إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
الصادق الغرياني : حول الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الصادق الغرياني : حول الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي
ue]nter]الصادق الغرياني : حول الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي
16 سبتمبر 2012
بيان دار الإفتاء رقم (17)
[/center]
مفتي عام ليبيا
16 سبتمبر 2012
بيان دار الإفتاء رقم (17)
[/center]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فإنَّ دار الإفتاء، في الوقت الذي تُدين فيه بشدَّة استفزاز مشاعر المسلمين بإنتاج أفلام أو صور أو مقالات تسيئ إلى رسول الله محمد _صلى الله عليه وسلم_ أو إلى أي نبيٍّ من أنبياء الله المرسلين من غير استثناء، في أي بقعة من بقاع الأرض، من قبل غلاة متطرفين في أمريكا، أو في غيرها، _تُدين أيضًا بشدَّة ما حدث في القنصلية الأمريكية ببنغازي، وما صار إليه الأمر من قتل السفير الأمريكي وبعض أعضاء السفارة ومن كان معهم من الليبيين في الحراسة، وتجرم كل اعتداء بالسلاح من أي جماعة كانت خارج شرعية الدولة، وتذكِّر بأنَّ النبي محمدا _صلى الله عليه وسلم_ هو الذي حرَّم قتل السفراء، والرسل، والمستأمنين والمعاهدين.
فقد كان _صلى الله عليه وسلم_ أحفظ الناس للعهد، وأوفاهم للذمم، وأبعدَهم عن الغدر، قال _صلى الله عليه وسلم_ : ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة)[البخاري:3166]، وسُنَّة تحريم قتل الرسل أمر قديم، اتفقت عليه أمم الأرض قاطبة، في الجاهلية وفي الإسلام، فلم يقتل الرسول _صلى الله عليه وسلم_ سفيري مسيلمة وقد شهدا عنده بأن مسيلمة الكذاب رسول الله، وقال لهما: (لو كنت قاتلا رسولا لقتلتكما)[المسند:3761].
فما حدث في مدينة بنغازي أمر مستنكر، وهو مؤشر خطير لانفلات الأمن وتحدٍّ لسلطة الدولة بقوة السلاح، يرفضه ويستهجنه كل الليبيين الحريصين على وطنهم، بل كل العقلاء، فضلا عمَّن يتسمّون باسم الإسلام، وينتسبون إليه، وهو عمل غير مسؤول، لا ينصر الإسلام، ولا يخدم الملَّة، بل يضر بالمصلحة العليا للوطن ضررا شديدا، يستنفر عليها الأمم، ويستعدي عليها الدّول، ويعطيها المبرر لتصنيفها في قائمة الإرهاب، وللتدخل في شؤونها، وانتهاك سيادتها وحرماتها، كما أنَّه يُسيء إلى الإسلام إساءة بالغة، يؤلب عليه أعداءه، ويغري به خصومه، وينفّر منه المقبلين عليه، والراغبين في نصرته حتى مِن أبناء جلدته، فقد ساد _للأسف_ في أوساط العامة من المسلمين نفور في الآونة الأخيرة من الجماعات الإسلامية، وصارت تخسر معاركها مع العلمانية بسبب ما يتبناه بعضها من العنف أو ينسب إليها زورا وبهتانا، وأصيبت الدعوة بذلك في مقتل، لابتعادها عن هدي الله تعالى في امتلاك قلوب المخالفين، ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[النحل:125] .
و دار الإفتاء ترى أنَّ ما حدث في القنصلية الأمريكية هو نتيجة متوقعة لأحداث العنف الدامية المتواصلة التي كنا نراها ونتفرج عليها طول الشهور الماضية، ولا نحرك ساكنا، مرورا بالجماعات المسلحة التي تتقاتل خارج شرعية الدولة على الأضرحة والقبور، وما سقط فيها من ضحايا قريبا في الرجمة والعجيلات، وقبلها في زليطن وفي مصراته وطرابلس وغيرها، حتى صار هذا النوع من الخروج المسلح مألوفا لكثرة ما تعودنا عليه، وقد اتخذ الخروج على الحكومة أشكالا متعددة، حصدت مئات الأرواح إن لم تكن الآلاف؛ في الكُفْرة وسبها وغدَامِس وغيرها من مدن الجنوب مع التبو والطوارق، وفي الزاوية مع ورشفانة، وزوارة مع الجميل، والزنتان مع المشاشية، وسوق الجمعة مع بني وليد، و بني وليد مع ثوارها أنفسهم الذين لا يزالون مهجّرين منها يطاردون مع أسرهم وعائلاتهم، وفي بنغازي من اغتيال الضباط وتفجير السيارات، وفي طرابلس وشارع الزاوية ومعارك المستشفى، ومقر مجلس الوزراء، والمطار وسوق الأحد، هذا عدا مدن بأسرها لا تزال خارجة عن القانون، ولا تعترف بسلطان الدولة عليها، وعدا حوادث الاختطاف والسطو واستلاب الأملاك وموت الأبرياء تحت التعذيب أو تسليمهم إلى ذويهم مشوهين على نحو ما تمت عليه مصالحة المؤتمر الوطني العام مع بني وليد في أمر معتقلين لديهم من مدينة مصراته انتهت بالأمس القريب بتسليم بعضهم وكان من بينهم الشاب الذي اشترك في القبض على القذافي في معركة سرت سلم إلى والدته مشلولا.
فهل هذا هو التكريم المناسب له؟! وفي كل مرة تموت الضحايا لا تجد الحكومة ولا المجلس الوطني الانتقالي السابق الشجاعة على الاعتراف بأن السبب هو عجز الحكومة عن فرض القانون، وإنما الشماعة المناسبة دائما: “هذه نزاعات قبلية”.
صدرت في بعض هذه الأحداث المروّعة الدامية على مر الشهور الماضية قرارات من الحكومة وتعهدات بفرض القانون ومحاسبة الجناة، ولكنها كانت حبرا على ورق لم تنفذ، وهو ما أطمع فيها أعداء الثورة المتربصين بها، بل شجع كل خارج عن القانون يريد استلاب مال أو سلطان، أو فرض فكر أو رأي بقوة السلاح، حتى أولئك الذين يذهبون إلى أن طاعة ولي الأمر من الدين وتمام الإيمان أغراهم عجز الحكومة في الملف الأمني إلى أن يؤجلوا هذه الطاعة إلى وقت آخر، فهل ما حدث بعد هذا في القنصلية الأمريكية ترونه أمرا مستغربا؟! أم أنّ حرمة دم المسلم أهون من دم غيره؟!
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبدالرحمن الغريانيوبعد:
فإنَّ دار الإفتاء، في الوقت الذي تُدين فيه بشدَّة استفزاز مشاعر المسلمين بإنتاج أفلام أو صور أو مقالات تسيئ إلى رسول الله محمد _صلى الله عليه وسلم_ أو إلى أي نبيٍّ من أنبياء الله المرسلين من غير استثناء، في أي بقعة من بقاع الأرض، من قبل غلاة متطرفين في أمريكا، أو في غيرها، _تُدين أيضًا بشدَّة ما حدث في القنصلية الأمريكية ببنغازي، وما صار إليه الأمر من قتل السفير الأمريكي وبعض أعضاء السفارة ومن كان معهم من الليبيين في الحراسة، وتجرم كل اعتداء بالسلاح من أي جماعة كانت خارج شرعية الدولة، وتذكِّر بأنَّ النبي محمدا _صلى الله عليه وسلم_ هو الذي حرَّم قتل السفراء، والرسل، والمستأمنين والمعاهدين.
فقد كان _صلى الله عليه وسلم_ أحفظ الناس للعهد، وأوفاهم للذمم، وأبعدَهم عن الغدر، قال _صلى الله عليه وسلم_ : ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة)[البخاري:3166]، وسُنَّة تحريم قتل الرسل أمر قديم، اتفقت عليه أمم الأرض قاطبة، في الجاهلية وفي الإسلام، فلم يقتل الرسول _صلى الله عليه وسلم_ سفيري مسيلمة وقد شهدا عنده بأن مسيلمة الكذاب رسول الله، وقال لهما: (لو كنت قاتلا رسولا لقتلتكما)[المسند:3761].
فما حدث في مدينة بنغازي أمر مستنكر، وهو مؤشر خطير لانفلات الأمن وتحدٍّ لسلطة الدولة بقوة السلاح، يرفضه ويستهجنه كل الليبيين الحريصين على وطنهم، بل كل العقلاء، فضلا عمَّن يتسمّون باسم الإسلام، وينتسبون إليه، وهو عمل غير مسؤول، لا ينصر الإسلام، ولا يخدم الملَّة، بل يضر بالمصلحة العليا للوطن ضررا شديدا، يستنفر عليها الأمم، ويستعدي عليها الدّول، ويعطيها المبرر لتصنيفها في قائمة الإرهاب، وللتدخل في شؤونها، وانتهاك سيادتها وحرماتها، كما أنَّه يُسيء إلى الإسلام إساءة بالغة، يؤلب عليه أعداءه، ويغري به خصومه، وينفّر منه المقبلين عليه، والراغبين في نصرته حتى مِن أبناء جلدته، فقد ساد _للأسف_ في أوساط العامة من المسلمين نفور في الآونة الأخيرة من الجماعات الإسلامية، وصارت تخسر معاركها مع العلمانية بسبب ما يتبناه بعضها من العنف أو ينسب إليها زورا وبهتانا، وأصيبت الدعوة بذلك في مقتل، لابتعادها عن هدي الله تعالى في امتلاك قلوب المخالفين، ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[النحل:125] .
و دار الإفتاء ترى أنَّ ما حدث في القنصلية الأمريكية هو نتيجة متوقعة لأحداث العنف الدامية المتواصلة التي كنا نراها ونتفرج عليها طول الشهور الماضية، ولا نحرك ساكنا، مرورا بالجماعات المسلحة التي تتقاتل خارج شرعية الدولة على الأضرحة والقبور، وما سقط فيها من ضحايا قريبا في الرجمة والعجيلات، وقبلها في زليطن وفي مصراته وطرابلس وغيرها، حتى صار هذا النوع من الخروج المسلح مألوفا لكثرة ما تعودنا عليه، وقد اتخذ الخروج على الحكومة أشكالا متعددة، حصدت مئات الأرواح إن لم تكن الآلاف؛ في الكُفْرة وسبها وغدَامِس وغيرها من مدن الجنوب مع التبو والطوارق، وفي الزاوية مع ورشفانة، وزوارة مع الجميل، والزنتان مع المشاشية، وسوق الجمعة مع بني وليد، و بني وليد مع ثوارها أنفسهم الذين لا يزالون مهجّرين منها يطاردون مع أسرهم وعائلاتهم، وفي بنغازي من اغتيال الضباط وتفجير السيارات، وفي طرابلس وشارع الزاوية ومعارك المستشفى، ومقر مجلس الوزراء، والمطار وسوق الأحد، هذا عدا مدن بأسرها لا تزال خارجة عن القانون، ولا تعترف بسلطان الدولة عليها، وعدا حوادث الاختطاف والسطو واستلاب الأملاك وموت الأبرياء تحت التعذيب أو تسليمهم إلى ذويهم مشوهين على نحو ما تمت عليه مصالحة المؤتمر الوطني العام مع بني وليد في أمر معتقلين لديهم من مدينة مصراته انتهت بالأمس القريب بتسليم بعضهم وكان من بينهم الشاب الذي اشترك في القبض على القذافي في معركة سرت سلم إلى والدته مشلولا.
فهل هذا هو التكريم المناسب له؟! وفي كل مرة تموت الضحايا لا تجد الحكومة ولا المجلس الوطني الانتقالي السابق الشجاعة على الاعتراف بأن السبب هو عجز الحكومة عن فرض القانون، وإنما الشماعة المناسبة دائما: “هذه نزاعات قبلية”.
صدرت في بعض هذه الأحداث المروّعة الدامية على مر الشهور الماضية قرارات من الحكومة وتعهدات بفرض القانون ومحاسبة الجناة، ولكنها كانت حبرا على ورق لم تنفذ، وهو ما أطمع فيها أعداء الثورة المتربصين بها، بل شجع كل خارج عن القانون يريد استلاب مال أو سلطان، أو فرض فكر أو رأي بقوة السلاح، حتى أولئك الذين يذهبون إلى أن طاعة ولي الأمر من الدين وتمام الإيمان أغراهم عجز الحكومة في الملف الأمني إلى أن يؤجلوا هذه الطاعة إلى وقت آخر، فهل ما حدث بعد هذا في القنصلية الأمريكية ترونه أمرا مستغربا؟! أم أنّ حرمة دم المسلم أهون من دم غيره؟!
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
مفتي عام ليبيا
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5585
العمر : 54
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
ابو الزبير- عميد
-
عدد المشاركات : 1404
العمر : 32
رقم العضوية : 139
قوة التقييم : 16
تاريخ التسجيل : 18/04/2009
مواضيع مماثلة
» تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل الهجوم على القنصلية الأمريكية
» جلسة استماع في الكونجرس بشأن الهجوم على القنصلية الأمريكية ف
» تنظيم القاعدة يتبنى الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي
» إسلامي ليبي يقول إنه كان عند القنصلية الأمريكية ببنغازي وقت
» المقريف يضع إكليلاً من الورد أمام القنصلية الأمريكية ببنغازي
» جلسة استماع في الكونجرس بشأن الهجوم على القنصلية الأمريكية ف
» تنظيم القاعدة يتبنى الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي
» إسلامي ليبي يقول إنه كان عند القنصلية الأمريكية ببنغازي وقت
» المقريف يضع إكليلاً من الورد أمام القنصلية الأمريكية ببنغازي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:40 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
أمس في 9:37 am من طرف STAR
» BMW تطلق سيارتها الكهربائية i4 M50 الرياضية
2024-05-05, 9:06 am من طرف STAR
» احذر الإفراط في شرب عصير الجزر.. ماذا يفعل بالجسم؟
2024-05-05, 9:06 am من طرف STAR
» عملاق الدوري الإنجليزي يستقر على التعاقد مع صلاح بعد أزمته مع كلوب
2024-05-05, 9:05 am من طرف STAR
» زوروا أماكن السياحة الجذابة في ليوبليانا عاصمة سلوفينيا
2024-05-05, 9:05 am من طرف STAR
» معهد الفلك": عيد الأضحى فلكياً الأحد 16 حزيران
2024-05-05, 9:04 am من طرف STAR
» ميسي سجل هدفا وصنع 5 بالدوري الأمريكي
2024-05-05, 9:03 am من طرف STAR
» شوربة الباذنجان
2024-05-05, 9:02 am من طرف STAR
» بارما يعود مجدداً لدوري الأضواء
2024-05-02, 11:04 am من طرف STAR
» طرق فعالة للتخلص من الناموس من دون استخدام المبيدات
2024-05-02, 11:03 am من طرف STAR
» اتحاد جدة السعودي يستقر على بديل صلاح
2024-05-02, 11:02 am من طرف STAR
» ستيك اللحم بصوص الثوم
2024-05-02, 11:01 am من طرف STAR
» جملة قالها محمد بن سلمان لمحمود عباس تثير تفاعلا واسعا
2024-05-01, 9:48 am من طرف STAR
» تضخم "البروستاتا" عند الرجال.. إليكم أبرز طرق العلاج والوقاية
2024-05-01, 9:45 am من طرف STAR