إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
حقوق النبي صلى الله عليه وسلم
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حقوق النبي صلى الله عليه وسلم
[size=7]
حقوق النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله، إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا؛ ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ؛ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل؛ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه، وعلى آلهِ، وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين.
أمَّا بعدُ:
فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى.
عباد الله، من أعظم نعم الله علينا بل على البشرية جمع مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فإن الله أرسله رحمة للعالمين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، أرسله لهداية البشرية وإنقاذهم من عذاب الله (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً)، أخرج الله به الخلق من ظلمات الجهل إلى نور العلم والهدى (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)، منذ أن بعثه الله وقد أوقف حياته كلها لله وفي سبيل الله في الدعوة إلى الله وتبليغ العباد رسالة الله وناله من الأذى والتكذيب والمعارضة من قومه ما الله به عليم وصفوه بالكاذب والشاعر والساحر والمجنون ولكن تلقى ذلك بالصبر والصمود أمام تلك التحديات بتوفيق من الله له والله يثبت قلبه ويأمره بالصبر والتحمل (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ)، (وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)، دعا إلى عبادة الله وإخلاص الدين له دعا إلى ما دعا إليه إخوانه المرسلون قبله (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ)، دعا قومه إلى لا إله إلا لله إلى أن ينطقوا بها بألسنتهم ويعملوا بمقتضاها بجوارحهم ويوقنوا ذلك في قلوبهم لأن الله وحده المعبود ما سواه وأن العباد بكل أنواعها لا يستحقها إلا الله جل وعلا وأن عبادة غيره ضلال وكفر (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)، دعا إلى لا إله إلا الله فقاومه قومه (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ)، واستكبروا وقالوا كما قال الله: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ* وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ* بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ)، دعا إلى الله وإلى توحيده وإخلاص الدين له صبر وصابر ثم هاجر إلى المدينة ففرضت عليه فرائض الإسلام وأكمل الله به الدين وأتم به النعمة فدخل العرب في جزيرة العرب في دين الله أفواجا منقادين مختارين وذلك بفضل الله فلما أكمل الله به الدين وأتم به النعمة وثبت به أقدام الحق عند ذلك انتقل إلى الرفيق الأعلى صلوات الله وسلامه عليه لا خير إلا ودل الأمة عليه ولا شر إلا حذرهم منه دلهم على توحيد الله وإخلاص الدين له وحذرهم من الشرك بالله والكفر به فصلوات الله وسلامه عليه دائما أبدا إلى يوم الدين ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم علينا حقوق لا بد من القيام بها لأن ذلك دليل على تصديقنا وإيماننا به فمن أعظم حقه علينا أنه رسولا نبيًا ونصدق بذلك صدقًا يقينيا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ)، (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)، يقول صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم لا يؤمن بي إلا كان من أصحاب النار"، فواجب المسلم أن يعتقد أن هذا النبي الكريم عبد الله ورسوله إليه خاتم أنبياء الله ورسله وأن الخلق كلهم مأمورون بالإيمان به وتصديقه وإتباع سنته (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً)، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)، فمفهوم الإسلام هو دين الحق الذي جاء به الأنبياء والمرسلون ولما بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم انحصر مفهومالإسلام في حقيقة ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وأن من لم يؤمن بهذا النبي الكريم ولم ينقد لشريعته فهو في النار مهما انتسب إلى أي دين من الأديان لأن الله نسخ به جميع الشرائع والديانات وألزم الخلق طاعته وإتباع سنته والانضواء تحت لواءه صلوات الله وسلامه عليه أبد دائما إلى يوم الدين ومن حقه علينا صلى الله عليه وسلم أن نطيعه الطاعة المطلقة فطاعتنا لله ورسوله طاعة مطلقة لأنها الحق والهدى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ)، ومن حقه علينا صلى الله عليه وسلم كمال الإتباع له وعدم الابتداع قال الله جل وعلا: (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، وقال: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)، وقال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"،وقال: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد"، ومن حقه علينا أن نوقره ونعظمه صلى الله عليه وسلم (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)، أي تسبحوا الله بكرة وأصيلا ومن حقه علينا صلى الله عليه وسلم أن ننصر سنته أن ننصر شريعته بكل إمكاناتنا لأن الله يقول جل وعلا: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)، وقد أخذ الله الميثاق على كل الأنبياء من أدرك محمد آمن به ونصره وأخذ الميثاق على قومه من أدرك محمد آمن به ونصره (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ)، ومن حقه علينا صلى الله عليه وسلم أن نقدم قوله على قول كل أحد كائنًا من كان ونزن أقوال الناس وأحوالهم بميزان الكتاب والسنة فما وافق الكتاب والسنة هو حق وما خالفه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، ومن حقه علينا صلى الله عليه وسلم أن نحبه المحبة الكاملة محبة فوق محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين لأن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسولُهُ أَحَبَّ إليه مما سِوَاهما، ويُحِبَّ المرء لا يُحِبُّهُ إلا لله، وأن يَكْرَهَ أن يعود في الكفر، بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يُقْذَفَ في النار"، وقال له عمر رضي الله عنه يا رسول الله إنك لأحب الخلق إلي إلا من نفسي قال: "يا عمر"، قال: لأنت أحب إلي حتى من نفسي قال: "الآن يا عمر".
