إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د. نقولا زيادة الجزء 3
صفحة 1 من اصل 1
"رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د. نقولا زيادة الجزء 3
كان نقولا زيادة حاضراً في بنغازي يوم أعلنت برقة استقلالها في الأول من يونيو عام 1949، ومن هناك وصف الحياة السائدة فيها، ودوّن ملاحظاته وانطباعاته عن البلاد وأهلها. وفور رجوعه من برقة ألف كتاباً عنها سماه "الدولة العربية الثامنة"، وذلك قبل أن تصبح برقة جزءاً من "المملكة الليبية المتحدة" باتحادها مع ولايتي طرابلس وفزان عام 1951.
"رسائل من برقة"
بقلم المؤرخ الراحل الدكتور نقولا زيادة
الجزء الثالث
4/6/1949
*************************
"رسائل من برقة"
بقلم المؤرخ الراحل الدكتور نقولا زيادة
الجزء الثالث
4/6/1949
*************************
في ساعة مبكرة جداً من صباح اليوم، أرعدت الدنيا وأبرقت وسقط مطر غزير. أما الرعد والبرق فقد كانا شديدين. وأما المطر فقد سقطت منه كمية كانت كافية لأن تسبب دلفاً في غرفتي. هذا ما حدث في بنغازي في الأسبوع الأول من حزيران.
والطقس كان لطيفاً جداً اليوم، مع أنه يوم الأربعاء الماضي كان الحر شديداً حتى أنني لما خرجت من مكتبي في الساعة الواحدة، حسبت أن باب جهنم كان مفتوحاً. وهذا، على ما يقولون، مألوف في هذه المدينة، فتغير الطقس وتقلبه شيء أصبحنا ننتظره في كل وقت.
كان عندي اليوم اجتماع مع مراقبي الامتحان في بنغازي ودرنة، واتخذنا قرارات بشأنه. ثم جاء بعض المدرسين المصريين يستأذنون بالسفر المبكر، فسمحت لهم على شرط أن ينهوا أعمالهم قبل السفر، فوعدوا بذلك وشكروني.
في الساعة الحادية عشرة ذهبت مع المستر غوردن إلى قصر المنار، وهو الذي يسميه الناس هنا "الديوان"، وهو قصر الأمير. وهناك قيدنا أسماءنا في سجل التشريفات الذي وضع خصيصاً بمناسبة عيد الاستقلال. وبعد توقيع الأسماء، عاد المستر إلى المكتب أما أنا فأرسلت بطاقتي إلى سكرتير الأمير الخاص الدكتور وهبي البوري، وهو برقاوي ويحمل دكتوراه في الفلسفة، ومن الشباب الممتاز. فجاء بنفسه يستقبلني. وبعد حديث مقتضب حول الاستقلال وما يتبعه أدخلنى على عمر منصور باشا الكيخيا، رئيس الديوان العالي. فبقيت عنده نحو ربع ساعة.
وعمر منصور باشا برقاوي أيضاً، وقد ساح في أوروبا في سنتي 1911 و1912، وكان عضواً في مجلس المبعوثان العثماني قبل الحرب العالمية الأولى، وله تاريخ طويل في حياة هذه البلاد.
وعمر منصور باشا أنيق في مظهره، لطيف في معشره، شديد العناية بشؤون بلاده، كثير الاهتمام بالتعليم والمدارس.
ولما عدت إلى مكتبي بإدارة المعارف، ومكتبي هو طاولة في غرفة المدير نفسه، كتبت إلى الدكتور البوري رسالة، وطلبت فيها أن يلتمس لي موعداً للتشرف بمقابلة سمو الأمير.
وبهذه المناسبة لما كنت عائداًَ إلى البيت ظهر اليوم، رأيت سمو الأمير في سيارته الخاصة الصغيرة، في طريقه إلى بيت سعادة الوالي، حيث كان مدعواً للغداء.
بعد الغداء استرحت، وقرأت، ونزلت قبيل السادسة لأفتش عن رسالة منك، فعرفت أن الرسائل أخذت كلها إلى الرياسة، والمكتب يكون مقفلاً، فلأتركها إلى الغد لعلي أستطيع أن أحصل على شيء صباح الأحد، هذا إذا كانت ثمة رسائل لي.
لقد أشرت إليك من قبل أن مجيئي هنا أحدث زوبعة. فقد بلغني أن أحد موظفي إدارة المعارف من أفراد العائلة السنوسية رفع عريضة احتجاج إلى الوالي قبل وصولي بأيام، يعترض فيها على تعيين فلسطيني غريب في منصب يجب أن يتولاه واحد من أهل البلاد. لكنني لم أعرف تماماً كل ما جاء في العريضة. واليوم وقعت العريضة في يدي مصادفة، فقرأتها، وهي في صفحتين كاملتين. وحقاً يقول المعترض أن الفلسطيني الغريب لا يجوز له أن يتولى منصباً هاماً في المعارف، ولكن الأغرب من هذا يا مرغريت هو أنه يقول: "لما كان مساعد مدير المعارف إنكليزياًَ كانت الأمور ماشية على خير ما يرام؛ لكن لماذا يؤتى اليوم بفلسطيني غريب ليتولى هذا المنصب؟"
وقد عرفت أيضاً أن سمو الأمير نفسه حدث الوالي بشأني، وقال إن منصب مساعد مدير المعارف يجب أن يكون لبرقاوي.
هذه هي القضية، وهذه هي التحية التي قابلني بها هؤلاء القوم، وهؤلاء القوم هم الذين لهم رأي في الأمور. على كل سأخبرك عن أي تطور في القضية.
والآن أيتها العزيزة ليحفظك الله تعالى، ولتكوني بخير وعافية. تصبحين على خير.
والطقس كان لطيفاً جداً اليوم، مع أنه يوم الأربعاء الماضي كان الحر شديداً حتى أنني لما خرجت من مكتبي في الساعة الواحدة، حسبت أن باب جهنم كان مفتوحاً. وهذا، على ما يقولون، مألوف في هذه المدينة، فتغير الطقس وتقلبه شيء أصبحنا ننتظره في كل وقت.
كان عندي اليوم اجتماع مع مراقبي الامتحان في بنغازي ودرنة، واتخذنا قرارات بشأنه. ثم جاء بعض المدرسين المصريين يستأذنون بالسفر المبكر، فسمحت لهم على شرط أن ينهوا أعمالهم قبل السفر، فوعدوا بذلك وشكروني.
في الساعة الحادية عشرة ذهبت مع المستر غوردن إلى قصر المنار، وهو الذي يسميه الناس هنا "الديوان"، وهو قصر الأمير. وهناك قيدنا أسماءنا في سجل التشريفات الذي وضع خصيصاً بمناسبة عيد الاستقلال. وبعد توقيع الأسماء، عاد المستر إلى المكتب أما أنا فأرسلت بطاقتي إلى سكرتير الأمير الخاص الدكتور وهبي البوري، وهو برقاوي ويحمل دكتوراه في الفلسفة، ومن الشباب الممتاز. فجاء بنفسه يستقبلني. وبعد حديث مقتضب حول الاستقلال وما يتبعه أدخلنى على عمر منصور باشا الكيخيا، رئيس الديوان العالي. فبقيت عنده نحو ربع ساعة.
وعمر منصور باشا برقاوي أيضاً، وقد ساح في أوروبا في سنتي 1911 و1912، وكان عضواً في مجلس المبعوثان العثماني قبل الحرب العالمية الأولى، وله تاريخ طويل في حياة هذه البلاد.
وعمر منصور باشا أنيق في مظهره، لطيف في معشره، شديد العناية بشؤون بلاده، كثير الاهتمام بالتعليم والمدارس.
ولما عدت إلى مكتبي بإدارة المعارف، ومكتبي هو طاولة في غرفة المدير نفسه، كتبت إلى الدكتور البوري رسالة، وطلبت فيها أن يلتمس لي موعداً للتشرف بمقابلة سمو الأمير.
وبهذه المناسبة لما كنت عائداًَ إلى البيت ظهر اليوم، رأيت سمو الأمير في سيارته الخاصة الصغيرة، في طريقه إلى بيت سعادة الوالي، حيث كان مدعواً للغداء.
بعد الغداء استرحت، وقرأت، ونزلت قبيل السادسة لأفتش عن رسالة منك، فعرفت أن الرسائل أخذت كلها إلى الرياسة، والمكتب يكون مقفلاً، فلأتركها إلى الغد لعلي أستطيع أن أحصل على شيء صباح الأحد، هذا إذا كانت ثمة رسائل لي.
لقد أشرت إليك من قبل أن مجيئي هنا أحدث زوبعة. فقد بلغني أن أحد موظفي إدارة المعارف من أفراد العائلة السنوسية رفع عريضة احتجاج إلى الوالي قبل وصولي بأيام، يعترض فيها على تعيين فلسطيني غريب في منصب يجب أن يتولاه واحد من أهل البلاد. لكنني لم أعرف تماماً كل ما جاء في العريضة. واليوم وقعت العريضة في يدي مصادفة، فقرأتها، وهي في صفحتين كاملتين. وحقاً يقول المعترض أن الفلسطيني الغريب لا يجوز له أن يتولى منصباً هاماً في المعارف، ولكن الأغرب من هذا يا مرغريت هو أنه يقول: "لما كان مساعد مدير المعارف إنكليزياًَ كانت الأمور ماشية على خير ما يرام؛ لكن لماذا يؤتى اليوم بفلسطيني غريب ليتولى هذا المنصب؟"
وقد عرفت أيضاً أن سمو الأمير نفسه حدث الوالي بشأني، وقال إن منصب مساعد مدير المعارف يجب أن يكون لبرقاوي.
هذه هي القضية، وهذه هي التحية التي قابلني بها هؤلاء القوم، وهؤلاء القوم هم الذين لهم رأي في الأمور. على كل سأخبرك عن أي تطور في القضية.
والآن أيتها العزيزة ليحفظك الله تعالى، ولتكوني بخير وعافية. تصبحين على خير.
الأحد 5/6/1949
*************************
*************************
تجدين مع هذه الرسالة رسالة إلى مأمور البريد في سوق الغرب أطلب فيها منه أن يسلمك التحارير التي تصل باسمي ولو كانت مسوكرة (بالبريد المضمون). وعلى كل إذا جاءت رسالة من هذا النوع، ولم يرض بتسليمها لك، فاطلبي إليه أن يرسلها بالبريد الجوي وضعي عليها الطوابع اللازمة، وإلا تأخرت كثيرا حتى تصلني.
قرأت رسالتك وأنا في مكتب الرياسة، وكان أحد الموظفين الإنكليز هناك مسؤولاً عن المكتب ممن أعرف، فجلست أتحدث إليه قليلاً. وفي الساعة العاشرة والنصف مررت أمام "الديوان"، فوجدت طلاب بنغازي وطالباتها مع المعلمين والمعلمات ومفتشي المعارف أمام القصر. فوقفت أتأكد من النظام. ولم يلبث أن أطل سمو الأمير من شرفة قصره، وخطب في الطلاب حاثاً إياهم على العلم والفضيلة والأخلاق القويمة، شاكراً لهم مجيئهم لتهنئته والتبريك له بالاستقلال.
وقصر الأمير هذا هو المكتب الذي تصرّف فيه الأعمال، أما قصر السكن (الغدير) فإنه خارج قصر المنار، وقد بناه غرازياني سفاح ليبيا مقراً له. وهو فخم واسع أنيق، يطل على البحر، ويمتد أمامه الشارع الرئيسي في المدينة، وقد جعل له غرازياني منارة مرتفعة، وكان اسمه في أيام الإيطاليين (قصر غرازياني)، أما الآن فاسمه قصر المنار. ويرفرف عليه العلم السنوسي، وهو علم أسود فيه هلال ونجمة بيضاء.
كتبت لك في آخر رسالة الأمس (تاريخ 4/6/1949) خبر العريضة التي قدمت إلى الوالي احتجاجاً على تعييني. وقد عرفت اليوم أنه قبل وصولي إلى هنا كان هناك اقتراح من الحكومة هنا إلى وزارة الخارجية بلندن برفع معاش مدير المعارف (الإنكليزي) إلى الدرجة الأولى، على أن يرفع معاش زياده (هكذا كان الاقتراح) إلى الدرجة الثانية (أي إلى 900 جنيه في السنة). هذا الاقتراح قدم قبلاً. وسأحاول أن أعرف في هذا الأسبوع ما إذا كان هذا الاقتراح بعد قائماً، أو ما إذا كانت الإدارة هنا قد عدلت عنه. وسأجرب – بعد أسبوع أو اثنين – أن أطلب مقابلة رسمية مع السكرتير العام أو الوالي لبحث هذه المسألة. ولكن الذي يمنعني إلى الآن هو أنني أعرف كل هذه الأمور بطريقة خاصة، وليس مفروضاً أنني أعرفها. لذلك سأنتظر حتى تتيسر لي معرفتها رسمياً.
قرأت رسالتك وأنا في مكتب الرياسة، وكان أحد الموظفين الإنكليز هناك مسؤولاً عن المكتب ممن أعرف، فجلست أتحدث إليه قليلاً. وفي الساعة العاشرة والنصف مررت أمام "الديوان"، فوجدت طلاب بنغازي وطالباتها مع المعلمين والمعلمات ومفتشي المعارف أمام القصر. فوقفت أتأكد من النظام. ولم يلبث أن أطل سمو الأمير من شرفة قصره، وخطب في الطلاب حاثاً إياهم على العلم والفضيلة والأخلاق القويمة، شاكراً لهم مجيئهم لتهنئته والتبريك له بالاستقلال.
وقصر الأمير هذا هو المكتب الذي تصرّف فيه الأعمال، أما قصر السكن (الغدير) فإنه خارج قصر المنار، وقد بناه غرازياني سفاح ليبيا مقراً له. وهو فخم واسع أنيق، يطل على البحر، ويمتد أمامه الشارع الرئيسي في المدينة، وقد جعل له غرازياني منارة مرتفعة، وكان اسمه في أيام الإيطاليين (قصر غرازياني)، أما الآن فاسمه قصر المنار. ويرفرف عليه العلم السنوسي، وهو علم أسود فيه هلال ونجمة بيضاء.
كتبت لك في آخر رسالة الأمس (تاريخ 4/6/1949) خبر العريضة التي قدمت إلى الوالي احتجاجاً على تعييني. وقد عرفت اليوم أنه قبل وصولي إلى هنا كان هناك اقتراح من الحكومة هنا إلى وزارة الخارجية بلندن برفع معاش مدير المعارف (الإنكليزي) إلى الدرجة الأولى، على أن يرفع معاش زياده (هكذا كان الاقتراح) إلى الدرجة الثانية (أي إلى 900 جنيه في السنة). هذا الاقتراح قدم قبلاً. وسأحاول أن أعرف في هذا الأسبوع ما إذا كان هذا الاقتراح بعد قائماً، أو ما إذا كانت الإدارة هنا قد عدلت عنه. وسأجرب – بعد أسبوع أو اثنين – أن أطلب مقابلة رسمية مع السكرتير العام أو الوالي لبحث هذه المسألة. ولكن الذي يمنعني إلى الآن هو أنني أعرف كل هذه الأمور بطريقة خاصة، وليس مفروضاً أنني أعرفها. لذلك سأنتظر حتى تتيسر لي معرفتها رسمياً.
الاثنين 6/6/1949
*************************
*************************
كان اليوم عطلة، بمناسبة العنصرة. ولكنني ذهبت إلى المكتب واشتغلت لأن العمل كثير. على أنني لم أعمل إلا نحو ساعتين. وعدت إلى المنـزل، حيث تغديت، واسترحت، وقرأت، ثم خرجت فالتقيت بالدكتور عودة، واجتمعنا بالسيد محمود مخلوف، وهو من الشباب المليح جداً، وعضو في جمعية عمر المختار. وهذه الجمعية سياسية، وغايتها توحيد ليبيا بكاملها. وتحدثنا في الشؤون العامة هنا، واقترحنا على السيد مخلوف بوجوب أن تتقدم الجمعية إلى الأمير لوضع نفسها تحت تصرفه، خشية أن يعمل الواشون على الوقيعة، واقتنع بوجهة نظرنا. ووضعت له صيغة ما يجب أن يقال للأمير. وقد سر بذلك سروراً كبيراً.
بعد ذلك ذهبنا – أمين وأنا – لزيارة القاضي البستاني، حيث قضينا نحو الساعة. وقد أطللت من شباك في دار القاضي على ساحة هي البستان البلدي، وخلفه عمارة متهدمة كثيراً، كانت فيما مضى – في أيام الإيطاليين – برلمان برقة، وكانت أيضاً قاعة المحاكمات السياسية، وفيها حوكم عمر المختار، بطل برقة في جهادها ضد الطليان.
أحسب أنه من المناسب أن أتحدث هنا قليلاً عن جمعية عمر المختار، وعن الدور الذي قامت به لما تصافت مع الأمير.
أنشئت جمعية عمر المختار في الإسكندرية سنة 1941. كان أعضاؤها الأول جماعة من الشباب الليبي المعني بقضية بلاده. كان يومها الأمير إدريس منفياً في مصر، ولعله كان يرعى الجمعية عن بعد. وقد اضطرت الجمعية إلى الاقتصار على النشاط الرياضي والاجتماعي العادي، لكن الأعضاء كانوا، في خفية وحيطة، يعملون في المجال السياسي. ولما حررت برقة من الإيطاليين (1943) انتقل عدد من أعضاء الجمعية إلى بنغازي. وهم أصلاً برقاويون، فكان من الطبيعي أن يستقروا هناك إلى أن يبت في أمر البلد الكبير: ليبيا.
عنيت الجمعية في بنغازي بالفقراء والمحتاجين، فآستهم وساعدتهم، واهتمت بالرياضة والكشافة، وأنشأت صفوفاً لتعليم الأميين، كما نظمت، عن طريق جمع التبرعات، إرسال بعض الشباب لمتابعة دراستهم في الخارج.
ومع شدة عناية الجمعية بالنواحي الثقافية فقد اضطرت إلى التوقف عن إصدار مجلتها "عمر المختار"، بسبب النفقات الباهظة.
في الناحية السياسية كانت الجمعية تسعى إلى أن تكون ليبيا وحدة سياسية كاملة. وكانت، حتى سنة 1949، قضية ليبيا مكان أخذ ورد في أروقة الأمم المتحدة وفي أروقة أخرى. وكان الطليان لا يزالون يحلمون في أن يكون لهم موطئ قدم في ليبيا.
والذي عرفته أنا، بعيد وصولي إلى بنغازي بأيام، هو أن أعضاء مجلس الجمعية الخمسة لا غبار على إخلاصهم للبلاد وقضيتها. لكن الذي عرفته أيضاً أن أولئك الذين يبحثون عن مصالحهم في كل مكان؛ كانوا مستعدين أن يشوهوا سمعة الجمعية كي يفيدوا هم. وتشويه السمعة معناه الإيقاع بين الجمعية والأمير.
وقد تعرفت بعد وصولي بنغازي بأيام إلى محمود مخلوف والحاج مهدي المطردي، وهما من أعضاء المجلس. وقد قامت بيننا صلة طيبة تحولت إلى صداقة متينة. فكانت أحاديثنا، في أكثر الأوقات، تتعلق بليبيا ومستقبلها. وأنا كامرئ كان قد فقد بلده، كنت أخشى على كل قطر عربي أن يفلت من أيدي أصحابه.
بعد ذلك ذهبنا – أمين وأنا – لزيارة القاضي البستاني، حيث قضينا نحو الساعة. وقد أطللت من شباك في دار القاضي على ساحة هي البستان البلدي، وخلفه عمارة متهدمة كثيراً، كانت فيما مضى – في أيام الإيطاليين – برلمان برقة، وكانت أيضاً قاعة المحاكمات السياسية، وفيها حوكم عمر المختار، بطل برقة في جهادها ضد الطليان.
أحسب أنه من المناسب أن أتحدث هنا قليلاً عن جمعية عمر المختار، وعن الدور الذي قامت به لما تصافت مع الأمير.
أنشئت جمعية عمر المختار في الإسكندرية سنة 1941. كان أعضاؤها الأول جماعة من الشباب الليبي المعني بقضية بلاده. كان يومها الأمير إدريس منفياً في مصر، ولعله كان يرعى الجمعية عن بعد. وقد اضطرت الجمعية إلى الاقتصار على النشاط الرياضي والاجتماعي العادي، لكن الأعضاء كانوا، في خفية وحيطة، يعملون في المجال السياسي. ولما حررت برقة من الإيطاليين (1943) انتقل عدد من أعضاء الجمعية إلى بنغازي. وهم أصلاً برقاويون، فكان من الطبيعي أن يستقروا هناك إلى أن يبت في أمر البلد الكبير: ليبيا.
عنيت الجمعية في بنغازي بالفقراء والمحتاجين، فآستهم وساعدتهم، واهتمت بالرياضة والكشافة، وأنشأت صفوفاً لتعليم الأميين، كما نظمت، عن طريق جمع التبرعات، إرسال بعض الشباب لمتابعة دراستهم في الخارج.
ومع شدة عناية الجمعية بالنواحي الثقافية فقد اضطرت إلى التوقف عن إصدار مجلتها "عمر المختار"، بسبب النفقات الباهظة.
في الناحية السياسية كانت الجمعية تسعى إلى أن تكون ليبيا وحدة سياسية كاملة. وكانت، حتى سنة 1949، قضية ليبيا مكان أخذ ورد في أروقة الأمم المتحدة وفي أروقة أخرى. وكان الطليان لا يزالون يحلمون في أن يكون لهم موطئ قدم في ليبيا.
والذي عرفته أنا، بعيد وصولي إلى بنغازي بأيام، هو أن أعضاء مجلس الجمعية الخمسة لا غبار على إخلاصهم للبلاد وقضيتها. لكن الذي عرفته أيضاً أن أولئك الذين يبحثون عن مصالحهم في كل مكان؛ كانوا مستعدين أن يشوهوا سمعة الجمعية كي يفيدوا هم. وتشويه السمعة معناه الإيقاع بين الجمعية والأمير.
وقد تعرفت بعد وصولي بنغازي بأيام إلى محمود مخلوف والحاج مهدي المطردي، وهما من أعضاء المجلس. وقد قامت بيننا صلة طيبة تحولت إلى صداقة متينة. فكانت أحاديثنا، في أكثر الأوقات، تتعلق بليبيا ومستقبلها. وأنا كامرئ كان قد فقد بلده، كنت أخشى على كل قطر عربي أن يفلت من أيدي أصحابه.
الثلاثاء 7/6/1949
*************************
*************************
مساء الخير أيتها الحبيبة.
مرّ بي اليوم الحاج عبد الهادي مرتضي، وهو شاب من شباب جمعية عمر المختار؛ مرّ بي في المكتب، وتحدثنا عما تحدثت أمس مع محمود، بوجوب مقابلة الأمير. وقد سرته الفكرة، وأعدت على مسامعه الصيغة التي قلتها أمس لزميله، فأعجب بها. وقد عرفت في المساء، الساعة السابعة، أن وفد الجمعية سيزور سمو الأمير يوم الخميس الساعة التاسعة والنصف صباحاً فسرني ذلك.
بعد ظهر اليوم، في الساعة 5.40، حضرنا حفلة شاي أقامها المؤتمر الوطني على شرف سمو الأمير، في قصر الأمير. وقد حضرها رجال المؤتمر الوطني، ورجال الإدارة البريطانية، وتكلم فيها رئيس المؤتمر الوطني، وهو أخو سمو الأمير، ثم رد عليه سمو الأمير. وانتهت الحفلة بذلك. وكانت جماهير كثيرة خارج القصر تستمع للخطابين بواسطة الميكروفون، وتهتف بحياة سمو الأمير.
مرّ بي اليوم الحاج عبد الهادي مرتضي، وهو شاب من شباب جمعية عمر المختار؛ مرّ بي في المكتب، وتحدثنا عما تحدثت أمس مع محمود، بوجوب مقابلة الأمير. وقد سرته الفكرة، وأعدت على مسامعه الصيغة التي قلتها أمس لزميله، فأعجب بها. وقد عرفت في المساء، الساعة السابعة، أن وفد الجمعية سيزور سمو الأمير يوم الخميس الساعة التاسعة والنصف صباحاً فسرني ذلك.
بعد ظهر اليوم، في الساعة 5.40، حضرنا حفلة شاي أقامها المؤتمر الوطني على شرف سمو الأمير، في قصر الأمير. وقد حضرها رجال المؤتمر الوطني، ورجال الإدارة البريطانية، وتكلم فيها رئيس المؤتمر الوطني، وهو أخو سمو الأمير، ثم رد عليه سمو الأمير. وانتهت الحفلة بذلك. وكانت جماهير كثيرة خارج القصر تستمع للخطابين بواسطة الميكروفون، وتهتف بحياة سمو الأمير.
الخميس 9/6/1949
*************************
*************************
سيكون الليلة عندنا في المنـزل حفلة وداع للدكتور أمين عوده، لأنه مسافر غداً إلى طبرق. وها أنا أكتب إليك بعد الظهر.
جاءني اليوم مكتوب من عبد الحافظ كمال، من طرابلس. إنه يدعوني لزيارتهم. كان اليوم عطلة عندنا، بمناسبة عيد جلالة الملك جورج، لكنني ذهبت إلى المكتب.
قابلت محمود مخلوف بعد زيارتهم للأمير، وقد كانوا كلهم مسرورين لزيارتهم له، ولأنه عدهم أبناءه، ورجاله. وقد شكرني على فكرتي واقتراحي بوجوب زيارة سمو الأمير.
اتصل بي المستر غوردن وأنا في المكتب، ودعاني لزيارته في البيت الساعة 12 ظهراً. فذهبت وقضيت معهم نحو الساعة، وقد تحدثنا كثيراً عن المعارف والمفتشين. وغوردن قرفان هو الآخر، لكنه لا يدري ما الذي يعمله.
بعد الغداء في المنـزل – استرحت، وها أنا أكتب إليك، حول الساعة الرابعة، وقد صنع الخادم لنا الشاي. وسنذهب بعد قليل (أمين وأنا) لمقابلة ضابط بوليس فلسطيني كان من تلاميذي في عكا، وأرجح أننا سنذهب معه لزيارة أحد الوجهاء الكبار، واسمه الحاج يوسف لنقي. هذا الرجل غني كبير، وقد كان يُمَوّل الأمير أثناء إقامته في مصر. والقصد من ذلك هو توصيل خبر للأمير عن تصرفات السيد علي صفي الدين وغيره من أهل المعارف، وترتيب زيارة لسمو الأمير.
إنني قررت يا مرغريت أن أقبل العمل في بيروت، خاصة وأنه أصبح لمدة ثلاث سنين، وبعد ذلك فليكن ما يكون، والله المدبر. هذا أحسن من جميع النواحي. ولكنني مع ذلك أريد أن تتضح الأمور لدى سمو الأمير. على أنني لن أستقيل الآن. سأستقيل في أوائل آب، أي سأشتغل هنا أربعة شهور وبضعة أيام، وذلك أحسن لنا. على أنني سأكتب للجامعة يوم الأحد أقبل العمل عندهم.
الموظفون هنا – المفتشون والنظار والمعلمون – كلهم أحزاب، وعائلات، وأسر، وجماعات، وكلهم لا يصلحون لشيء. المعلمون الذين لا يخصون الأسر والجماعات والعائلات والأحزاب طيبون جداً، لكنهم قلائل وبعيدون عن بنغازي. وأنا أربأ بوقتي وجهدي من أن يضيعا في مثل هذه الأمور. أنا أحب أن أشتغل في عمل منتج، وعمل الجامعة منتج.
جاءني اليوم مكتوب من عبد الحافظ كمال، من طرابلس. إنه يدعوني لزيارتهم. كان اليوم عطلة عندنا، بمناسبة عيد جلالة الملك جورج، لكنني ذهبت إلى المكتب.
قابلت محمود مخلوف بعد زيارتهم للأمير، وقد كانوا كلهم مسرورين لزيارتهم له، ولأنه عدهم أبناءه، ورجاله. وقد شكرني على فكرتي واقتراحي بوجوب زيارة سمو الأمير.
اتصل بي المستر غوردن وأنا في المكتب، ودعاني لزيارته في البيت الساعة 12 ظهراً. فذهبت وقضيت معهم نحو الساعة، وقد تحدثنا كثيراً عن المعارف والمفتشين. وغوردن قرفان هو الآخر، لكنه لا يدري ما الذي يعمله.
بعد الغداء في المنـزل – استرحت، وها أنا أكتب إليك، حول الساعة الرابعة، وقد صنع الخادم لنا الشاي. وسنذهب بعد قليل (أمين وأنا) لمقابلة ضابط بوليس فلسطيني كان من تلاميذي في عكا، وأرجح أننا سنذهب معه لزيارة أحد الوجهاء الكبار، واسمه الحاج يوسف لنقي. هذا الرجل غني كبير، وقد كان يُمَوّل الأمير أثناء إقامته في مصر. والقصد من ذلك هو توصيل خبر للأمير عن تصرفات السيد علي صفي الدين وغيره من أهل المعارف، وترتيب زيارة لسمو الأمير.
إنني قررت يا مرغريت أن أقبل العمل في بيروت، خاصة وأنه أصبح لمدة ثلاث سنين، وبعد ذلك فليكن ما يكون، والله المدبر. هذا أحسن من جميع النواحي. ولكنني مع ذلك أريد أن تتضح الأمور لدى سمو الأمير. على أنني لن أستقيل الآن. سأستقيل في أوائل آب، أي سأشتغل هنا أربعة شهور وبضعة أيام، وذلك أحسن لنا. على أنني سأكتب للجامعة يوم الأحد أقبل العمل عندهم.
الموظفون هنا – المفتشون والنظار والمعلمون – كلهم أحزاب، وعائلات، وأسر، وجماعات، وكلهم لا يصلحون لشيء. المعلمون الذين لا يخصون الأسر والجماعات والعائلات والأحزاب طيبون جداً، لكنهم قلائل وبعيدون عن بنغازي. وأنا أربأ بوقتي وجهدي من أن يضيعا في مثل هذه الأمور. أنا أحب أن أشتغل في عمل منتج، وعمل الجامعة منتج.
الجمعة 10/6/1949
*************************
*************************
سافر اليوم الدكتور أمين عودة إلى طبرق، وقد مر بنا في المكتب مودعاً.
وشغلت في الصباح بترتيب ما يتعلق بالامتحان، وعدت إلى المنـزل ظهراً للغداء، واسترحت بعد ذلك، ولكن قبل أن أتحدث عن اليوم، فلأتم لك حديث أمس.
ذهبنا مع سليمان السعدي لزيارة الحاج يوسف لنقي. أمين عودة يفضل أن يرجع إلى بنغازي، لأنه يمكنه أن يستفيد هنا أكثر من العيادة الخاصة. ويهمه أن يتصل بمن يسعى له عند الأمير لمساعدته. أما أنا فبعد أن عرفت رسمياً بخبر العريضة التي قدمت احتجاجاً علي قبل وصولي، أصبحت شديد الرغبة في مقابلة الأمير، لأن الذي قدم العريضة أحد أقاربه.
ومع أننا قضينا ساعة عند لنقي، فأنا واثق أنه لم يكن منها فائدة لأحد. ذلك أن كل واحد هنا – كل واحد من هؤلاء الناس المنفذين، له لسانان، إن لم يكن أكثر من ذلك. وفي هذا البلد رجل واحد قلبه ولسانه واحد، هو سمو الأمير، ولكن لا يصل إليه كل شيء، ولا يتسع وقته لكل شيء، وهذه هي الصعوبة.
على كل لا أعتبر زيارتي للنقي بدون فائدة، لأنني، كما تعرفين، أحب مقابلة الناس.
لما عدنا إلى المنـزل ضج الموجودون منا، فقد تأخرنا – عودة وأنا – كثيراً. وكان العشاء دجاجاً (روستو) وبطاطا وسلطة. وبهذه المناسبة نحن نصرف هنا على الأكل شركة. بمعنى أن أحدنا، وهو سوبر، يضبط الحساب، وفي نهاية الأسبوع يطالبنا، وحسابي للأسبوع الماضي، المنتهي اليوم، هو 302.5 قرش مصري، للأكل وأجرة الخادم (مع لوحين شوكولاته وصابونة)، وقد يكون الحساب في الأسبوع القادم أكثر لأن سفر أمين عودة يجعل حصة كل واحد أكبر قليلاً.
واليوم (الجمعة)، بعد أن استرحت بعد الغداء، جاء لزيارتي أحد نظار المدارس هنا، وتحدثنا عن دراسته للغة الإنكليزية الخ...
وفي الساعة السادسة جاء السيد علي صفي الدين، جاء ليصفي الجو، وليسحب استقالة حامد أفندي. وكان أن فتحت معه قضية العريضة التي قدمها للوالي، وبينت له أنه كان مخطئاً نحوي، وأساء إلي شخصياً، فاعتذر عنها، وليس هذا مهماً بالنسبة لي أبداً. ثم دعاني إلى بيته لشرب فنجان شاي، وهناك جاء حامد الشويهدي، وتحدثنا قليلاً.
وعدت متأخراً عن العشاء، لكنهم كانوا ينتظرونني، وها أنا بعد أن تعشينا، وقرأت قليلاً، جالس أكتب إليك، لكنني سأذهب للنوم مبكراً لأنني أود أن أذهب إلى قاعة الامتحان في صباح الغد.
وشغلت في الصباح بترتيب ما يتعلق بالامتحان، وعدت إلى المنـزل ظهراً للغداء، واسترحت بعد ذلك، ولكن قبل أن أتحدث عن اليوم، فلأتم لك حديث أمس.
ذهبنا مع سليمان السعدي لزيارة الحاج يوسف لنقي. أمين عودة يفضل أن يرجع إلى بنغازي، لأنه يمكنه أن يستفيد هنا أكثر من العيادة الخاصة. ويهمه أن يتصل بمن يسعى له عند الأمير لمساعدته. أما أنا فبعد أن عرفت رسمياً بخبر العريضة التي قدمت احتجاجاً علي قبل وصولي، أصبحت شديد الرغبة في مقابلة الأمير، لأن الذي قدم العريضة أحد أقاربه.
ومع أننا قضينا ساعة عند لنقي، فأنا واثق أنه لم يكن منها فائدة لأحد. ذلك أن كل واحد هنا – كل واحد من هؤلاء الناس المنفذين، له لسانان، إن لم يكن أكثر من ذلك. وفي هذا البلد رجل واحد قلبه ولسانه واحد، هو سمو الأمير، ولكن لا يصل إليه كل شيء، ولا يتسع وقته لكل شيء، وهذه هي الصعوبة.
على كل لا أعتبر زيارتي للنقي بدون فائدة، لأنني، كما تعرفين، أحب مقابلة الناس.
لما عدنا إلى المنـزل ضج الموجودون منا، فقد تأخرنا – عودة وأنا – كثيراً. وكان العشاء دجاجاً (روستو) وبطاطا وسلطة. وبهذه المناسبة نحن نصرف هنا على الأكل شركة. بمعنى أن أحدنا، وهو سوبر، يضبط الحساب، وفي نهاية الأسبوع يطالبنا، وحسابي للأسبوع الماضي، المنتهي اليوم، هو 302.5 قرش مصري، للأكل وأجرة الخادم (مع لوحين شوكولاته وصابونة)، وقد يكون الحساب في الأسبوع القادم أكثر لأن سفر أمين عودة يجعل حصة كل واحد أكبر قليلاً.
واليوم (الجمعة)، بعد أن استرحت بعد الغداء، جاء لزيارتي أحد نظار المدارس هنا، وتحدثنا عن دراسته للغة الإنكليزية الخ...
وفي الساعة السادسة جاء السيد علي صفي الدين، جاء ليصفي الجو، وليسحب استقالة حامد أفندي. وكان أن فتحت معه قضية العريضة التي قدمها للوالي، وبينت له أنه كان مخطئاً نحوي، وأساء إلي شخصياً، فاعتذر عنها، وليس هذا مهماً بالنسبة لي أبداً. ثم دعاني إلى بيته لشرب فنجان شاي، وهناك جاء حامد الشويهدي، وتحدثنا قليلاً.
وعدت متأخراً عن العشاء، لكنهم كانوا ينتظرونني، وها أنا بعد أن تعشينا، وقرأت قليلاً، جالس أكتب إليك، لكنني سأذهب للنوم مبكراً لأنني أود أن أذهب إلى قاعة الامتحان في صباح الغد.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5593
العمر : 55
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» "رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د . نقولا زيادة الجزء 4
» "رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د. نقولا زيادة الجزء 2
» "رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د. نقولا زيادة الجزء 1
» أمريكي يتلقى رسائل إلكترونية من والده.. الراحل
» عاااجل علي برقة رفض مخطط زيادة اسعار التذاكر
» "رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د. نقولا زيادة الجزء 2
» "رسائل من برقة" بقلم المؤرخ الراحل د. نقولا زيادة الجزء 1
» أمريكي يتلقى رسائل إلكترونية من والده.. الراحل
» عاااجل علي برقة رفض مخطط زيادة اسعار التذاكر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR