوامها الدستور المبني على اساس المواطنة والمؤسسات الدستورية العصرية وحقوق الانسان.. ثورة عنوانها الحرية والعدالة والمساواة والدولة الحديثة وهي القيم التي نتمنى ان تسود مستقبل دولتنا وترتقي بها الى مصاف الدول المتمدنة.
- ما هو رأيكم في أداء المجلس الوطني الانتقالي؟
- لقد وجد المجلس الوطني الانتقالي ليملأ فراغا اقتضته مرحلة الثورة وهي مرحلة التحرير، ولقد حافظ هذا المجلس رغم ظروف ارتجاله السريع اثناء تلك المسيرة المرتبكة، على وحدة الثورة والنضال وعلى وحدة الوطن، أما أداؤه عقب التحرير فهو إجتهاد قابل للخطأ والصواب، تحكمت فيه ظروف المرحلة.. والاعتماد الآن يكون على (كيان منتخب) وهو المؤتمر الوطني العام، فالمؤتمر هو الذي سيقود المرحلة الانتقالية فعليا على أساس انه (هيكل منتخب) ومعبّر عن ارادة الامة، والذي نأمل منه تلافي الاخطاء بمراجعة مسيرة المرحلة، حتى نصل الى مرحلة تكوين " الدولة الدستورية " التي يجب ان يتوافق عليها جميع افراد وفئات الشعب دون استثناء ولا إقصاء.
- كيف تنظرون إلى الاحداث فى بنى وليد والكفرة وغيرها من المناطق؟
- جذور تلك الاحداث تنبت فى مفاهيم واحداثيات واخلاقيات الطريقة التى كان يدير بها النظام السابق الامور والاسلوب المتخلف الذى يتصرف به ويسوس البلاد ويبتعد بها عن الاستقامة والقيم الخُلقية النزيهة، انها افرازات اخلاق وعلاقات المرحلة السابقة تعبر عن سباق الانانية والجرى وراء الاستحواذ والمنافع التى كان يجب ان يتجاوزها المواطنون بعد تفجر ثورة فبراير لتسود اخلاقيات التسامح والانتماء للوطن والاهتمام بمصالحة العليا وكل مايسهل له سبل التقدم والرقي والخروج من التخلف.
لقد انتفض الشعب بثورته ضد الظلم والجور والعسف وضد من سفك دمه واهدر ماله، فخصوم الثورة والشعب هو الظلم والجور والفساد والمتورطون فى جرائم النظام، وليسوا قبائل ومدنا بعينها، وعلينا ان نميز بين الفرد وقبيلته او مدينته، فالمسؤولية تظل فردية وليست عامة (ولا تز وازرة وزر أخرى)، آمل ان يرتقي بنا النضج ونكون أكثر وعيا بالوطن، فليبيا فوق كل الاعتبارات القبلية والاقليمية والسياسية. وهي وطن الجميع وبالجميع.
- هل تابعتم الانتخابات الماضية وما هو تقييمكم لها من وجهة نظركم؟
- انها تجربة غابت عنا لأكثر من أربعة عقود، والجميل فيها أن الليبي أخذ يتعامل مع شيء إسمه (صندوق الاقتراع) الذي لم يكن يشاهده منذ أربعة عقود الا عبر الفضائيات ! انها تجربة وليدة يصعب الحكم على نتائجها وتقييمها بعُجالة، علينا ان نقبل بها كما هي، فهي خطوة أولى نحو الأمام، وسيترسخ مفهومها الصحيح أكثر بالممارسة في المستقبل إن شاء الله.
- تعلمون بظهور دعوة في المنطقة الشرقية من ليبيا لتبنّي الفيدرالية فما هو رأيكم فيها؟
- بعد الحرب العالمية الثانية وقبيل اعتراف الأمم المتحدة باستقلال ليبيا كانت ليبيا هذه ثلاث ولايات، تُحكم كل ولاية من طرف ادارات مستقلة، ففى فزان كانت فرنسا التي تحكم الجنوب، وفى برقة كانت هناك ادارة بريطانية عسكرية تختلف عن تلك التى تدير ولاية طربلس، وقد نشأت أوضاع إدارية على نحو من الاختلاف بحكم التباعد الجغرافي وانعدام التواصل وسهولة المواصلات بينهما، وقد أخذ الأباء المؤسسون لتلك الدولة، بالنظام الاداري الفيدرالي الذي كان يحقق وحدة الوطن الكلية ويحافظ فى نفس الوقت على ماهو واقع من الخصوصيات والحقائق الموضوعية التى نشأت بفعل (الجغرافيا).. جغرافية ليبيا والمسافات الشاسعة التى تباعد بين العواصم، وان كانت الفيدرالية قد أستبدلت بعد ظهور النفط والتطور الاقتصادي الذي تحقق عن طريق (حكومة الاتحاد)، بنظام التقسيم الاداري عن طريق المحافظات، والهدف الذي كان يحرص الأباء المؤسسون لدولة الاستقلال على الحفاظ عليه هوعدم التهميش وتحقيق اللامركزية وتمكين كل الجهات من أخذ نصيبها من الرعاية والرخاء والتعبير عن رأيها فى التنمية وحقها فى المشاركة فى السلطة وادارة البلاد. والفيدرالية (نظام اداري) اقتضت المراحل الأولى لتثبيت الاستقلال الأخذ به، ثم تجاوزته مرحلة ترسيخ الدولة ونهوضها اللاحق. وفى بلدان أوروبا المتقدمة قامت (البلديات) ومجالسها المحلية بنفس دور التقسيمات الادارية الأخرى كالمحافظات وما شابه ذلك وحققت " لا مركزية " السلطة ومكنت كافة المواطنين رغم تعدد مناطقهم من التعبير عن مواطنتهم وحقوقهم المشروعة فى المشاركة والمواطنة والانتفاع على قدم المساواة بكل الحقوق. ومع ذلك فإنني أحترم كل الآراء والإجتهادات وأقدر دوافعها وأسبابها، وأتمنى أن تتم دسترة الادارة المحلية بما يتوافق مع واقعنا الاجتماعي والجغرافي وبصورة يكفل الدستور ادارتها بشكل عادل ويقضي على التهميش والمركزية التي تصنعها النظم الدكتاتورية والحكام الاستبداديون، ولكن الدستورالحديث المتقدم وحده هو الذى يؤمن كيان الوطن ويكفل وحدته ويفتح امامه سبل التقدم والارتقاء والخروج من التخلف.
- هل ترون أن نظام الأحزاب صالح للتطبيق في ليبيا؟
- الحزب والتحزب حق من حقوق الانسان وهو أرقى أشكال التنظيم والتعبيرعن الرأي للمواطن المتمدن، المستنير الحر. ومما لا شك فيه فان الحزب السياسي المبني على اساس البرنامج الوطني هو مدرسة سياسية تصقل المواطن وتعده للمشاركة في صنع القرار، والتعددية السياسية هي نتاج لتعدد الاراء والاجتهادات وهي أمر صحي وسليم، وليبيا ليست نشازا بين الدول المتمدنة التي قامت على التعددية السياسية والتداول السلمي للخيارت السياسية على السلطة سواء سلطة التنفيد اى الحكومة اوسلطة التشريع التى من اختصاص البرلمان، واعتقد ان التجربة الحزبية في ليبيا ستنصقل اكثر بالممارسة وبنضج الوعي بها من قبل المواطن، وأهم ما في الامر ان تكون احزابنا مؤسسة على عقيدة منشئها الوطن وهدفها هو الوطن.
- ما هي نظرتكم إلى مستقبل ليبيا؟
- نحن لا نرى مستقبل لليبيا إلا ما رآه أباؤنا المؤسسون، دولة دستورية قوامها المواطنة تنعم بمؤسسات دستورية فاعلة تسودها الحرية والعدالة والمساواة والامن والاستقرار والرفاهية التامة لمواطنيها التي حرموا منها على مدى أكثر من أربعة عقود.. دولة محافظة على أصالتها الوطنية وخصوصيتها التاريخية وتتطلع الى التحديث والمعاصرة والتقدم.
- سمو الأمير هل تدعون إلى عودة العمل بالدستور الليبي الذي ألغاه الانقلابيون؟
الدستور الليبي هو صنيعة الآباء المؤسسين وهو شهادة ميلاد الدولة الليبية التى قوضها انقلاب سبتمبر العسكرى، فلا ننسى ان ليبيا ولدت من رحم هذا الدستور وجاء تتويجا لنضال سياسي خاضه أولائك الآباء، وعلى هذا الاساس ينبغي أن يظل فى تقديرى هوعنوان الدولة الليبية وقاعدتها الاساس وأن تجري عليه الأمة الملاحق التعديلية التي تراها مناسبة بحيث يظل الحلقة الدستورية التي تربط الاجيال السابقة واللاحقة، بدل القطيعة التي أرادها له الانقلابيون، فلا ينبغي ان نحقق لهم ما يريدون.
- هل عودة الملكية إلى ليبيا أمر ممكن الآن؟ وهل تعلمون أن هناك من يدعون إليها في داخل ليبيا أو خارجها من أبناء الشعب الليبي؟
- الملكية الدستورية شكل للحكم تبناها الدستور الليبي ولم تفرضها أسرة كغيرها من الملكيات التي عرفناها فى العالم، ولكن أتت بها الامة عبر مبايعتها ودستورها، وإمكانية عودتها من عدمه أمر تقرره الامة الليبية عبر إستفتاء عام، والأمة أحرص على ما يحقق لها الاستقرار وهي أدرى بذلك لأنها لا تنظر وفق مصلحة ضيقة.
- كيف تنظرون إلى دعوات المصالحة الوطنية؟ وهل لديكم إي تصور بخصوصها؟ وهل يمكنكم القيام بدور فيها استنادا للمكانة التاريخية لكم ولأسرتكم الكريمة والإرث الديني والإصلاحي الذي تمتلكه العائلة والحركة السنوسية في ليبيا؟
- مالمقصود بالمصالحة الوطنية هل المقصود بها المصالحة بين تاورغاء ومدينة مصراته ام "مصالحة" للقضاء على الانقسامات بين اهالى بنى وليد بسبب بقاء بعضهم على الولاء للنظام السابق ام الصراع الذى تفجر فى الكفرة؟ اذا كانت تلك المناطق هى المعنية بالمصالحة فاننى اجد مايستوجب السعى للتصالح والتدخل لوأد الفتن التى غرسها النظام السابق بينها واجد ان من واجب كل المؤهلين ان يتدخلوا لقطع دابر الفتن ومعالجة ماتركته فى النفوس من حزازات واحقاد وضغائن.
اما اذا كان المعنى بالتصالح مع النظام السابق فان ماارتكبه من جرائم وماتسبب فيه من اضرار وماقام به من عدوان وتعديات ومظالم فى حق الوطن وفى حقوق المواطنين فان ذلك لايقبل التحدث عن التصالح فيه مالم تجرى تصفيته قضائيا فى مايعرف "بالعدالة الانتقالية" وبحيث يعاد لكل ذى حق حقه، تعاد الممتلكات والاراضى التى اغتصبت والحقوق التى انتهكت والارزاق التى نُهبت.. تعاد لاصحابها ويعوضون عما لحق بهم من اضرار وخسائر، وكذلك يُنصف الذين ذهبوا ضحية القمع من خلال التصفية الجسدية والسجون وما تعرضوا له من تعذيب وانتهاكات لحقوقهم الانسانية المشروعة ينصفون مما لحق بهم من ظلم ومظالم ويعاد لهم الاعتبار. وقد آن الاوان لفتح هذا الملف الكبير والمهم وشروع الدولة فى عرضه وبحثه وتصفيته ووضعه على راس اولوياتها وما كان ينبغى الاهتمام به من ملفات القضايا الوطنية.
- في الختام هل لديكم أي كلمة ترغب في توجيهها لأبناء الشعب الليبي؟
- لنجعل الوطن روحا ً تسري في نبضنا تماما كما فعل آباؤنا المؤسسون، ولنعيد بناؤه بأدواتنا وخصوصيتنا ورؤانا بمنأى عن الغير جاعلين المصلحة العامة نصب أعيننا مغلبينها على مصالحنا وأهوائنا الشخصية، فليبيا فوق كل إعتبار.
نشكر الأمير السيد محمد الحسن الرضا السنوسي على إتاحته لهذه الفرصة لنا ونتمنى أن نلتقي به قريبا على أرض الوطن العزيز
***************
معلومات عن الامير محمد الحسن الرضا السنوسي
ولد الأمير محمد في منطقة الظهرة بالعاصمة الليبية طرابلس فى العشرين من أكتوبر سنة 1962 وهو النجل الثاني للأمير الراحل الحسن الرضا السنوسي، ولي عهد المملكة الليبية بين (1956- 1969). ولم يكن عمره قد تجاوز السابعة عندما أطاح "انقلاب عسكري" بعم والده الملك محمد ادريس السنوسي ملك المملكة الليبية، التي توحدّت وأصبحت دولة مزدهرة ونامية واستقلت على يديه فى الرابع والعشرين من ديسمبر سنة 1951. وشاهد الطفل الأمير محمد رتلاً من الدبابات وهي تقتحم مزرعة والده -ولي العهد- وتطوّق المنزل الكائن بمنطقة السواني بطرابلس وتبادر باعتقاله في الأول من سبتمبر 1969 ويقتاده الجنود وهم يصرخون بأن لديهم أوامر بالقبض عليه من طرف قادة الانقلاب. ثم شاهد جنودا آخرين ينهبون محتويات المنزل ويخربون بعضها.
ومر الأمير محمد بفترة صعبة و تغيرت حياته تماماً. وهو يرى والده في السجن قبل أن يوجه له الانقلابيون اتهامات ملفقة ومتهافتة، حوكم وأدين بموجبها بثلاث سنوات. وسمح "العسكر" للأمير محمد واشقائه بزيارة والدهم في السجن مرة واحدة كل أسبوع. ويعتقد الأمير محمد بأن هذه الزيارات لوالده داخل السجن وفى هذه الأوقات العصيبة، كان لها الآثر الكبير فى تكوين شخصيته وتعميق نظرته للحياة والناس.إذ أنّ مثل هذه التجارب المريرة هي التي تُعمّق فى نفس الانسان معنى الشعور بالظلم وعمق معاناة الاضطهاد وعشق الحرية.
بعد الافراج عن والده، وضعت العائلة تحت الإقامة الجبرية لمدة سبع سنوات في طرابلس. حيث كانت عساكر الجيش حاضرة ومتواجدة على مدار الليل والنهار حول المنزل وداخل الحديقة. وكان يتم تفتيش كل من يسمح لهم بزيارة ولى العهد تفتيشاً شخصياً ودقيقاً. وقد سحب من جميع أفراد الأسرة جوازات سفرهم وكل الأوراق الثبوتية. ويقول الأميرمحمد متذكراً هذه المحنة العصيبة : بأنها كانت عملية عزل كاملة عن الناس وتجريد للهوية.
فى نهاية 1977 رفعت الإقامة الجبربة عن والده. ورغم كل هذا العزل والاضطهاد فقد كان الكثير من المواطنين يظهرون الاحترام للعائلة ويقوم العديد من مختلف أنحاء ليبيا بزيارة الأسرة. تجلى هذا الحب والإحترام لدى أدائه لصلاة الجمعة فى جامع ادريس وسط طرابلس بعد رفع الإقامة الجبرية عنه، حيث تجمع الناس لمصافحته ومعانقته بحرارة.الأمر الذي أثار حفيظة السلطات وغضبها ودفعها إلى إصدار أمر بمنع ولي العهد السابق من أداء صلاة الجمعة في المساجد وذلك في نهاية 1978.
وفي شهر فبراير من العام 1984، أصدر النظام أمرا بحرق المنزل الذي تقيم فيه الأسرة، وحضر لهذه المهمة عشرات من عناصر اللجان الثورية والمخابرات الى البيت ليكسروا الباب. ويخرجوا كل العائلة طالبين منهم أن يقفوا جانبا لمشاهدة النيران التي أضرموها فى محتوياته. ووقفت العائلة تشاهد النيران وهي تأتي على كل محتويات المنزل ومتعلقات الأسرة بما في ذلك الصور الشخصية والأوراق الخاصة.
وفي نفس السنة، قام النظام بتدمير الزاوية السنوسية الكائنة بواحة الجغبوب شرق ليبيا وهي المقر الروحي للحركة السنوسية. وقد قام النظام بهدم الجامع والزاوية والضريح ونبش قبر الامام محمد بن على السنوسي المدفون به منذ مئة وعشرين عاما، وإخراج رفاته ورفات كل المدفونين هناك والعبث بها ثم رميها في مكان مجهول.
ظلت الأسرة تعيش هذه الأجواء الرهيبة من الضغوط والمعاناة بطرابلس مثلها مثل باقي أفراد الشعب الليبي حتى العام 1987، حيث اعتلت صحة ولي العهد وأصيب بجلطة. فسمح له بالسفر إلى الخارج رفقة الأمير محمد فقط لتلقي العلاج في المملكة المتحدة. ثم بعد مضي ثمانية أشهرسمح لبقية أفراد الأسرة باللحاق به.
وفي 28 أبريل 1992، انتقل ولي العهد إلى الرفيق الأعلى، ونقلته الأسرة الى المدينة المنورة ليدفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - إلى جانب عمه الملك إدريس السنوسي رحمهما الله، وترك نجله الأمير محمد خلفاً له وراعيا للأسرة ووليا للعهد. وقد تحمل الأمير محمد وأشقاؤه مسؤولية الاهتمام بشؤون الأسرة فى سن مبكرة. فقد كان الأمير محمد قد التحق في بداية الثمانينات بوظيفة بوزارة الزراعة الليبية حيث عرفت شخصيته بالبساطة والتواضع. تواضع وبساطة الأسرة السنوسية من جانب والده، وأسرة باكير من جانب والدته، وهي كريمة رجل العلم والدولة الأستاذ والعالم الشيخ الطاهر باكير. وفى هذا البيت الكبير ووسط هذه الأسرة الكريمة نشأ الأمير محمد رجلا دمث الأخلاق، ودودا وشهما وكريما وذا علاقات وصداقات واسعة مع شرفاء الليبيين واخيارهم. سائرا على نهج الآباء والأجداد محبا لرياضة الفروسية، وتسلق الجبال والسباحة.
"يقول الامير محمد: أنا لا أحب أن أرى الظلم وأنفر من إيذاء الناس ويؤلمني بؤس الأخرين ومعاناتهم. ويعود ذلك إلى تجاربي القاسية، وما حدث لعائلتي والليبيين على يد الانقلابيين من ظلم واضطهاد. وشدد الأمير محمد قائلا : يجب أن يعيش كل الناس بكرامة، وينبغي أن لا يظلم بعضهم بعضا وأن لا يتعدوا على حياة الآخرين."
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» مطالبة بعودة الشرعية الدستورية ودعوة ولي العهد الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي
» الأمير محمد أبن الحسن الرضا يرفض الفيدرالية
» بيان توضيحي من محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي
» جامعة طرابلس تستضيف الأمير محمد السنوسي
» حوار قبل أن يسدل الستار حـوار صـريح مع الدكتور محمد محمد الم
» الأمير محمد أبن الحسن الرضا يرفض الفيدرالية
» بيان توضيحي من محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي
» جامعة طرابلس تستضيف الأمير محمد السنوسي
» حوار قبل أن يسدل الستار حـوار صـريح مع الدكتور محمد محمد الم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR