رومني يحجم عن الهجوم على أوباما بشأن حادث ليبيا

من طرف عبدالله النيهوم 2012-10-23, 1:15 pm

رومني يحجم عن الهجوم على أوباما بشأن حادث ليبيا

فوت المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية ميت رومني آخر أفضل فرصة له لوضع الرئيس باراك أوباما في موضع الدفاع لطريقة تعامله مع الهجوم الذي استهدف قنصلية الولايات المتحدة في بنغازي وأسفر عن مقتل سفيرها هناك عندما أمسك لسانه حول القضية في آخر مناظرة بينهما يوم الاثنين.
جاء أوباما إلى بوكا راتون بولاية فلوريدا حيث دارت المناظرة الأخيرة وقد كان مستعدا فيما يبدو لمواجهة فيما يتعلق بملابسات مقتل السفير وثلاثة آخرين في هجوم بنغازي الذي وقع الشهر الماضي وكان من أكبر نقاط الضعف بالنسبة للرئيس على صعيد السياسة الخارجية وذلك قبل اسبوعين فقط من الانتخابات المقررة في السادس من نوفمبر تشرين الثاني.
لكن رومني الذي كان قد أدلى بتعليقات غير موفقة عن ليبيا في المناظرة السابقة امتنع عن المباغتة وهو ما يحتمل أن يكون قد خيب ظن كثير من المحافظين الذين كانوا يأملون أن يروا مرشحهم في موضع المهاجم.
بل إن أوباما كان هو الذي تفوه بكلمة "بنغازي" خلال المناظرة التي استغرقت 90 دقيقة وركزت على السياسة الخارجية. وفي مرحلة لاحقة من المناطرة قال الرئيس الديمقراطي "وعودة إلى مسألة ليبيا..." عندما طرح عليه سؤال آخر.
وسئل اريك فرنستروم كبير مستشاري رومني عن سبب إحجام المرشح الجمهوري عن التطرق لهذه القضية فأجاب "تحدث عنها مرات كثيرة في أحداث أخرى وكانت هناك قضايا عديدة أخرى يتعين تغطيتها." لكن النائبة ديبي واسرمان شولتس من الحزب الديمقراطي والتي حضرت المناظرة في جامعة لين قالت إن رومني لم يكن أمامه خيار آخر سوى الحد من انتقاده لأوباما حول هذه القضية.
وقالت لرويترز "لم تكن هذه مفاجأة... تعرض لانتقادات متكررة لأنه سعى لاستغلال مثل هذه المأساة سياسيا."
لكن الجمهوريين سيتساءلون حتما عما إذا كان رومني قد أضاع فرصة أخرى.
وفي مناظرة الأسبوع الماضي قال رومني إنه مرت أسابيع قبل أن يعترف أوباما بأن هجوم بنغازي كان عملا إرهابيا. لكن أوباما الذي كان قد تحدث عن "أعمال إرهابية" خلال ظهوره في حديقة البيت الأبيض بعد يوم من الهجوم طلب من رومني أن "يعود إلى نص كلمته" وانتقده لمحاولة إحراز هدف سياسي على حساب القتلى الأمريكيين في الخارج.
وأيدت كاندي كرولي مذيعة شبكة سي.ان.ان ومنسقة المناظرة السابقة تفسير أوباما للأحداث قائلة "لقد وصفه بالفعل بالعمل الإرهابي." وكان بعض كبار مساعدي اوباما قد أرجعوا في البداية هجوم بنغازي إلى احتجاجات على فيلم مسيء للنبي محمد انتج في كاليفورنيا وقالوا إنه لم يكن مخططا له سلفا وذلك قبل أن يقروا في وقت لاحق بأنه هجوم إرهابي. لكن بعض مساعدي رومني نفسه أقروا بشكل غير معلن بأن أوباما تفوق عليه.
ومنح منسق المناظرة الأخيرة بوب شيفر رومني فرصة مفتوحة للتطرق مرة أخرى للقضية يوم الاثنين عندما أشار إلى أنه ما زالت هناك أسئلة يتعين على الإدارة الإجابة عليها فيما يتعلق بالحادث.
وتساءل شيفر "ماذا حدث؟ وما السبب؟ هل كان تلقائيا؟ هل كان فشلا مخابراتيا؟ هل كان فشلا سياسيا؟ هل كانت هناك محاولة لتضليل الناس بشأن ما حدث بالفعل؟"
واختار رومني أن يتطرق لهذه القضية بنبرة هادئة. وقال "نرى في ليبيا هجوما ارتكبه فيما يبدو -أعتقد أننا نعلم هذا الآن- إرهابيون ما على مواطنينا هناك وقتل أربعة... قلوبنا وعقولنا معهم." وانتقل من تلك النقطة إلى نقد سياسة أوباما العامة تجاه انتفاضات الربيع العربي لكنه لم يربط بين القضيتين بشكل واضح.
وتمكن أوباما من تجنب الأجزاء الأكثر تحديدا في سؤال شيفر بما في ذلك التفسيرات المختلفة لما حدث وما إذا كانت الإدارة قصرت في تقديم الأمن المطلوب للقنصلية.
وقال أوباما "عندما تلقينا تلك المكالمة الهاتفية تأكدت على الفور من أننا.. أولا بذلنا كل ما في وسعنا لتأمين هؤلاء الأمريكيين الذين ما زالوا معرضين للخطر وثانيا من أننا سنتحرى لنعرف ما الذي حدث بالضبط وثالثا والأهم أننا سنلاحق من قتلوا الأمريكيين وسنقدمهم للعدالة." ومضى يقول "وهذا ما سنفعله بالضبط."
لكن فرنستروم قال "هناك أسئلة بهذا الشأن أكثر بكثير من الردود التي تقدمها الإدارة."