هل أغرق الطوفان دراما رمضان؟

أكثر من 40 مسلسلاً مصرياً و20 مسلسلاً سورياً و15 مسلسلاً خليجياً وبرامج وست كوم وتوك شو بلا حصر عرضت خلال شهر رمضان ولا تزال تعرض على الشاشات الفضائية العربية، الأمر الذي أشبه طوفاناً حقيقياً أغرق الجميع ممثلين ومخرجين ومؤلفين ونقاد ومشاهدين في تساؤلات جادة حول الدراما والأداء الفني للممثلين والديكورات والإضاءة وكافة عناصر العمل الفني الأخرى التي أصابها الكثير من الترهلات.

ورفض الكثير من الممثلين الرد على هذا الأمر مؤكدين أن هذه هي طبيعة شهر رمضان تقدم على مائدته ما يلذ ويطيب وعلى المشاهد أن يختار، وأن اختياراته لا تنتقص من جودة عمل دون آخر.


ورأى الكثير من الجمهور أن ما يحدث وحدث خلال رمضان لم يعط لأحد فرصة الاستمتاع الحقيقي بالأعمال الدرامية، حيث توزعت رغباته بين أكثر من مسلسل وبرنامج.

واعترض البعض على أن يمتد المسلسل لـ 30 حلقة، وبعضها أكثر من ذلك، وقال شاب في سنته الأخيرة في الجامعة أن هناك الكثير من المسلسلات كان من الممكن أن تختزل في 10 حلقات، وبعضها في 15 حلقة على أقصى تقدير، وامتدح الفنانة ليلى علوي عندما جعلت قسمت مسلسلها "حكايات وبنعيشها" إلى جزءين الأول "هالة والمستخبي"، والثاني "مجنون ليلى".

وقال طالب آخر أن مسلسل مثل الباطنية لم يكن ليحتمل أكثر من 15 حلقة، لكن مطه بهذا الشكل أساء حتى للممثلين، فالفنان القدير محمود السعدني فقد طعمه، وأصبح أداؤه على الشاشة باهتاً، لم يكن يمثل، كذلك لوسي لم تكن تمثل بل كانت تفتعل التمثيل.

وأكد أكثر من متابع لأعمال رمضان الدرامية أن القصور والفيلات والشقق التي صورت فيها كثير من هذه الأعمال مستنفدة ولا تراعي أحداً، كما أنها في الغالب لا تتفق مع طبيعة القصة، فهل نحن بكل هذا الثراء الفاحش الذي يطل من مسلسلاتنا؟

إن الفيلا التي يسكنها نور الشريف في مسلسله "ما تخافوش" لا يسكنها حتى رجال الأعمال فما بالك بمذيع ومقدم برامج؟

وكذلك في مسلسل "الباطنية" الذي بدت ديكوراته وملابس فنانيه منفرة من مبالغتها، المبالغة وصلت حتى في طريقة تدخين الشيشة، وكذا الأمر في مسلسل "البوابة الثانية".

وشبه الفنان يحيي الفخراني رمضان بالـ "أوبن بوفيه تأخذ منه ما تريد واللي معدتك تقدر عليه".

وقال "لو أخذ المشاهد بهذه النظرية سوف يستمتع ويشبع إنما لو نزلت أكل وأخذت من هنا ومن هنا وذقت جميع الأصناف هتجيلك تخمه وهتتعب ومش حتستمتع بحاجة".

وأضاف "ثم أن الدراما في رمضان في رأيي مش للمتابعة، هي عبارة عن بروموشن تعرف منه ايه اللي نازل وايه اللي ابتدا يشد الناس وايه اللي النقاد تكلموا عنه وتستمتع بعد رمضان بمشاهدته على رواقة".

ورأى الناقد طارق الشناوي أن دراما هذا العام بالفعل افتقدت عناصر عديدة منها الحبكة الدرامية، وربما يكون المط قد لعب دوراً في ذلك، وابتعدت عن الواقعية ومالت إلى التكرار.

وأضاف كذلك الأداء التمثيلي للفنانين لم يكن على المستوى المأمول حتى مسلسلات السيرة الذاتية ظهرت مضحكة للغاية، فمسلسل أبو ضحكة جنان الذي يتناول سيرة الفنان إسماعيل ياسين ظهر مثل مسلسلات الكارتون.

أما الناقد رفيق الصبان فاكتفى بالقول أن زحام المسلسلات تسبب في ضياع مجهود الكثيرين ممن أجادوا في أعمالهم وضاع جهدهم وسط هذا الزخم الرهيب من المسلسلات، إن هناك أعمالاً تعرضت للظلم وأعمالاً نال أصحابها أكثر مما يستحقون بسبب الثناء الإعلامي.

وتحدث الفنان محمد صبحي عن الدراما المصرية معترفاً أن الدراما السورية تقدمت عليها وليس معنى ذلك "أننا سيئون ولكن تراجعنا لدرجة أنهم تميزوا عنا لأننا لم نتطور ولا يوجد عندنا جديد".

وقال صبحي كنت أفضل عرض مسلسلي بعد رمضان لأن التركيز على مشاهدة عمل جيد أفضل من تشتت المشاهد بين أكثر من 80 مسلسلاً وبالتالي من المستحيل أن يتابع أي شخص هذا العدد من الأعمال، وحتى لو تابع البعض منها فإنه سيكون بدرجة تركيز 50%.

ويرى الفنان محمد رجب الذي يلعب دور البطولة لأول مرة من خلال مسلسل "أدهم الشرقاوي" أن بعض الجمهور يضطر بسبب كثرة المسلسلات إلى اختيار مسلسل أو اثنين لمشاهدتهما حتى يتذكر أحداثهما ويمكنه متابعتهما، والبعض الآخر يعزل نفسه تماماً عن التليفزيون ولا يشاهد شيئاً، والنوع الثالث يرضى بما يشاهد حينما يجلس أمام التليفزيون بشكل وقتي، وهذا ليس في مصلحة أحد لأن كثرة الأعمال الدرامية تظلم بعض الأعمال الجيدة من حق المشاهدة، من هنا أؤكد أهمية وجود لحل لشهر رمضان والأعمال التي تنتج له خصيصاً.

مشكور يا المهندس على مرورك الرائع على موضوعى