كيف أعالج مشاكسة طفلي وشجاره الدائم مع الجميع؟

سؤال:

أنا أم لطفلين ( 5 و3 أعوام). البكر عصبي لدرجه لا تطاق. هو لا يتقبل أن يمر وقت لعبه دون شجار مع الأولاد الذين يلعب معهم. مع العلم بأنه هو الذي يبادر بدعوتهم للعب معه. هو ذكي ويسأل باستمرار. نحن نجيبه ولا نقصر معه حتى لو كان سؤاله محرجا. نشتري له الألعاب ولا نحرمه من شيء. أما الطفل الثاني فهو بعكسه. هو هادئ ومطيع لكنه يتأثر من تصرفات أخيه ويميل إلى تقليده. أحاول أن أضع له هديه يحبها تحت وسادته وأخبره بأن الساحرة الجميله هي التي تأتي وتضعها له ونحن نيام لأنه لم يعذبني. أحيانا أذكر له عملا جيدا قد قام به فيفرح ويبدأ بالبحث تحت وسادته. بعد وقت قصير يعود للمشاكل من جديد. هل تصرفي صحيح؟ إنني لا أعرف التعامل معه كي لا يصبح طفلي الثاني مثله.أرجو المساعدة وشكرا لك.

الجواب:

أتفهم صعوبة ما تمرين به من متاعب خاصة لقرب عمريهما. من الطبيعي أن يكون الطفل الأصغر دائم التقليد لتصرفات وسلوك أخيه. أما البكر فهو دائم الغيظ منه ولكنه يفتقده حين يبعد عنه ويبقى لوحده.

هل غيرة الطفل البكر هي سبب مشاكسته واستمرار شجاره؟

البكر يعاني من مشاعر سلبية. لا شك بأن غيرته الطبيعية هي العنصر الرئيسي والدافع القوي لمعظم ردات فعله العصبية والمستمرة. هو يعيش حالة من القلق الدائم. وجود أخيه في بيته الذي كان له ولوحده يجعله دائم اليقظة والتأهب للفت النظر والتركيز على الاهتمام به. هو يعيش حالة من اليقظة الدائمة. ينتبه لكل ردة فعل من طرف الأهل فيفسرها بأنها غير عادلة بحقه. غيرة طبيعية تحتاج لبعض من الصبر وهدوء أعصاب الأهل. انفعال الأهل من سلوكه أو انتقاد مشاعره يزيده عدم اطمئنان. الدلال والانفلات هو أيضا ليس من الأساليب التربوية الإيجابية. هو يحتاج لأبوين يدربانه على ضبط انفعالاته بعد وعيه العاطفي الذاتي. إتهامه بأنه يقصد السلوك السلبي بتعامله مع الآخرين ( هو لا يتقبل أن يمر وقت لعبه دون شجار) يفقده ثقته بنفسه ويجعله أكثر توترا.

كيف التعامل معه لاسترجاع ثقته بنفسه ولتثبيت اطمئنانه؟

لاسترجاع ثقته بنفسه ولتثبيت اطمئنانه يلزم أن يركز الأهل انتباههم على السلوك المستحب. كلما امتدح الأهل تصرفاته المستحبة كلما زادت وثبتت. أما لاستبدال أية عادة سلوكية غير مستحبة يلزم اتباع خطة الترغيب المشروط. أي ترغيبه بعد كل سلوك مستحب بامتداح، بمفاجأة يرغب بها. كثيرة هي المفاجآت المعنوية غير المادية والتي منها: دغدغة، أنواع ألعاب اجتماعية، مشاركته بعمل أكلة يحبها.... أما عند قيامه بأي سلوك غير مستحب فيلزم الثبات على تجاهل ذلك السلوك وعدم الاستجابة له. حين يبدأ بالصراخ مثلا يلزم الهمس بأذنه بعبارة قصيرة وبكل هدوء أعصاب: " إنتي إسا زعلان لما توقف الصراخ أنا بدي ...". من المهم الثبات على عدم الاستجابة له حين يقوم بسلوك غير مستحب. أسلوب كهذا يجعله يميز بين ردات فعله العاطفية ويتعرف على أنواع انفعالاته. فالترغيب بعد كل انفعال مستحب يجعله يكرره ومع الوقت يصبح عادة بدل عادة الانفعال غير المستحب.

هل الساحرة الجميلة هي بمكان الترغيب المشروط؟

يمكن استخدامها في فترات متباعدة وبعد تكراره سلوكا مستحبا لمدة متفق عليها بينه وبين أهله. أثناء انتظاره مكافأة الساحرة الجميلة يعمل على تكرار ضبط انفعالاته لنيله تلك المكافأة المنتظرة. مكافآت الساحرة الجميلة لها تأثيرها ولكنها لا تحل محل تشجيع الأبوين الفوري والمباشر. عنوان الترغيب التربوي هو الأبوان. الأبوان هما المثيران للتحفيز التربوي الدائم. الامتداح الفوري بعد كل سلوك مستحب يقوم به يعمل على ترغيبه الفوري على تكراره ويجعله في وقت لاحق يراقب تصرفاته. الامتداح والترغيب الفوري يؤثر بالأطفال كثيرا. قيام الطفل بأي سلوك غير مستحب هو وسيلة تجريبية يحاول من خلالها الضغط على الأهل ليجعل طلباته مستجابة. تلك هي طبيعة الأطفال والتعويد التربوي المستمر هو من واجب الأهل. من المهم الصبر والمثابرة والثبات على التعويد على الاستبدال التربوي.

هل للدراما ولتفعيل خيال الطفل تأثير؟

حتى جيل التاسعة أسلوب الدراما يناسبه وله تأثير كبير. هو يعيش مرحلة من الخيال الواسع. يمكن بعد سرد قصة لبطل يحبة تباهي الأم وبأسلوب درامي بسلوكه المستحب وذلك بالتوجه للبطل بالقول له وعلى مسمع الطفل: أرأيت يا... كيف يكسب طفلي أصحابه وكيف يتحافظ على علاقاته بهم؟؟ أتعلم يا... بأن طفلي يعرف كيف يكون لطيفا مع الجميع؟ إمتداح سلوك الطفل والتباهي للبطل به هو حافز له للتمسك بالصفات الجميلة التي يسمعها عنه. تكرار مثل هذا الأسلوب يعمل على ترغيبه التعاون لاستبدال عادة غير مستحبة بعادة جديدة سمع أهله يتباهون بها للبطل. وأخيرا يحتاج الأطفال لكثير من أنشطة حركية وفعاليات رياضية فتلك حاجة جسمانية للتنفيس العاطفي من الضغوط اليومية.