أيها المسلم، ولمحبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم علامات تدل على حقيقة محبته فليست محبته مجرد دعوى لكن لها حقائق تدل على وجود هذه المحبة فأعظم ذلك إتباعه يقول الله جل وعلا: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ)، ومن علامة محبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن نرضى بحكمه وتطمئن نفوسنا بذلك ولا يكون في نفسنا حرج قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)، وقال جل وعلا: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)، ومن علامة محبة العبد لرسول الله أن ينشر سنته ويدعوا إليها ويعلمها من كان جاهلًا بها فإن هذا دليل على المحبة الصادقة ومن علامة محبتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن تكثر من ذكره بأن تصلي عليه في كل الأوقات يقول صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر"، ومن حقه علينا صلى الله عليه وسلم تعظيم ذلك الكتاب الذي جاء به وهو القرآن العزيز الذي جعله الله مسئولًا لهذه الأمة ونظام لها في حياتها والذي هو خلق محمد صلى الله عليه وسلم تسأل عائشة عما كان خلق النبي قالت: كان خلقه القرآن ألم تسمع الله يقول: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، ومن حقه علينا صلى الله عليه وسلم أن نحب أصحابه أصحابه الكرام نحبهم ونواليهم ونترضى عنهم ونحب السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وأهل بدر وبيعة الرضوان ومن أسلموا وقاتلوا بعده نحب الصديق أبا بكر الصديق ونترضى عنه صحبته وفضيلته وأنه أفضل خلق الله بعد أنبيائه نحب عمر وعثمان وعلي والعشر المشهودين بالجنة نحب أصحاب رسول الله محبة صادقة نترضى عنهم ونثني عليهم وندعو الله لهم امتثالًا لقوله جل وعلا: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، فمن أبغض أحد الصحابة أو كره أو قدح فيه أو نال في عرضه دليل على عدم إيمانه لأن الإيمان الصادق يقتضي منك أن تحب أصحاب رسول الله لجهادهم ونصرتهم لهذا الدين وقيامهم بما أوجب الله عليهم وفي الحديث: "لا يحب الأنصار إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق".
فيا أخي المسلم، تلك المحبة الصادقة لمحمد صلى الله عليه وسلم محبة قلبية صادقة تظهر آثارها على جوارحك في تعاملك في أقوالك وأعمالك في سلوكك وأخلاقك.
أيها المسلم، إن أصحابه الكرام أحبوه المحبة الصادقة فأحبوه محبة فوق أنفسهم وأهليهم وأموالهم يأتيه رجل من الصحابة ويقول يا رسول الله إني كلما ذكرتك لا تطيب نفسي حتى أخرج وأراك ولكن إذا ذكرت موتي وموتك وعلو منزلتك أصابني ما أصابني فأنزل الله: (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً)، زيد بن دثنة يأتوه كفار قريش ويأتون به في مكة فيقول أبو سفيان له أترضى أن يكون محمد مكانك لأضرب عنقه قال لا والله لا أرضى أن تصيبه شوكة في مكان وأنا في مكاني فقال أبو سفيان ما رأيت أحد يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمد، ولما كان يوم أحد قتل لأحد الأنصاريات زوجها وأبوها وأخوها فلما أخبرت قالت ماذا صنع رسول الله قالوا إنه بخير قالت أروني رسول الله فلما رأته قالت كل مصاب بعدك جلل هكذا الإيمان الصادق والمحبة له صلى الله عليه وسلم فأحبوا رسول الله كما أمركم بذلك محبة صادقة ليست دعوى ولكن محبة مقرون بإتباع واقتداء هديه والتخلق بأخلاقه والسير على منهاجه صلوات الله وسلامه عليه، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبِه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ:
فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى.
عباد الله، أخي المسلم، يا من وفقه الله بمحبة محمد صلى الله عليه وسلم اعلم أن هذه المحبة سبب لسعادة الدنيا والآخرة اعلم أن هذه المحبة سبب لعزك وسعادتك في الدنيا والآخرة اعلم أنها سبب لدخول الجنة والنجاة من النار.
فيا أيها المسلم، اقتدي بمحمد صلى الله عليه وسلم فإنه المثل الكامل (وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)، أحبه صلى الله عليه وسلم وأطعه في أمره واجتنب نهيه فأطعه فيما أمر وصدقه فيما أخبر واجتنب ما نهى عنه وزجر تخلق بأخلاقه وأنشر سنته ربي عليك أبناءك وبناتك وأهل بيتك وكن داعيا إلى الله في سبيل السنة وإيضاحها لمن كان جاهلًا بها من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة فأقتدي بمحمد صلى الله عليه وسلم في عبادتك وفي سلوكك وفي أخلاقك وفي تعاملك مع أهلك وأولادك وجيرانك ورحمك والناس أجمعين تصلي صلاة كما صلاها رسول الله تقتدي به في صلاته حيث يقول: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، ولما صلى على المنبر قال: "إنما فعلت ذلك لتأتموا بي وتعلموا صلاتي"، فتعلم صفة صلاة رسول الله واعمل بها كما فعل صلى الله عليه وسلم.
أيها المسلم، الزم جميع الأوامر من الصوم والحج تقتدي به في كل أحوالك.
أيها المسلم، اقتدي به في أخلاقك وتعاملك إذا همت نفسك بالسباب والشتام واللعان فتذكر أن النبي يقول: "ليس المسلم بالسباب ولا باللعان ولا بالفاحش ولا البذيء".
أيها المسلم، عندما يعرضك جاهل ويسفه عليك سفيه فتذكر محمد صلى الله عليه وسلم وحلمه على الجاهلين وتحمل هذا الناس وصبره وثباته صلى الله عليه وسلم إذا هممت بقطيعة الرحم فتأمل هديه حينما يقول لقريش: "إلا أن لكم رحمًا سأبلها ببلالها"، إذا هممت نفسك بالغش والخيانة في أمانتك فتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا".
أيها المسلم، إذا أردت أن تسيء لعامل عندك تذكر قول أنس خدمت رسول الله عشر سنين والله ما قال لشيء فعلت لما فعلته ولا لشيء لم أفعله ألا فعلته، إذا كان بينك وبين أخيك شيء من الخلاف ونحو ذلك فتذكر معاملته لأهله وقوله صلى الله علي وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، عندما يأتيك الصغار من أبناءك وأبناء بناتك وأولادك فإياك والتكبر عليهم وتأمر حال النبي صلى الله عليه وسلم تأتيه أمامه بنت زينب بنته وهو يصلي فيحملها إذا ركع وضعها وإذا قام رفعها يأتيه الحسن والحسين فيصعدان على ظهره وهو ساجد فيمكث قليلًا حتى ينزلا كراهية أن يشق عليهما إذا هممت نفسك بكذب وافتراء فتذكر أنه صلى الله عليه وسلم إذا شعر من رجل بكذب فإنه يجد في نفسه عليه حتى يرجع عن ذلك الكذب إذا أردت شهادة الزور والباطل فتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا وشهادة الزور ألا وقول الزور"، فما زال يكررها حتى قال الصحابة ليته سكت، كلما تأملت سيرته من عفوه وحسن معاملته الخير الكثير تذكر عندما تطالب الحقوق الواجبة عليك أنه صلى الله عليه وسلم قال لمن طالب حق: "دعوه فإن لصاحب الحق مقال"، فتخلق بسيرته واقتدي بسنته فإنه الهدي الكامل والخير والسعادة.
أيها المسلم، إن علاقتك برسول الله علاقة دائمة على مدار الساعة ففي أكلك وشربك تذكر أمرنا بالتسمية وفي حمد الله عند الطعام وفي التسمية عند دخول المنزل وعند الخروج منه تذكر هديه في كل أحواله فأنت مع رسول الله في كل شؤون حياتك ممتثل لسنته مطبقًا لها متمسكًا بها مظهرا لها راضيًا بها حامد الله على التوفيق صلتك برسول الله صلة عظيمة قوية تعتقد حقا أنه إنما بعث ليدعوا إلى الله وإلى عبادة الله (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ* وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، فعلاقتنا برسول الله لا تحدد بليلة معينة ولا ساعات معينة ولكنها العلاقة الدائمة الراسخة في قلوبنا المتمثلة في أقوالنا وتصرفاتنا هكذا المسلم إن محمد صلى الله عليه وسلم دعا إلى الله وأمر بتعظيم الله ونهانا عن الغلو فيه فقال لنا صلى الله عليه وسلم: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله"، وقال لنا صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد"، هو لا يرضى أن يعبد من دون الله قال له رجل ما شاء الله وشئت قال: "بل ما شاء الله وحده"، فنحن صلتنا برسول الله صلة دائمة مستمرة لا تحدد بالليالي ولا ساعات من الساعات ولا أناشيد وقصائد تقال وموائد توضع وإنما صلتنا صلة قوية ثابتة على مدار الساعة في نومنا ويقضتنا وأكلنا وشربنا وتعاملنا مع أنفسنا ومع ربنا ومع الآخرين كل ذلك على هدي من هديه صلى الله عليه وسلم وعلى منهاج من منهاج حياته وأخلاقه الكاملة وصفاته الحميدة صلى الله عليه تسليمًا كثير فإن من يعظم ليلة ما ويجعل تلك الليلة الدليل على الإيمان والمحبة كل ذلك من الخطأ الواضح لأنه صلى الله عليه وسلم يعلم متى ولد ومتى بعث ومتى هاجر ويعلم الصحابة ذلك ومتى مات ويعلم الصحابة وقت هجرته ووقت وفاته ومع هذا كله ما أقاموا بذلك شأن لأنهم يعلمون أن المحبة الصادقة هي المحبة المتصلة بالأعمال الصالحة للعبد في كل ساعات حياته يلزم بها نفسه ويربي عليها أولاده وزوجته وأبناءه وبناته ومجتمعه لأنه يرى أن المحبة الصادقة هي التطبيق الحقيقي لسنته صلى الله عليه وسلم في تعامل العبد في نفسه ومع سائر عباد الله فلنكن نحب محمد دائما وأبدا لا يحصل لنا في ليلة معينة ولا ساعات من الساعات وإنما المحبة الصادقة السائرة في نفوسنا من محبتنا وتعظيمنا له واقتداءنا به صلى الله عليه وسلم في كل أحوالنا ما بلغتنا سنة إلا نرجو أن نوفق بالعمل بها هكذا المسلم حق نسأل الله الثبات على الحق والاستقامة على الهدى إنه على كل شيء قدير.
واعلموا رحمكم اللهُ أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ؛ ومن شذَّ شذَّ في النار، وصَلُّوا رَحِمَكُم اللهُ على عبدالله ورسوله محمد، كما أمركم بذلك ربُّكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم، وبارِك على عبدِك ورسولِك محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين الأئمةِ المَهدِيِّين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانِكَ، يا أرحمَ الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين، ودمِّرْ أعداءَ الدين، وانصُرْ عبادَك المُوَحِّدين، واجعلِ اللَّهُمَّ هذا البلدَ آمنًا مُطمئِنًا إنك على كل شيء قدير، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأعذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأصلحْ ووُلاةَ أمرِنا ووفِّقْهُم لما فيه صلاح الإسلامِ والمُسلمين، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبدَ الله بنَ عبدِ العزيزِ لكلِّ خير، اللهم أمده بالقوة والسلامة والعافية، اللهم شد عضده بولي عهده سلطان بن عبدالعزيز ووفقه لصالح الأقوال والأعمال، اللهم وفق النائب الثاني نايف بن عبد العزيز لكل خير وأعنه على مهمته وأمده بعونك وتوفيقك يا أرحم الراحمين، اللهم اجمع كلمة المسلمين على طاعتك اللهم وحد صفوفهم واجمع كلمتهم وأعذهم من شرور أنفسهم ومن شرور عدوهم إنك على كل شيء قدير اللهم وفق المسلمين لكل خير وأعذهم من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم ولي عليهم خيارهم واصرف عنهم السوء والبلاء إنك على كل شيء قدير، اللهم أعذنا جميعًا أعذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم وفقنا لطاعتك والاستقامة على شرعك إنك على كل شيء قدير (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف:23].
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغ إلى حين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغ إلى حين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا هدم ولا غرق ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار.
عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90]، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم، واشكُروه على عُمومِ نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
الشيخ/ عبدالعزيز ال الشيخ
حقوق النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله، إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا؛ ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ؛ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل؛ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه، وعلى آلهِ، وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين.
أمَّا بعدُ:
فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى.
عباد الله، من أعظم نعم الله علينا بل على البشرية جمع مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فإن الله أرسله رحمة للعالمين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، أرسله لهداية البشرية وإنقاذهم من عذاب الله (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً)، أخرج الله به الخلق من ظلمات الجهل إلى نور العلم والهدى (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)، منذ أن بعثه الله وقد أوقف حياته كلها لله وفي سبيل الله في الدعوة إلى الله وتبليغ العباد رسالة الله وناله من الأذى والتكذيب والمعارضة من قومه ما الله به عليم وصفوه بالكاذب والشاعر والساحر والمجنون ولكن تلقى ذلك بالصبر والصمود أمام تلك التحديات بتوفيق من الله له والله يثبت قلبه ويأمره بالصبر والتحمل (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ)، (وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)، دعا إلى عبادة الله وإخلاص الدين له دعا إلى ما دعا إليه إخوانه المرسلون قبله (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ)، دعا قومه إلى لا إله إلا لله إلى أن ينطقوا بها بألسنتهم ويعملوا بمقتضاها بجوارحهم ويوقنوا ذلك في قلوبهم لأن الله وحده المعبود ما سواه وأن العباد بكل أنواعها لا يستحقها إلا الله جل وعلا وأن عبادة غيره ضلال وكفر (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)، دعا إلى لا إله إلا الله فقاومه قومه (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ)، واستكبروا وقالوا كما قال الله: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ* وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ* بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ)، دعا إلى الله وإلى توحيده وإخلاص الدين له صبر وصابر ثم هاجر إلى المدينة ففرضت عليه فرائض الإسلام وأكمل الله به الدين وأتم به النعمة فدخل العرب في جزيرة العرب في دين الله أفواجا منقادين مختارين وذلك بفضل الله فلما أكمل الله به الدين وأتم به النعمة وثبت به أقدام الحق عند ذلك انتقل إلى الرفيق الأعلى صلوات الله وسلامه عليه لا خير إلا ودل الأمة عليه ولا شر إلا حذرهم منه دلهم على توحيد الله وإخلاص الدين له وحذرهم من الشرك بالله والكفر به فصلوات الله وسلامه عليه دائما أبدا إلى يوم الدين ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم علينا حقوق لا بد من القيام بها لأن ذلك دليل على تصديقنا وإيماننا به فمن أعظم حقه علينا أنه رسولا نبيًا ونصدق بذلك صدقًا يقينيا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ)، (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)، يقول صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم لا يؤمن بي إلا كان من أصحاب النار"، فواجب المسلم أن يعتقد أن هذا النبي الكريم عبد الله ورسوله إليه خاتم أنبياء الله ورسله وأن الخلق كلهم مأمورون بالإيمان به وتصديقه وإتباع سنته (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً)، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)، فمفهوم الإسلام هو دين الحق الذي جاء به الأنبياء والمرسلون ولما بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم انحصر مفهومالإسلام في حقيقة ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وأن من لم يؤمن بهذا النبي الكريم ولم ينقد لشريعته فهو في النار مهما انتسب إلى أي دين من الأديان لأن الله نسخ به جميع الشرائع والديانات وألزم الخلق طاعته وإتباع سنته والانضواء تحت لواءه صلوات الله وسلامه عليه أبد دائما إلى يوم الدين ومن حقه علينا صلى الله عليه وسلم أن نطيعه الطاعة المطلقة فطاعتنا لله ورسوله طاعة مطلقة لأنها الحق والهدى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ)، ومن حقه علينا صلى الله عليه وسلم كمال الإتباع له وعدم الابتداع قال الله جل وعلا: (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، وقال: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)، وقال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"،وقال: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد"، ومن حقه علينا أن نوقره ونعظمه صلى الله عليه وسلم (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)، أي تسبحوا الله بكرة وأصيلا ومن حقه علينا صلى الله عليه وسلم أن ننصر سنته أن ننصر شريعته بكل إمكاناتنا لأن الله يقول جل وعلا: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)، وقد أخذ الله الميثاق على كل الأنبياء من أدرك محمد آمن به ونصره وأخذ الميثاق على قومه من أدرك محمد آمن به ونصره (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ)، ومن حقه علينا صلى الله عليه وسلم أن نقدم قوله على قول كل أحد كائنًا من كان ونزن أقوال الناس وأحوالهم بميزان الكتاب والسنة فما وافق الكتاب والسنة هو حق وما خالفه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، ومن حقه علينا صلى الله عليه وسلم أن نحبه المحبة الكاملة محبة فوق محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين لأن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسولُهُ أَحَبَّ إليه مما سِوَاهما، ويُحِبَّ المرء لا يُحِبُّهُ إلا لله، وأن يَكْرَهَ أن يعود في الكفر، بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يُقْذَفَ في النار"، وقال له عمر رضي الله عنه يا رسول الله إنك لأحب الخلق إلي إلا من نفسي قال: "يا عمر"، قال: لأنت أحب إلي حتى من نفسي قال: "الآن يا عمر".
أيها المسلم، ولمحبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم علامات تدل على حقيقة محبته فليست محبته مجرد دعوى لكن لها حقائق تدل على وجود هذه المحبة فأعظم ذلك إتباعه يقول الله جل وعلا: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ)، ومن علامة محبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن نرضى بحكمه وتطمئن نفوسنا بذلك ولا يكون في نفسنا حرج قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)، وقال جل وعلا: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)، ومن علامة محبة العبد لرسول الله أن ينشر سنته ويدعوا إليها ويعلمها من كان جاهلًا بها فإن هذا دليل على المحبة الصادقة ومن علامة محبتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن تكثر من ذكره بأن تصلي عليه في كل الأوقات يقول صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر"، ومن حقه علينا صلى الله عليه وسلم تعظيم ذلك الكتاب الذي جاء به وهو القرآن العزيز الذي جعله الله مسئولًا لهذه الأمة ونظام لها في حياتها والذي هو خلق محمد صلى الله عليه وسلم تسأل عائشة عما كان خلق النبي قالت: كان خلقه القرآن ألم تسمع الله يقول: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، ومن حقه علينا صلى الله عليه وسلم أن نحب أصحابه أصحابه الكرام نحبهم ونواليهم ونترضى عنهم ونحب السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وأهل بدر وبيعة الرضوان ومن أسلموا وقاتلوا بعده نحب الصديق أبا بكر الصديق ونترضى عنه صحبته وفضيلته وأنه أفضل خلق الله بعد أنبيائه نحب عمر وعثمان وعلي والعشر المشهودين بالجنة نحب أصحاب رسول الله محبة صادقة نترضى عنهم ونثني عليهم وندعو الله لهم امتثالًا لقوله جل وعلا: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، فمن أبغض أحد الصحابة أو كره أو قدح فيه أو نال في عرضه دليل على عدم إيمانه لأن الإيمان الصادق يقتضي منك أن تحب أصحاب رسول الله لجهادهم ونصرتهم لهذا الدين وقيامهم بما أوجب الله عليهم وفي الحديث: "لا يحب الأنصار إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق".
فيا أخي المسلم، تلك المحبة الصادقة لمحمد صلى الله عليه وسلم محبة قلبية صادقة تظهر آثارها على جوارحك في تعاملك في أقوالك وأعمالك في سلوكك وأخلاقك.
أيها المسلم، إن أصحابه الكرام أحبوه المحبة الصادقة فأحبوه محبة فوق أنفسهم وأهليهم وأموالهم يأتيه رجل من الصحابة ويقول يا رسول الله إني كلما ذكرتك لا تطيب نفسي حتى أخرج وأراك ولكن إذا ذكرت موتي وموتك وعلو منزلتك أصابني ما أصابني فأنزل الله: (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً)، زيد بن دثنة يأتوه كفار قريش ويأتون به في مكة فيقول أبو سفيان له أترضى أن يكون محمد مكانك لأضرب عنقه قال لا والله لا أرضى أن تصيبه شوكة في مكان وأنا في مكاني فقال أبو سفيان ما رأيت أحد يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمد، ولما كان يوم أحد قتل لأحد الأنصاريات زوجها وأبوها وأخوها فلما أخبرت قالت ماذا صنع رسول الله قالوا إنه بخير قالت أروني رسول الله فلما رأته قالت كل مصاب بعدك جلل هكذا الإيمان الصادق والمحبة له صلى الله عليه وسلم فأحبوا رسول الله كما أمركم بذلك محبة صادقة ليست دعوى ولكن محبة مقرون بإتباع واقتداء هديه والتخلق بأخلاقه والسير على منهاجه صلوات الله وسلامه عليه، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبِه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ:
فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى.
عباد الله، أخي المسلم، يا من وفقه الله بمحبة محمد صلى الله عليه وسلم اعلم أن هذه المحبة سبب لسعادة الدنيا والآخرة اعلم أن هذه المحبة سبب لعزك وسعادتك في الدنيا والآخرة اعلم أنها سبب لدخول الجنة والنجاة من النار.
فيا أيها المسلم، اقتدي بمحمد صلى الله عليه وسلم فإنه المثل الكامل (وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)، أحبه صلى الله عليه وسلم وأطعه في أمره واجتنب نهيه فأطعه فيما أمر وصدقه فيما أخبر واجتنب ما نهى عنه وزجر تخلق بأخلاقه وأنشر سنته ربي عليك أبناءك وبناتك وأهل بيتك وكن داعيا إلى الله في سبيل السنة وإيضاحها لمن كان جاهلًا بها من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة فأقتدي بمحمد صلى الله عليه وسلم في عبادتك وفي سلوكك وفي أخلاقك وفي تعاملك مع أهلك وأولادك وجيرانك ورحمك والناس أجمعين تصلي صلاة كما صلاها رسول الله تقتدي به في صلاته حيث يقول: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، ولما صلى على المنبر قال: "إنما فعلت ذلك لتأتموا بي وتعلموا صلاتي"، فتعلم صفة صلاة رسول الله واعمل بها كما فعل صلى الله عليه وسلم.
أيها المسلم، الزم جميع الأوامر من الصوم والحج تقتدي به في كل أحوالك.
أيها المسلم، اقتدي به في أخلاقك وتعاملك إذا همت نفسك بالسباب والشتام واللعان فتذكر أن النبي يقول: "ليس المسلم بالسباب ولا باللعان ولا بالفاحش ولا البذيء".
أيها المسلم، عندما يعرضك جاهل ويسفه عليك سفيه فتذكر محمد صلى الله عليه وسلم وحلمه على الجاهلين وتحمل هذا الناس وصبره وثباته صلى الله عليه وسلم إذا هممت بقطيعة الرحم فتأمل هديه حينما يقول لقريش: "إلا أن لكم رحمًا سأبلها ببلالها"، إذا هممت نفسك بالغش والخيانة في أمانتك فتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا".
أيها المسلم، إذا أردت أن تسيء لعامل عندك تذكر قول أنس خدمت رسول الله عشر سنين والله ما قال لشيء فعلت لما فعلته ولا لشيء لم أفعله ألا فعلته، إذا كان بينك وبين أخيك شيء من الخلاف ونحو ذلك فتذكر معاملته لأهله وقوله صلى الله علي وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، عندما يأتيك الصغار من أبناءك وأبناء بناتك وأولادك فإياك والتكبر عليهم وتأمر حال النبي صلى الله عليه وسلم تأتيه أمامه بنت زينب بنته وهو يصلي فيحملها إذا ركع وضعها وإذا قام رفعها يأتيه الحسن والحسين فيصعدان على ظهره وهو ساجد فيمكث قليلًا حتى ينزلا كراهية أن يشق عليهما إذا هممت نفسك بكذب وافتراء فتذكر أنه صلى الله عليه وسلم إذا شعر من رجل بكذب فإنه يجد في نفسه عليه حتى يرجع عن ذلك الكذب إذا أردت شهادة الزور والباطل فتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا وشهادة الزور ألا وقول الزور"، فما زال يكررها حتى قال الصحابة ليته سكت، كلما تأملت سيرته من عفوه وحسن معاملته الخير الكثير تذكر عندما تطالب الحقوق الواجبة عليك أنه صلى الله عليه وسلم قال لمن طالب حق: "دعوه فإن لصاحب الحق مقال"، فتخلق بسيرته واقتدي بسنته فإنه الهدي الكامل والخير والسعادة.
أيها المسلم، إن علاقتك برسول الله علاقة دائمة على مدار الساعة ففي أكلك وشربك تذكر أمرنا بالتسمية وفي حمد الله عند الطعام وفي التسمية عند دخول المنزل وعند الخروج منه تذكر هديه في كل أحواله فأنت مع رسول الله في كل شؤون حياتك ممتثل لسنته مطبقًا لها متمسكًا بها مظهرا لها راضيًا بها حامد الله على التوفيق صلتك برسول الله صلة عظيمة قوية تعتقد حقا أنه إنما بعث ليدعوا إلى الله وإلى عبادة الله (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ* وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، فعلاقتنا برسول الله لا تحدد بليلة معينة ولا ساعات معينة ولكنها العلاقة الدائمة الراسخة في قلوبنا المتمثلة في أقوالنا وتصرفاتنا هكذا المسلم إن محمد صلى الله عليه وسلم دعا إلى الله وأمر بتعظيم الله ونهانا عن الغلو فيه فقال لنا صلى الله عليه وسلم: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله"، وقال لنا صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد"، هو لا يرضى أن يعبد من دون الله قال له رجل ما شاء الله وشئت قال: "بل ما شاء الله وحده"، فنحن صلتنا برسول الله صلة دائمة مستمرة لا تحدد بالليالي ولا ساعات من الساعات ولا أناشيد وقصائد تقال وموائد توضع وإنما صلتنا صلة قوية ثابتة على مدار الساعة في نومنا ويقضتنا وأكلنا وشربنا وتعاملنا مع أنفسنا ومع ربنا ومع الآخرين كل ذلك على هدي من هديه صلى الله عليه وسلم وعلى منهاج من منهاج حياته وأخلاقه الكاملة وصفاته الحميدة صلى الله عليه تسليمًا كثير فإن من يعظم ليلة ما ويجعل تلك الليلة الدليل على الإيمان والمحبة كل ذلك من الخطأ الواضح لأنه صلى الله عليه وسلم يعلم متى ولد ومتى بعث ومتى هاجر ويعلم الصحابة ذلك ومتى مات ويعلم الصحابة وقت هجرته ووقت وفاته ومع هذا كله ما أقاموا بذلك شأن لأنهم يعلمون أن المحبة الصادقة هي المحبة المتصلة بالأعمال الصالحة للعبد في كل ساعات حياته يلزم بها نفسه ويربي عليها أولاده وزوجته وأبناءه وبناته ومجتمعه لأنه يرى أن المحبة الصادقة هي التطبيق الحقيقي لسنته صلى الله عليه وسلم في تعامل العبد في نفسه ومع سائر عباد الله فلنكن نحب محمد دائما وأبدا لا يحصل لنا في ليلة معينة ولا ساعات من الساعات وإنما المحبة الصادقة السائرة في نفوسنا من محبتنا وتعظيمنا له واقتداءنا به صلى الله عليه وسلم في كل أحوالنا ما بلغتنا سنة إلا نرجو أن نوفق بالعمل بها هكذا المسلم حق نسأل الله الثبات على الحق والاستقامة على الهدى إنه على كل شيء قدير.
واعلموا رحمكم اللهُ أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ؛ ومن شذَّ شذَّ في النار، وصَلُّوا رَحِمَكُم اللهُ على عبدالله ورسوله محمد، كما أمركم بذلك ربُّكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم، وبارِك على عبدِك ورسولِك محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين الأئمةِ المَهدِيِّين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانِكَ، يا أرحمَ الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين، ودمِّرْ أعداءَ الدين، وانصُرْ عبادَك المُوَحِّدين، واجعلِ اللَّهُمَّ هذا البلدَ آمنًا مُطمئِنًا إنك على كل شيء قدير، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأعذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأصلحْ ووُلاةَ أمرِنا ووفِّقْهُم لما فيه صلاح الإسلامِ والمُسلمين، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبدَ الله بنَ عبدِ العزيزِ لكلِّ خير، اللهم أمده بالقوة والسلامة والعافية، اللهم شد عضده بولي عهده سلطان بن عبدالعزيز ووفقه لصالح الأقوال والأعمال، اللهم وفق النائب الثاني نايف بن عبد العزيز لكل خير وأعنه على مهمته وأمده بعونك وتوفيقك يا أرحم الراحمين، اللهم اجمع كلمة المسلمين على طاعتك اللهم وحد صفوفهم واجمع كلمتهم وأعذهم من شرور أنفسهم ومن شرور عدوهم إنك على كل شيء قدير اللهم وفق المسلمين لكل خير وأعذهم من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم ولي عليهم خيارهم واصرف عنهم السوء والبلاء إنك على كل شيء قدير، اللهم أعذنا جميعًا أعذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم وفقنا لطاعتك والاستقامة على شرعك إنك على كل شيء قدير (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف:23].
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغ إلى حين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغ إلى حين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا هدم ولا غرق ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار.
عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90]، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم، واشكُروه على عُمومِ نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
الشيخ/ عبدالعزيز ال الشيخ
المعبدي- عريف
-
عدد المشاركات : 96
العمر : 49
قوة التقييم : 2
تاريخ التسجيل : 08/10/2011
رد: حقوق النبي صلى الله عليه وسلم
أطال الله في عمر الشيخ
وبارك الله فيكما ....
في ميزان حسناتك
وبارك الله فيكما ....
في ميزان حسناتك
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
جمال المروج- مراقب
-
عدد المشاركات : 18736
رقم العضوية : 7459
قوة التقييم : 164
تاريخ التسجيل : 18/10/2011
ابو الزبير- عميد
-
عدد المشاركات : 1404
العمر : 33
رقم العضوية : 139
قوة التقييم : 16
تاريخ التسجيل : 18/04/2009
رد: حقوق النبي صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيك وجزاك كل خير""
homeland- مشير
-
عدد المشاركات : 6396
العمر : 46
رقم العضوية : 6733
قوة التقييم : 37
تاريخ التسجيل : 22/09/2011
رد: حقوق النبي صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيك
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» حقوق النبي صلى الله عليه وسلم
» جمال النبي صلى الله عليه وسلم
» نسب النبي صلى الله عليه وسلم
» التربية على حب النبي صلى الله عليه وسلم
» زيارة النبي صلي الله عليه وسلم - جزء 2
» جمال النبي صلى الله عليه وسلم
» نسب النبي صلى الله عليه وسلم
» التربية على حب النبي صلى الله عليه وسلم
» زيارة النبي صلي الله عليه وسلم - جزء 2
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR