إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقالات مختارة ::؛ حسام المصراتي: إن كنا نريد انقاذ ليبيا !
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مقالات مختارة ::؛ حسام المصراتي: إن كنا نريد انقاذ ليبيا !
حسام المصراتي: إن كنا نريد انقاذ ليبيا !
كثير من أثريا الغنائم ومن يسترزقون من مهنة "ثائر" - بعد أن تحولت الثورة إلى مهنة في ليبيا - لن يعجبهم هذا الطرح. ونذكر جيداً زملاؤهم في العهد القديم "حركة اللجان الثورية" فمن كان يستطيع أن يدعوا لألغاء مصطلح "ثوري" من التداول أو يدعوا لإلغاء حركة اللجان الثورية..!
ولقد أجهِضَت الثورة منذ أن سوّقت امبراطورية "مردوخ" الاعلامية مصطلح "ثوار"، وكان هذا بمباركة عدد من السياسيين ممن تولوا قيادة الانتقالي والتنفيذي. فبخلق ظاهرة "الثوار" أصبح "الشعب" خارج اللعبة، مطرودا من دائرة الفعل وليكون مجرد مفعولاً به وظيفته الجلوس على دكة "الإنتظار" . فلا أحد كان سيغامر ويثق بالصندوق وكان لابد من خلق جناح عسكري يسانده ويدعمه ويحمي أجندته على الأرض.
فلعبة السلطة وفرض الهيمنة على البلاد كانت تقتضي ازاحة "الشعب" الذي يإنتفاضته منح للثورة شرعيتها. الشعب بكل فئاته الشيوخ والعجائز والاطباء والممرضين والنساء والاعلاميين والدبلوماسيين ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، وكل الفئات الأخرى بلا استثناء ... ممن بدونهم لن يكون لتلك الثورة أي معنى أو وجود ... ولو اقتصرت على "المحاربين لكانت مجرد تمرد مسلح، وجب القضاء عليه" .
شراء ذمم الثوار وتجنيدهم من قبل المخابرات العربية والأجنبية:
والسبب الآخر لترسيخ "ثقافة تمييز الثوار المسلحين واستبعاد الشعب" وهو لأنه ليس بالإمكان "شراء ذمم شعب بأسره"... فبدون اختلاق تكتلات دائمة للمسلحين بصفة " ثـوار "، لن يتمكن مشائخ الخليج وعلى رأسهم قطر مثلاً أن تستدعي شعباً بأسره ليصطف في طوابير أمام قصورهم ليقبض كل منهم ثمن "كرامته" و"وطنه" و "ثورته"، وذلك بعد أن يُختم عى جبهته بأنه "نذل"... فالنذالة والثورة لا يلتقيان في قلب انسان...! ولذلك يتحول كل من تقاضى ثمناً الى جندي امين يدين له بالولاء والطاعة .
وبالطبع .. لا يمكن لشعب بأسره أن يتحول إلى نذل..!
فإذا كنت حقاً مؤمناً بأنك قاتلت من أجل حرية بلدك وثرت ضد الظلم والطغيان وكان ما قمت به واجباً وطنياً مقدساً، فبأي صفة تقبض الثمن والمكافأة سواء من بلدك أو من دولة أجنبية وإن كانت قد ساعدت بلدك، فمن الذي يدفع المال بلا مقابل، ومن الذي يستلمه دون أن يبيع؟
لذلك كان لزاماً اختلاق هذه "النخبة المصطنعة" وكان لزاماً أيضاً أن يقتصر فعل "الثورة" على بضع مئات يمكن شراؤهم وتنصيبهم قادة وحكام للشعب القابع على دكة الانتظار..! وبواسطتهم ايضاً يتم الوصول للسلطة. وقد لاحظتم كيف لم ينساهم المترشحين ضمن برامجهم وكيف أغدقوا عليهم بالوعود والاغراءات بالمال والسلطة لكل "مسلح" ومن يحمل بطاقة "ثائر " ! ومنهم من ذهب الى حد القول بأنهم سيكونون شركاء في السلطة...!
الدور الهام للاعلام في ترويج وترسيخ مصطلح الثوار:
ان ترويج فكرة "الثوار" ليس يالإمكان لغير "امبراطورية الاعلام" من اختلاقها وترسيخها وجعلها "أمر واقع". مستندة بالطبع إلى تقنيات "صناعة الإجماع" وتقنية اغراق الجموع في "دوامة الصمت". عن طريق الضخ المتواصل والجرعات الاعلامية المكثفة لتسويق أي فكرة أو أي مشروع سياسي..! ويدرك أي اكاديمي في مجال الاعلام هذا الاستراتيجيات جيداً ومدى اثرها الفاعل حسب ما هو مثبت علمياً في نظريات الاعلام الحديث .
وليس أمام المتلقي إلا التقوقع والالتزام بالصمت ازاء الضوضاء الاعلامية ولن يجرؤ على البوح بالحقيقة التي تخالف ما تبثه امبراطورية الاعلام، وان كان يعلم الحقيقة ويلمسها لمس اليد ...! لأن الاعلام بكل وسائطه هو ما يتحكم بالعقل الجمعي وتوجيه مسار الرأي العام .
وأسوق هنا مثلاً: فكرة "الصراع الاسلامي العلماني" في ليبيا متى وكيف برزت على السطح؟ وهل هناك شخص واحد في ليبيا كان قد سمع بمثل هذا الجدل والتطاحن بين "علمانيين" و"اسلاميين" في ليبيا قبل 2011؟ أو أن ثمة أحد من الكتاب أو السياسيين قد أثاره حتى بشكل عابر؟ الجواب كلا ...! فإنها "صناعة اعلامية" ولم يكن لها أي وجود على أي مستوى قبل ذلك التاريخ اطلاقاً. فقد تم اختلاقها وترويجها لأسباب محددة نرى نتائجها اليوم واضحة على الأرض.
لذلك فالضخ الاعلامي لذات الفكرة وتكرارها بشكل متواصل من شأنه جعلها أمر واقع لا يمكن نفيه وان كانت لا أساس لها من الصحة .
وأقدم مثالاً آخر: من منا مثلاً يتعامل مع أحداث البحرين وأحداث الشرقية والطائف والقطيف بأنها ثورة وأنها ضمن سلسلة ثورات الربيع العربي، فبمجرد طرحك للموضوع ستهاجمك الأصوات المؤدلجة اعلامياً بأنها مجرد حراك طائفي شيعي ضد طائفة أخرى وهي السنة. ببساطة ... لأن امبراطورية الاعلام الخليجي – أو امبراطورية مردوخ العربي كما وصفها الكاتب الفاضل علي عمر التكبالي- استطاعت أن تلجم كل الأفواه وأن تُرسّخ في الأذهان بأنها مجرد حراك طائفي .
رغم اننا نعرف أخوة "سعوديين" ومن "السنة" من يملؤهم الاحتقان والغضب منذ سنوات طوال من حكم وهيمنة عائلة آل سعود وأذكر يوما قال لي صديق من "السعودية": "هل هناك ماهو أكثر ديكتاتورية وطغياناً من أن تُسلَب هويتك وان تنتمي قسراً لأسرة آل سعود وانت لست منهم" ... وأضاف: "هل ترضى بأن تلغى جنسيتك الليبية وتصبح جنسيتك "قذافي" نسبة للاسرة الحاكمة في بلدكم؟ ولكن، مع هذا استطاعت "امبراطورية الاعلام السعودي" بأن تقنع الرأي العام بأن الشعب "السعودي" هو أسعد شعوب الأرض قاطبة والأكثر نعيماً ورفاه .
وبنفس الطريقة من الجرعات الاعلامية المكثفة والمستمرة، تم "ترويج" واختلاق مصطلح "الثوار"، بعد أن كان مايروّج عكس ذلك وبأن الثورة في ليبيا هي ثورة "شعب" بأسره...!
ظاهرة التمييز المناطقي والجهوي ما بين "مدن مهزومة" و"مدن منتصرة":
فبعد أن تم اختلاق ذلك التمييز للجماعات المسلحة - "الثوار" - فبنفس الطريقة اعلامياً تم اختلاق الظاهرة الأسوأ والأخطر وهي ظاهرة التمييز المناطقية والجهوية بغية خلق حالة من الصراع المناطقي والفوضى وعدم الاستقرار.
والمرة الأولى التي سمعت فيها هذا التوصيف واستخدام مصطلحي "المدن المهزومة" و"المدن المنتصرة" كانت على لسان الاعلامي محمود شمام. في مقابلة له على القتاة القطرية التي يترأس مجلس ادارتها "ليبيا الأحرار". ولا أدري ان كان هو من نحت المصطلحين أم نقله عن غيره وليس هذا مهماً الآن.
والمهم أننا نلاحظ بأنه لم يتم أبداً في البداية اختلاق هذا "التمييز المناطقي" و"الجهوي" بين المدن الليبية .! بل بالعكس ففي بدايات وأثناء الحرب كان الخطاب الاعلامي مغايراً تماماً ومثلاً كان الاعلامي محمود شمام نفسه يظهر على شاشة الجزيرة والعربية ويقول بالحرف الواحد: أنا أصلي من "الشرق" وأمي من "ترهونة" ويؤكد بأنه لا يوجد مناطق ثائرة ومناطق غير ثائرة والشعب الليبي كله ثائر ومنتفض. ليثبت للرأي العام العالمي والمحلي بأن الثورة الليبية هي ثورة شعب وليست حرب جهوية أو مناطقية وكان يستشهد مثلاً بقمع انتفاضة ابناء سبها وترهونة و بني وليد وتكرار بث مشاهد القتل الجماعي التي تعرضوا لها "شباب بني وليد" " وسبها وغيرها من المناطق الأخرى خلال الثورة .
ولكن، بعد أشهر تغيّر فجأة الخطاب الاعلامي للاعلامي محمود شمام نفسه وقد أصبح بين ليلة وضحاها من أبرز دعاة التمييز المناطقي، وهو القائل مؤخراً: "لن نقبل أبداً بأن تتساوى المدن المهزومة بالمدن المنتصرة". وذلك لأن الأجندة الاعلامية الخليجية قد تغيرت وتغيرت الأهداف . ونشاهد من مدة الضخ الاعلامي "العنصري" من مختلف وسائل الاعلام الليبية الخاصة منها و"الرسمية" وكذلك القنوات العربية والناطقة بالعربية. في محاولة دؤوبة وجادة لتكريس حالة الانقسام والاقتتال الداخلي بين الليبيين، لأهداف منها سياسية واقتصادية واجندات شخصية وحزبية ودولية.
ولا يخفى على الكثيرين بأن نهوض ليبيا الدولة القوية سياسياً اقتصاديا والدولة الآمنة والمستقرة هي مصدر خطر يهدد اقتصاد دول الخليج بأسره ... ونرى جيداً ما تفعله السعودية مثلاً بالعراق ودعمها المباشر للارهاب في العراق لأنها منذ سنوات والسعودية كانت المستفيد الأكبر من عرقلة عودة انتاج النفط العراقي لمعدلاته الطبيعية لأنها هي من تقوم بالتعويض عن طريق زيادة انتاجها... فهي ليست فقط حرب طائفية كما يروّج لها . .. بل هي حرب الاقتصاد في الاساس.!
ثم لا ننسى بأن نجاح الثورة وجمع السلاح وقيام الدولة الليبية ذات النموذج الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة سيكون من شأنه زعزعة أركان العرش السعودي، ويؤدي الى تشجيع الشعب "السعودي" على الانتفاضة واتباع النموذج الليبي. لذلك تحرص السعودية وغيرها من مشائخ الخليج على تحويل ليبيا الى دمار ونموذج لأفغانستان أخرى حتى تؤذب شعبها، وحتى لايفكر بأن يسيل لعابه لرؤية قيام نظام ديمقراطي في بلده اسوة بالجيران. فلن يُسمَح لهؤلاء الجيران -اي الليبيين- بأن يهنؤوا أو يستقروا طالما احتفظت مشائخ الخليج بعروشها وانفراد عائلاتهم بالسلطة ولو أنفقوا كل اموالهم لتدمير ليبيا والحفاظ على الفوضى وعدم الاستقرار.
وترون مشائخهم كيف يصدرون الفتاوى المحرضة على العنف في ليبيا للشباب الليبيين البسطاء والذين بالطبع لا يملكون أن يعارضوا أولئك المشائخ في السعودية وقطر. وغير مسموح لهؤلاء الشباب البسطاء حتى مجرد التفكير أو مراجعة فتاوى مشائخهم وأمرائهم وما عليهم إلا السمع والطاعة ولو أفتوا لهم بقتل أهلهم لفعلوا وهو ما يفعلونه بالفعل .
ضرورة طرح الخطاب الاعلامي الوطني البديل من أجل انقاذ ليبيا:
إن "امبراطورية الاعلام" هي الأشد فتكاً وطغياناً ... والأعنف والأكثر دموية من أي سلاح آخر ان ارادت الاستيلاء أو تدمير بلد أو شعب. ويظل الشعب مكبلاً مغلوب على أمره طالما لم يمتلك ويسيطر على اعلامه. وهذا ما لم يحدث في ليبيا الثورة. وهذا مايتم عرقلته. فإن امتلاك اعلام رسمي ذو أجندة وطنية .. اعلام قوي ونزيه ومحايد أهم من امتلاك أعتى الأسلحة وهو من شأنه حماية الوطن وتحصين المتلقي والعمل على بناء الدولة التي يطمح اليها الليبيون.
وطالما أن ذلك لم يحدث وقد تمت السيطرة على الاعلام الخاص والعام فئات وأحزاب بعينها ... فليس أمام الليبيين إلا العودة لوسائل "التواصل الاجتماعي" و"الساحات" وتنظيم التظاهرات ضد ما يسوقه ويبثه الاعلام من رسائل سلبية، الغاية الوحيدة منها تدمير ليبيا. وضرورة مواجهة هذه "الحرب الناعمة" من قبل "اعلام الخليج" بصفة خاصة لعرقلة مسيرة بناء دولة ليبيا القوية والموحدة ..
وتقع على عاتق النشطاء والوطنيين مسؤولية ان يقاتلوا بالكلمة والتظاهر السلمي من اجل ليبيا القوية الآمنة دولة المؤسسات وركل كل من يدّعي بأنه قام بالثورة وأنه "ثائر" .. ويريد أن يعيد علينا اسلوب اللجان الثورية وأنه هو من أطاح بالنظام السابق وله الحق في التحكم في رقاب الشعب ... فهؤلاء يجب ركلهم الى مزبلة التاريخ .
يجب ان يتوقف هذا الهراء وأن يتم محو فكرة الثوار وفكرة اللجان الثورية التي فرضتها وسائل اعلام " الخليج" واعلام "رجال الاعمال" واعلام الأحزاب" اللاهثة نحو السلطة. وما من هدف وراؤها إلا خلق قوى موازية لقوة الدولة ... وعرقلة بناء الدولة الليبية دولة المواطنة والقانون
لذلك كان لزاما وملحاً في هذه المرحلة اقتلاع مصطلح "الثوار" و ثقافة "المدن المهزومة" و"المدن المنتصرة"، ان كانت هناك بالفعل ثمة نوايا صادقة لإنقاذ ليبيا وبناء الدولة والوطن الذي لا فضل فيه لليبي على ليبي آخر مهما كان انتماؤه وعرقه ولونه. وأدرك بأن هذا التوجه ليس على أجندة أي من الأحزاب أو التيارات أو أي وسيط اعلامي ليبي. فليس هناك من هو مستعد للتضحية والمجازفة برفع صوته معاكساً للخطاب الاعلامي السائد ولو كان مقتنعاً بفساد ذلك الخطاب المناطقي والجهوي والعنصري في قرارة نفسه.
ولكننا أبداً لن نفقد الأمل بشباب ليبيا لطرح "الخطاب الوطني" البديل من أجل ليبيا. وإن كانوا لا يملكون المال والفضائيات فلديهم الساحات ووسائل التواصل الاجتماعي فمنها بدأت الثورة ومنها تنطلق الدعوات للم الشمل وبناء ليبيا القوية والموحدة.
ولقد أجهِضَت الثورة منذ أن سوّقت امبراطورية "مردوخ" الاعلامية مصطلح "ثوار"، وكان هذا بمباركة عدد من السياسيين ممن تولوا قيادة الانتقالي والتنفيذي. فبخلق ظاهرة "الثوار" أصبح "الشعب" خارج اللعبة، مطرودا من دائرة الفعل وليكون مجرد مفعولاً به وظيفته الجلوس على دكة "الإنتظار" . فلا أحد كان سيغامر ويثق بالصندوق وكان لابد من خلق جناح عسكري يسانده ويدعمه ويحمي أجندته على الأرض.
فلعبة السلطة وفرض الهيمنة على البلاد كانت تقتضي ازاحة "الشعب" الذي يإنتفاضته منح للثورة شرعيتها. الشعب بكل فئاته الشيوخ والعجائز والاطباء والممرضين والنساء والاعلاميين والدبلوماسيين ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، وكل الفئات الأخرى بلا استثناء ... ممن بدونهم لن يكون لتلك الثورة أي معنى أو وجود ... ولو اقتصرت على "المحاربين لكانت مجرد تمرد مسلح، وجب القضاء عليه" .
شراء ذمم الثوار وتجنيدهم من قبل المخابرات العربية والأجنبية:
والسبب الآخر لترسيخ "ثقافة تمييز الثوار المسلحين واستبعاد الشعب" وهو لأنه ليس بالإمكان "شراء ذمم شعب بأسره"... فبدون اختلاق تكتلات دائمة للمسلحين بصفة " ثـوار "، لن يتمكن مشائخ الخليج وعلى رأسهم قطر مثلاً أن تستدعي شعباً بأسره ليصطف في طوابير أمام قصورهم ليقبض كل منهم ثمن "كرامته" و"وطنه" و "ثورته"، وذلك بعد أن يُختم عى جبهته بأنه "نذل"... فالنذالة والثورة لا يلتقيان في قلب انسان...! ولذلك يتحول كل من تقاضى ثمناً الى جندي امين يدين له بالولاء والطاعة .
وبالطبع .. لا يمكن لشعب بأسره أن يتحول إلى نذل..!
فإذا كنت حقاً مؤمناً بأنك قاتلت من أجل حرية بلدك وثرت ضد الظلم والطغيان وكان ما قمت به واجباً وطنياً مقدساً، فبأي صفة تقبض الثمن والمكافأة سواء من بلدك أو من دولة أجنبية وإن كانت قد ساعدت بلدك، فمن الذي يدفع المال بلا مقابل، ومن الذي يستلمه دون أن يبيع؟
لذلك كان لزاماً اختلاق هذه "النخبة المصطنعة" وكان لزاماً أيضاً أن يقتصر فعل "الثورة" على بضع مئات يمكن شراؤهم وتنصيبهم قادة وحكام للشعب القابع على دكة الانتظار..! وبواسطتهم ايضاً يتم الوصول للسلطة. وقد لاحظتم كيف لم ينساهم المترشحين ضمن برامجهم وكيف أغدقوا عليهم بالوعود والاغراءات بالمال والسلطة لكل "مسلح" ومن يحمل بطاقة "ثائر " ! ومنهم من ذهب الى حد القول بأنهم سيكونون شركاء في السلطة...!
الدور الهام للاعلام في ترويج وترسيخ مصطلح الثوار:
ان ترويج فكرة "الثوار" ليس يالإمكان لغير "امبراطورية الاعلام" من اختلاقها وترسيخها وجعلها "أمر واقع". مستندة بالطبع إلى تقنيات "صناعة الإجماع" وتقنية اغراق الجموع في "دوامة الصمت". عن طريق الضخ المتواصل والجرعات الاعلامية المكثفة لتسويق أي فكرة أو أي مشروع سياسي..! ويدرك أي اكاديمي في مجال الاعلام هذا الاستراتيجيات جيداً ومدى اثرها الفاعل حسب ما هو مثبت علمياً في نظريات الاعلام الحديث .
وليس أمام المتلقي إلا التقوقع والالتزام بالصمت ازاء الضوضاء الاعلامية ولن يجرؤ على البوح بالحقيقة التي تخالف ما تبثه امبراطورية الاعلام، وان كان يعلم الحقيقة ويلمسها لمس اليد ...! لأن الاعلام بكل وسائطه هو ما يتحكم بالعقل الجمعي وتوجيه مسار الرأي العام .
وأسوق هنا مثلاً: فكرة "الصراع الاسلامي العلماني" في ليبيا متى وكيف برزت على السطح؟ وهل هناك شخص واحد في ليبيا كان قد سمع بمثل هذا الجدل والتطاحن بين "علمانيين" و"اسلاميين" في ليبيا قبل 2011؟ أو أن ثمة أحد من الكتاب أو السياسيين قد أثاره حتى بشكل عابر؟ الجواب كلا ...! فإنها "صناعة اعلامية" ولم يكن لها أي وجود على أي مستوى قبل ذلك التاريخ اطلاقاً. فقد تم اختلاقها وترويجها لأسباب محددة نرى نتائجها اليوم واضحة على الأرض.
لذلك فالضخ الاعلامي لذات الفكرة وتكرارها بشكل متواصل من شأنه جعلها أمر واقع لا يمكن نفيه وان كانت لا أساس لها من الصحة .
وأقدم مثالاً آخر: من منا مثلاً يتعامل مع أحداث البحرين وأحداث الشرقية والطائف والقطيف بأنها ثورة وأنها ضمن سلسلة ثورات الربيع العربي، فبمجرد طرحك للموضوع ستهاجمك الأصوات المؤدلجة اعلامياً بأنها مجرد حراك طائفي شيعي ضد طائفة أخرى وهي السنة. ببساطة ... لأن امبراطورية الاعلام الخليجي – أو امبراطورية مردوخ العربي كما وصفها الكاتب الفاضل علي عمر التكبالي- استطاعت أن تلجم كل الأفواه وأن تُرسّخ في الأذهان بأنها مجرد حراك طائفي .
رغم اننا نعرف أخوة "سعوديين" ومن "السنة" من يملؤهم الاحتقان والغضب منذ سنوات طوال من حكم وهيمنة عائلة آل سعود وأذكر يوما قال لي صديق من "السعودية": "هل هناك ماهو أكثر ديكتاتورية وطغياناً من أن تُسلَب هويتك وان تنتمي قسراً لأسرة آل سعود وانت لست منهم" ... وأضاف: "هل ترضى بأن تلغى جنسيتك الليبية وتصبح جنسيتك "قذافي" نسبة للاسرة الحاكمة في بلدكم؟ ولكن، مع هذا استطاعت "امبراطورية الاعلام السعودي" بأن تقنع الرأي العام بأن الشعب "السعودي" هو أسعد شعوب الأرض قاطبة والأكثر نعيماً ورفاه .
وبنفس الطريقة من الجرعات الاعلامية المكثفة والمستمرة، تم "ترويج" واختلاق مصطلح "الثوار"، بعد أن كان مايروّج عكس ذلك وبأن الثورة في ليبيا هي ثورة "شعب" بأسره...!
ظاهرة التمييز المناطقي والجهوي ما بين "مدن مهزومة" و"مدن منتصرة":
فبعد أن تم اختلاق ذلك التمييز للجماعات المسلحة - "الثوار" - فبنفس الطريقة اعلامياً تم اختلاق الظاهرة الأسوأ والأخطر وهي ظاهرة التمييز المناطقية والجهوية بغية خلق حالة من الصراع المناطقي والفوضى وعدم الاستقرار.
والمرة الأولى التي سمعت فيها هذا التوصيف واستخدام مصطلحي "المدن المهزومة" و"المدن المنتصرة" كانت على لسان الاعلامي محمود شمام. في مقابلة له على القتاة القطرية التي يترأس مجلس ادارتها "ليبيا الأحرار". ولا أدري ان كان هو من نحت المصطلحين أم نقله عن غيره وليس هذا مهماً الآن.
والمهم أننا نلاحظ بأنه لم يتم أبداً في البداية اختلاق هذا "التمييز المناطقي" و"الجهوي" بين المدن الليبية .! بل بالعكس ففي بدايات وأثناء الحرب كان الخطاب الاعلامي مغايراً تماماً ومثلاً كان الاعلامي محمود شمام نفسه يظهر على شاشة الجزيرة والعربية ويقول بالحرف الواحد: أنا أصلي من "الشرق" وأمي من "ترهونة" ويؤكد بأنه لا يوجد مناطق ثائرة ومناطق غير ثائرة والشعب الليبي كله ثائر ومنتفض. ليثبت للرأي العام العالمي والمحلي بأن الثورة الليبية هي ثورة شعب وليست حرب جهوية أو مناطقية وكان يستشهد مثلاً بقمع انتفاضة ابناء سبها وترهونة و بني وليد وتكرار بث مشاهد القتل الجماعي التي تعرضوا لها "شباب بني وليد" " وسبها وغيرها من المناطق الأخرى خلال الثورة .
ولكن، بعد أشهر تغيّر فجأة الخطاب الاعلامي للاعلامي محمود شمام نفسه وقد أصبح بين ليلة وضحاها من أبرز دعاة التمييز المناطقي، وهو القائل مؤخراً: "لن نقبل أبداً بأن تتساوى المدن المهزومة بالمدن المنتصرة". وذلك لأن الأجندة الاعلامية الخليجية قد تغيرت وتغيرت الأهداف . ونشاهد من مدة الضخ الاعلامي "العنصري" من مختلف وسائل الاعلام الليبية الخاصة منها و"الرسمية" وكذلك القنوات العربية والناطقة بالعربية. في محاولة دؤوبة وجادة لتكريس حالة الانقسام والاقتتال الداخلي بين الليبيين، لأهداف منها سياسية واقتصادية واجندات شخصية وحزبية ودولية.
ولا يخفى على الكثيرين بأن نهوض ليبيا الدولة القوية سياسياً اقتصاديا والدولة الآمنة والمستقرة هي مصدر خطر يهدد اقتصاد دول الخليج بأسره ... ونرى جيداً ما تفعله السعودية مثلاً بالعراق ودعمها المباشر للارهاب في العراق لأنها منذ سنوات والسعودية كانت المستفيد الأكبر من عرقلة عودة انتاج النفط العراقي لمعدلاته الطبيعية لأنها هي من تقوم بالتعويض عن طريق زيادة انتاجها... فهي ليست فقط حرب طائفية كما يروّج لها . .. بل هي حرب الاقتصاد في الاساس.!
ثم لا ننسى بأن نجاح الثورة وجمع السلاح وقيام الدولة الليبية ذات النموذج الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة سيكون من شأنه زعزعة أركان العرش السعودي، ويؤدي الى تشجيع الشعب "السعودي" على الانتفاضة واتباع النموذج الليبي. لذلك تحرص السعودية وغيرها من مشائخ الخليج على تحويل ليبيا الى دمار ونموذج لأفغانستان أخرى حتى تؤذب شعبها، وحتى لايفكر بأن يسيل لعابه لرؤية قيام نظام ديمقراطي في بلده اسوة بالجيران. فلن يُسمَح لهؤلاء الجيران -اي الليبيين- بأن يهنؤوا أو يستقروا طالما احتفظت مشائخ الخليج بعروشها وانفراد عائلاتهم بالسلطة ولو أنفقوا كل اموالهم لتدمير ليبيا والحفاظ على الفوضى وعدم الاستقرار.
وترون مشائخهم كيف يصدرون الفتاوى المحرضة على العنف في ليبيا للشباب الليبيين البسطاء والذين بالطبع لا يملكون أن يعارضوا أولئك المشائخ في السعودية وقطر. وغير مسموح لهؤلاء الشباب البسطاء حتى مجرد التفكير أو مراجعة فتاوى مشائخهم وأمرائهم وما عليهم إلا السمع والطاعة ولو أفتوا لهم بقتل أهلهم لفعلوا وهو ما يفعلونه بالفعل .
ضرورة طرح الخطاب الاعلامي الوطني البديل من أجل انقاذ ليبيا:
إن "امبراطورية الاعلام" هي الأشد فتكاً وطغياناً ... والأعنف والأكثر دموية من أي سلاح آخر ان ارادت الاستيلاء أو تدمير بلد أو شعب. ويظل الشعب مكبلاً مغلوب على أمره طالما لم يمتلك ويسيطر على اعلامه. وهذا ما لم يحدث في ليبيا الثورة. وهذا مايتم عرقلته. فإن امتلاك اعلام رسمي ذو أجندة وطنية .. اعلام قوي ونزيه ومحايد أهم من امتلاك أعتى الأسلحة وهو من شأنه حماية الوطن وتحصين المتلقي والعمل على بناء الدولة التي يطمح اليها الليبيون.
وطالما أن ذلك لم يحدث وقد تمت السيطرة على الاعلام الخاص والعام فئات وأحزاب بعينها ... فليس أمام الليبيين إلا العودة لوسائل "التواصل الاجتماعي" و"الساحات" وتنظيم التظاهرات ضد ما يسوقه ويبثه الاعلام من رسائل سلبية، الغاية الوحيدة منها تدمير ليبيا. وضرورة مواجهة هذه "الحرب الناعمة" من قبل "اعلام الخليج" بصفة خاصة لعرقلة مسيرة بناء دولة ليبيا القوية والموحدة ..
وتقع على عاتق النشطاء والوطنيين مسؤولية ان يقاتلوا بالكلمة والتظاهر السلمي من اجل ليبيا القوية الآمنة دولة المؤسسات وركل كل من يدّعي بأنه قام بالثورة وأنه "ثائر" .. ويريد أن يعيد علينا اسلوب اللجان الثورية وأنه هو من أطاح بالنظام السابق وله الحق في التحكم في رقاب الشعب ... فهؤلاء يجب ركلهم الى مزبلة التاريخ .
يجب ان يتوقف هذا الهراء وأن يتم محو فكرة الثوار وفكرة اللجان الثورية التي فرضتها وسائل اعلام " الخليج" واعلام "رجال الاعمال" واعلام الأحزاب" اللاهثة نحو السلطة. وما من هدف وراؤها إلا خلق قوى موازية لقوة الدولة ... وعرقلة بناء الدولة الليبية دولة المواطنة والقانون
لذلك كان لزاما وملحاً في هذه المرحلة اقتلاع مصطلح "الثوار" و ثقافة "المدن المهزومة" و"المدن المنتصرة"، ان كانت هناك بالفعل ثمة نوايا صادقة لإنقاذ ليبيا وبناء الدولة والوطن الذي لا فضل فيه لليبي على ليبي آخر مهما كان انتماؤه وعرقه ولونه. وأدرك بأن هذا التوجه ليس على أجندة أي من الأحزاب أو التيارات أو أي وسيط اعلامي ليبي. فليس هناك من هو مستعد للتضحية والمجازفة برفع صوته معاكساً للخطاب الاعلامي السائد ولو كان مقتنعاً بفساد ذلك الخطاب المناطقي والجهوي والعنصري في قرارة نفسه.
ولكننا أبداً لن نفقد الأمل بشباب ليبيا لطرح "الخطاب الوطني" البديل من أجل ليبيا. وإن كانوا لا يملكون المال والفضائيات فلديهم الساحات ووسائل التواصل الاجتماعي فمنها بدأت الثورة ومنها تنطلق الدعوات للم الشمل وبناء ليبيا القوية والموحدة.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
رد: مقالات مختارة ::؛ حسام المصراتي: إن كنا نريد انقاذ ليبيا !
لذلك تحرص السعودية وغيرها من مشائخ الخليج على تحويل ليبيا الى دمار ونموذج لأفغانستان أخرى حتى تؤذب شعبها، وحتى لايفكر بأن يسيل لعابه لرؤية قيام نظام ديمقراطي في بلده اسوة بالجيران. فلن يُسمَح لهؤلاء الجيران -اي الليبيين- بأن يهنؤوا أو يستقروا طالما احتفظت مشائخ الخليج بعروشها وانفراد عائلاتهم بالسلطة ولو أنفقوا كل اموالهم لتدمير ليبيا والحفاظ على الفوضى وعدم الاستقرار.
وترون مشائخهم كيف يصدرون الفتاوى المحرضة على العنف في ليبيا للشباب الليبيين البسطاء والذين بالطبع لا يملكون أن يعارضوا أولئك المشائخ في السعودية وقطر. وغير مسموح لهؤلاء الشباب البسطاء حتى مجرد التفكير أو مراجعة فتاوى مشائخهم وأمرائهم وما عليهم إلا السمع والطاعة ولو أفتوا لهم بقتل أهلهم لفعلوا وهو ما يفعلونه بالفعل .
من يلمز بلاد السعودية لابد ان يكون متحامل عليها
رغم أنفك بلاد الحرمين حاميها رب العالمين من الزيع لعلمائها
فهي بلاد التوحيد والسنة ومهبط الشريعة الإسلامية
وبارك الله في مشايخها وأهلها الكرام
وترون مشائخهم كيف يصدرون الفتاوى المحرضة على العنف في ليبيا للشباب الليبيين البسطاء والذين بالطبع لا يملكون أن يعارضوا أولئك المشائخ في السعودية وقطر. وغير مسموح لهؤلاء الشباب البسطاء حتى مجرد التفكير أو مراجعة فتاوى مشائخهم وأمرائهم وما عليهم إلا السمع والطاعة ولو أفتوا لهم بقتل أهلهم لفعلوا وهو ما يفعلونه بالفعل .
من يلمز بلاد السعودية لابد ان يكون متحامل عليها
رغم أنفك بلاد الحرمين حاميها رب العالمين من الزيع لعلمائها
فهي بلاد التوحيد والسنة ومهبط الشريعة الإسلامية
وبارك الله في مشايخها وأهلها الكرام
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
جمال المروج- مراقب
-
عدد المشاركات : 18736
رقم العضوية : 7459
قوة التقييم : 164
تاريخ التسجيل : 18/10/2011
مواضيع مماثلة
» حسام المصراتي: في ليبيا انتصر الاسلام والليبيون وهُزٍم "اللو
» مقالات مختارة - في ليبيا، إذا لم تستَحٍ
» مقالات مختارة : قطر والرهانات الخاسرة في ليبيا. ماذا بعد؟؟
» مقالات مختارة :: لعزل السياسي في ليبيا.. لماذا نعم؟
» مقالات مختارة - سلطان الحطاب : ليبيا..لا بأس عليكم !
» مقالات مختارة - في ليبيا، إذا لم تستَحٍ
» مقالات مختارة : قطر والرهانات الخاسرة في ليبيا. ماذا بعد؟؟
» مقالات مختارة :: لعزل السياسي في ليبيا.. لماذا نعم؟
» مقالات مختارة - سلطان الحطاب : ليبيا..لا بأس عليكم !
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:56 am من طرف STAR
» مخمورا حافي القدمين يجوب الشوارع.. لماذا ترك أدريانو الرفاهية والنجومية في أوروبا وعاد إلى
اليوم في 8:42 am من طرف STAR
» نصائح يجب اتباعها منعا للحوادث عند تعطل فرامل السيارة بشكل مفاجئ
اليوم في 8:37 am من طرف STAR
» طريقة اعداد معكرونة باللبن
اليوم في 8:36 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:34 am من طرف STAR
» مشاركة شعرية
أمس في 12:28 pm من طرف محمد0
» لو نسيت الباسورد.. 5 طرق لفتح هاتف أندرويد مقفل بدون فقدان البيانات
2024-11-03, 9:24 am من طرف STAR
» عواقب صحية خطيرة للجلوس الطويل
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي
2024-11-03, 9:23 am من طرف STAR
» زلزال يضرب شرق طهران وسط تحذيرات للسكان
2024-11-03, 9:22 am من طرف STAR
» أحدث إصدار.. ماذا تقدم هيونداي اينيشم 2026 الرياضية ؟
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» بانكوك وجهة سياحية تايلاندية تجمع بين الثقافة والترفيه
2024-11-03, 9:21 am من طرف STAR
» مناسبة للأجواء الشتوية.. طريقة عمل كعكة التفاح والقرفة
2024-11-03, 9:20 am من طرف STAR
» صلى عليك الله
2024-10-30, 12:39 pm من طرف dude333
» 5 جزر خالية من السيارات
2024-10-26, 9:02 am من طرف STAR